آحمد صبحي منصور Ýí 2010-01-10
1 ـ
أكثر من مرة كتبنا ندعو الرئيس مبارك للوصول الى أتفاق يخرج به آمنا من السلطة مقابل تسليم الحكم لحكومة مؤقتة تقيم اصلاحا شاملا و تؤهل مصر لانتخاب حكومة برلمانية تطبق ذلك الاصلاح الشامل . وورد فى جريدة (المصريون)الاليكترونية بتاريخ ( 06 ـ 01-2010) أن د. على الدين هلال هاجم الحديث عن "خروج آمن" للرئيس مبارك من السلطة، ووصفها بأنه "كلام هراء"، لأنه يعتبر أن رئيس الجمهورية "حرامي" وكأن من يدعون لهذا "الخروج الآمن" يعتبرون أن الرئيس الذي حكم البلد لأكثر من 28 عامًا غير آمن، ولديه مخالفات سياسية وأمنية، ورأى أن ترديد مثل هذه الفكرة هو من قبيل الاستهلاك الإعلامي).
الشكر للدكتور منصور على هذا النداء الذي لا يبغي من وراءه إلا الإصلاح وتوعية كل صاحب عقل بالعواقب الوخيمة التي تنتظرنا إن لم نفكر سريعاً في إيجاد الحلول المناسبة.
حدث في الثمانينات في رومانيا أن استبد بها هذا الديكتاتور الشيوعي نيكولاي شاوشيسكو لمدة ثلاثين عاماً ، وكانت حاشيته تنهب قوت الشعب الروماني وهو يقمع الحريات والأصوات المطالبة بالإصلاح وتداول السلطة ، وأبى هذا الدكتاتور الانصياع للأصوات المطالبة بالعدالة والحريات والإصلاحات الاقتصادية والاجتماعية ، مما زاد الاحتقان الداخلي لهذا المجتمع وانفجر المرجل وتناثرت الأشلاء والضحايا من الشعب الروماني بأبطاله المدافعين عن حريته ومقدراته، كما هو الحال من بوليس النظام ورجال شاوشيسكو ، وانتهت هذه الحالة الثورية للشعب بالغلبة والنصر لهم ، واعتقلوا الرئيس شاوشسكوا وكثير من جنرالاته الطغاة ، وتم إعدامه في ميدان عام بدون محاكمة في قلب العاصمة الرومانية .
ترى هل سوف ينتظر الرئيس أن يحدث له مثل ما حدث لشاوشسكو ، أم يكون من الفطنة بحيث يرحل هو وحاشيته قبل فوات الأوان ؟؟؟
هناك فيلم سنيمايء بعنوان الهروب الكبير ، تدور أحداثه حول مسجون في أعتى السجون الفرنسية سجن ظلماً وعدواناً بعد تلفيق التهم الظالمة إليه ،وإدانته على أيدي قضاة مرتشين فأودع غياهب السجن وليقينه بأنه مظلوم قرر الهروب من هذا السجن المنيع ، وكانت الرقابة شديدة جداً، فحفر نفقاً عظيم من داخل السجن للخروج والانتقام من أعدائه
.نرجوا أن لا يأتي اليوم الذي يحفر فيه الشعب مثل هذه الأنفاق ليهرب من سجنه الذي أحاطه به النظام وحاشيته لينتقم منهم ووقتها سوف يدفنهم في هذه الأنفاق .
لايد أن يكون الإنسان على قدر عال من الحكمة و المقدرة على العفو، كي يصل لما وصل إليه الدكتور منصور.
كثير من الأمور تتغير مع مرور العمر، و السنون لا تمر بنا مرور الكرام دون ترك بصماتها ليس فقط على مظهرنا، بل تكون أعمق و أشد تأثيرا على جوهرنا، و فكرنا و تفكيرنا
أنا أعتقد أن هذا هو الحل الأمثل و الأفضل لمصر و للأمة العربية، تحقن به مصر دماء أبناءها و تكون قدوة و للمرة الألف للعالم العربي.
أدعو الله أن تحقق هذه الأمنية و عفا الله عما سلف، فكما شكا الصديق يوسف ظلم إخوته لله، فقد كان جوابه النهائي (لا تثريب عليكم اليوم يغفر الله لكم وهو أرحم الراحمين).
من يتدبر الآيات العديدة في قصة فرعون موسى بالقرآن الكريم يجد أن غرور القوة التي تتملك الفرعون أو الحاكم المصري على مر الأيام ، يتوهم أنه بيده مقاليد الأمور على مر العصور والأجيال عندما يتوهم أن القوة العسكرية لهذا البلد تحت أمره ورهن طوعه وحاشية المشتغلين بالعلم والسياسة ورجال المال ، فيوقن أنه باقً ومخلد إلى مالانهاية ويتصرف على هذا النحو، فيحول نفسه من بشري عادي إلى كائن خالد يتقمص دور الإله وبهذا لا يقبل النصح والأمر بالمعروف ولا يقبل المراجعة والنقد من المخلصين للوطن كل حسب عصره ، فالله سبحانه وتعالى يصف فرعون في الآيات التالية عندما قال {يَا قَوْمِ لَكُمُ الْمُلْكُ الْيَوْمَ ظَاهِرِينَ فِي الْأَرْضِ فَمَن يَنصُرُنَا مِن بَأْسِ اللَّهِ إِنْ جَاءنَا قَالَ فِرْعَوْنُ مَا أُرِيكُمْ إِلَّا مَا أَرَى وَمَا أَهْدِيكُمْ إِلَّا سَبِيلَ الرَّشَادِ }غافر29.
وتكون الطامة على فرعون وملئه وحاشيته عندما يفجع بالغرق ويفاجأ به والموت يحاصره من كل مكان فيستغيث بالخالق الذي خلقه من ماء مهين عندها لا يسمع له وتكون النهاية ، ويكون عبرة لمن يأتي من بعده ، ولا من معتبر من الحكام التاليين .
لنا في رسول الله موسى عليه السلام أسوة حسنة فيما فعله عندما ذهب لفرعون تنفيذاً لأمر الله تعالى {اذْهَبْ إِلَى فِرْعَوْنَ إِنَّهُ طَغَى ، فَقُلْ هَل لَّكَ إِلَى أَن تَزَكَّى ، وَأَهْدِيَكَ إِلَى رَبِّكَ فَتَخْشَى }النازعات 17. ،18..19
ولقد نفذ موسى الأمر الإلهي له بالذهاب إلى الطاغية ومواجهته بطغيانه وطلب منه الإقلاع عن هذا الطغيان وأن يزكي نفسه بأن يزيل تبعات طغيانه ويرد الحقوق لأصحابها ، ويحرر بني إسرائيل من أسره وأن يخشى الله ويتقيه ، فما كان منه إلا أن طرد موسى والمؤمنين معه ولم يستجيب لدعوة موسى له وعندما تأكد موسى من عدم استجابة فرعون لأمر الله تعالى {قَالَ لَقَدْ عَلِمْتَ مَا أَنزَلَ هَـؤُلاء إِلاَّ رَبُّ السَّمَاوَاتِ وَالأَرْضِ بَصَآئِرَ وَإِنِّي لَأَظُنُّكَ يَا فِرْعَونُ مَثْبُوراً }الإسراء102.الظن هنا بمعنى اليقين . فقد بشره بالهلاك ، إلى أن كانت نهايته
تاسياً بموسى عليه السلام يفعل المصلحون والمتقون بأن يأمروا بالمعروف وينهون عن المنكر كل فرعون حكم مصر منذ بداية حكم الفراعين إلى أن يشاء الله .
أخى الكبير أحمد السلام عليكم ورحمة الله وبركاته :
لن يستجيب مبارك لهذا النداء ولا لغيره فمن تآمر لقتل السادات ولم يعين نائبا له خوفا من أن يفعل به كما فعل بالسادات لن يترك السلطة إلا مغتالا أو ميتا ولن يعين ابنه نائبا حتى ولو كان فى أشد حالات المرض فهو يعرف جيدا تواريخ الملوك والأمراء العرب الذين قتلوا الآباء أو استولوا على الحكم والآباء فى الخارج فأوقف النداءات أنت وغيرك فقد أسمعت حيا ولكن لا حياة لمن تنادى وشكرا
مع خالص الشكر لكل من تفضل بالتعليق أقول :
لا أمارس السياسة إلا من وجهة نظر اصلاحية ـ أحاول فيها التجرد من مشاعرى الشخصية ، وأنظر الى المصلحة الكلية للشعب و الناس .
وأعرف تماما أن نداءاتى لن يستمع لها أحد ، ولكن لا بد من توجيهها ـ ليس فقط لغرضها الاصلاحى المتجرد من الهوى ولكن أيضا لكى يتحمل الطرف الآخر المسئولية ، ونكون نحن قد نصحنا و أجهدنا أنفسنا فى النصح ، ونسجل بذلك حجة مستقبلية عليه تقرؤها الاجيال القادمة فل اتتعاطف مع ما سيحدث له من مآس.
تاريخ الانضمام | : | 2006-07-05 |
مقالات منشورة | : | 5205 |
اجمالي القراءات | : | 60,115,629 |
تعليقات له | : | 5,494 |
تعليقات عليه | : | 14,893 |
بلد الميلاد | : | Egypt |
بلد الاقامة | : | United State |
ف2 : ( أنس بن مالك والطعن فى النبى ) (2 ) إفتراءاته عن سبى النبى للنساء
ف2 : ( أنس بن مالك والطعن فى النبى ) (2 ) تكملة إفتراءاته عن علاقات النبى النسائية
ف1 : ( أنس بن مالك والطعن فى النبى ) (1 ) إفتراءاته عن علاقات النبى النسائية
دعوة للتبرع
تولى النصارى للسلطة: في كل الدول الأسل اميه أو العرب يه يقول...
إجتناب الطاغوت: منذ أيام مررت بموقف حيث أردت أن أصلح بين...
عدة المطلقة : غاب عنها زوجها أربع سنوات ، وهو يعيش فى بلد...
لا تسامح هنا : تحاور ت مع بعض البخا ريين فقالو ا لي ان...
ونراه قريبا..!!: أظن أنه لم يأت على العرب هوان مثل هذه الأيا م ...
more
الدكتور أحمد صبحي أكرمه الله يحاول تقليل خسائر وطنه مصر التى أبعد عنها رغماً عنه ، فهى في قلبه وهو خارج حدودها ، ويحمل همومها ، ويحاول أن يجد الحلول الآمنة التي بها يمكن إنقاذ ما ما يمكن إنقاذه .
وكان هذا هو نداء العقل الذي وجهه إلى العقلاء الراشدين المهمومين مثله بقضايا وطنهم . ولكن هل من مجيب لهذا النداء السلمي الذي يحوي بداخله الخير الكثير وأهم ما يحويه هو حقن دماء المصريين .