هل هناك فرق بين معنى (جاء) و(حضر) في القرءان الكريم ؟؟

عثمان محمد علي Ýí 2025-10-14


هل هناك فرق بين معنى (جاء) و(حضر) في القرءان الكريم ؟؟
سؤال في معانى مُصطلحات من مُصطلحات القرءان :يقول::
استاذ عثمان حضرتك ان شاء الله تكون بخيرأُلاحظ ان القرآنيين مختلفين بين لفظين (جاء وحضر) ما راي حضرتك، وما معناهما في القران؟؟
==
التعقيب :
أكرمكم الله وحفظكم ياأستاذة .
بداية أنا من المؤمنين بالترادف في القرءان الكريم ، وبأن للمُصطلح الواحد وللكلمة القرءانية أكثر من معنى، وأن الأمر القرءانى يُعبرُعنه بأكثر من صيغة ومُصطلح . ومن هنا فبعد بحث عن معنى (جاء) و(حضر ) في القرءان الكريم وجدت أنهما جاءتا بهذه المعانى ::
جاء الفعل (جاء) بهذه المعانى :
بمعنى. إنتهى من عمل ما(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ لَا تَقۡرَبُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَأَنتُمۡ سُكَٰرَىٰ حَتَّىٰ تَعۡلَمُواْ مَا تَقُولُونَ وَلَا جُنُبًا إِلَّا عَابِرِي سَبِيلٍ حَتَّىٰ تَغۡتَسِلُواْۚ وَإِن كُنتُم مَّرۡضَىٰٓ أَوۡعَلَىٰ سَفَرٍأَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ فَلَمۡ تَجِدُواْ مَآءٗ فَتَيَمَّمُواْ صَعِيدٗا طَيِّبٗا فَٱمۡسَحُواْ بِوُجُوهِكُمۡ وَأَيۡدِيكُمۡۗ إِنَّ ٱللَّهَ كَانَ عَفُوًّاغَفُورًا(43النساء) .. فهنا بمعنى إنتهى من عملية البول والغائط أو العلاقة الزوجية(أَوۡ جَآءَ أَحَدٞ مِّنكُم مِّنَ ٱلۡغَآئِطِ أَوۡ لَٰمَسۡتُمُ ٱلنِّسَآءَ).
=
و- بمعنى– حضر(وَهُوَٱلۡقَاهِرُ فَوۡقَ عِبَادِهِۦۖ وَيُرۡسِلُ عَلَيۡكُمۡ حَفَظَةً حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ تَوَفَّتۡهُ رُسُلُنَا وَهُمۡ لَا يُفَرِّطُون ( الأنعام 61)
((وَلِكُلِّ أُمَّةٖ رَّسُولٞۖ فَإِذَا جَآءَ رَسُولُهُمۡ قُضِيَ بَيۡنَهُم بِٱلۡقِسۡطِ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ (47يونس).
=
وبمعنى أتى به (وَمَا قَدَرُواْ ٱللَّهَ حَقَّ قَدۡرِهِۦٓ إِذۡ قَالُواْ مَآ أَنزَلَ ٱللَّهُ عَلَىٰ بَشَرٖ مِّن شَيۡءٖۗ قُلۡ مَنۡ أَنزَلَ ٱلۡكِتَٰبَ ٱلَّذِي جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ نُورٗا وَهُدٗى لِّلنَّاسِۖ تَجۡعَلُونَهُۥ قَرَاطِيسَ تُبۡدُونَهَا وَتُخۡفُونَ كَثِيرٗاۖ وَعُلِّمۡتُم مَّا لَمۡ تَعۡلَمُوٓاْ أَنتُمۡ وَلَآ ءَابَآؤُكُمۡۖ قُلِ ٱللَّهُۖ ثُمَّ ذَرۡهُمۡ فِي خَوۡضِهِمۡ يَلۡعَبُونَ (91الأنعام) ...( جَآءَ بِهِۦ مُوسَىٰ) بمعنى أتى به موسى عليه السلام لقومه .
==
وبمعنى عمل –( مَن جَآءَ بِٱلۡحَسَنَةِ فَلَهُۥعَشۡرُأَمۡثَالِهَاۖ وَمَن جَآءَ بِٱلسَّيِّئَةِ فَلَا يُجۡزَىٰٓ إِلَّا مِثۡلَهَا وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ (160الأنعام).
==
وبمعنى بدأ تنفيذ أمرما(وَلِكُلِّ أُمَّةٍ أَجَلٞۖ فَإِذَا جَآءَ أَجَلُهُمۡ لَا يَسۡتَأۡخِرُونَ سَاعَةٗ وَلَا يَسۡتَقۡدِمُونَ (34الأعراف). فهنا (جاء أجلهم )أي بدأ تنفيذ وفاتهم وموتهم .
((حَتَّىٰٓ إِذَا جَآءَ أَمۡرُنَا وَفَارَ ٱلتَّنُّورُ قُلۡنَا ٱحۡمِلۡ فِيهَا مِن كُلّٖ زَوۡجَيۡنِ ٱثۡنَيۡنِ وَأَهۡلَكَ إِلَّا مَن سَبَقَ عَلَيۡهِ ٱلۡقَوۡلُ وَمَنۡ ءَامَنَۚ وَمَآ ءَامَنَ مَعَهُۥٓ إِلَّا قَلِيلٞ (40هود).
((فَإِذَا جَآءَ وَعۡدُ أُولَىٰهُمَا بَعَثۡنَا عَلَيۡكُمۡ عِبَادٗا لَّنَآ أُوْلِي بَأۡسٖ شَدِيدٖ فَجَاسُواْ خِلَٰلَ ٱلدِّيَارِۚ وَكَانَ وَعۡدٗا مَّفۡعُولٗا (5الإسراء)
==
وبمعنى بُعِثَ.وبمعنى أُرْسِلَ برسالة.( ثُمَّ أَرۡسَلۡنَا رُسُلَنَا تَتۡرَاۖ كُلَّ مَا جَآءَ أُمَّةٗ رَّسُولُهَا كَذَّبُوهُۖ فَأَتۡبَعۡنَا بَعۡضَهُم بَعۡضٗا وَجَعَلۡنَٰهُمۡ أَحَادِيثَۚ فَبُعۡدٗا لِّقَوۡمٖ لَّا يُؤۡمِنُونَ (44المؤمنون).
((إِنَّ ٱلَّذِي فَرَضَ عَلَيۡكَ ٱلۡقُرۡءَانَ لَرَآدُّكَ إِلَىٰ مَعَادٖۚ قُل رَّبِّيٓ أَعۡلَمُ مَن جَآءَ بِٱلۡهُدَىٰ وَمَنۡ هُوَ فِي ضَلَٰلٖ مُّبِينٖ (85المؤمنون).
==
وبمعنى ظهر (لَقَدِ ٱبۡتَغَوُاْ ٱلۡفِتۡنَةَ مِن قَبۡلُ وَقَلَّبُواْ لَكَ ٱلۡأُمُورَ حَتَّىٰ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَظَهَرَ أَمۡرُ ٱللَّهِ وَهُمۡ كَٰرِهُونَ (48التوبة).
((وَقُلۡ جَآءَ ٱلۡحَقُّ وَزَهَقَ ٱلۡبَٰطِلُۚ إِنَّ ٱلۡبَٰطِلَ كَانَ زَهُوقٗا (81الإسراء).
=
وبمعنى حدث -حدث أمرما نصرأوهزيمة مثلا.
(وَمِنَ ٱلنَّاسِ مَن يَقُولُ ءَامَنَّا بِٱللَّهِ فَإِذَآ أُوذِيَ فِي ٱللَّهِ جَعَلَ فِتۡنَةَ ٱلنَّاسِ كَعَذَابِ ٱللَّهِۖ وَلَئِن جَآءَ نَصۡرٞ مِّن رَّبِّكَ لَيَقُولُنَّ إِنَّا كُنَّا مَعَكُمۡۚ أَوَلَيۡسَ ٱللَّهُ بِأَعۡلَمَ بِمَا فِي صُدُورِ ٱلۡعَٰلَمِينَ (10العنكبوت).
((إِذَا جَآءَ نَصۡرُ ٱللَّهِ وَٱلۡفَتۡحُ (1النصر).
==
وبمعنى شعُر بالإطمئنان أو الخوف .( أَشِحَّةً عَلَيۡكُمۡۖ فَإِذَا جَآءَ ٱلۡخَوۡفُ رَأَيۡتَهُمۡ يَنظُرُونَ إِلَيۡكَ تَدُورُ أَعۡيُنُهُمۡ كَٱلَّذِي يُغۡشَىٰ عَلَيۡهِ مِنَ ٱلۡمَوۡتِۖ فَإِذَا ذَهَبَ ٱلۡخَوۡفُ سَلَقُوكُم بِأَلۡسِنَةٍ حِدَادٍ أَشِحَّةً عَلَى ٱلۡخَيۡرِۚ أُوْلَٰٓئِكَ لَمۡ يُؤۡمِنُواْ فَأَحۡبَطَ ٱللَّهُ أَعۡمَٰلَهُمۡۚ وَكَانَ ذَٰلِكَ عَلَى ٱللَّهِ يَسِيرٗا (19الأحزاب).
==
وبمعنى عاد إلى .(( ۞وَإِنَّ مِن شِيعَتِهِۦ لَإِبۡرَٰهِيمَ (83) إِذۡ جَآءَ رَبَّهُۥ بِقَلۡبٖ سَلِيمٍ (84الصافات).
==
أما الفعل (حضر)فقد ذكر في القرءان بمعنى جاء مجيئامعنويا مثل حضره الموت أوأثناء الإحتضار.( أَمۡ كُنتُمۡ شُهَدَآءَ إِذۡ حَضَرَ يَعۡقُوبَ ٱلۡمَوۡتُ إِذۡ قَالَ لِبَنِيهِ مَا تَعۡبُدُونَ مِنۢ بَعۡدِيۖ قَالُواْ نَعۡبُدُ إِلَٰهَكَ وَإِلَٰهَ ءَابَآئِكَ إِبۡرَٰهِـۧمَ وَإِسۡمَٰعِيلَ وَإِسۡحَٰقَ إِلَٰهٗا وَٰحِدٗا وَنَحۡنُ لَهُۥ مُسۡلِمُونَ (133البقرة).
(كُتِبَ عَلَيۡكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ إِن تَرَكَ خَيۡرًا ٱلۡوَصِيَّةُ لِلۡوَٰلِدَيۡنِ وَٱلۡأَقۡرَبِينَ بِٱلۡمَعۡرُوفِۖ حَقًّا عَلَى ٱلۡمُتَّقِينَ (180البقرة).
(يَٰٓأَيُّهَا ٱلَّذِينَ ءَامَنُواْ شَهَٰدَةُ بَيۡنِكُمۡ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمُ ٱلۡمَوۡتُ حِينَ ٱلۡوَصِيَّةِ ٱثۡنَانِ ذَوَا عَدۡلٖ مِّنكُمۡ أَوۡ ءَاخَرَانِ مِنۡ غَيۡرِكُمۡ إِنۡ أَنتُمۡ ضَرَبۡتُمۡ فِي ٱلۡأَرۡضِ فَأَصَٰبَتۡكُم مُّصِيبَةُ ٱلۡمَوۡتِۚ تَحۡبِسُونَهُمَا مِنۢ بَعۡدِ ٱلصَّلَوٰةِ فَيُقۡسِمَانِ بِٱللَّهِ إِنِ ٱرۡتَبۡتُمۡ لَا نَشۡتَرِي بِهِۦ ثَمَنٗا وَلَوۡ كَانَ ذَا قُرۡبَىٰ وَلَا نَكۡتُمُ شَهَٰدَةَ ٱللَّهِ إِنَّآ إِذٗا لَّمِنَ ٱلۡأٓثِمِينَ (106المائدة).
==
وبمعنى جاء وحضر الشخص مجيئا وحضوراجسديا في المكان .( وَإِذَا حَضَرَ ٱلۡقِسۡمَةَ أُوْلُواْ ٱلۡقُرۡبَىٰ وَٱلۡيَتَٰمَىٰ وَٱلۡمَسَٰكِينُ فَٱرۡزُقُوهُم مِّنۡهُ وَقُولُواْ لَهُمۡ قَوۡلٗا مَّعۡرُوفٗا (8النساء).
==
ومن هنا فإن الفعل (حضر) ذُكِرَ في القرءان بمعنى (جاء) .
والفعل (جاء) ذكرفي القرءان بمعانى عديدة ومختلفة ،ومنها بمعنى حضر، ومعانى أخرى،ويُفهم المعنى المراد من تدبرالآية ومن سياقهاالذى ورد فيها ،والتدقيق في معناها ودراسته بعُمق.
اجمالي القراءات 537

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (2)
1   تعليق بواسطة   آحمد صبحي منصور     في   الأربعاء ١٥ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95850]

اكرمك الله جل وعلا ابنى الحبيب د عثمان


الترادف أساس فى البيان القرآنى ، وله أحكام كثيرة ، مثلا يكون ب ( واو ) العطف وبدونها . وأظن اننى كتبت فى هذا كثيرا . يكفى : ( رَبَّنَا فَاغْفِرْ لَنَا ذُنُوبَنَا وَكَفِّرْ عَنَّا سَيِّئَاتِنَا وَتَوَفَّنَا مَعَ الأَبْرَارِ (193) رَبَّنَا وَآتِنَا مَا وَعَدتَّنَا عَلَى رُسُلِكَ وَلاَ تُخْزِنَا يَوْمَ الْقِيَامَةِ إِنَّكَ لاَ تُخْلِفُ الْمِيعَادَ (194) آل عمران ) هنا مثال للعطف بالواو فى ترادف لنفس المعنى . وهناك ترادف بدون الواو فى قوله جل وعلا : (وَهُوَ الْغَفُورُ الْوَدُودُ (14) ذُو الْعَرْشِ الْمَجِيدُ (15) فَعَّالٌ لِّمَا يُرِيدُ (16) البروج )

2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الخميس ١٦ - أكتوبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً
[95851]

ربنا يبارك فى علمك وعُمرك أستاذى دكتور منصور.


دائما نتعلم من حضرتك أستاذى ومُعلمى المُفكر الإسلامى الأستاذ الدكتور - أحمد صبحى منصور .....وأقولها بصدق وبإنصاف كباحث لم يصل إلى علمك ودفاعك عن الإسلام وتجلية حقائقه بهذا الكم والقدر من العلم أحد من قبلك ولا من المُعاصرين لك ....وأحيانا أقول لوكان الأستاذ الدكتور أحمد صبحى منصور -موجودا فى عصر (مالك وإبن حنبل والشافعى ) لقضى على فكرهم وأكاذيبهم ولوأد فتنتهم فى دين الله فى مهدها ،ولفتح باب لتفرغ المُسلمين لتدبر القرءان وحده ، والإهتمام معه فى تدبر السعى فى الأرض والسير فى مناكبها والإهتمام الحقيقى بالعلوم التطبيقية لفك شفرات وقوانين ما فى السموات والأرض ...ولكن !!!!!  الله المُستعان على الإصلاح حتى لو جاء مُتأخرا . 



أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق