مهدي مالك Ýí 2025-04-25
لماذا يعادي التيار الإسلامي السياسي المشروع الثقافي و السياسي للحركة الامازيغية الجزء الاول ؟
مقدمة متواضعة
منذ ثلاثينات القرن الماضي حدث انقلاب عظيم لدى النخبة المسماة بالوطنية و المسماة بالسلفية و المنحدرة أساسا من مدن المركز أي فاس و الرباط و سلا بوصفها حاملة لثقافة المخزن التقليدي التي تسمى بالعربية الإسلامية ...
ان هذا الانقلاب العظيم قد حدث نتيجة عوامل عدة مثل وصول أولى التاثيرات من المشرق العربي من قبيل القومية العربية بفضل سفيرها شكيب ارسلال الذي زار مدينة تيطاوين او تطوان للاجتماع مع الوطنيين صيف سنة 1930 .
و من قبيل السلفية الدينية المتواجدة داخل مدن المركز أصلا كتطبيق الشريعة الإسلامية و حدودها الخ غير ان الشيء الجديد الذي دخل من هناك هو أفكار جماعة الاخوان المسلمين او بعضها على اقل في تلك المرحلة حسب اعتقادي المتواضع لان المغرب لم يعرف تأسيس أولى تيارات الإسلام السياسي الا بعد سنة 1956 ..
مثل بروز نية لترسيم العرف الامازيغي أي القوانين الوضعية الامازيغية داخل الدولة الوطنية التي ستركها فرنسا فيما بعد عبر ظهير 16 ماي 1930 المنظم لسير المحاكم العرفية في المناطق ذات العوائد البربرية كما تسمى في اللغتان الفرنسية و العربية على حد السواء حيث ان هذا الظهير الوطني باعتباره وقعه سلطان المغرب حينها أي محمد الخامس و باعتباره قد جاء لتنظيم شيء اصيل في بلادنا لقرون عديدة ما قبل الإسلام و بعده .
و رغم كل هذه الحجج التاريخية و الدينية و الاجتماعية قامت الحركة الوطنية تفكر في الانقلاب على هذا الظهير و من خلاله على المرجعية الامازيغية الإسلامية برمتها حيث انها فكرت في اول الامر في القول ان هذا الظهير يستهدف النيل من سلطات الملك لكن هذه الحجة تعتبر ضعيفة للغاية على اعتبار سلطات الملك السياسية هي محدودة في مدن المركز و اما سلطاته الروحية و الدينية كامير المؤمنين و كحامي الملة و الدين فانها شاملة للتراب الوطني بدون ادنى شك .
و في نهاية المطاف توصلت ما يسمى بالحركة الوطنية الى فكرة خطيرة و ستتحول ما بعد الاستقلال الشكلي الى أيديولوجية في غاية الاحتقار و السخافة باعتبارها اعتمدت على الأسس الأيديولوجية التي تخالف بشكل قاطع مع منطق التاريخ و النزعة الدينية القوية و العقلانية لدى اجدادنا الامازيغيين منذ نجاح ثورتهم ضد اعراب بني امية سنة 740 ميلادية الى تاريخ صدور هذا الظهير الوطني سنة 1930 ميلادية..
و تقول هذه الفكرة ان ظهير 16 ماي 1930 او المسمى بالظهير البربري قد أصدره الاستعمار الفرنسي بغية التفريق بين الامازيغيين باعتبارهم اغلبية عظمى في بلاد المغرب وقتها و العرب باعتبارهم اقلية صغيرة قد جاءت الى المغرب منذ العهد الموحدي ضمن سياق تاريخي معروف.
و بالتالي تم ادماج هذه الأقلية في هوية الأغلبية الامازيغية فاصبحت بذلك امازيغية من الناحية الثقافية او اللغوية و حتى الدارجة في ذات نفسها التي يتحدث بها من يعتبر نفسه عربي بالنسب الشريف او بالولاء الأيديولوجي للمشرق العربي عن طريق القومية العربية او عن طريق الإسلام السياسي هي في نهاية المطاف خلط و تفاعل إيجابي بين اللغة الامازيغية و اختها في الإنسانية أولا ثم في الدين الإسلامي أي اللغة العربية ..
و تقول هذه الفكرة الخطيرة و الحقيرة للغاية بدون أي حياء او خجل ان هذا الظهير يدعو هكذا الى تنصير الامازيغيين دون أي اعتبار لهم على الاطلاق بصفتهم البناة الحقيقيين للحضارة الإسلامية ليس في المغرب فقط او في شمال افريقيا فقط بل في جنوب الصحراء الافريقية و في الاندلس ل 8 قرون من الزمان .
انني اقصد بالحضارة الإسلامية كل ما انتجه الامازيغيين طيلة المرحلة الإسلامية من المعمار و الكتب سواء باللغة الامازيغية بالحرف العربي من طبيعة الحال او باللغة العربية بذات نفسها و من العادات الدينية المستحدثة أي انها لم تكن في العهد النبوي المقدس بالنسبة لي على اقل او في عهد خلفاءه الراشدون الخ مثل قراءة الحزب الراتب من القران العظيم بعد صلاة الصبح و بعد صلاة المغرب منذ العهد الموحدي الى الان حيث عندما أكون في قرية الوالدين نواحي إقليم اكادير استمع بهذه القراءة المباركة التي تعلو في الافاق حيث انها تذكرنا بعظمة حضارتنا الامازيغية الإسلامية .
و مثل رفع الاذان باللغة الامازيغية في العهد الموحدي كامبرطورية كبرى و اشك شخصيا ان هذه العادة قد استمرت الى ما بعد العهد الموحدي و الله اعلم و بالإضافة الى تأسيس المدارس العتيقة في سوس العالمة منذ قرون من الزمان قصد تعليم القران الكريم و العلوم الإسلامية التقليدية و علوم العصر في عهد من العهود مثل علم الفلك و علم التوقيت الخ ......
مثل العادات الاجتماعية و الفنية و القانونية من قبيل الاحتكام الى القوانين الوضعية الامازيغية كما يفعل المغاربة قاطبة منذ سنة 1956 الى الان مع القوانين الوضعية الفرنسية حيث ان هذه القوانين الوضعية الامازيغية هي تعبر عن مدى وعي اجدادنا الكرام بضرورة التمييز الإيجابي بين الدين كنصوص جامدة كما يعتقد في القرون الماضية في المشرق العربي بشكل كبير و في المغرب بشكل اقل من ذلك و الشأن العام ببعده القانوني و التشريعي..
ان اجدادنا الكرام كانوا يطبقون الشريعة الإسلامية لكن بالعقل او ما قاله الأستاذ محمد شفيق اطال الله في عمره بحكم ان القوانين الوضعية الامازيغية تعتبر في نهاية النطاف نتاجا خالصا لحضارتنا الامازيغية الإسلامية التنويرية و اتكرر التنويرية أي بمعنى اخر ان المسماة بالحركة الوطنية قد قامت بانقلاب عظيم على مرجعيتنا الامازيغية الإسلامية برمتها بعد صدور ظهير 16 ماي 1930 بالتظاهر في مدن المركز فقط و قراءة اللطيف في مساجدها بدون أي اعتبار او احترام لازيد من 30 سنة من مقاومة القبائل الامازيغية على طول البلاد و عرضها ضد الاستعمار المسيحي ببعده الفرنسي و الاسباني منذ أواخر القرن التاسع عشر الى سنة 1934..
بمعنى ان كل هذا كان مجرد مسرحية سياسية و أيديولوجية للداخل و الخارج عبر ارسال الراحل المكي الناصري الى القاهرة انذاك لحضور المؤتمر الإسلامي بغية تشويه الحقائق حول الامازيغيين باعتبارهم اصلا عملاء لفرنسا و هويتهم الاصيلة ما قبل الإسلام و ما بعده هي صناعة فرنسية خالصة للغاية..
ادا سلمنا بصحة ما ذهبت اليه الحركة الوطنية السلفية من الأفكار و المرجعيات فما هو التفسير العقلاني لخروج المرحوم سيدي المختار السوسي قليلا عن المسار الديني و الأيديولوجي لتلك الحركة بغية كتابة 20 جزء من موسوعة المعسول حول تاريخ سوس و حضارته العظيمة و الجامعة بين الامازيغية و الإسلام منذ أواسط الاربعينات في قريته الاصلية نواحي إقليم تيزنيت ..
ان المرحوم سيدي المختار السوسي الذي يعتبر احد مؤسسي للحركة الوطنية الى جانب الراحل علال الفاسي و الراحل المكي الناصري الخ و كان وزيرا للاوقاف و الشؤون الإسلامية بعد الاستقلال الشكلي مباشرة .
انني اعتقد و الله اعلم ان هذا الرجل الوطني بالصدق قد شعر بالفرق الشاسع بين المركز و الهامش على مختلف المستويات و الأصعدة و كان يسمع كلام اصدقاءه المهين تجاه الامازيغية بكل ابعادها من الصناعة الفرنسية الى الجاهلية فاراد ان يجمع كل ما يتعلق بتاريخ منطقة سوس و حضارتها في كتبه الكثيرة دون الخروج عن ثوابت دولة الاستقلال أي العروبة و الإسلام او مناقشة ما يسمى بالظهير البربري علانية آنذاك أي أواسط خمسينات القرن الماضي ليظهر جانبا من حضارة سوس الدينية و الثقافية أي الشلحية وقتها في اطار تقديسه للغة العربية باعتبارها لغة القران الكريم و لغة اهل الجنة و كذلك اهل النار بهذا المنطق السلفي و الكافر بإرادة الله و بعدله بين عباده المؤمنين رغم اختلاف لغاتهم و الوان بشرتهم كما نصه القران الكريم .
اذن ان سيدي المختار السوسي رحمه الله هو الشاهد على الانقلاب العظيم الذي وقع للامازيغية من المرجعية التنظيمية لجل التراب الوطني حسب خرائط سنة 1912 الى مجرد مؤامرة استعمارية فرنسية للتفريق و التنصير سنة 1930 بصدور ما يسمى بالظهير البربري ..............
و للحديث بقية
توقيع المهدي مالك
لماذا يعادي التيار الإسلامي السياسي المشروع الثقافي و السياسي للحركة الامازيغية الجزء الاول ؟
ماهية اهم معالم سياسة الدولة المغربية الجديدة اتجاه الشأن الامازيغي ؟
ماهية اهم ثمار نشوء الحركة الثقافية الامازيغية في مغرب الاستقلال و الحرية الجزء الثاني و الاخير ؟
ماهية اهم ثمار نشوء الحركة الثقافية الامازيغية في مغرب الاستقلال و الحرية الجزء الأول ؟
ماهية اهم ثمار نشوء ما يسمى بالحركة الوطنية المغربية ببلادنا ؟
دعوة للتبرع
إثم الحاكم : لو اصدر الحاك م قانون يخالف القرآ ن الكري م ...
ثلاثة أسئلة : عن الاست خفاف والاس تعباط أسئل ة ثلاثة...
هجوم علينا: حسبي الله ونعم الوكي ل فيكم يا ضالين يا مضلين...
أتستبدلون: ما معنى ( أتستب دلون الذى هو أدنى بالذى هو خير )...
الزنا وأشياء أخرى: الزنا بين رجل وامرأ ة محرم هو يكون بتراض ي ...
more