قراءة في غياب مصر عن لقاءات ترامب مع القادة العرب:
قراءة في غياب مصر عن لقاءات ترامب مع القادة العرب

شادي طلعت Ýí 2025-05-16


لطالما احتلت مصر مكانة مركزية في السياسة الإقليمية، والدولية، بوصفها دولة محورية في العالم العربي، وصاحبة ثقل جيوسياسي مستمد من موقعها الإستراتيجي، وتاريخها الطويل، وقوتها العسكرية، وحجمها السكاني الكبير.
 
غير أن المتابع للشأن الدولي يلحظ في السنوات الأخيرة مؤشرات على تراجع ملحوظ في الدور المصري على الساحة العالمية، تجلت أبرز معالمه في غياب القاهرة عن بعض اللقاءات الدولية المهمة، ومنها لقاءات الرئيس الأمريكي دونالد ترامب مع عدد من القادة العرب.
 
إذ حرصت إدارة حكم ترامب، على بناء علاقات قوية مع عدد من الدول العربية، خصوصاً الخليجية منها، حيث زار قادة السعودية، وقطر، والإمارات، والتقى بقادة آخرين في السعودية، في لقاءات علنية تعكس أولويات الإدارة الأميركية الآن.
 
كما التقى بالرئيس السوري/ أحمد الشرع، في مفارقة كبيرة ما بين الماضي والحاضر. 
 
وفي المقابل، لوحظ أن الرئيس المصري/ عبد الفتاح السيسي لم يكن من بين القادة الذين التقوا ترامب، لا بشكل معدُ مسبقاً، أو ضمن محافل مشتركة شهدت حضوراً عربياً موسعاً، وهو أمر أثار تساؤلات حول موقع مصر في الخارطة السياسية للمنطقة خلال هذه المرحلة.
 
إلا أنه يمكن تفسير هذا الغياب لثلاثة أسباب :
 
أولاً/ قد يشير غياب مصر إلى تحول في أولويات السياسة الأميركية، حيث ركزت إدارة ترامب على الملفات الاقتصادية وصفقات التسليح مع دول الخليج، بالإضافة إلى تطبيع العلاقات بين إسرائيل وبعض الدول العربية، وهي ملفات ما عادت مصر في صلبها كما كانت في عقود سابقة. 
 
ثانياً/ يعكس هذا الغياب تراجع التأثير الإقليمي لمصر، نتيجة لأزمات داخلية اقتصادية، وسياسية، تمر بها، وأثرت على قدرتها على لعب دور الوسيط أو القائد العربي كما كان الحال في عقود مضت.
 
ثالثاً/ لا يمكن إغفال تأثير التحولات الجيوسياسية في المنطقة، إذ باتت قوى جديدة تسعى لملء الفراغ الذي خلفه تراجع الدور المصري، سواء على مستوى الوساطة السياسية، أو النفوذ الإعلامي، أو حتى التمدد الاقتصادي. 
 
هذا التراجع المصري لا يعني غياباً كاملاً، لكنه يعكس تراجعاً نسبياً في فاعلية الدور المصري على الساحة الدولية، وبخاصة في الملفات ذات الأهمية الإستراتيجية الكبرى.
 
في النهاية : 
فإن غياب الرئيس المصري عن لقاءات ترامب مع قادة عرب ليس مجرد تفصيل بروتوكولي، بل هو مؤشر على تحولات أعمق في موازين القوى داخل العالم العربي. 
ومؤشر أحمر .. على ضرورة مراجعة مصرية جادة لسياسة مصر الخارجية بهدف استعادة الدور التاريخي، الذي طالما لعبته في قيادة المنطقة.
 
وعلى الله قصد السبيل
 
شادي طلعت 
#قراءة_في_غياب_مصر_عن_لقاءات_ترامب_مع_القادة_العرب
#شادي_طلعت
اجمالي القراءات 12

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-11-20
مقالات منشورة : 326
اجمالي القراءات : 3,990,014
تعليقات له : 79
تعليقات عليه : 229
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt