ترمب يفتح أبواب الشك حول مصر وسد النهضة:
ترمب يفتح أبواب الشك حول مصر وسد النهضة

شادي طلعت Ýí 2025-07-19


ما بين نهرين من الكلمات، ونهر من الدماء قد يراق، يتحدث الرئيس الأمريكي/ دونالد ترمب عن مصر وسد النهضة، حديث العارف المحب تارة، وحديث المهدد المتخفي وراء قناع النصح تارة أخرى.

 

ففي أكثر من مناسبة، أشار (ترمب) إلى شعب مصر، وتغنى بقوته، ثم ادعى بأن الولايات المتحدة كانت وراء تمويل سد النهضة، ليرتجف الحبر في دفاتر السياسة، وتتطاير الأسئلة كشرر في ليل من القلق لتتساءل :

أهو صديق أم خصم ؟

أهو محذر من كارثة، أم ملوح بها ؟

أيتغزل بمصر أم يغرقها في متاهة السدود والديون ؟

 

وبداية : هل مولت أمريكا سد النهضة حقاً. 

فبالرغم من تصريح (ترمب) بأن واشنطن مولت (سد النهضة)، فإن الحقيقة على خلاف ذلك.

فالولايات المتحدة الأمريكية، لم تدرج تمويل السد رسمياً في أي من تقارير المساعدات الخارجية، بل إن الصين، والبنك الدولي، وبعض المؤسسات الأوروبية، كانت الجهات الأبرز في دعم المشروع.

 

ولكن .. أليس الصمت الأمريكي نوعاً من التمويل ؟

وكذلك ألا يعد الامتناع عن الضغط، دعماً ضمنياً ؟

فإذا لم تشارك أمريكا بالمال، فقد تكون قد شاركت بالصمت، أو حتى بتشجيع غير مباشر لأديس أبابا، حماية لمصالحها في قارة افريقيا.

 

ثانياً : لماذا يتكرر ذكر ترمب لمصر والسد. 

إن الزعماء لا يكررون أسماء الدول مجاناً، وتكرار (مصر) على لسان (ترمب)، ليس مجرد حب عابر، ولا تعبيراً عن انبهار حضاري، بل قد يكون رسالة مشفرة تحمل معاني أبعد من الكلمات، وبالتالي قد يكون السبب متمثل في التالي :

 

1- رسالة إلى الداخل الأمريكي : بأن مصر حليف استراتيجي لا يمكن التفريط فيه.

2- رسالة إلى أفريقيا : بأن من يتحكم في المياه، يتحكم في الحياة.

3- رسالة إلى اثيوبيا : بأن لا تظن أن أمريكا ستقف على الحياد دوماً. 

4- رسالة إلى مصر : مفادها .. نحن نعلم، ونراقب، ولن نقف مكتوفي الأيدي.

 

لكن .. أحقاً يحب (ترمب) مصر .. ربما .. لكن الحب في السياسة لا يخلو من الحسابات، ولا يعلو على المصالح.

 

ثالثاً : هل يمثل حديث (ترمب) تهديداً لمصر، أم تضامناً. 

حين قال ترمب في فترة رئاسته الأولى : كان على مصر أن تفجر السد، انقسمت القراءات بين فريقين :

- فريق رآها تهديداً مغلفاً بالنصيحة. 

- فريق آخر اعتبرها صرخة إنذار من صديق حقيقي.

 

لكن بين الفريقين، تبقى الحقيقة واحدة، وهي أن مصر وحدها ستدفع الثمن، بين مياه تحتجز، ومصالح تتقاطع، وخطابات تقال ثم تنسى.

 

في النهاية :

تصريحات ترمب، وإن بدت عاطفية، إلا أنها تحمل في طياتها خرائط جيواستراتيجية معقدة.

قد لا يكون (ترمب) مول السد، لكنه بلا شك، يدرك خطورته.

وقد لا يكون حليفا دائماً لمصر، لكنه بالتأكيد، لاعب يجيد تحريك كافة القطع على رقعة الشطرنج الدولية.

 

فليكن السؤال إذاً لمصر والمصريين :

هل ننتظر تصريحات الخارج لندرك الخطر، أم ندركه، ونواجهه، ونمسك بزمام المصير بأيدينا، قبل أن تتحول مياه النيل إلى ذكريات. 

 

وعلى الله قصد السبيل

 

شادي طلعت

 

#شادي_طلعت

#ترمب_يفتح_أبواب_الشك_حول_مصر_وسد_النهضة

اجمالي القراءات 21

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-11-20
مقالات منشورة : 351
اجمالي القراءات : 4,131,242
تعليقات له : 79
تعليقات عليه : 229
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt