مجازر "الدعم السريع" في الفاشر... مقتل الآلاف واختطاف أطباء

اضيف الخبر في يوم الثلاثاء ٢٨ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى الجديد


مجازر "الدعم السريع" في الفاشر... مقتل الآلاف واختطاف أطباء

أعلنت كيانات طبية وعسكرية في السودان عن مقتل آلاف المواطنين وفقدان آخرين على يد مليشيات الدعم السريع، بعد سيطرتها على مدينة الفاشر عاصمة ولاية شمال دارفور، أمس الاثنين، بجانب فقدان الاتصال بعدد من الأطباء والمتطوعين، واختطاف آخرين، وطلب فدية مالية من ذويهم بملايين الجنيهات السودانية، كما أعلنت بعض المنظمات عن انقطاع الاتصال بموظفيها بصورة كاملة بعد دخول "الدعم السريع"، في وقت بدأ وسطاء دوليون تحركات لاحتواء الأوضاع، ومنع تفاقم الأزمة السودانية الناتجة عن الحرب المشتعلة بين الجيش السوداني ومليشيات الدعم السريع منذ 15 إبريل/نيسان 2023.

وقالت القوة المشتركة لحركات الكفاح المسلح (حركات موقعة على سلام مع الحكومة) المساندة للجيش، في بيان اليوم الثلاثاء، إن مليشيا "الدعم السريع الإرهابية" ارتكبت جرائم بشعة ضد المدنيين الأبرياء في مدينة الفاشر، وأضافت أنه تمت تصفية وقتل أكثر من ألفي مواطن أعزل في يومي 26 و27 أكتوبر/ تشرين الأول الحالي، معظمهم من النساء والأطفال والشيوخ، "على مرأى ومسمع من العالم أجمع، في مشهد يندى له جبين الإنسانية".

ودانت القوة المشتركة ما ترتكبه مليشيا الدعم السريع من جرائم ضد المدنيين، وحمّلتها وتحالف "تأسيس" التابع لها، ودولة الإمارات والدول الداعمة للمليشيا، كامل المسؤولية الجنائية والأخلاقية والقانونية عما جرى ويجري في مدينة الفاشر من انتهاكات تمثل جرائم حرب، وجرائم ضد الإنسانية، وجرائم إبادة جماعية، وطالبت الأمم المتحدة ومجلس الأمن والمنظمات الدولية والحقوقية بضرورة تصنيف المليشيا منظمة إرهابية، وتقديم الجناة للعدالة الدولية. وأكدت القوة المشتركة أنها ستبقى على العهد قتالاً تحت قيادة القوات المسلحة السودانية دفاعاً عن الشعب السوداني، في التزام كامل بالقانون الإنساني الدولي، وتابعت: "تطمئن القوة المشتركة الضحايا وذويهم بأن حقوقهم لا تسقط بالتقادم، وأن مرتكبي الجرائم الدولية الخطيرة لن يفلتوا من العقاب، فطال الزمن أو قصر سيطالهم العدالة والمساءلة القانونية".

اختطاف كوادر طبية ومتطوعون في مطابخ خيرية
من جانبها، أعلنت شبكة أطباء السودان في بيان اليوم، أن قوة من الدعم السريع بمدينة الفاشر أقدمت على اختطاف 6 من الكوادر الطبية، من بينهم 4 أطباء وصيدلي وكادر تمريض، ظلوا يقدّمون خدماتهم للمرضى والمصابين طيلة فترة الحصار، مبينة أنها ابتزّت ذويهم وطالبت بفدية مالية تبلغ 100 مليون جنيه سوداني لكل طبيب مقابل إطلاق سراحه. وحمّلت الشبكة، "الدعم السريع"، المسؤولية الكاملة عن حياة وسلامة الكوادر المختطفة، وأضافت أن ما يجري هو عمل إجرامي منظم يستهدف ضرب ما تبقى من منظومة الرعاية الصحية في دارفور، وترهيب العاملين في المجال الإنساني. ووجهت نداءً عاجلاً لمنظمة الصحة العالمية وكافة المنظمات الطبية والحقوقية الدولية للتدخل الفوري، وممارسة أقصى الضغوط على الدعم السريع لإطلاق سراح الأطباء فوراً، ومحاسبة المسوفي السياق، أعلنت تنسيقية لجان المقاومة في الفاشر (كيانات شبابية ثورية) في بيان أيضاً، أن عدداً من المتطوّعين العاملين في المطابخ الخيرية في الفاشر تمكنوا من الوصول إلى أماكن آمنة، بينما لا يزال مصير أغلب المتطوّعين الآخرين والأطباء والممرضين غير معلوم، وأشارت إلى أن غالبية من تبقّى داخل المدينة من المدنيين قد قُتِل، أما الباقون فمصيرهم مجهول، لا يُعرف لهم أثر ولا يُعلم عنهم طريق، حتى باقي أعضاء التنسيقية أنفسهم.

إلى ذلك، قالت منظمة يونيسف في تصريح اليوم الثلاثاء، إن تصاعد العنف في الفاشر بالسودان يشكل خطراً بالغاً على ما يُقدَّر بحوالي 130 ألف طفل ما زالوا محاصرين وسط اشتباكات عنيفة وقصف متواصل ونقص حاد في الغذاء والمياه الصالحة للشرب والدواء. وأضافت المنظمة أن الأطفال معرضون لخطر الانفصال عن عائلاتهم، والإصابة، والتعرض لانتهاكات جسيمة مستمرة لحقوقهم. وتابعت: "ندعو بشكل عاجل إلى وقف فوري لإطلاق النار، وتوفير وصول آمن ودون عوائق للمساعدات الإنسانية إلى جميع السكان المتضررين". وشددت "يونيسف" على ضرورة حماية المدنيين، بمن فيهم الأطفال، في جميع الأوقات.

ودان رئيس مفوضية الاتحاد الأفريقي محمود علي يوسف، اليوم، "الفظاعات" و"جرائم الحرب" التي تحدّثت عنها تقارير من مدينة الفاشر السودانية. وأعرب يوسف في بيان عبر منصة إكس، عن "القلق البالغ حيال العنف المتصاعد والفظاعات التي تتحدث عنها تقارير" من المدينة، بينما دان "جرائم الحرب المفترضة وعمليات قتل المدنيين التي تستهدف جماعات عرقية".

وأعلن صندوق الأمم المتحدة للسكان، في تصريح، أمس الاثنين، فقدانه الاتصال بشكل كامل مع الفريق الطبي في مستشفى الفاشر للنساء والولادة، مشيراً إلى أن هذا المستشفى هو آخر المستشفيات العاملة في المدينة. ونشر مقاتلون من "الدعم السريع" مقاطع فيديو أمس واليوم وهم يطلقون النار على أسرى ومواطنين يحاولون الفرار من المدينة، كما ظهر المقاتلون في مقاطع أخرى وهم يعتدون بالضرب على موظفين بجمعية الهلال الأحمر السوداني في الفاشر بعد اقتحام مقرهم، وظهر جنود "الدعم" وهم يضربون الموظفين بالعصي، ويتهمونهم بأنهم عسكريون، ويوجهون لهم كلمات عسكرية للوقوف والمشي لاختبارهم.

وقال متطوعون في منطقة طويلة بولاية شمال دارفور الواقعة تحت سيطرة حركة تحرير السودان، بقيادة عبد الواحد نور لـ"العربي الجديد"، إن مئات الأسر أغلبهم نساء وأطفال، وصلت إلى المنطقة في حالة سيئة أمس الاثنين، مشيرين إلى أن القادمين الذين وصل بعضهم ليلاً، بينهم مصابون بطلقات نارية وشظايا وآثار ضرب، وآخرون يعانون من الجوع والعطش وأوضاعهم سيئة للغاية.ؤولين عن هذه الجريمة التي تُعد وكانت وزارة الخارجية السودانية قالت في بيان صحافي أمس الاثنين، إن مليشيا الدعم السريع في مدينة الفاشر ارتكبت ولا تزال ترتكب عمليات قتل عنصري وترويع ممنهجة ضد المدنيين العُزّل، بمن فيهم النساء والأطفال وكبار السن، "في مشاهد صادمة يوثقها مرتكبوها بفخرٍ ووقاحة، كاشفةً عن طبيعتها الإجرامية التي تحترف الدماء والإرهاب". وأضافت الوزارة أن حرب المليشيا الإرهابية ضد المواطن السوداني شكلت سابقة تاريخية في صحف الإبادة الجماعية في العالم، مما أهّلها لكي تصبح رمزاً للإبادة الجماعية والتطهير العرقي ضد المواطنين الأبرياء "فحيثما حلت المليشيا حل القتل والترويع".

ولفتت الوزارة إلى أن المليشيا خططت لهذه الإبادة الجماعية بحصار الفاشر، وتجويع سكانها لعامين ونصف، لتتوجها بمجزرة مروّعة تُضاف إلى سجلها الأسود من الفظائع والانتهاكات، ولفتت إلى أن الحكومة السودانية حذرت مراراً المجتمع الدولي من خطورة الصمت والتقاعس، وطالبت بتنفيذ قرار مجلس الأمن رقم (2736) لسنة 2024، "إلا أن غياب الإرادة السياسية الدولية مكّن المليشيا الإرهابية ومنحها الضوء الأخضر لتحدي القوانين الدولية والديانات السماوية وأن تستمر في زهق الأرواح وتدمير المدن وهتك أعراض الشرفاء".

وكان رئيس مجلس السيادة في السودان والقائد العام للجيش عبد الفتاح البرهان، أعلن في خطاب مصوّر أمس الاثنين، أن القيادة الموجودة في مدينة الفاشر، بما فيها لجنة الأمن، قدّرت أن تغادر المدينة نسبة لما تعرضت له من تدمير وهجوم على يد قوات الدعم السريع، وقتل للمدنيين، وأضاف أنهم وافقوهم في ذلك بأن يغادروا إلى مكان آمن حتى يجنبوا بقية المواطنين والمدينة الدمار.انتهاكاً سافراً للقانون الدولي الإنساني.
اجمالي القراءات 30
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق