شادي طلعت Ýí 2010-11-05
تتعدد الهويات و تختلف من مكان لآخر و من قارة لأخرى و الهويات يحكمها بعض الأشياء مثل اللغة أو الدين أو العرق ، فالهوية الربية ترجع إلى الدين و اللغة و الهوية الأوربية ترجع إلى الدين و اللون و هكذا .. لكل مكان هوية معينة و لكن في أمريكا الأمر مختلف فهي شعب من كل الشعوب فيها كل الأديان و المعتقدات بل إنك قد تجد فيها من المعتقدات ما لا يوجد في أي مكان آخر في العالم ، و فيها كل الألوان من الأبيض و الأحمر و الحنطي و الأسود و فيها كل الأعراق من آسيويين و أوربيين و عرب و أفارقة .
و لو تركت الهوية الأمريكية لتكون كمثيلاتها من الهويات في أي قارة أو دولة أخرى ، فإن الأمر بكل تأكيد سيؤدي إلى حروب أهلية كما سيؤدي إلى وجود عصبيات تدافع عن ثقافاتها المختلفة و المتعددة ، من هنا كان لابد من وجود هوية جديدة يرضى عنها الشعب الأمريكي المتعدد الأعراق و الجنسيات .
هوية لا تعرف التفرقة بسب دين أو عرق أو جنس ، هوية يؤمن بها كل من يعيش على تراب تلك الأرض .
و حتى يصل الأمريكيون إلى هوية جديدة خاصة بهم فقط كان عليهم أن يتخلوا عن ثقافات و عادات موروثة و مختلفة بإختلاف الأجناس ، و جميعنا يذكر على سبيل المثال أن أمريكا في حربها على العراق كانت تحارب بجنود أصلهم عربي عراقي ! و هؤلاء الجنود لم يكونوا خونة كما قد يعتقد البعض ، إذ أن هويتهم الأمريكية قد غلبت على هويتهم العربية أو العراقية الأصل و من هنا هم يحسبون أنفسهم أبطالاً من أجل مجتمعهم الجديد الذي إعتنقوا هويته و آمنوا بها !
من هنا نجد أن كافة الأمريكيون قد طغت عليهم هوية أخرى غير الهوية التي تنحدر أصولهم منها ! لقد قرروا أن يكون لهم ثقافة جديدة مبنية على هوية دستورية تجمع في طياتها كل الأمريكيين مهما كانت إختلافاتهم و تعالوا معاً لنبحث كيف قام المجتمع الأمريكي و الذي إستطاع أن يكون دولة عظمى في حين أن تاريخ الدولة لا يتجاوز قرنين و عدة عقود !
و الهوية الأمريكية مرجعيتها دستورية ، و قد يتفاجأ البعض عندما يعلم أن أمريكا لا يوجد بها لغة رسمية ! حتى لا يحدث إنزعاج من أصحاب اللغات المختلفة !
كما قد يفاجأ البعض بأن الرئيس الأمريكي عندما يقسم اليمين قبل فترة توليه الحكم فإنه لا يحلف على الإنجيل ! و لا يوجد أي كتاب محدد لأداء يمين القسم ! فالرئيس عندما يأتي لأداء القسم يطلب منه أن يأتي بالكتاب الذي يؤمن به و يقدسه و لا يخالفه إن أقسم عليه !
هذه هي الهوية الأمريكية ببساطة شديدة هي خروج عن المألوف الذي عرفه العالم المتجمدة أفكاره ، و هي تكسير لكل القيود التي وضعتها إمبراطوريات ديكتاتورية سابقة ، هي هوية نشأت في إطار ديمقراطي في مجتمع يؤمن بالحرية و يحمي الإبداع كما يحمي العلم و العلماء هوية قوامها الفرد وحده و الذي يمثل الكثير بالنسبة لهذا المجتمع الحديث فالفرد عندهم مميز في النهاية و إن لم يكن مميزا ما كان خلقه الله فلخلق الله حكمة قد لا يعرفها إلا هو ، و أقدس ما خلق الله هو الإنسان الفرد !
و لنا حديث آخر إن شاء الله حول موطن جديد من مواطن القوة الأمريكية و سيكون في المرة القادمة حول القضاء الأمريكي .
شادي طلعت
4 نوفمبر 2010
حافة التغيير الجذري بيد إسرائيل
الجمهورية المصرية فقط. آن أوان الانسحاب من جامعة الدول العربية
أيمن نور المعارضة الحقيقية والديكور السياسي أحمد الطنطاوي
دعوة للتبرع
هنيئا لكم بالحسين .!: لطالم ا كنتم المصر يين مطايا لبني امية وبني...
بين التيسير والتدبر: هل القرء ان الكري م بحر لا ساحل له أم كونه...
صحابة الفتوحات: السلا م عليكم انا احترم اجتها داتكم استاذ...
حديث غير قدسى: قرأت بحثا في الأحا ديث القدس ية منذ زمن بعيد...
الصلاة بالفيديو: يوجد كثير من الفيد يوات على اليوت يوب عن...
more