توفنى مسلما

الأربعاء ٠٢ - أغسطس - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
لا أفهم الربط بين الوفاة والموت على الاسلام . فماذا عن الاسلام فى حياة الانسان وقبل موته ؟ هل لا يكون مسلما ؟
آحمد صبحي منصور :

1 ـ قال جل وعلا عن عيسى عليه السلام ومن معه  ( فَلَمَّا أَحَسَّ عِيسَى مِنْهُمْ الْكُفْرَ قَالَ مَنْ أَنْصَارِي إِلَى اللَّهِ قَالَ الْحَوَارِيُّونَ نَحْنُ أَنْصَارُ اللَّهِ آمَنَّا بِاللَّهِ وَاشْهَدْ بِأَنَّا مُسْلِمُونَ (52) رَبَّنَا آمَنَّا بِمَا أَنْزَلْتَ وَاتَّبَعْنَا الرَّسُولَ فَاكْتُبْنَا مَعَ الشَّاهِدِينَ (53) وَمَكَرُوا وَمَكَرَ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ (54)آل عمران )، أى ليس الاسلام مجرد قول يُقال ، بل هو إلتزام بالقلب والسلوك . المحمديون حوالى بليون ونصف البليون ، يزعمون كلمهم أنهم مسلمون ، وانهم على دين الاسلام . ومنهم إرهابيون يقومون بتشويه الاسلام ، ومعظمهم فى سلوكياته وعباداته يناقض الاسلام . ونحن فى دعوتنا السلمية الاصلاحية لهم نكتسب عداءهم ، بما يؤكد أن لنا ديننا ولهم دينهم ، واليه جل وعلا الحكم علينا جميعا يوم الفصل .

2 ـ الاسلام فى التعامل مع الله جل وعلا أن تُسلم له جل وعلا إيمانك القلبى ، فلا تؤمن بغيره إلاها ، ولا تقدس معه بشرا ، ولا تؤمن بغير القرآن حديثا . أو كما قال جل وعلا : (قُلْ إِنَّ صَلاتِي وَنُسُكِي وَمَحْيَاي وَمَمَاتِي لِلَّهِ رَبِّ الْعَالَمِينَ (162) لا شَرِيكَ لَهُ وَبِذَلِكَ أُمِرْتُ وَأَنَا أَوَّلُ الْمُسْلِمِينَ (163)    الأنعام ). وفى التعمل مع الناس أن تكون مسالما لهم محسنا بهم .

3 ـ الذى يحقق هذا طيلة حياته يموت مُسلما . تبشره ملائكة الموت بأنه من أولياء الله المتقين المسلمين الذين لا خوف عليهم ولا هم يحزنون . قال جل وعلا

3 / 1 : ( وَقِيلَ لِلَّذِينَ اتَّقَوْا مَاذَا أَنْزَلَ رَبُّكُمْ قَالُوا خَيْراً لِلَّذِينَ أَحْسَنُوا فِي هَذِهِ الدُّنْيَا حَسَنَةٌ وَلَدَارُ الآخِرَةِ خَيْرٌ وَلَنِعْمَ دَارُ الْمُتَّقِينَ (30) جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ لَهُمْ فِيهَا مَا يَشَاءُونَ كَذَلِكَ يَجْزِي اللَّهُ الْمُتَّقِينَ (31) الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ طَيِّبِينَ يَقُولُونَ سَلامٌ عَلَيْكُمْ ادْخُلُوا الْجَنَّةَ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (32) النحل ).

3 / 2 : ( يَا عِبَادِ لا خَوْفٌ عَلَيْكُمْ الْيَوْمَ وَلا أَنْتُمْ تَحْزَنُونَ (68) الَّذِينَ آمَنُوا بِآيَاتِنَا وَكَانُوا مُسْلِمِينَ (69) ادْخُلُوا الْجَنَّةَ أَنْتُمْ وَأَزْوَاجُكُمْ تُحْبَرُونَ (70)  الزخرف )

4 ـ ولهم يكون القرآن الكريم بشرى بإعتبارهم مسلمين . قال جل وعلا :

4 / 1 : ( وَنَزَّلْنَا عَلَيْكَ الْكِتَابَ تِبْيَاناً لِكُلِّ شَيْءٍ وَهُدًى وَرَحْمَةً وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (89) النحل)

4 / 2 : ( قُلْ نَزَّلَهُ رُوحُ الْقُدُسِ مِنْ رَبِّكَ بِالْحَقِّ لِيُثَبِّتَ الَّذِينَ آمَنُوا وَهُدًى وَبُشْرَى لِلْمُسْلِمِينَ (102) النحل ).

5 ـ الآخرون الكافرون يتمنون عند الموت لو كانوا مسلمين ، إذ أمضوا حياتهم يأكلون ويتمتعون ويُلههم الأمل بشفاعة آلهتهم وأوليائهم . قال جل وعلا : ( رُبَمَا يَوَدُّ الَّذِينَ كَفَرُوا لَوْ كَانُوا مُسْلِمِينَ (2) ذَرْهُمْ يَأْكُلُوا وَيَتَمَتَّعُوا وَيُلْهِهِمْ الأَمَلُ فَسَوْفَ يَعْلَمُونَ (3) الحجر ) . وعما يحدث لهم عند الموت قال جل وعلا :

5 / 1 : ( الَّذِينَ تَتَوَفَّاهُمْ الْمَلائِكَةُ ظَالِمِي أَنفُسِهِمْ فَأَلْقَوْا السَّلَمَ مَا كُنَّا نَعْمَلُ مِنْ سُوءٍ بَلَى إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (28) فَادْخُلُوا أَبْوَابَ جَهَنَّمَ خَالِدِينَ فِيهَا فَلَبِئْسَ مَثْوَى الْمُتَكَبِّرِينَ (29)   النحل )

5 / 2 : ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100)  المؤمنون )

5 / 3  : (  وَلَوْ تَرَى إِذْ يَتَوَفَّى الَّذِينَ كَفَرُوا الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ وَذُوقُوا عَذَابَ الْحَرِيقِ (50)  الأنفال )

5 / 4 : ( فَكَيْفَ إِذَا تَوَفَّتْهُمْ الْمَلائِكَةُ يَضْرِبُونَ وُجُوهَهُمْ وَأَدْبَارَهُمْ (27)  محمد ).

6 ـ لذا جاءت التوصية بالتمسك بالاسلام حتى الموت .

 6 / 1 ـ وصّى بهذا ابراهيم عليه السلام بنيه ، وكذا فعل يعقوب عليه السلام مع بنيه : ( وَوَصَّى بِهَا إِبْرَاهِيمُ بَنِيهِ وَيَعْقُوبُ يَا بَنِيَّ إِنَّ اللَّهَ اصْطَفَى لَكُمْ الدِّينَ فَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (132) البقرة ).

6 / 2 : وبهذا دعا يوسف عليه السلام ربه جل وعلا بعد أن أتمّ الله جل وعلا عليه النعمة بالمُلك ، قال : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف )

6 / 3 : وأمر فرعون موسى بصلب السحرة الذين آمنوا ، وتقطيع أيديهم وأرجلهم ، فصبروا وصمدوا ، ودعوا الله جل وعلا أن يتوفاهم مسلمين، قالوا لفرعون يتحدونه : ( وَمَا تَنقِمُ مِنَّا إِلاَّ أَنْ آمَنَّا بِآيَاتِ رَبِّنَا لَمَّا جَاءَتْنَا رَبَّنَا أَفْرِغْ عَلَيْنَا صَبْراً وَتَوَفَّنَا مُسْلِمِينَ (126) الاعراف )

6 / 4 : ويقول رب العزة للمؤمنين : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلا تَمُوتُنَّ إِلاَّ وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ (102) آل عمران ). لم يقل ولا تموتن إلا وانتم مؤمنون. لأن الايمان قد يتلبس به كفر وشرك . قال جل وعلا : ( وَمَا يُؤْمِنُ أَكْثَرُهُمْ بِاللَّهِ إِلاَّ وَهُمْ مُشْرِكُونَ (106)  يوسف ) .

7 ـ إيمان الكافرين بالله ناقص وقليل ، وهم به ملعونون . قال جل وعلا :

7 / 1 : ( بَلْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَقَلِيلاً مَا يُؤْمِنُونَ (88) البقرة ).

7 / 2 : (  وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46)  النساء ) .

8 ـ هو إيمان قليل بالله جل وعلا لأنهم يؤمنون معه بآلهة أخرى وأولياء . وهذا الايمان القليل الناقص ينافى إخلاص الدين له جل وعلا وحده ، وينافى إسلام القلب والدعاء والعبادة له جل وعلا وحده . لذا لا ينفعهم هذا الايمان الناقص القليل عند الموت ولا عند يوم الفتح ( القيامة ). قال جل وعلا :

8 / 1 :( قُلْ يَوْمَ الْفَتْحِ لا يَنفَعُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِيمَانُهُمْ وَلا هُمْ يُنْظَرُونَ (29) السجدة )

8 / 2  (  فَلَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا قَالُوا آمَنَّا بِاللَّهِ وَحْدَهُ وَكَفَرْنَا بِمَا كُنَّا بِهِ مُشْرِكِينَ (84) فَلَمْ يَكُ يَنْفَعُهُمْ إِيمَانُهُمْ لَمَّا رَأَوْا بَأْسَنَا سُنَّةَ اللَّهِ الَّتِي قَدْ خَلَتْ فِي عِبَادِهِ وَخَسِرَ هُنَالِكَ الْكَافِرُونَ (85) غافر ).

9 ـ وعن حالهم وهم فى الجحيم يوم القيامة يقول جل وعلا : ( إِنَّ الَّذِينَ كَفَرُوا يُنَادَوْنَ لَمَقْتُ اللَّهِ أَكْبَرُ مِنْ مَقْتِكُمْ أَنْفُسَكُمْ إِذْ تُدْعَوْنَ إِلَى الإِيمَانِ فَتَكْفُرُونَ (10) قَالُوا رَبَّنَا أَمَتَّنَا اثْنَتَيْنِ وَأَحْيَيْتَنَا اثْنَتَيْنِ فَاعْتَرَفْنَا بِذُنُوبِنَا فَهَلْ إِلَى خُرُوجٍ مِنْ سَبِيلٍ (11) ذَلِكُمْ بِأَنَّهُ إِذَا دُعِيَ اللَّهُ وَحْدَهُ كَفَرْتُمْ وَإِنْ يُشْرَكْ بِهِ تُؤْمِنُوا فَالْحُكْمُ لِلَّهِ الْعَلِيِّ الْكَبِيرِ (12) غافر )



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 3324
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5315
اجمالي القراءات : 65,324,615
تعليقات له : 5,515
تعليقات عليه : 14,907
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


قريش وبنو اسرائيل: لماذا الله سبحان ه و تعالى في القرآ ن و ذلك فى...

القاتل والمقتول فى : ما رايك فى حديث اذا التقى المسل مان ...

البنطلون : ما هو حكم لبس البنط لون للرجا ل والنس اء؟ ...

جاهل حقير: انقل اليك بوست لأحد صفحات الالح اد على...

إستحلال الخمر: أحد الأحب ة كتب يقول : ( استاذ نا لو لى رأى...

الفرقان : ما معنى الفرق ان ؟...

تأجير الأرحام : اسأل عن تأجير الأرح ام هل هو حلال وكذا بنوك...

صينى أفريقى: لعزيز صبحي منصور تحيات ي مر ة اخري اجد...

اسماء الله الحسنى: قُلِ ٱدْعُ واْ ٱللَّ هَ أَوِ ٱدْعُ واْ ...

لعنة التجويد : معضم المسا جد السني ين تلاوت هم للقرآ ن في...

صراع الاخوان والعسكر: النظا م العسك رى فى مصر يعتقل الاخو ان ...

عبد المطلب: لم تتعرض فى مقالك عن الأسم اء الحسن ى لاسم...

التأشيرة مستحيلة : قرات لك اخطر ما عرفت من القرا ن الكري م عن...

العدة والاحتداد: توفى زوجى ودخلت فى فترة العدة المقر رة شرعا ،...

واطيعوا الرسول: اذا كان معنى اطيعو ا الرسو ل هو اطيعو...

more