عبد الرحمان حواش Ýí 2010-07-20
* القول الفصل في الشفاعة من كتاب الله *
- وما هو بالهــزل –
ــعاهدتُ الأساتذة – أهل القرءان- أن يكون موضوعي التالي - إن شاء الله – في الشفاعة في ومن كتاب الله المبين.
ــهذا الموضوع هو: أس العقيدة، عقيدة المؤمن الحق- المؤمن بالله ، وملائكته، وكتبه، ورسله، واليوم الآخر، المؤمن الذي يتقي الله حق تقاته، ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيعلعلهم يتقون ) الأنعام 51.
ــ نلاحظ: الفاصلة: ( ... لعلهم يتقون )، فلا تقوى – أبداً – إذا كانت الشفاعة ملجأ ومنىً !
ــ الشفاعة لله وحده – كما سيأتينا – وهو المرجع الوحيد فيها ،حسب ما جاء في كتابه المبين الذي لم يكن حديثا ( عن ... عن ...) يفترى (... ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يومنون ) يوسف 111.( ... فـــبأي حديث بـــعد الله وءاياته يومنون ...) 6/11- الجاثية –
ــ الشفاعة لم يُحـبَ بها أحد إلا بشروط وهذه الشروط سأحاول تبيينها واحدة واحدة، حتى يتبين لنا من كتابه المبين، الذي هو ( ... ونزلنا عليك الكتاب تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلميــن) النحل 89. والذي هو القول الفصل وما هو بالهزل. ومن ءاياته البينات المبينات ، حتى يتبين لنا، حقيقة منحها وإناطتها لغيره – سبحانه وتعالى- ومغزى الشروط التي تُلابسها !
الشفاعــة
ــ الشفاعةبالنسبة لديننا الحنيف، أن يتوسط أحدٌ بين الخالق وعبده فينقذه من بين يديه – ولله المثل الأعلى- فينقذه من عذابه !
ــ لنتصفح معاً كتابه المبين، حتى نتحقق نفي الله لها، لأيٍّ كان من خلقه، وهو العليم الخبير.
ــ نعمل ما نشاء: من قتل، وسرقة ، وفواحش، وزنا، وأكل أموال الناس ، واليتامى، بالباطل، وكفر بالله، وفساد في الأرض !و...و... !ثم نتمنى ونطمع في شفيع وشفاعة !?ألم نتدبر قوله تعالى ، في سورة الجاثية 21( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون ). ألم نتدبر – كذلك – قوله تعالى في سورة ص28( أم نجعل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار ) ثم يأتي بعد ذلك مباشرة قوله : ( كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب ) ص29.
ــ ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء قل أو لو كانوا لا يملكون شيئا ولا يعقلون)الزمر 43.
ــ ويوم القيامة يقول المجرمون ( ... الذين اتخذوا دينهم لهوا ولعبا وغرتهم الحياة الدنيا ... يقول الذين نسوه من قبل قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا ... وضل عنهم ما كانوا يفترون ) الأعراف 51/53. وقوله تعالى: ( وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرتهم الحياة الدنيا وذكّر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع ...) الأنعام 70.
ــ ( وقيل لهم أين ما كنتم تعبدون من دون الله هل ينصرونكم أو ينتصرون ... فما لنا من شافعين ...) الشعراء 92/101.كانوا يعبدون ( ... إتخذوا أحبارهم ورُهبانهم أربابا مــن دون الله ... )التوبة 31. ( وقالوا ربنا إنا أطعنا سادتنا وكبراءنا فأضلونا السبيل)الأحزاب 67 فضل عنهم الذين كانوا يفترون عليهم بغير ما أنزل الله ( ثم قيل لهم أين ما كنتم تشركون من دون الله قالوا ضلوا عنا ... ذلكم بما كنتم تفرحون في الأرض بغير الحق وبما كنتم تمرحون ادخلوا أبواب جهنم ...) 73/76. غافر.
ــ وصدق الله – العلي العظيم - : ( ... كل نفس بما كسبت رهينة ... فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) المدثر 38/48.
ــ ( ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع أفلا تتذكرون) السجدة 4. ( ويوم تقوم الساعة يُبلس المجرمون ولم يكن لهم من شركائهم شفعاء وكانوا بشركائهم كافرين ) الروم 13.
* الشفاعـة للــه وحــده *
ــ الشفاعة، استأثر بها الله وحده، تملّكها واحتفظ بها لوحده ،سبحانه وتعالى ،وهو المتصرف الوحيد فيها لأنه هو التواب الرحيم – لا غيره - ! ( والذين إذا فعلوا فاحشة أو ظلموا أنفسهم ذكروا الله فاستغفروا لذنوبهم ومن يغفر الذنوب إلا الله ولم يصروا على ما فعلوا وهــــم يعلمون )ءال عمران 135 (وأنيبوا إلى ربكم وأسلموا له من قبل أن ياتيكم العذاب ثم لا تنصرون) الزمـر 54.فمن الذي ينصرنا من الله ?( وتلك الجنة التي أورثتموها بما كنتم تعملون) الزخــرف 72. لا بما كنتم تتمنون !
ــالشفاعة لله وحده: ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء ... قل لله الشفاعة جميعا...) الزمر43/44.ثم يأتي بعد ذلك في نفس السورة : ( ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة ...) الزمر 47. وكذلك المائدة 36.لا شفاعة لأي نفس كانت ( ... ولا يقبل منها شفاعة ...) البقرة 48 والبقرة 123.( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقـــون) الأنعام 51. ( ... ما لكم من دونه من ولي ولا شفيع ...) السجدة 4 وكذلك ( وأنذرهم يوم الآزفة... ما للظالمين من حميم ولا شفيع يطاع ) غافر 18. هذه الآيات رئيسية في العقيدة
ــ جاء انعدامها لغيره نبيئاً كان، أم إنسانا ءاخر، مهما كان وذلك في قوله تعالى في سورة الأنعام 51. ( وأنذر به الذين يخافون أن يحشروا إلى ربهم ليس لهم من دونه ولي ولا شفيع لعلهم يتقون ). نلاحظ : في كل مرة ، تأتي العلة : لعلّهم يتقون.
ــ نلاحظأنه لم يستثن أحداً ،ً فمكّنه الشفاعة مع أن الخطاب له ( الصلاة والسلام عليه ) ثم لنلاحظ التعليل: ( ... لعلهم يتقون ...) لأن الشفاعة أمنية ومخرج للذين يعصون أوامره بل ويفسدون في الأرض فيلجئون إليها، طمعا في نجاتهم من النار، ودخولهم الجنة . فلا تقوى معها ولذلك جاء انعدام الولي من دونه، والشفيع حتى تكون التقوى .لنتأمل ولنتدبّر !
ــ ثم حصَر الله الشفاعة كلّها في ذاته العظمى ( أم اتخذوا من دون الله شفعاء ... قل لله الشفاعة جميعا ...)
ــ فبما أن الله لم يكن مستبدّاً ولا ديكتاتوراً ، منح الشفاعة أحداً من خلقه، وهم الملائكة، ولكن بشروط ... ولو حباها ملائكته، فإن مرجعها إليه وحده – سبحانه ، العليـم الخبير–(ورضي له قولا...) طه 109. و ( ...وقال صواباً ) النبأ 38. لنتدبرولذلك جاء التعبير بـ: ( ... قل لله الشفاعة جميعا ). فإذا علمنا أن لا شفيع دون الله فملجأنا – لا محالة – إلى الله وحـــده – لا شريك له – تقوى وطاعة ومخافة ( ولا تفسدوا في الأرض بعد إصلاحها وادعوه خوفا وطمعا) الأعراف 56. وقوله : ( وذر الذين اتخذوا دينهم لعبا ولهوا وغرّتهم الحياة الدنـــــيا وذكر به أن تبسل نفس بما كسبت ليس لها من دون الله ولي ولا شفيع وإن تعدل كل عدل لا يؤخذ منها ...) الأنعام 70.
ــ ( ولن تجد من دونه ملتحدا ) الكهف 27. والجن 21/22. (قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحد ) نلاحظ أن الخطاب لمحمد ( الصلاة والسلام عليه ) حتى رسول الله محمد ( الصلاة والسلام عليه ) لن يجد من دون الله ملتحداً !لن يجد له شفيعا بين يدي الله !.
ــ ثم لم يكن الله مستبدّاً ولا جبّاراً،- كما قلت - فمنح الشفاعة لمن دونه، وهــم الملائكـــــة -عباده - كما سيأتينا ولكن بشروط ، لا هوادة فيها ، وباستثناء بيّن : إلا مــَن ... إلا مـَن ... !
* الإستثنــاءات *
ــ يقول الله تبارك وتعالى: أن الشفاعة له جميعا :الزمر 43/44. ولكنه استثنى، من خوّله أياها، وهم الملائكة كما سيتبين لنا. ولكن المرجع – كما بينت – إلى الله وحده بقوله: ( ... ورضي له قولا ... وقال صوابا ) – كما بينت – وكما سيأتينا. ولذلك جاء قوله : جميعا. ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا) النساء 82.
ــ الإستثناءاتهي من غير ترتيب: الرضاء ، والإرتضاء، والعهد ، والإذن، والعلم والشهادة ، ورضي له قولا، وقال صوابا. وكل هذه الصفات لا تجتمع إلا في الملائكة.
المـــلائكــة
ــ من هم الملائكة. ?
ــ الملائكة:خلق الله، الذي ينقسم بالنسبة إلينا إلى إنس وجن، وملائكة .
ــ الملائكة:عباد مكرمون، سَفَرة، كرام بررة، حفظة، حافظين كراما كاتبين، يعلمون ما تفعلون. وفيهم الغلاظ الشداد، ومنهم الموكلون بالوفيات، ومنهم من يظهرهم الله على غيبه إلى غير ذلك....
ــ ( ... بل عباد مكرمون لا يسبقونه بالقول وهم بأمره يعملون ... ولا يشفعون إلا لمن ارتضى وهم من خشيته مشفقون ) 26/28 الأنبياء.
ــ ( ... بأيدي سفرة كرام بررة )عبَس 16.
ــ ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) الانفطار 10/12. وكذلك حافظ وحفظة.الطارق 4 والأنعام 6. ( ... عليها ملائكة غلاظ شداد لا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يؤمرون )التحريم 6. كلّفهم الله وخوّل لهم ملف الوفاة والوفيات : ( ... حتى إذا جاء أحدكم الموتُ توفته رسلنا وهم لا يفرطون) الأنعام 61 وكذلك النساء 98. الأنعام 93 . الأنفال 50. النحل 28/32. محمد 27. كما حباهم الله وخصّهم بالغيب في قوله تعالى 27/26 الـــجن ( عالم الغيب فلا يظهر على غيبهأحداً إلا من ارتضى من رسول ...) والرسول : هنا من غير شك، ولا تردد، هو الملك ( الملائكة ) ويعززه قوله تعالى فـــي ءاية ءال عمـران179( وما كان الله ليطلعكم على الغيب ولكن الله يجتبي من رسله من يشاء...) ومثلها في الأعراف 188.
ــ الملائكة رسل، بأدلة كثيرة في كتاب الله – منها:
( الله يصطفي من الملائكة رسلا ومن الناس ...) الحج 75.نلاحظ بدئه تعالى بجعل الملائكة رسلا قبل الناس وءايات أخرى كثيرة منها : هود :69. 70. 77.81. الحجر: 51.61.68. مريم:17. العنكبوت : 31- 33. الذاريات : 24.32.- القمر : 37.
وسماهم : سَفَرة Ambassadeursفي قوله : ( بأيدي سفرة كرام بررة ) عبس 15/16.
ــ أما الشفاعة ، موضوعنا، تلكم الشفاعة التي حباهم الله بها وخولها لهم ، - وحدهم- ذلك من أجل الأوصاف العشرة – على الأقل – التي نعتهم بها الله، خالقهم، وميزهم بها، فبيانها في الفصل التالي مع اكتمال شروطها فيهم، ولن تكتمل إلا فيهم كما ذكرت وكما يأتينا.
* الملائكة هم الشفعــاء *
ــ هم الشفعاء لا غير، ولا أحد من خلقه من إنس ولا جان تتوفر فيه الشروط، التي سبق أن ذكرتها وبيّنتها، أو سأبينها من كتاب الله المبين، وحسب ءاياته البينات المبينات، وهذه الشروط هي التي ألزمها الله على نفسه لمنح الشفاعة لغيره ولإنابة غيره عليها.
ــ جاء ذلك مع ذكر تأهيلهم واختيارهم وتمييزهم بها، - جاء صراحة- في الآيات المحكمات الصريحة التالية، التي لا تقبل التأويل. إذ في القرءان ءايات محكمات تثبت شفاعة الملائكة، منها : في سورة النجم 26 ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) حصر الله في هذه الآية المحكمة الشفاعة في الملك ( كم من ملك ...) ولم يقل سبحانه وتعالى : كم من نفس !? أم كم من إنس !?
ــ وقوله تعالى في سورة النبأ 38 ( يوم يقوم الروح والملائكة صفاً لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صواباً ) .
ــ نلاحظ أن الآيتين رغم اختلافهما في التركيب أتتا بشرطين ، من شروط منح ،وحباء الملائكة بالشفاعة وهما: الإذن في أول الأمر ورضا الله ( قول صواب الملَـك ) بما جاء به من عِلّة وحجّة في ءاخر الأمر – كما سبق أن ذكرت – ( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيه اختلافا كثيرا ).
ــ كلامهمظاهر، وواضح، وأنه الشفاعة لا غير. بدليل اللاحقة ( ... وقال صوابا ).
ــ أما الإنسان فلا ينطق ولا يتكلم إلا أن يؤذن للاشهاد ( الأنبياء والرسل ) كما جاء في ءاية المائدة وغيرها: ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم ءانت قلت للناس اتخذوني وأمي إلهين من دون الله قال سبحانك ... إن كنت قلته فقد علمته ... إنك أنت علام الغيوب ... وكنت عليهم شهيدا ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد ) المائدة 116/117.
ــ نلاحظ : ( ... وكنتُ عليهم شهيداً ما دمت فيهم ...) ثم يقول لخالقه بعد ذلك ( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) ولم يقل بالشفاعة لهم !?
ــ أما الإنسان فلا نطق ولا كلام : ( هذا يوم لا ينطقون ولا يؤذن لهم فيعتذرون ويل يومئذ للمكذبين ) المرسلات 35/37.وقوله في سورة النبأ 37. ( رب السماوات والأرض وما بينهما الرحمان لا يملكون منه خطابا ). ثم الآية التي لا تقبل التأويل وهو ما جاء في سورة الفرقان22: الذين لا يرجون لقاءنا ( يوم يرون الملائكة لا بشرى يومــــــــــــــئذ للمجرمين ويقولون حجرامحجورا ) لأنهم عالمون ومُتيقنون حسب " الجينات " التي ركبها الله فيهم أن لا شفاعة،ولا مفر، ولا وَزَر ...( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضل عنكم ما كنتم تزعمون ) الأنعام 94.
ــ وءاية أخرى لا تقل أهمية هي ءاية الفرقان ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وأبشروا بالجنة التي كنتم توعدون نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ...) فصلت 30/33.
ــ نلاحظأن الله أعطانا مشهدين ليوم الجزاء في الآخرة : واحداً للمجرمين في سورة الفرقان 22 ، ومشهداً ءاخر للمستقيمين في سورة فصلت 30 أعلاه.
ــ ونلاحظ قول الملائكة في سورة فصلت 31 : ( ... نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة ...) في الحياة الدنيا: تتبع أعمالنا ، وكتابتها ، والشفاعة في الآخرة، - إن وجبت – وخاصة – البشرى بالجنة – وهذا نوع من المتابعة !والصيانة ! ولله المثل الأعلى (ولملائكته) في السماوات والأرض وهو العزيز الحكيم .
لا شفاعــة لأي إنس - ولو رســولا –
نبدأ برسل الله :
ــ فمحمد ( الصلاة والسلام عليه ) لنتدبر مع قوله تعالى له ، في سورة الزمر19 ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار ).
ــ وما جاء في سورة الجن 21/23. ( قل إني لا أملك لكم ضرا ولا رشدا قل إني لن يجيرني من الله أحدٌ ولن أجد من دونه ملتحداً إلا بلاغا من الله ورسالاته ) وكذلك ءاية الكهف 27.
ــ نلاحظ: ولا هو، يجد من يجيره من الله !ولن يجد ملتحدا !– لولا أن أخبرنا الله بأنه غفر له ما تقدم من ذنبه وما تأخر- الفتح 2..
ــ ونلاحظ : ( ... إلا بلاغا من الله ورسالاته ) . وما على الرسول إلا البلاغ المبين.
ــ وما محمد ( الصلاة والسلام عليه ) إلا شهيد – كما سيأتينا – ولكن لنتدبر مع هذه الآيات : من سورة النساء 41/42.( فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيدا يومئذ يودّ الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ...) فلو كان محمد ( الصلاة والسلام عليه ) شفيعاً " لودّ الذين كفروا وعصوا الرسول" منه أن يشفع فيهم !هيهات !هيهات ! لما توعدون !ومن الغريب أن نغفل عن مثل هذه الآيات التي تنفي، صراحة، وبئايات محكمات شفاعة الرسول محمد ( الصلاة والسلام عليه) ولنتدبر – كذلك – مع هذه الآية من سورة الزمر46/47: ( قل اللهم فاطر السماوات والأرض عالم الغيب والشهادة أنت تحكم بين عبادك في ما كانوا فيه يختلفون ولو أن للذين ظلموا ما في الأرض جميعا ومثله معه لافتدوا به من سوء العذاب يوم القيامة ...) فأين محل الشفيع والشفاعة !!?
ــ وقوله تعالى في سورة النساء 110/112 : ( هـأنتم هؤلاء جادلتم عنهم في الحياة الدنيا فمن يجادل الله عنهم يوم القيامة أم من يكون عليهم وكيلا ) ثم قوله : ومن يعمل سوءا، وقوله : ومن يكسب إثما ، وقوله ومن يكسب خطيئة ...
ــ وأما عيسى ( عليه السلام ) الذي قال الله فيه : ( ... إن الله يبشرك بكلمة منه المسيح عيسى بن مريم وجيها في الدنيا والآخرة ومن المقربين ) ءال عمران 45. فيسئله الله يوم الحشر: ( وإذ قال الله يا عيسى بن مريم ءأنت قلت للناس ... إلى قوله ... إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) المائدة 116/118.ولم يقل : أشفع فيهم !إن أذنت !?
ــ وأما غيرهم من إنس وجن، لنتدبرمع ءايات كتابه المبين وءاياته البينات المبينات في قوله تعالى في سورة البقرة 48 : ( واتقوا يوما لا تجزى نفس عن نفس شيئا ولا يقبل منها شفاعة ولا يؤخذ منها عدل ولا هم ينصرون ).والبقرة 123.وقوله في سورة هود 105 إلى 108 ( يوم يات لا تكلم نفس إلا بإذنه فمنهم شقي وسعيد فأما الذين شقوا ... وأما الذين سعدوا ... ) وقوله في ءاية المرسلات 35/37 :( هذا يوم لا ينطقون ولايوذن لهم فيعتذرون ويل يومئذ للمكذبين ) وقوله تعالى فــي سورة الانفطــار17/19 ( وما أدراك ما يوم الدين ... يوم لا تملك نفس لنفس شيئا والأمر يومئذ لله )
ــ الآية الرئيسيةفي كل هذا، هي قوله تعالى في سورة النبأ 37/38 ( ... الرحمان لا يملكون منه خطابا يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) وهم الملائكة فقط كما تبين لنا .
*الارتضاء والرضاء والعهــد *
ــ جاء الارتضاء والرضاء شرطاً – بعد الإذن ( للملَـَك، لما يأتي به من شفاعة ومن مشفوع فيه) ولذلك كانت المرجعية في الشفاعة إلى الله وحده ، ولذلك قال الله : ( ولله الشفاعة جميعا ) .
ــ جاء الإرتضاء في قوله تعالى : ( ... بل عباد مكرمون ولا يشفعون إلا لمن ارتضى...) الأنبياء 28.
ــ وجاء الرضاء في قوله تعالى: ( ... إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) النجم 26.
ــ وجاء هذا الرضاء في ( صفة ) القول. نقول: ( في حيثيات الشفاعة التي يأتي بها المــلك) : ( ... إلا من أذن له الرحمان ورضي له قولا ) طه 109.
ــ والأهم أنه جاء هذا الرضاء لا في القول وبس !وإنما في صواب القول.
ــ ( ... إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) النبأ 38. لأن الملائكة كرام ، وبررة ، كما وصفهم الله تعالى : فلعل هاته الصفات التي حباهم الله بها، مع الشفاعة التي خوّلهم الله أياها قد لا يأتون بها (... صوابا ...) فلذلك كانت مراقبة الله، وتحقيقه.– ولله المثل الأعلى – ( ألا يعلم من خلق وهو الطيف الخبير ) .ولقد أعطانا– سبحانه وتعالى – مثلا من ذلك في الظالمين ( الذين أشركوا بالله ) ( ما للظالمين مــن حميم ولا شفيع يطاع ) غافر 18. هنا – مثلا – فلا يطيعهم الله في الشفاعة لهم !لنتدبر !
ــ نلاحظ : أن الرضاء والارتضاء جاءا أربع مرات لأهميتهما ، وجاءا بعد الإذن مباشرة. الإذن أولاً، ثم الرضاء بما يأتي به الملَـك أخيراً .( أفلا يتدبرون القرءان ولو كان من عند غير الله لوجدوا فيع اختلافا كثيرا ) النساء 82.
ــ ( لا يملكون الشفاعة إلا من اتخذ عند الرحمان عهداً ) مريم 87. وبما أنّ ، ولا أحداً إتخذ عند الرحمان عهداً - حسب ما أخبرنا الله- فإنه لا شفاعة. إلا أن يكون العهد، وهو الذي وعد به ملائكته ( ... عن اليمين وعن الشمال قعيد ...) حسبما ذكّر لنا الله، مع اكتمال الشروط الأخرى، من شهادة ،وعلم ، ورضى الله بعد ذلك .
* الإذن *
ــ من شروط منح الشفاعة لأحد ( بل للملائكة ) الإذن من مالكها العزيز الجبار ( قل لله الشفاعة جميعا ...) الزمر 44. في قوله تعالى : ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) النبأ 38. ثم قوله تعالى في سورة النجم 26 ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ).
ــ نلاحظ التعبير والحصر – في الإذن – للملَك والملائكة لا في نفس، ولا خلق. في ءايتي النجم والنبأ.
ــ وجاءت الشفاعة – بعد الإذن – في ءاية البقرة 255.( ... من ذا الذي يشفع عنده إلا بإذنه ...) وفي سورة يونس 3 : ( ... ما من شفيع إلا من بعد إذنه ...)وقوله في سورة طه 109. ( يومئذ لا تنفع الشفاعة إلا من أذن له الرحمان ...) وقوله في سورة سبأ23 : ( ولا تنفع الشفاعة عنده إلا لمن أذن له ...) .
ــ نلاحظأن الإذن لأهميته جاء خمس مرات في كتابه المبين . وبيّن – سبحانه وتعالى – أن هذا الإذن لا يكون إلا للملائكة في ءايتي: النبأ والنجم.
* الملائكة يعلمـــون *
ــ من شروط منح الشفاعة، كونه يعلم ما بين أيدينا، وهذا العلم لأعمالنا يستدعي الحضور المتواصل، والوجود المستمر، مع متابعة الحركات والسكنات ،ما أعلنّا وما أخفينا وما توسوس به صدورنا، وهذا لا يتسنى إلا للملائكة الكرام الكاتبين ( إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) ق 18.
لفتــة: سمّاهم الله المتلقيان،لأنهما سوف يتلقيان ذاك الإنسان عند الوعد الحق، حين خروجه من الأجداث ( ... وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون )103 الأنبياء. ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) ق 21. صدق الله العلي العظيم .
ــ جاء هذا العلم في الشرط، وبصراحة، في قوله في سورة الانفطار 10/12 ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون) . وقوله تعالى : ( لا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون ) الزخرف 86.
ــ الملائكة يعلمون حسب الآيات المتقدمة ما نعمل. فكيف يعلم رسول أو نبئ ما نعمل ?في الوقت أنه كان لا يعلم حتى في حياته !كان لا يعلم، ولو محيطه الذي هو فيه !بدليل ما أخبرنا به علام الغيوب : ( ... وءاخرين من دونهم لا تعلمونهم الله يعلمهم ...) الأنفال 60 وقولــــه( ... ومن أهل المدينة مردوا على النفاق لا تعلمهم نحن نعلمهم ...) التوبة 101. وقولــــــه: ( ...ولولا رجال مومنون ... لم تعلموهم أن تطئوهم ...) الفتح 25. وهؤلاء الرسل سوف يجيبون الله، صراحة، بأنهم لا يعلمون، في قوله تعالى : ( يوم يجمع الله الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب ) المائدة 109. فكيف يشفع من لا يعلم ?ومن شروطها : العلم والإحاطة بالمشفوع له !?
* الملائكة يشهدون بل ويكتبــون *
ــ من شروط الشهادة،كما جاء في سورتي: الزخرف والانفطار- : ( . وهم يعلـــــــمون.) و ( ... يعلمون ما تفعلون ...) من شروط العلم : الحضور المتواصل، والوجود المستمر إلى غير ذلك ... مع المشفوع له ( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيب عتيد ) 16/18 ق . ثم يأتي بعد ذلك قوله : ( وجاءت كل نفس معـــها سائق وشهيد ) 21 ق.
ــ رقباء عتيدونلا يعصون الله ما أمرهم ويفعلون ما يومرون. ( ... والملائكة يشهدون وكفى بالله شهيداً ) النساء 166. وقوله : ( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون)الزخف 86.
ــ فالملائكةلا يعلمون ولا يشهدن وبس !بل ويكتبون، وذلك ي ءايات محكمات صريحة في كتابه المبين : ( كلا بل تكذبون بالدين وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون)الاتفطار 9/12. ( أم يحسبون أنا لا نسمع سرهم ونجواهم بلى ورسلنا لديهم يكتـــــــــبون) الزخرف 80. ( ... إن رسلنا يكتبون ما تمكرون ) يونس 21. ( هذا كتابنا ينطق عليكم بالحق إنا كنا نستنسخ ما كنتم تعملون ) الجاثية 29.( ... أحصاه الله ونسوه والله على كل شئ شهيد ) وقولـه : ( ألم تر أن الله يعلم ... ما يكون من نجوى ثلاثة ... إن الله بكل شئ عليم ) المجادلة 6/7 وكذلك ما جاء في الآيات التالية : ءال عمران 181. يونس 61. مريم 79. الأنبياء 94.يـس 12. الزخرف 19. القلم 47. والطور 41. وغيرها.
- لفتـة :من الغريب وليس غريباً بالنسبة إلى الخالق، علام الغيوب أنه أشار إلى توليتنا محمد ( الصلاة والسلام عليه ) الشفاعة في قوله تعالى في سورة النبأ 26/30 ( إنهم كانوا لا يرجون حساباً وكذبوا بئاياتنا كذابا وكل شئ أحصيناه كتاباً فذوقوا فلن نزيدكم إلا عذابا ) .
ــ النتيجة هي:( ووضع الكتاب فترى المجرمين مشفقين مما فيه ويقولون يا ويلتنا مال هذا الكتاب لا يغادر صغيرة ولا كبيرة إلا أحصاها ووجدوا ما عملوا حاضرا ولا يظلم ربك أحداً ) الكهف 49.
ــ صدق الله العظيم: ( إنهم كانوا لا يرجون حساباً...) لأنهم كانوا يتمنون الشفاعة ويتكلون عليها !هيهات !!هيهات !!
* الرسول شهيـــد *
ــ فلا الرسول محمد ( الصلاة والسلام عليه )، ولا إبراهيم ، ولا عيسى ( عليهما السلام )، ولا غيرهم من الأنبياء والمرسلين، لم يخوّل أحدُهم الشفاعة ، يوم القيامة، وإنما وهبهم الله العليم الخبير الشهادة – لا غير – بدليل ءايات كتاب الله المبين الذي هو : تبيانا لكل شئ وهدى ورحمة وبشرى للمسلمين . فالله سبحانه وتعالى لا يتخذ من الأنبياء والرسل ولا من الناس شفعاء، ولكن يتخذ منهم شهداء.
ــ ( إنا لننصر رسلنا والذين ءامنوا في الحياة الدنيا ويوم يقوم الأشهاد يوم لا ينفع الظالمين معذرتهم ولهم اللعنة ولهم سوء الدار ) غافر 51/52.
ــ ( ويوم نبعث من كل أمة شهيداً ثم لا يؤذن للذين كفروا ولا هم يُستعتبون ) النحل 84.
ــ ( ... ووضع الكتاب وجئ بالنبيئين والشهداء وقضي بينهم بالحق وهم لا يظلمون ووفيت كل نفس ما عملت وهو أعلم بما يفعلون) الزمر 69/70 . إلى ءاخر السورة.فأين الشفاعة !?.
ــ ( إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا ) الفتح 8. والأحزاب 45. ولم يقل سبحانه وتعالـــــى: ... وشفيعا !
ــ وفي نفس السورة : النحل 89 ( ويوم نبعث في كل أمة شهيداً عليهم من أنفسهم وجئنا بك شهيدا على هؤلاء ونزلنا عليك الكتاب تبياناً لكل شئ ...) فلم يقل العليم الخبير : " وجئنا بك شفيعا على هؤلاء..."
ــ وقوله سبحانه وتعالى في سورة النساء 40/42( إن الله لا يظلم مثقال ذرة ... فكيف إذا جئنا من كل أمة بشهيد وجئنا بك على هؤلاء شهيداً يومئذ يود الذين كفروا وعصوا الرسول لو تسوّى بهم الأرض ...) فأين الرسول الشفيع ?فيشفع فيهم !!
ــ وكذلك ما جاء في سورة القصص 75 وهود 18. وغيرهما.
ــ وجاءت شهادة النبئ عيسى ( عليه السلام ) صريحة في الكتاب المبين ، وذلك في قوله تعالى ( ... يكون عليهم شهيدا ) النساء 159. ( ... وكنت عليهم شهيدا) المائدة 117.
ــ وجاءت شهادة موسى ( عليه السلام ) ( ... كما أرسلنا إلى فرعون رسولا ) ( شاهدا عليهم ) المزمل 15.
ــ وأما شهادة الناس ( المومنين منهم والمتقين )فجاءت صريحة في ءايات كثيرة منها في سورة البقرة 143 . وكذلك جعلناكم أمة وسطا لتكونوا شهداء على الناس ويكون الرسول عليكم شهيدا ) لا شفيعا . لنتدبّر !وكذلك ما جاء في سورة ءال عمران 140 والحج 78.
ــ وجاء مثل صريح ، في سورة يس ، من الآية 20 إلى الآية 27 في شاهد القرية. ( وجاء من أقصى المدينة رجل يسعى ... إني ءامنت بربكم فاسمعون قيل ادخل الجنة قال يا ليت قومي يعلمون بما غفر لي ربي وجعلني من المكرمين ) .
ــ وكذلك ما جاء في مشهد المومنين الذين على النار قعود في سورة البروج مـــــــــن 2 إلـى 7 ( واليوم الموعود و شاهد ومشهود قتل أصحاب الأخدود النار ذات الوقود هم عليها قعود وهم على ما يفعلون بالمومنين شهود ).
* الخـــلاصة *
ــ إن الشفاعة لله المهيمن عليها .
ــ ولله الشفاعة جميعا( قل لله الشفاعة جميعا له ملك السماوات والأرض ...) الزمر44.كما (... إن العزة لله جميعا ...)يونس 65.
ــ فكما تبين لنا من كتاب الله المبين الذي هو ( ... تبيانا لكل شئ ...) ومن ءاياته البينات المبينات فلا شفاعة لأي نبئ، ولا لأي رسول ، ولا لأي إنس ولا جان.
ــ جاء ذكر الشفاعة للملائكة في ءايات صريحات ومحكمات منها: ( ... بل عباد مكرمون ... ولا يشفعون إلا لمن ارتضى...) الأنبياء 26/28. وقوله : ( وكم من ملك في السماوات لا تغني شفاعتهم شيئا إلا من بعد أن يأذن الله لمن يشاء ويرضى ) النجم 26.وقوله: ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمان وقال صوابا ) النـــــــــبأ 38. ( والكلام هنا بيّن، أنه الشفاعة ).
ــ إنما خول الله سبحانه وتعالى شفاعته ، بشروط، وهذه لا ولن تجتمع إلا في ملائكته، الذين هم عن يميننا وعن شمالنا قعيد.( ولقد خلقنا الإنسان ونعلم ما توسوس به نفسه ونحن أقرب إليه من حبل الوريد إذ يتلقى المتلقيان عن اليمين وعن الشمال قعيد ما يلفظ من قول إلا لديه رقيت عتيد ).ق 16/18. ثم يأتي بعد ذلك ( ونفخ في الصور ... وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) ق 20/21.
ــ سماهم الله المتلقيان، لأنهما هما اللذان سوف يتلقياننا يوم الفزع الأكبر.( ... وتتلقاهم الملائكة هذا يومكم الذي كنتم توعدون ) الأنبياء 103.
ــ صنفان ، سوف تتلقاهم الملائكة : المجرمون والمستقيمون .( يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ويقولون حجرا محجورا )الفرقان 22.أما المستقيمون ( إن الذين قالوا ربنا الله ثم استقاموا تتنزل عليهم الملائكة أن لا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون)30 فصلت .ثم يُبينون لنا دورهم معنا: ( نحن أولياؤكم في الحياة الدنيا وفي الآخرة).
ــ في الحياة الدنيا ( وإن عليكم لحافظين كراما كاتبين يعلمون ما تفعلون ) الانفطار 10/12 تهيؤاً وتأهبا للشفاعة.
ــ وأما في الآخرة فسائق وشهيد ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ) وهم الملائكة الرقباء العتيدون .
ــ وصنف ثالث مرجوّ إلى أمرالله !شفاعة الملائكة ورضى الله العليم الخبير، الرؤوف الرحيم.
ــ تبيّن لنا أعلاه أن منح الله الشفاعة لغيره يترتب على الشروط التالية التي وضّحتها- بحول الله- وهي أن يكون : رسولاً ( ملكا – لا غير ) بعد أن يرتضيه الله ( العهد ) ويأذن له ، ويكون يعلم ما نفعل ، ويشهد أعمالنا ( بل ويكتبها) وأخيراً المرجع كلّه إلى الله وحــــده (الشفاعة لله جميعا ) وذلك بعد أن يرضى الله سبحانه وتعالى بقول الملَــك ويكون قوله صواباً . 109 طه – و 38 النبأ-
ــ تبيّن لنا – من كتاب الله المبين ، نفي الشفاعة لجميع الرسل بما فيهم محمد وإبراهيم وعيسى ( عليهم السلام ) وذلك في ءاية صريحة محكمة لا تقبل التأويل ( يوم يجـــــــمع الله
الرسل فيقول ماذا أجبتم قالوا لا علم لنا إنك أنت علام الغيوب )المائدة 109. قوله سبحانه وتعالى لمحمد ( الصلاة والسلام عليه ) ( أفمن حق عليه كلمة العذاب أفأنت تنقذ من في النار) الزمر 19. بالاستفهام الإنكاري . وقول عيسى ( عليه السلام ) ( وإذ قال الله يا عيسى ابن مريم ءانت قلت للناس ... قال سبحانك ... وكنت عليهم شهيداً ما دمت فيهم فلما توفيتني كنت أنت الرقيب عليهم وأنت على كل شئ شهيد إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) فلم يقل (عليه السلام ) ءاذن لي أن أشفع فيهم بل قــــال:
( إن تعذبهم فإنهم عبادك وإن تغفر لهم فإنك أنت العزيز الحكيم ) فلا شأن ولا دُخل لي فيهم !!!فإنهم عبادك ... !
لفتــة: من الغريب أن الله ذكر هذه الشهادة صريحة للملائكة – كما تقدم – منها : ( شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة ... ) ءال عمران 18. ( ... والملائكة يشهدون ...) النساء 166. و ( ولا يملك الذين يدعون من دونه الشفاعة إلا من شهد بالحق وهم يعلمون) الزخرف 86. فمن من عباده غير الملائكة ( ... يشهد بالحق وهم يعلمون ) !!??
ــ من الغريب – كما قلت – أن تأتي هذه الشهادة صريحة وفي ءاية محكمة في قوله في سورة المطففين من الآية 6 إلى الآية 21 : ( يوم يقوم الناس لرب العالمين ... كلا إن كتاب الأبرار لفي علّيـين ... كتاب مرقوم يشهده المقربون ) من هم المقربون !?
ــ ( ... والملائكة يشهدون ...) النساء 166.
ــ ( ... ولا الملائكة المقربون ...) النساء 172.
ــ أما الإنسان، فمهما كانت صفته : نبيئاً كان أم رسولاً، أم خلقا ممن دونهم، فلا شفاعة ولا وصاية ولا... ولا... وإنما جعلهم الله شهداء على أقوامهم . لنقرأ – ثانية – الفصل : الرسول شهيد – وكل الرسل سماهم الله الأشهاد والشهداء . فيوم يقوم الأشهاد يقول لنا المولى العليم الخبير : ( ولقد جئتمونا فرادى كما خلقناكم أول مرة وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم وما نرى معكم شفعاءكم الذين زعمتم أنهم فيكم شركاء لقد تقطع بينكم وضلّ عنكم ما كنتم تزعمون) الأنعام 94.
ــ فرادى:من غير الشفيع محمد !أو غيره !
وقوله : ( ... ويقولون هؤلاء شفعاؤنا عند الله ...) يونس 18. وما جاء في سورة المدثر40/48.( في جنات يتساءلون عن المجرمين ما سلككم في سقر قالوا لم ... ولم ... وكنا ... وكنا نكذب بيوم الدين حتى أتانا اليقين فما تنفعهم شفاعة الشافعين ) !
ــ قلت وأن إيماننا بشفاعة رسول الله محمد ( الصلاة والسلام عليه ) وطمعنا فيها وتمنينا إياها، هي التي أضلتنا. وهي التي أغوتنا، فكنا - نحن المسلمين- أفسد الناس !وأضل الناس !على وجه البسيطة ( ... وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا )الإســـــــــراء 64. و(... وزين لهم الشيطان أعمالهم فصدهم عن السبيل فهم لا يهتدون )النمل 24.وقولـــــه : (... وإن يدعون إلا شيطانا مريدا لعنه الله وقال لأتخذن من عبادك نصيبامفروضا ولأضلنهم ولأمنيهم ... ومن يتخذ الشيطان وليا من دون الله فقد خسر خسرانا مبينا يعدهم ويمنيهم وما يعدهم االشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا) النساء 117/121. ــ نلاحظ أنه يبدأ بعباده ( المومنين ) ( ... وقال لأتخذن من عبادك نصيباً مفروضا ) يجرهم إلى الفساد، ثم إلى النار، الذين يكفي أن يقولوا لا إله إلا الله ( وكفى ) فيـــدخلهم محمد (الصلاة والسلام عليه ) الجنة !حاشا أن يكون ذلك، كذلك !!( يكاد السماوات يتفطرن منه وتنشق الأرض وتخر الجبال هدا ) مريم 90. أن جعلنا الشفاعة مناطا للفساد في الأرض .
ــ مع ذلك فإن الله صحح لإبليس عزمه ذلك في سورة الحجر 36 إلى 43.وقوله في ص 82/85.
ــأعطانا الله مشهدا منهم في يوم الجزاء ( وهم يصطرخون فيها ربنا أخرجنا نعمل صالحا غير الذي كنا نعمل ...) فاطر 37. وهذا المشهد هو ( يوم ترى المومنين والمومنات يسعى نورهم بين أيديهم وبأيمانهم ... ثم يقول المنافقون والمنافقات ... ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكمفتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يوخذ منكم فدية ...) الحديد 12/15. ثم لنتدبر مـــع قوله تعالى ( وقال الشيطان ...) الآية 22 من سورة إبراهيم .
ــ وأخيراً، فكيف نغتر بشفاعة مفتراة، وبين أيدينا كتاب مبين يذكر من يخاف وعيده !حتى نتذكرونتفكر ونعقل !( أفلا يتدبرون القرءان أم على قلوب أقفالها ) محمد 24.أفلا نتدبر مع ذلك القرءان الذي يتحدث إلى عقولنا في قوله في سورة ص 28/29:
ــ ( أم نجعل الذين ءامنوا وعملوا الصالحات كالمفسدين في الأرض أم نجعل المتقين كالفجار كتاب أنزلناه إليك مبارك ليدبروا ءاياته وليتذكر أولوا الألباب )
ولنتدبركذلك مع قوله في سورة الجاثية 21 ( أم حسب الذين اجترحوا السيئات أن نجعلهم كالذين ءامنوا وعملوا الصالحات سواء محياهم ومماتهم ساء ما يحكمون).
ــ يأيها المومنون – يا أهل القرءان فلنكن من المومنين حقا، ومن عباده حقا . فينجينا الله من الشيطان وكيده وإضلاله. ( قال اذهب فمن تبعك منهم فإن جهنم جزاؤكم جزاءا موفورا ... وعدهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا إن عبادي ليس لك عليهم سلطان وكفى بربك وكيلا)الإسراء 63/65. اللهم اجعلنا من عبادك المخلصين.
ــ ولا تجعلنا يا الله !من الذين ( ... وزين لهم الشيطان أعمالهم فضلهم عن السبيل فهم لا يهتدون)النمل 24.
ــ يأيها المومنون– يا أهل القرءان – يجب أن نصحح عقيدتنا في الله ، ونتوب إلى الله ، من قبل أن يذيقنا العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر ( ولنذيقنهم من العذاب الأدنى دون العذاب الأكبر لعلهم يرجعون ومن أظلم ممن ذكر بئايات ربه إنا من المجرمين منتقمون ) السجدة 21/22.
ــ ولنتدبر مع هذه الآيات على الأقل :
ــ مع سورة الزمر من الآية 53 إلى ءاخر السورة : ( قل يا عبادي ... وقيل الحمد لله رب العالمين ) .
ــ ومع سورة فصلت من الآية 19إلى الآية 36. ( ويوم نحشر أعداء الله إلى النار ... إنه هو السميع العليم ) .
ــ ومع سورة الحديد من الآية 12 إلى الآية 16 ( يومترى المومنين والمومنات ... فقست قلوبهم وكثير منهم فاسقون )
ــ ومع سورة المعارج من الآية 10 إلى آخر السورة : ( ولا يسئل حميم حميما... ذلك اليوم الذي كانوا يوعدون ) .
ــ وأخيراً، أختم هذا الموضوع بتذكير أهل القرءان وإياي – هداني الله وإياكم – بهذه الآيات البينات من كتاب خالقنا العليم الخبير:
ــ ( ... ولا تتبعوا خطوات الشيطان إنه لكم عدو مبين إنما يأمركم بالسوء والفحشاء وأن تقولوا على الله ما لا تعلمون وإذا قيل لهم اتبعوا ما أنزل الله قالوا بل نتبع ما ألفينا عليه ءاباءنا أو لو كان ءاباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون) .البقرة 168/170.
ــ ( ... ولكن الذين كفروا يفترون على الله الكذب وأكثرهم لا يعقلون وإذا قيل لهم تعالوا إلى ما أنزل الله وإلى الرسول قالوا حسبنا ما وجدنا عليه ءاباءنا أو لو كان ءاباؤهم لا يعلمون شيئا ولا يهتدون يأيها الذين ءامنوا عليكم أنفسكم لا يضركم من ضـــــلّ إذا اهتديتم ...) المائدة 103/105.
ــ ( يوم يرون الملائكة لا بشرى يومئذ للمجرمين ... يوم تشقق السماء بالغمام ونزل الملائكة تنزيلا ... ويوم يعض الظالم على يديه يقول يا ليتني اتخذت مع الرسول سبيلا وياويلتي ليتني لمأتخذ فلانا خليلا لقد أضلني عن الذكر بعد إذ جاءني وكان الشيطان للإنسان خذولا وقال الرسول يا ربّ إن قومي اتخذوا هذا القرءان مهجورا ) الفرقان 22/30. أيقول هذا ثم يشفع لنــــــــا ??أين عقولنا !!? ذلك لأننا " اتخذنا فلانا خليلا " واتخذنــــا "خليلا" خليلا !
ــ ( وقالوا لو كنا نسمع أو نعقل ما كنا في أصحاب السعير فاعترفوا بذنبهم فسحقاً لأصحاب السعير )الملك 10/11 والعياذ بالله .
ــ أكتفي بهذه الآيات البينات من كتاب الله المبين، وأسئل المولى العليم الخبير، أن يجعلني وإياكم ، من ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) ءامين يا رب العالمين .
- والله أعلـــــم -
الأستاذ الفاضل / عبد الرحمن حواش شكراً لك على هذا البحث القيم والمليء بالأدلة من القرآن الكريم على أن الشفاعة ليست لبشر ولكن للملائكة الموكلين بكتابة أعمال الإنسان وتكون بتقديم كتاب الأعمال لله جل وعلا بعد السماح وإعطاء الإذن لهم بذلك. {يَوْمَئِذٍ لَّا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرَّحْمَنُ وَرَضِيَ لَهُ قَوْلاً }طه109. {وَلَا تَنفَعُ الشَّفَاعَةُ عِندَهُ إِلَّا لِمَنْ أَذِنَ لَهُ حَتَّى إِذَا فُزِّعَ عَن قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ }سبأ23. {يَوْمَ يَقُومُ الرُّوحُ وَالْمَلَائِكَةُ صَفّاً لَّا يَتَكَلَّمُونَ إِلَّا مَنْ أَذِنَ لَهُ الرحْمَنُ وَقَالَ صَوَاباً }النبأ38.
في حقيقة الأمر أن الذين يؤمنون بالخرافات واساطير الشفاعات لا يرجون لقاء الله تبارك وتعالى لأنهم اطمأنوا ورضوا بالحياة الدنيا ولا يرجون أكثر منها فهم الذين قال فيهم الله تعالى . {إَنَّ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا وَرَضُواْ بِالْحَياةِ الدُّنْيَا وَاطْمَأَنُّواْ بِهَا وَالَّذِينَ هُمْ عَنْ آيَاتِنَا غَافِلُونَ }يونس7.
{وَلَوْ يُعَجِّلُ اللّهُ لِلنَّاسِ الشَّرَّ اسْتِعْجَالَهُم بِالْخَيْرِ لَقُضِيَ إِلَيْهِمْ أَجَلُهُمْ فَنَذَرُ الَّذِينَ لاَ يَرْجُونَ لِقَاءنَا فِي طُغْيَانِهِمْ يَعْمَهُونَ }يونس11.
نرجوا من الله العلي القدير أن نكون من الذين يرجون لقاء الله وأن نستعد له بكل ما نملك من قوة وعمل صالح وفعل الخيرات واجتناب المعاصي إنه نعم المولى ونعم النصير .
الأستاذ عبدالرحمان حواش
نشكرك على هذا البحث الوافي المعتمد على كتاب الله فقط ، والخاص بوضوع الشفاعة الذي يحتل مكانة متقدمة في أذهان العصاة من المسلمين ، فموضوع الشفاعة كما تعلم ساهم في جعل الفرد المسلم من أسوأ أنواع البشر حيث ان المسلم قد أخذ مقدما صك غفران لأي ذنوب يرتكبها .. فتشجع على إرتكاب جميع أنواع المعاصي ..
ومن ناحية أخرى فأن الأحاديث قد أعطت للنبي محمد عليه السلام حق النقض ( الفيتو ) لأي قرار صادر عن الله سبحانه وتعالى خاص بدخول أحد من عباده النار .. فيأتي النبي محمد عليه السلام ويستخدم هذا الحق فينقض قرار دخوله النار، ويصدر قرار آخر بدخوله الجنة ..
لذلك فإني أرى في مقالك دفاعا عن كتاب الله سبحانه وتعالى ضد هذه الفرية الكاذبة على الله ورسوله .. وإصلاحا للمسلمين ووضع النقاط على الحروف وخاصة بتأكيدك على أنه لا شفاعة نفس لنفس ..
وبالنسبة لشفاعة الملائكة التي جاء بها القرآن الكريم .. فإنه كما ان هناك ملائكة للرزق وملائكة للموت وملائكة لحمل العرش وملائكة لليلة القدر ...الــــخ ، فهناك أيضا ملائكة للشفاعة .. فكما ان ملائكة الموت تقوم بهذا الفعل بإذن الله سبحانه وتعالى .. وكذلك كل فعل يقوم به الملك .. لابد أن يكون من بعد إذن الله .. فإن ملائكة الشفاعة أيضا يقومون بها بعد إذن الله سبحانه وتعالى ..
وبما ان كل إمرئ بما كسب رهين كما ذكر الله في كتابه
1 - { وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُم بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُم مِّنْ عَمَلِهِم مِّن شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ } الطور21
2 - { كُلُّ نَفْسٍ بِمَا كَسَبَتْ رَهِينَةٌ } المدثر38 ..
وبما انه ليس للإنسان إلا ما سعى ( {وَأَن لَّيْسَ لِلْإِنسَانِ إِلَّا مَا سَعَى }النجم39 )
وبما أن الجزاء على قدر العمل ..
فإن شفاعة الملائكة لا تعدوا أكثر من تقديم الحساب النهائي لكل شخص ..
وفي النهاية أشكرك شكرا جزيلا على هذا البحث المثمر .. نفع الله به كل من إتبع قرآنه إنه نعن المولى ونعم النصير ..وهو شهادة منك على أمراض عصرك ..!!
* الأستاذ عبد المجيد سالم *
ــ سلام : تحية مباركة طيبة .
ــ أشكركم – أستاذي – جزيل الشكر على تعليقكم في الموضوع، موضوع الشفاعة، التي
أقررتم وأنها غرور بالنسبة لمحمد ( الصلاة والسلا عليه ) وما محمد إلا رسول. تشبث بها المومنون فصاروا مصيبةً على أنفسهم ، وعلى العالم المادي والملحد – من حولهم - !
ــ إستعملتم كلمة العصر وهي : حق النقد véto التي خولناها لنبيئه ( وما محمد إلا رسول...) ( وما على الرسول إلا البلاغ ...) وتركنا وراء ظهراننا الهَــدْي الذي ( ... ما كان حديثا يفترى ولكن تصديق الذي بين يديه وتفصيل كل شئ وهدى ورحمة لقوم يومنون) ويوم القيامة سَنقول ( ... قد جاءت رسل ربنا بالحق فهل لنا من شفعاء فيشفعوا لنا) فيذكرنا الله بقوله : (... قد خسروا أنفسهم وضلّ ّعنهم ما كانوا يفترون ) الأعراف 53. ( ... وغرهم في دينهم ما كانوا يفترون )ءال عمران 24.
ــ ذلك من عمل الشيطان الملعون ( ولأضلنهم ولأمنيهم ... يعدهم ويمنيهم وما يعدهم الشيطان إلا غرورا أولئك مأواهم جهنم ولا يجدون عنها محيصا )النساء 117/121.
ــ ويوم القيامة ( ينادونهم ألم نكن معكم قالوا بلى ولكنكم فتنتم أنفسكم وتربصتم وارتبتم وغرتكم الأماني حتى جاء أمر الله وغركم بالله الغرور فاليوم لا يؤخذ منكم فدية ولا من الذين كفروا مأواكم النار هي مولاكم وبئس المصير) الحديد 14/15 نجّانا الله منها.
ــ جعلني الله وإياكم ممن (... ثقلت موازينه ...) يوم نلقى الله . ( ... فأولئك هم المفلحون ) ( فهو في عيشة راضية ) ( ... فلنحيينه حياة طيبة ...) في الدنيا.
ــ وصدق الله العظيم : ( قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم ...) ءامين يا رب العالمين
* الأستاذة نورا الحسيني *
ــ سلام : تحية مباركة طيبة.
- أشكرك جزيل الشكر على تعليقكم البناء، والمفيد ، وتقديركم إياي – خاصة - ما أوردتم من ءايات مبينات من قول رب العزة، تبيانا للموضوع. – غفر الله لي ولكم – وزادك الله علماً بكتاب الله.
ــ جعلني الله وإياك من ( الذين يستمعون القول فيتبعون أحسنه أولئك الذين هداهم الله وأولئك هم أولوا الألباب ) .
ــ وجعلني الله وإياكم من الذين ( وأما الذين سعدوا ففي الجنة خالدين فيها ...) ومن الذين ( ... تتنزّل عليهم الملائكة ألا تخافوا ولا تحزنوا وابشروا بالجنة التي كنتم توعدون ).
ــ وصدق الله العلي العظيم ( قل ما يعبؤ بكم ربي لولا دعاؤكم ...) .
ــ ءامين يا رب العالمين ــ
ما قبل فقرة (الخلاصة)مباشرة...و ضمن آيات سورة البروج سقط منك سهواً، و جل من لا يسهو، كلمة (إذ)...في إذ هم عليها قعود
فاقتضى التنويه
كتاب الحج ب 4 ف 10 : خالد وعمرو عملاء لأبى سفيان
ذكورية الخطاب القرءاني وهم بصري أم حقيقة موضوعية؟
* سنريهم ءاياتنا في الآفاق وفي أنفسهم... *II
دعوة للتبرع
سؤالان : السؤا ل الأول هل معنى سواء فى آية ( ...
أياما معدودات : فى القرآ ن عن الصوم أنه ( أياما معدود ات ) هل...
كتابة القرآن الكريم: من فضلك قلت في مسألة أمية الرسو ل عليه...
ليس حراما : ماحكم رفع صوت المنش د والمغ ني فوق العاد ة ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول من الاست اذة ( أم محمد ) : ما معنى (...
more
أخى الكريم أكرمك الله على هذا البحث القيم ... ونرجو من الله أن ينفع به مع بقية أبحاث أهل القرآن عن الشفاعة ،المنشورة منذ سنوات على هذا الموقع وغيره من مواقع وصحف ورقية .وفضائيات مرأية .
لكى لا يختلط الأمر على كثير من الناس .. فإن شفاعة الملائكة لاتعنى توسطهم لتخفيف عقاب عن مُذنب ،أو لزيادة فى درجة مؤمن من درجات الجنة ، فهذا والعياذ بالله كُفر بآيات الله عن الشفاعة فى القرآن . وإنما شفاعة الملائكة يوم القيامة تعنى مُصاحبتهم للخلق عند تقديمهم للحساب ،من خلال قول الله تعالى (وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد) ..وكما قلت سيادتك لأن الملائكة الكرام البررة هم الذين كانوا يكتبون ويسجلون ويصورون فيلما،وشريطا عن حياتك وسكناتك وحركاتك وتنهداتك وخلجات نفسك ،فإنهم سيصاحبون الإنسان عند تقديم كتابه وعند الميزان ،ولن يفعلوا هذا إلا بعد ان يأذن الله ببدأ عملية الحساب ،وتقديم مُستندات الخير والشر ،التى سيشهد عليها الملائكة ،وأعضاء الإنسان البشرية التى سيُنطقها الله لتشهد عليه ... وهذه العملية تسمى (بالشفاعة ) لأنها (شفع) أى (زوج) أى وجود مخلوق آخر معك (أى شفع ،وزووج لك ) وهو ملك من الملائكة ..وبذلك سُميت هذه العملية كلها بالشفاعة .... المُهم أننا نؤكد على أن شفاعة الملائكة لا تعنى أبدا توسطهم وتدخلهم فى تخفيف عقاب أو زيادة ثواب ...وأرجو أن نعود جميعا لقراءة آيات القرآن الكريم عن الشفاعة مرة أخرى للتذكرة والإتعاظ بها .
وشكرا لك مرة أخرى .