حلّت دولة الاحتلال الإسرائيلي ضمن الدول الأكثر سعادة ولبنان بين الأكثر تعاسة بحسب تقرير السعادة العالمي الصادر اليوم الخميس، بمناسبة اليوم العالمي للسعادة الذي يوافق 20 مارس/ آذار من كل عام. وواصلت فنلندا للعام الثامن على التوالي تصدّر الترتيب فيما حلّت الولايات المتحدة في أدنى مرتبة لها على الإطلاق في التصنيف الذي يُنشر سنوياً برعاية الأمم المتحدة. ويعتمد تصنيف السعادة على متوسط ثلاث سنوات من التقييمات الشخصية للرضا عن الحياة، بالإضافة إلى نصيب الفرد من الناتج المحلي الإجمالي، والدعم الاجتماعي، ومتوسط العمر الصحي، والحرية، والكرم، والفساد.

وحلّل تقرير 2025 سلوك السكان في العالم في فترة 2022-2024، وهو ليس مرتبطاً تالياً بالتغييرات التي تحصل منذ عودة دونالد ترامب إلى البيت الأبيض. وأكّد معدّو تقرير هذا العام أنّ لديهم أدلة جديدة على أن التصرّفات التي تنطوي على كرم وإيمان ولطف هي "توقعات مهمة للسعادة، حتى أكثر من الحصول على راتب مرتفع". وأضافوا أن "الناس متشائمون جداً بشأن لطف مجتمعهم"، مشيرين إلى أنّ "معدّل إرجاع المحافظ المفقودة أعلى بكثير مما يتوقعه الناس". وتصنف الدول الاسكندنافية أيضاً "من بين أفضل الدول لمعدلات الإرجاع المتوقع والفعلي للمحافظ المفقودة".

تراجع أميركي والإسكندنافية بالمقدمة
بقيت مختلف الدول الإسكندنافية ضمن البلدان العشرة الأكثر سعادة، إذ أتت الدنمارك وأيسلندا والسويد بعد فنلندا. وللمرة الأولى، برزت كوستاريكا والمكسيك ضمن المراكز العشرة الأولى، وقد احتلت كوستاريكا المركز السادس فيما أتت المكسيك في المركز العاشر. في المقابل، ومجدداً، صُنّفت أفغانستان التي تعاني من كارثة إنسانية منذ استعادة حركة طالبان الحكم في 2021، الدولة الأكثر تعاسة في العالم.

وتراجعت الولايات المتحدة إلى المركز الرابع والعشرين، وهو أسوأ تصنيف لها منذ نشر التقرير للمرة الأولى عام 2012 حين احتلت المركز الحادي عشر، أعلى تصنيف لها. وأشار معدو التقرير إلى أن الولايات المتحدة واحدة من البلدان النادرة التي تشهد زيادة في "الوفيات الناجمة عن اليأس" (الانتحار أو الإفراط في تناول الكحول والمخدرات...) في وقت تنخفض هذه الوفيات في غالبية البلدان. ولفت التقرير إلى أن مشاركة الوجبات "ترتبط بشكل كبير بسعادة الإنسان"، منبّهاً إلى أن "عدد الأشخاص الذين يتناولون الطعام بمفردهم في الولايات المتحدة ارتفع بنسبة 53% على مدى العقدين الفائتين".

إسرائيل ضمن الدول الأكثر سعادة والعرب ضمن الأتعس
بالرغم من التباكي في الإعلام ومواقع التواصل، وسعي السلطات الإسرائيلية وجماعات الضغط والإعلام الغربي المنحاز للاحتلال لتصوير إسرائيل على أنها دولة ضحية، إلا أنها برزت في التقييم محتلة المرتبة الخامسة بين أسعد عشر دول في العالم، وهي المراتب العشر التي غابت عنها كل الدول العربية. في المقابل حلّ لبنان في المرتبة 145 من أصل 147، وهذا يجعله على بعد مرتبتين من أن يكون الدولة الأتعس في العالم على الإطلاق.في ذيل الترتيب أيضاً حلّ اليمن في المرتبة 140 ومصر في المرتبة 135. في المقابل حلّت كل من الإمارات والكويت في المراتب الأولى عربياً ضمن الدول الأكثر سعادة.

وجاء ترتيب الدول العربية الأكثر سعادة على التالي:
الإمارات 21
الكويت 30
قطر 31 (آخر معدل ترتيب متاح)
السعودية 32
سلطنة عمان 52
البحرين 59
ليبيا 79
الجزائر 84
جيبوتي 95 (آخر معدل ترتيب متاح)
العراق 101
المغرب 112
تونس 113
موريتانيا 114
السودان 122 (آخر معدل ترتيب متاح)
الصومال 122
الأردن 128
مصر 135
سورية 137 (آخر معدل ترتيب متاح)
جزر القمر 139
اليمن 140
لبنان 145
أما ترتيب فلسطين فغير واضح لأنّ التصنيف لم يشملها.

لماذا تتصدّر فنلندا الدول الأكثر سعادة دائماً؟
ونقلت وكالة فرانس برس عن الأستاذ المساعد المتخصص في الأبحاث المتعلقة بالسعادة في جامعة آلتو في إسبو قرب هلسنكي، فرانك مارتيلا، أنه "يبدو أن الفنلنديين راضون نسبياً عن حياتهم". وأضاف أن ذلك يمكن تفسيره إلى حد كبير بحقيقة أن الفنلنديين يعيشون في "مجتمع جيد إلى حد ما". وتابع أنّ "نتائج الديمقراطية جيدة، ولدينا انتخابات حرة، وحرية تعبير، ومستويات منخفضة من الفساد" مما يساهم في "السعادة الوطنية".

وتتمتع كل الدول الإسكندنافية بأنظمة حماية اجتماعية قوية نسبياً، مع توفير إجازات للوالدين، ومساعدات للعاطلين من العمل، ورعاية صحية شاملة في الغالب. وترى إيفيلينا يليتولونين، وهي طالبة تبلغ 23 عاماً في هلسنكي، أن اهتمام الفنلنديين بجمال الطبيعة يفسّر مستوى السعادة في البلاد، المعروفة بغاباتها وبحيراتها البالغ عددها 160 ألف بحيرة. وقالت يليتولونين لـ"فرانس برس" إن "الطبيعة عنصر مهم في هذه السعادة".