الأكمه والأعمى
الإثنين ٠٣ - يوليو - ٢٠٢٣ ١٢:٠٠ صباحاً
نص السؤال:
آحمد صبحي منصور
:
أولا :
( الأكمه ) هو الذى يولد أعمى بالمعنى المادى .
وجاء هذا مرتين فقط فى القرآن الكريم ، فى قصة عيسى عليه السلام . قال جل وعلا :
1 ـ ( وَرَسُولاً إِلَى بَنِي إِسْرَائِيلَ أَنِّي قَدْ جِئْتُكُمْ بِآيَةٍ مِنْ رَبِّكُمْ أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِ اللَّهِ وَأُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ)(49) آل عمران )
2 ـ ( إِذْ قَالَ اللَّهُ يَا عِيسَى ابْنَ مَرْيَمَ اذْكُرْ نِعْمَتِي عَلَيْكَ وَعَلى وَالِدَتِكَ إِذْ أَيَّدتُّكَ بِرُوحِ الْقُدُسِ تُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلاً وَإِذْ عَلَّمْتُكَ الْكِتَابَ وَالْحِكْمَةَ وَالتَّوْرَاةَ وَالإِنجِيلَ وَإِذْ تَخْلُقُ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ بِإِذْنِي فَتَنفُخُ فِيهَا فَتَكُونُ طَيْراً بِإِذْنِي وَتُبْرِئُ الأَكْمَهَ وَالأَبْرَصَ بِإِذْنِي ) (110) المائدة )
ثانيا : ( أعمى ) :
مصطلح العمى يأتى فى القرآن الكريم على حقيقته ويأتى مجازا .
1 : (العمى ) الحقيقى المادى بالاسلوب العلمى التقريرى يأتى فى التشريع وفى القصص.
1 / 1 ـ فى التشريع:
التشريع القرآنى يلتزم الاسلوب العلمى التقريرى دون مجاز ، وهذا هو شأن الكتابة القانونية المحكمة . ولفظ العمى جاء على حقيقته فى التشريع بمعنى العمى المادى فى تشريع الأعذار ، فى ناحيتين :
1 / 1 / 1 : التفاعل الاجتماعى الذى لا حرج فيه على الأعمى والأعرج والمريض . قال جل وعلا : (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ )( النور:61)
1 / 1 / 2 : فى فريضة القتال. قال جل وعلا : (لَيْسَ عَلَى الأَعْمَى حَرَجٌ وَلا عَلَى الأَعْرَجِ حَرَجٌ وَلا عَلَى الْمَرِيضِ حَرَجٌ ) (الفتح:17)
1 / 2 ـ فى القصص:
فى سورة (عبس ) عن أعمى ضرير لا يرى ويريد الهداية فعبس النبى فى وجهه . قال جل وعلا ::(أَنْ جَاءَهُ الأَعْمَى) عـبـس:2).
2 : العمى يأتى مجازا :
أكثرية استعمال مصطلح العمى ومشتقاته تأتى بمعنى الضلال وبالتناقض مع الهدى: كقوله جل وعلا :(وَأَمَّا ثَمُودُ فَهَدَيْنَاهُمْ فَاسْتَحَبُّوا الْعَمَى عَلَى الْهُدَى ) فصلت:17).
ولأنها مواضع كثيرة فإننا نضع ملامحها فى الآتى :
2 / 1 ـ يأتى العمى بمعنى الضلال فى مقارنة بين الضال والمهتدى ؛ فالأعمى هو الضال والبصير هو المهتدى . قال جل وعلا :
2 / 1 / 1 : ( قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ أَفَلا تَتَفَكَّرُونَ) (الأنعام:50)
2 / 1 / 2 : ( مَثَلُ الْفَرِيقَيْنِ كَالأَعْمَى وَالأَصَمِّ وَالْبَصِيرِ وَالسَّمِيعِ هَلْ يَسْتَوِيَانِ مَثَلاً أَفَلا تَذَكَّرُونَ)هود:24).
2 / 1 / 3 : ( قُلْ مَنْ رَبُّ السَّمَوَاتِ وَالأَرْضِ قُلْ اللَّهُ قُلْ أَفَاتَّخَذْتُمْ مِنْ دُونِهِ أَوْلِيَاءَ لا يَمْلِكُونَ لأَنفُسِهِمْ نَفْعاً وَلا ضَرّاً قُلْ هَلْ يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ) الرعــد:16)
2 / 1 / 4 : (أَفَمَنْ يَعْلَمُ أَنَّمَا أُنزِلَ إِلَيْكَ مِنْ رَبِّكَ الْحَقُّ كَمَنْ هُوَ أَعْمَى إِنَّمَا يَتَذَكَّرُ أُوْلُوا الأَلْبَابِ) الرعــد :19)
2 / 1 / 5 : (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ)(فاطر 19 )
2 / 1 / 6 : (وَمَا يَسْتَوِي الأَعْمَى وَالْبَصِيرُ وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ وَلا الْمُسِيءُ قَلِيلاً مَا تَتَذَكَّرُونَ)غافر:58).
2 / 2 : وفى ضلال النفس والقلب. قال جل وعلا : (أَفَلَمْ يَسِيرُوا فِي الأَرْضِ فَتَكُونَ لَهُمْ قُلُوبٌ يَعْقِلُونَ بِهَا أَوْ آذَانٌ يَسْمَعُونَ بِهَا فَإِنَّهَا لا تَعْمَى الأَبْصَارُ وَلَكِنْ تَعْمَى الْقُلُوبُ الَّتِي فِي الصُّدُورِ)(الحج:46).
اجمالي القراءات
2348