شادي طلعت Ýí 2025-07-15
في أرض إذا غضبت، احترق الحجر، وإذا بكت تفجرت العيون.
تسير مصر هذه الأيام فوق جمر مشتعل، لا يخبو لهيبه، ولا تخمد ألسنته، وكأن قدرها أن تكون شاهدة، كلما غلت الأرض، على ميلاد مرحلة جديدة.
منذ السابع من يوليو عام 2025، والنار باتت ضيفاً غير مرحب به، يتنقل بين المرافق بلا هوادة.
حيث بدأت الجولة بحريق سنترال رمسيس، ذلك العصب التكنولوجي في قلب العاصمة، وكأنها صفعة على وجه البنية التحتية.
تبع ذلك إشتعال النار في فندق سوفيتيل القاهرة، أحد معالم الضيافة الدبلوماسية، في إشارة لا تخفى على ذي لب.
ثم في 13 يوليو 2025 تنتقل النار لإحدى قرى الساحل الشمالي، ذلك الوجه السياحي الذي لطالما وصف بملاذ النخبة.
أحداث متلاحقة، كأنما تتبع خطاً مرسوماً لا عشوائية فيه، وتخفي وراءها أكثر مما تظهر.
النار في مصر .. حين تسبق الانفجار :
في التاريخ المصري، لم تكن النيران حوادث عرضية، بل كثيراً ما كانت جرس إنذار لزلزال سياسي آت، أو إشارة خفية إلى تبدل موازين القوى، ومن بعض الأمثلة نجد التالي :
حريق القاهرة 26 يناير 1952 :
حيث امتدت النيران لتلتهم 700 منشأة، ما بين فنادق، ومحال تجارية، وأكثر من سينما، ومنها : فندق سميراميس، ومحال شيكوريل، وسينما ريفولي ... إنه حريق لم يكشف فاعله حتى اليوم، لكنه سبق انقلاب الضباط الأحرار بـ 6 أشهر فقط.
حرائق ما قبل 25 يناير 2011 :
في مارس 2008 حدث حريق هائل في مجلس الشورى، دمر معظم قاعاته، وأرشيفه.
وخلال شهر أكتوبر 2010 تم رصد اشتعال النيران في أكثر من 19 موقع مختلف في كل البلاد.
وقبل يوم 11 يناير 2011 التهمت النيران سيارات شرطة مختلفة، بالتزامن مع تصاعد الغضب الشعبي، وصولاً إلى ثورة أطاحت برأس الدولة.
أيضاً حرائق ما قبل ثورة 30 يونيو 2013 :
ففي 26 يوليو 2012 حدث حريق المجمع العلمي.
وفي 20 فبراير 2013 نشب حريق في نفق أحمد بدوي بجوار محطة مصر للسكة الحديد.
ثم في يونيو 2013 حدثت حرائق متفرقة في أسواق، ومرافق كهربائية، وسط توتر شعبي، أعقبه خروج الملايين لإنهاء حكم (جماعة الإخوان المسلمين).
فهل كانت النيران في تلك المرات مجرد مصادفات متكررة ؟
أم أن لها لغة خفية لا تقرأ إلا بالحس السياسي الحاد ؟
كُل لهب في مصر، له همس في أذن السلطة، وكل حريق يحمل توقيعاً قد لا يقرأ بالحبر، بل بالرماد.
فهل نحن أمام رسائل تمس الأمن، ترسل وتستقبل في الظلام ؟
أم أن النار وسيلة لـهندسة الفراغ، وإعادة رسم المشهد ؟
أم هو صراع مراكز قوى، تعبر عن نفسها بألسنة لهب ؟
أم أن الأمر أبعد من الداخل، حيث تمتد أصابع الخارج لتوقد الشرر في زوايا مختارة، إذ أن النار ليست عقاباً إلهياً فقط، بل كانت دوماً أداة هندسة سياسية في لحظات الفراغ والاحتقان.
ومن ثَم .. ما هي السيناريوهات اللاحقة في ضوء هذا التصاعد :
أولاً/ التشديد الأمني، واستثمار الفوضى، فقد تُحمل أطراف معارضة أو خلايا مجهولة مسؤولية الحوادث، مما يبرر توسيع القبضة الأمنية، وفرض إجراءات استثنائية.
ثانياً/ تدشين مرحلة جديدة في الحكم، كتغييرات وزارية جذرية، أو إعادة تشكيل مراكز القرار في لحظة احتقان اقتصادي وشعبي خانق.
ثالثاً/ تدخل خارجي ناعم، فأحياناً، تستخدم هذه الأساليب كـ (فوضى باردة) تنفذها أدوات محلية بتخطيط خارجي، لتحقيق خلخلة تدريجية تمهد لمرحلة انتقالية غير تقليدية.
في النهاية :
النار ليست صدفة، فالنار في مصر فاعل سياسي لا يظهر في الصورة، لكنه يترك آثاراً لا تمحى.
وكما أن طائر (العنقاء) لا يولد إلا من الرماد، فكذلك مصر لا تبدل جلدها إلا بعد أن تحترق أطرافها.
فهل نحن مقبلون على ميلاد جديد ؟
أم أن النار ستظل مشتعلة، تحترق في الفراغ، دون أن تنجب إلا الدخان ؟
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
#شادي_طلعت
#مصر_بين_الجمر_والتغيير
#فصول_مصر_المحروقة
دعوة للتبرع
ظلّام وظالم : ( ظلاّم ) صيغة مبالغ ة من ( ظالم ) . وفى القرآ ن ان...
هو آثم : هل يكون آثما من يمر بين يدي المصل ي متعمد ا؟ ...
عبد النبى: ـ ما قولك فى أن من يتسمى بعبد الرسو ل وعبد...
الترجمة للفارسية: بسم الله الرحم ن الرح 1740;م السلا م ...
لكم دينكم ولنا دين: ( هل اهل القرآ ن مختلف ين عن المسل مين... ام...
more