مهدي مالك Ýí 2025-05-23
مهام التنوير الإسلامي في منطقة شمال افريقيا و في
منطقة الشرق الأوسط بعد مرور اكثر 40 عام من الجاهلية الوهابية ؟
مقدمة متواضعة
انني لست هنا الا مجرد تلميذ بين تلاميذ مدارس التنوير الإسلامي منذ سنة 2012 في المغرب حيث كنت مجرد مستمع لمحاضرات الأستاذ عصيد الغني عن التعريف و حواراته الشيقة مع رموز التيار الإسلامي السياسي ببلادنا وقتها أي مع بداية قيادة الإسلاميين للحكومة المغربية.
و في صيف 2012 قد خرج الفيلم المسيء للرسول الاكرم في الولايات المتحدة الامريكية فقامت ضجة عظمى في العالم الاسىلامي كالعادة فخرج الأستاذ عصيد آنذاك كعادته كرمز من بين رموز التيار التنويري بالمغرب في فيديو نادر يقول فيه ان اغلب ما جاء به هذا الفيلم المسيء للرسول الاكرم هو موجود في كتب التراث الإسلامي البشري بعد اكثر من 200 سنة من وفاة رسول الله عليه الصلاة و السلام .
و في منتصف سنة 2013 قد ظهرت ما تسمى بقضية اسلم تسلم التي فجرها الأستاذ عصيد من اجل اصلاح مقرر التربية الإسلامية عند الأطفال الصغار من خلال حذف مضامين العنف و الغزوات لان الدين الإسلامي يتوفر أصلا على قيم عليا كما شرحته طيلة هذه الشهور من الاشتغال الدائم على هذه المقالات المتواضعة بمعنى ان الأستاذ عصيد لم يستهدف الإسلام او رسوله الاكرم باي شكل من الاشكال بالنسبة لي على اقل ..
و انما استهدف التيار الديني الدخيل من المشرق العربي على فترات منذ سنة 1930 الى سنة 1979 أي فكر الاخوان المسلمين و الجاهلية الوهابية أي ان الأستاذ عصيد قد استهدف تحريك المياه الراكدة في العقلية الدينية السائدة لدى نخبتنا الدينية الرسمية و لدى التيار الإسلامي السياسي كما فعل امثاله في مصر او في سوريا الخ في سياقنا الحديث أي بعد مرور اكثر من 40 سنة من الصحوة المسماة بالاسلامية و اثارها السلبية في الوعي الجمعي الديني لدى العوام و لدى الخواص على حد السواء...
و في سنة 2015 شاهدت فيديوهات الأستاذ احمد صبحي منصور المعروف انه هرب من بلاده مصر مع اولاده الى الولايات المتحدة الامريكية سنة 2006 ليؤسس موقع اهل القران باعتبارها فكرة تنويرية لتصحيح صورة الإسلام كدين علماني و مدني حسب ما ذهب اليه استاذنا الجليل في فيديوهاته و المئات من مقالاته المتميزة.
لقد انضمت الى هذا الموقع منذ 2016 ككاتب متواضع بالمجان و بالحب و الإصرار على تشريف ثقافتي الامازيغية الإسلامية و نضالنا الامازيغي السياسي الان و كذلك المشاركة الفعالة انشاء الله في هذا المشروع الضخم أي التنوير الإسلامي او كما اسميه شخصيا .........
و في دجنبر 2019 بدات رحلتي الشيقة مع كتب الدكتور محمد شحرور رحمه الله حيث استفدت من كتبه القيمة الكثير من الدروس و العبر في كتاباتي التنويرية المتواضعة للغاية باعتباري مجرد تلميذ لهذه المدارس الفاتحة للعقل الإسلامي لكي يجتهد ما بعد سقوط ما يسمى بالخلاقة الإسلامية و ما بعد فشل ما يسمى بالصحوة الإسلامية الذريع في العديد من الأمور ذكرت بعضها في مقالي الماضي و ساذكر بعضها الاخر بعد حين ..
و بالإضافة انني ابن الحضارة الامازيغية الإسلامية العقلانية منذ قرون من الزمان حيث انها استقلت عن خلافة بني امية المارقة منذ سنة 740 ميلادية الى سنة 1956 ميلادية أي سنة حصول المغرب على استقلاله الشكلي من الجمهورية الفرنسية على كل الأحوال ..
انني اعتقد اعتقاد حاسم للغاية لو لم تؤسس ما تسمى بالحركة الوطنية عندنا في سنة 1930 لاصبح المغرب بعد استقلاله نموذج فريد على صعيد عالمنا الإسلامي كله في الديمقراطية و في العلمانية و في الفدرالية انطلاقا من ميراث اجدادنا الامازيغيين المسلمين السياسي و القانوني و الديني بطبيعة الحال أي ان الفاعل السياسي الامازيغي هو مدرك تام الادراك هذه الأشياء الجوهرية و كذا الفاعل المدني الامازيغي طبعا لكن هذا الميراث ظل مهمش تهميشا رهيبا الى حد الان داخل المدرسة المغربية و داخل الحقل الديني الرسمي الخ
..
انني اشير باختصار شديد ان المغرب في السياق الحديث أي منذ سنة 1956 الى الامس القريب أي سنة 2015 على اقل لم يعرف اية حركة للتنوير الإسلامي أي نقد التراث الإسلامي من خلال تنظيفه من الاحاديث المنسوبة للرسول الاكرم و التي تتعارض بشكل صريح مع كتاب الله و مع العقل السليم و مع العلم الحديث و هناك محاولات محترمة للتنوير الإسلامي بالمغرب من قبيل الأستاذ رشيد ايلال الذي اصدر كتابه صحيح البخاري نهاية اسطورة سنة 2017 كاجتهاد شخصي لتحريك العقل الإسلامي للتفكير و ممارسة النقد تجاه الفكر الديني و ليس تجاه الدين نفسه و على كل الاحوال انني احترم أفكاره و اختلف معه في بعضها حيث في نهاية المطاف اننا بشر نصيب و نخطئ و أتمنى له التوفيق في كتابه القادم حول المراة و الحجاب.
و من قبيل الدكتور محمد فايد الذي بدا مساره التنويري الناجح منذ 2023 على يوثيوب محاول نشر الوعي بخطر الكهنوت الديني ببعده الوهابي و ببعده الاخواني و محاول احياء فلسلفة ابن رشد الرائعة و يطرح الأسئلة العميقة للناس الخ من مواضيعه الشيقة بالنسبة لي.........
و من قبيل الأستاذ عبد الوهاب رفيقي الذي كان سلفي بحكم محيطه العائلي و اعتقل في اعقاب احداث 16 ماي 2003 الإرهابية بقلب المغرب الاقتصادي أي الدار البيضاء و ثم خرج سنة 2012 بثياب التنوير و الاقبال على الحياة و هو الان مستشار لدى وزير العدل الحالي بحكم تكوينه العميق في التراث الاسلامي ..................
الى صلب الموضوع
ان الجاهلية الوهابية قد استعمرتنا كشعوب إسلامية منذ ما يقارب من 40 سنة من التجييش الأيديولوجي و السياسي و القيمي داخل المساجد و داخل البرامج الدينية سواء عبر الإذاعات و القنوات التلفزيونية الوطنية و الفضائيات الدينية و العابرة للقارات...
و عبر الجمعيات ذات الصبغة الدينية و القريبة من التيار الإسلامي السياسي و العاملة طيلة هذه العقود على ترسيخ قيم الجاهلية الوهابية مثل عورة المراة و يجب ان تبقى في البيت و لا يجوز العمل كاي انسان حر له شرف تحت ذريعة الاختلاط بالرجال أي ان الفقه القديم لا يرى أي مانع ان يستمتع الرجل بالنظر الى الجواري بلا ملابس داخلية في أسواق النخاسة الخ مثل في الأفلام الإباحية بشكل صريح لكنه يحرم عليه اي الرجل ان يتعامل مع المراة الحرة بالاحترام الشديد في العمل في الدولة الحديثة سبحان الله العالي العظيم على مفارقات الفقه القديم العظيمة ....
و عندما يتربى الطفل الصغير على هذه الجاهلية فانه سيصبح حين يكبر مشروع متكامل الأركان للارهاب باسم الإسلام او للالحاد لان الوهابية قد قدمت نفسها بصفتها مالكة للحقيقة المطلقة و للنسخة الاصيلة للاسلام و للفرقة الناجية ك ان الله له شريك في الملك و هذا الشريك هو السلف الصالح قديما و الوهابيين و الإسلاميين حديثا حيث يملكون سلطة العقاب او التواب باعتبارهم شركاء لله في الملك.
و عندما يصير أي شيخ وهابي او سلفي على اتهامنا في ديننا و في شرفنا و في وطنيتنا باعتبارنا نفضح الوثائق السرية التي ستظهر عندما تقوم الخلافة المسماة بالاسلامية من جديد لا قدر الله حيث ان هؤلاء المشايخ يعتبرون ان الغرب هو المصدر الوحيد للانحلال الأخلاقي من قبيل العلاقات الرضائية خارج اطار الزواج و من قبيل المثلية الجنسية ...
و بينما في نموذج خلافتهم التاريخي كان أخلاقي الى حد الملائكة لا فجور في هذا النموذج التاريخي و لا دعارة و لا مثلية جنسية على الاطلاق كما يتوهم عامة المسلمين الذين يجلسون في المساجد بغية الاستماع لدرس ديني بالتاطير الأيديولوجي و السياسي من طرف هؤلاء القوم حول عذاب القبر و ان جيلنا الحالي هو بعيد كل البعد عن الدين الصحيح الذي كان عند سلفهم الصالح منذ 1200 سنة الى الوراء أي ان الإسلام هو غير صالح لكل زمان و مكان حسب هذه الفكرة الماضوية التي خربت العقول و الأوطان من قبيل السودان و العراق و سوريا و ليبيا ..
ان مهام التنوير الإسلامي كما اسميه بكل التواضع هي مهام ثقيلة بعد اكثر من 40 سنة من الاحتلال الوهابي الأيديولوجي و السياسي داخل مجتمعاتنا الإسلامية عبر المؤسسات الدينية الرسمية و عبر التيار الإسلامي السياسي علما ان هذه المجتمعات او بعضها كانت تعيش على حضارتها الإسلامية الخصوصية مثل اجدادنا الامازيغيين في شمال افريقيا علما ان الخلافة العثمانية لم تستطيع احتلال المغرب نهائيا.............
و جنوب الصحراء الافريقية كامتداد طبيعي للعمق الحضاري الامازيغي الإسلامي للمغرب و خير مثال على ذلك هو انتشار الطرق الصوفية المغربية و انتشار اللغة الامازيغية في أسماء الأماكن الجغرافية و أسماء الصلوات الخمس في دولة مالي حسب ما سمعته مؤخرا أي ان حضارات شمال افريقيا و جنوب الصحراء الافريقية كانت إسلامية منذ قرون طويل دون الحاجة الى أي احتلال وهابي أيديولوجي و سياسي بالتنسيق مع التيار الإسلامي السياسي..
ان مهام التنوير الإسلامي في شمال افريقيا و في الشرق الأوسط هي ثقيلة و كثيرة و متداخلة بين الحقول و الميادين حيث ان الإسلام كقيم عليا و حضارية يستحق ان يكون مثال حضاري لمسايرة الزمان و المكان تصديقا لمقولة ان الإسلام هو صالح لكل زمان و مكان حيث انظروا الى المسيحية الان هل ماتت او اقبرت بعد قرون من الإصلاح الديني و نشوء الدول الحديثة في الغرب المسيحي على أساس الديمقراطية و العلمانية أي الفصل التام بين الدين و الدولة و ليس بين الدين و المجتمع كما كان يقوله الراحل السيد القمني و اختلف معه في هذه النقطة و في نقاط أخرى ..
اننا نشاهد جميعا احتفالات أعياد الميلاد في القنوات التلفزيونية الفرنسية أي ولادة سيدنا عيسى عليه السلام بمعنى ان الدين المسيحي مازال له مكانته العظيمة في الغرب ضمن الدول الحديثة و مازال تأثيره قوي في تلك المجتمعات..
و حتى المسلمين المقيميين هناك يمكنهم بناء مساجدهم في أوروبا و في أمريكا بفضل العلمانية الغربية حيث لا أقول ان الغرب المسيحي هو جنة الديمقراطية و حقوق الانسان و التسامح الديني بالإطلاق لكنه بالمقارنة مع ما تعيشه مجتمعاتنا الإسلامية من مظاهر التخلف و مظاهر الرجعية الدينية بالأساس قد اصبح هذا الغرب المسيحي لنا نموذج كوني للأسف الشديد ...
انني أتساءل هنا متى سنصبح مثال حضاري انطلاقا من جذورنا المتعددة من الناحية الثقافية و اللغوية تصديقا لاية كريمة من القران المجيد حيث تقول معناها ان الله سبحانه و تعالى قد خلقنا شعوبا و قبائل للتعارف و ان معيار الكرم لدى الله هو التقوى و ليس الفرقة الناجية او الرجوع الكلي الى السلف الصالح كما يسمى على الاطلاق ...
توقيع المهدي مالك
ماهية الجذور المعاصرة للارهاب باسم الدين الإسلامي ؟
هل يمكن للمسلم المعاصر ان يعيش تدينه و في نفس الوقت ان يتمسك بقيم عصره المتغيرة ؟
لماذا يعادي التيار الإسلامي السياسي المشروع الثقافي و السياسي للحركة الامازيغية الجزء الرابع ؟
دعوة للتبرع
عقد القران والزواج : في دول الغرب المسا جد الرئي سية لا تعقد...
ظالم لزوجته .!: السؤ ال : مات زوجتى وتركت لى ثلاثة اطفال...
النبى والامازيغية: سلام عليكم و عيدك سعيد ،يقال ان و فد مؤلف من...
بقيمته الحقيقية : فى عام 1987 إحتاج أخى الى مبلغ 20 ألف جنيه . اعطيت...
حُكم الجهل لا الشرع : يكرر شيوخ الدين السني المتش ددين منهم عن...
more