ترامب يضغط على شركات الأدوية ويصعّد الحرب التجارية: تهديدات بخفض الأسعار وفرض رسوم جديدة
في خطوة مزدوجة تعكس تصعيدًا لافتًا في سياساته الاقتصادية، وجّه الرئيس الأميركي دونالد ترامب رسائل تحذيرية إلى كبريات شركات الأدوية العالمية مطالبًا إياها بخفض أسعار الأدوية في السوق الأميركية، فيما يستعد لتوقيع أوامر تنفيذية جديدة لفرض رسوم جمركية على عدد كبير من الشركاء التجاريين تدخل حيّز التنفيذ ابتداءً من غد الجمعة. وترامب، الذي لطالما انتقد الفجوة بين أسعار الأدوية في الولايات المتحدة والدول الأخرى، بعث برسائل مباشرة إلى 17 من أكبر شركات صناعة الأدوية في العالم، من بينها "إيلاي ليلي" و"نوفو نورديسك" و"فايزر"، مطالبًا إياها بتعديل الأسعار الأميركية لتتناسب مع نظيرتها العالمية، خاصة على صعيد الأدوية الجديدة.
وهدد الرئيس الشركات باتخاذ إجراءات صارمة خلال 60 يومًا إذا لم تلتزم طوعًا بخفض أسعار الأدوية المخصصة لبرنامج "ميديكيد"، وضمان ألا تتجاوز أسعار الأدوية المستقبلية المعدلات العالمية. وقال في إحدى الرسائل المنشورة على منصته الاجتماعية إن الإدارة "ستستخدم كل الأدوات المتاحة لحماية العائلات الأميركية من ممارسات التسعير الجائرة". وشملت مطالب ترامب أيضًا أن تقدم الشركات بعض الأدوية واسعة الاستخدام مباشرة للمرضى، بنفس أسعار الخصومات التي تمنحها حاليًا لشركات التأمين، وفقاً لتفاصيل أوردتها "بلومبيرغ".
ورغم أن مقترح ترامب يركز بشكل أساسي على الأدوية الجديدة، وليس من الواضح ما إذا كانت هذه الخطوة ستترجم إلى انخفاض ملموس في الأسعار بالنسبة للمستهلك الأميركي، خصوصًا أن شركات الأدوية ملزمة بالفعل بتقديم خصومات كبيرة للمشاركة في برنامج "ميديكيد". وبينما عبّر القطاع عن قلقه من تأثير ربط الأسعار عالميًا على الابتكار في الأبحاث الدوائية الأميركية، أبدى البعض انفتاحًا نسبيًا. إذ قال الرئيس التنفيذي لشركة "أسترازينيكا" باسكال سوريو، هذا الأسبوع، إن الوضع الراهن "غير قابل للاستدامة"، في خروج نادر عن موقف الصناعة التقليدي.
رسوم ترامب الجديدة تُربك الأسواق وتضغط على الحلفاء
وفي موازاة تصعيده في ملف الأدوية، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض كارولين ليفيت أن ترامب سيوقّع مساء الخميس أمرًا تنفيذيًا بفرض تعرفات جمركية جديدة تدخل حيز التنفيذ الجمعة، مشيرة إلى أن الرسوم الجديدة ستكون "متبادلة" وتستهدف شركاء تجاريين محددين. والقرارات الجديدة تأتي بعد سلسلة من الرسائل والتصريحات التي وجّهها ترامب خلال الشهر الماضي، أعلن فيها عن تعرفات جديدة طاولت تقريبًا كل الدول، قبل أن يجمّد التنفيذ مرتين لمنح فرصة إضافية للتفاوض. وقد توصلت الإدارة بالفعل إلى اتفاقات مع الاتحاد الأوروبي والمملكة المتحدة واليابان وكوريا الجنوبية، فيما فُرضت تعرفات أحادية الجانب على دول مثل الهند والبرازيل.وتُركت الأمور غامضة بشأن أكثر من 150 دولة لم تُنهِ مفاوضاتها بعد. ووفقًا لتصريحات سابقة لترامب، ستتلقى هذه الدول رسائل بفرض رسوم عامة تتراوح بين 10% و15%، إلا أن ليفيت رفضت تأكيد ما إذا كانت هذه الخطة لا تزال قائمة.
وقالت المتحدثة: "كل الدول التي لم تتوصل إلى اتفاق أو تلقت رسائل سابقة ستتلقى ردًا من الإدارة قبل منتصف الليل". وأضافت أن المحادثات مستمرة حتى اللحظة الأخيرة، ملمّحة إلى إمكانية التوصل إلى اتفاقات إضافية، كما حدث مع تايلند وكمبوديا مؤخرًا. وفي تحرك لافت، قرر ترامب تمديد الاتفاق التجاري الحالي مع المكسيك 90 يومًا مانحًا الطرفين مزيدًا من الوقت للتفاوض، رغم تصريحاته السابقة التي أكدت أن مهلة 1 أغسطس/آب "لن تُمدد".
اجمالي القراءات
69