لماذا يعادي التيار الإسلامي السياسي المشروع الثقافي و السياسي للحركة الامازيغية الجزء الخامس و الاخير ؟

الدخول الى المسالة السياسية الامازيغية و تعارضها مع مشروع التيار الإسلامي السياسي ببلادنا

ان حاجة المغرب الى النظام الفدرالي ليس وليد تأسيس الحزب الديمقراطي الامازيغي المغربي سنة 2005 باعتباره اول حزب ينطلق من ما اسميها بالمرجعية الامازيغية الإسلامية و يسمى جل اصدقاءنا بالمرجعية الامازيغية فقط حيث ساشرح هذه النقطة بالتحديد اثناء هذا المقال الطويل ..

لقد  جاء المطلب الفدرالي او فرض نفسه على الحركة السياسية الامازيغية بالقوة   بعد عقود طويلة من مركزية الدولة المغربية منذ سنة 1956 الى الان رغم جهود الملك محمد السادس التنموية و الإصلاحية المشكورة طيلة  25 سنة من عهده السعيد .

لكن ميراث مركزية الدولة المغربية في عهد المرحومان الملكان محمد الخامس و الحسن الثاني مازال قوي و ذو جذور عميقة  في عقلية الإدارة المركزية او  المحلية يضع العديد من العراقيل امام انتقال بلادنا من منطق المركزية المفرطة الى دولة الجهات بصريح العبارة رغم ان المغرب قد تبنى الجهوية الموسعة او المتقدمة رسميا منذ الإصلاح الدستوري لصيف سنة 2011  لكن احداث حراك الريف التي وقعت للأسف الشديد دون الدخول في تفاصيلها المعروفة قد كشفت لنا عن وجود ميراث الماضي الثقيل بشكل قوي بين احضاننا عموما و بين أحضان منطقة الريف الجريحة خصوصا......

و في عهد المرحوم الحسن الثاني حسب ما اتذركه كطفل  معاق وقتها عاش في مدينة اكادير منذ سنة 1992 و كانت مدينة اكادير مهمشة تهميشا للغاية على كافة الأصعدة و المستويات بما فيها مراكز لاستقبال الأطفال المعاقين لان الوالد ظل يفكر في طريقة تعليمي و ترويضي و اخراجي من البيت منذ ذلك الوقت المبكر أي سنة 1992 أي سنة انتقالنا من مدينة الدار البيضاء الى مدينة اكادير للاستقرار و العيش فيها الى الان أي 33 عام ..........

آنذاك أي في سنة 1992 لا يوجد أي مركز او مؤسسة لاستقبال الأطفال المعاقين في مدينة اكادير باعتبارها كانت عاصمة جهة سوس ماسة درعة وقتها أي ان مدينة اكادير بصفتها عاصمة لجهة كبيرة و عظيمة في تاريخ المغرب لا تتوفر على أي مركز او مؤسسة لاستقبال الأطفال المعاقين بينما في مدن المركز مثل الرباط و الدار البيضاء و فاس في تلك المرحلة كانت تتوفر على المراكز و المؤسسات لاستقبال هذه الفئة الاجتماعية ..    

و باختصار شديد لقد أسس الوالد مع اباء الأطفال المعاقين جمعية تحت اسم جمعية اباء و أصدقاء الأطفال المعاقين ذهنيا بسوس في أواخر ماي 1995 بهدف مساعدة الاسر الفقيرة التي تتوفر على طفل معاق لان الفقر و الإعاقة لا يجتمعان ببلادنا خصوصا في تلك الفترة الخ من الأهداف النبيلة.

لقد ذهبت في تلك الفترة أي سنة 1995 مع الوالدين قصد لقاء اول مؤسسة لمؤسسة الوردة الرملية لاستقبال الأطفال المعاقين التي ستفتح أبوابها في يناير 1996 و هذه السيدة هي فرنسية الأصل و مسيحية الديانة و تسمى بالسيدة بصي او بصير كما هو معروف لدى عامة الناس آنذاك في مدينة اكادير .

و أحيانا يعجز قلمي عن وصف فضائل هذه السيدة العظيمة و الكثيرة علي باعتباري اول طفل معاق قد دخل الى مؤسستها التاريخية بتاريخ 5 رمضان الموافق ل 25 يناير 1996 .

و تعتبر مؤسسة الوردة الرملية هي  الأولى على صعيد مدينة اكادير خصوصا و أقول ربما على صعيد جهة سوس ماسة درعة عموما و السيدة بصي لها فضائل كثيرة على الأطفال المعاقين و على عائلاتهم بمدينة اكادير و نواحيها حسب ذاكرتي كطفل معاق آنذاك .

و باختصار شديد فيمكن القول ان مؤسسة الوردة الرملية هي مؤسسة كبيرة من ناحية المساحة و من ناحية الخدمات و الأنشطة المقدمة من قبيل الترويض الطبي و تقويم النطق و التربية النفسية الحركة و تعليم القراءة و الكتابة و الحساب حسب المستوى العقلي للطفل المعاق و بالإضافة الى القران الكريم و التربية الإسلامية و تاريخ المغرب الرسمي آنذاك و الموسيقى و السباحة في قرية الكهرباء و الفروسية بالنادي الملكي بإقليم اكادير ..... 

ان مؤسسة الوردة الرملية كانت تتواجد في الهامش المنسي و البعيد عن المركز بالمئات من الكيلومترات رغم ان القناة الثانية قد قامت بزيارة مؤسستنا التاريخية  صيف سنة 1997 حسب ذاكرتي المتواضعة بهدف اعداد تحقيق صحفي حولها و بث هذا التحقيق الصحفي في احد برامج الأطفال باللغة الفرنسية صباح كل يوم الاحد و للمرة الأولى أرى نفسي في التلفزيون الوطني و زيارة والي جهة سوس الى مؤسستنا حيث لم أتذكر التاريخ بالضبط الخ من المحاولات لاشهار مؤسستنا قصد الحصول على الدعم من الجهات المسؤولة على ميدان الإعاقة بالمركز لان مؤسستنا كانت تعتمد على مساهمات الإباء الشهرية حسب الاستطاعة  لان السيدة بصي ظلت تبحث  عن من يدفع للاسر الفقيرة هذه المساهمات الشهرية لكي يتمتع الطفل المعاق بخدمات هذه المؤسسة النموذجية على صعيد جهة سوس ربما وقتها أي منتصف التسعينات مع اوج مركزية الدولة المغربية المفرطة . 

و انتهت تجربة مؤسستنا التاريخية في يوليوز 1999 بقرار حاسم من طرف السيدة بصي تحت أسباب مادية و أخرى صحية و شكل هذا القرار صدمة  قوية بالنسبة لصاحب هذه السطور باعتباره قد رجع للتو من فرنسا مع معلميه في اللغة العربية قصد التكوين بإحدى مراكز المعاقين بالعاصمة الفرنسية باريس لمدة 10 أيام بفضل السيدة بصي المناضلة من اجلنا  كاطفال معاقين آنذاك في الهامش الامازيغي بالمقابل المركز القوي و الغني طيلة عهد الراحل الحسن الثاني منذ سنة 1961 الى سنة 1999 ..............

اذن ان الفدرالية هي تراث تاريخي لاجدادنا الامازيغيين في الحكم الذاتي على شكل الكونفدراليات و التحالفات بين القبائل الامازيغية على تنمية مناطقهم بشكل متضامن كما يدعو اليه الدين الإسلامي الحنيف.

 و الفدرالية هي كذلك نتاج طبيعي لمركزية الدولة المغربية المفرطة لعقود من الزمان على كافة الأصعدة و المستويات بشهادة مبادرات الملك محمد السادس نفسها من قبيل الجهوية المتقدمة او الموسعة  على حد السواء لان الامازيغيين لا يبحثون على تقسيم البلاد المعتزة اصلا بملكيتها التاريخية بل يبحثون عن طرق لتنمية مناطقهم و ثقافتهم المحلية في اطار النظام الفدرالي المتطور و المعتمد في اعرق الديمقراطيات العالمية من قبيل الديمقراطية الامريكية و الديمقراطية البلجيكية الخ و دون افغال ما تركته اجدادنا في هذا المجال كما اشرت اليه .................

 

ان الفاعل السياسي الإسلامي قد اعلن صراحة عن معارضته الشديدة لتاسيس حزب ذو المرجعية الامازيغية في فاتح ماي الماضي أي هذه السنة 2025 في مهرجان خطابي كبير بمناسبة عيد الشغل الاممي حيث ان هذا الإعلان يشبه الى حد كبير مسرحيات اكذوبة الظهير البربري التي نظمت منذ 95 عام في مدن الرباط و سلا و فاس لرفض ترسيم القوانين الوضعية الامازيغية في الدولة الحديثة بعد استقلال المغرب بعد سنة 1956 كبديهية اقولها للمرة الأولى في مقالاتي .....

ادا كان الفاعل السياسي الإسلامي يقول انه يمثل الامتداد الإسلامي الحضاري في مغربنا هذا منذ 14 قرنا فلماذا ظل يتجاهل الى حد الان أي حديث عن العرف الامازيغي و صلته بالشريعة الإسلامية؟ كما شرحه المرحوم الفقيه امحمد العثماني الوالد الدكتور سعد الدين العثماني في كتابه الشهير تحت عنوان الواح جزولة و التشريع الإسلامي او عن نظام اكادير المتطور او عن نظام انفلاس الخ من أنظمة الامازيغيين السياسية و الاقتصادية و الوضعية و الفنية الخ ........

انني اخترعت مصطلح المرجعية الامازيغية الإسلامية في شتنبر 2023 بعد تدوينات الأستاذ عبد الله بوشطارت الفايسبوكية حول هذا الموضوع و بعد الهجوم الغير مسبوق لشيوخ الظلام الوهابي بمنطقة سوس على الامازيغية كعادات و كتقاليد و كفنون اصيلة و كحركة مدنية حيث يتهمنا هؤلاء الجهلاء بالالحاد و بالتغريب الخ من هذه الاتهامات الرخيصة ك ان خلافتهم المسماة بالاسلامية كانت خير المثال على التقوى و الاخلاق الرفيعة و الصلوات المساجد...

غير ان الحقيقة التاريخية تقول عكس ذلك تماما حيث تقول هذه الأخير ان خلافتهم هي خير المثال على الفجور في عز النهار مع أسواق النخاسة لعرض أجساد النساء او البنات بدون اية ملابس خارجية او داخلية مثل في الأفلام الإباحية عير ان الأفلام الإباحية تشاهد في الظلام و اما أسواق النخاسة يشاهدها الناس و الفقهاء في عز النهار في اطار تطبيق الشريعة الإسلامية ................

توقيع المهدي مالك