آحمد صبحي منصور Ýí 2017-06-26
حوار صحفى مع البوابة نيوز المصرية ، تم نشر بعضه ومغلوطا أيضا .!! .
مقدمة:
1 ـ خبرتى المؤلمة أن من يتصل بى لإجراء حوار أشترط عليه أن ينشر الحوار بلا حذف ، ثم ينشرونه مع الحذف ، أو لا ينشرونه من الأساس . كنت أنتظر مدة ثم أنشر الحوار هنا مشيرا الى أنه حوار لم يتم نشره ، أو حوار تم حذف بعض ما فيه . مع تقدير ظروف النشر هناك ، ومع التقدير لمن يهتم بإجراء حوار معى تظل الحقيقة المؤلمة أن الناس ( هناك ) سهل عليها قراءة أخبار المذابح شبه اليومية ، ولكن يصعب عليها أن تقرأ حوارا جديدا فى الدين والسياسة . مهما كانت جُرأة الكلمة التى تبغى الاصلاح فهى ليست بشىء مقابل نقطة دم من انسان برىء . هذه الكلمة الحّرة تبغى حقن الدماء فى عصر تسيل فيه أنهار الدماء .
2 ـ صحفية ( البوابة نيوز ) أجرت معى هذا الحوار من عدة أشهر . وانتظرت نشره حتى يأست من نشره ، ولم أهتم بنشر هذا الحوار فى موقعنا أهل القرآن ، فما قلته فيه سبق قول معظمه فى حوارات سابقة مع مواقع وصحف أخرى . نسيت الموضع ثم فوجئتُ اليوم بصحيفة البوابة نيوز تنشر بعض الحوار على أنه مناظرة مع شخص لا أعرفه . هذه إساءة عظمى ، أستنكرها بشدة . لا أرضى أن تكون مناظرة بينى وبين أحد ، فليس هناك فى هذا العالم من يطاول قامتى فى مجال علمى ، ولا يشرفنى أن أناظر شيخ الأزهر أو مفتى السعودية فكيف بشخص مجهول . الأفظع أنهم قاموا بتغيير فى العنوان أضافوا فيه أن السنة مصدر للتشريع . ثم تغيير بالحذف وإضافة أقوال لم أقلها ، منها ( المذاهب الاسلامية ) بدلا من قولى ( الأديان الأرضية ) .
3 ـ هذه صحيفة كاذبة لا تعرف أمانة الكلمة وشرف المهنة . كان من الأفضل ألا ينشروا الحوار من أساسه . لم أسع اليهم ، ولا أسعى الى أحد . هم الذين سعوا لى وترجونى أن أحاورهم . هم تعبير عن العصر الردىء الذى تعيشه مصر الآن . لن أتعامل معهم إلا بعد أن ينشروا إعتذارهم عما أجرموا فى حقى .!
4 ــ أنشر الحوار الأصلى ، ثم تلاعبهم به .
أولا : الحوار الأصلى :
* مَن هم القرآنيون وما هي أبرز الأفكار التي تميّزهم عن غيرهم من المسلمين؟
1 ـ ( أهل القرآن ) الذين أتحدث باسمهم والذى يعبر عنهم المركز العالمى للقرآن الكريم فى أمريكا ومن خلال موقع ( أهل القرآن ) هم تيار إسلامى إصلاحى ، ليسوا طائفة و لاحزبا . نحتكم الى القرآن الكريم فى الاصلاح السلمى للمسلمين ، ولا نفرض أنفسنا على أحد ولا نفرض رأينا على أحد ، ونعفر ما إستطعنا ، ولا ندعى أننا نملك الحقيقة ، بل ننتظر الحكم علينا وعلى خصومنا يوم القيامة أمام الواحد القهار جل وعلا .
2 ــ نحن لنا منهج فى تدبر القرآن الكريم من خلال تحديد مفاهيمه من داخله بدون أن نفرض رأينا مسبقا، بل نبحث فى القرآن بتجرد وموضوعية نبتغى الهداية ، ونتقبل النقد والتصحيح لأننا ننشد الحقيقة ، ولا نقول أن رأينا هو رأى الدين أو الاسلام بل هو وجهة نظر لنا ، ولهذا فإن الفتاوى فى موقعنا مفتوحة للنقاش .
3 ـ ولنا منهج بحثى علمى وموضوعى فيما يخص تاريخ المسلمين وشريعتهم وتراثهم ،ونحن متخصصون فيه وننظر اليه على انه عمل بشرى لا قداسة فيه ، ولا يخلو من الخطأ والصواب ، وأفظع خطأ فيه هو نسبة تشريعات الفقه الى رب العزة وإعتبارها شريعة الله أو الشريعة الاسلامية ، بينما هى من وضع الفقهاء ، وهم مختلفون فيها ، والأفظع هو نسبة أحاديثه للنبى محمد ظلما وعدوانا ، مع أنها أقاويل تعبر عمّن قالها وعن عصرها ، وليست على الاطلاق جزءا من الاسلام ، لأن الاسلام إكتمل بإكتمال القرآن وبموت النبى محمد عليه السلام ، والمكتوب بعده إنما يعبر عن المسلمين وليس عن الاسلام . نسبة تلك الأحاديث للنبى محمد بعوت موته وفى العصر العباسى وإعتبارها جزءا من الاسلام هو إتهام للنبى بأنه ترك جزءا من الرسالة الاسلامية لم يبلغه ، أى أنه تركه للناس يختلفون فيه ولا يعرفون له أولا ولا آخرا ويمتلىء بالخرافات والأساطير وتشريعات الضلال وسفك الدماء . نحن بهذا نبرىء النبى محمدا عليه السلام من هذا الافك .
4 ــ السُنّة طبقا للقرآن هى الشرع الالهى والمنهاج الالهى فى التعامل مع المشركين ، أى هى سُنّة الله جل وعلا . أما الرسول فهو (أسوة حسنة ) وليس سُنة حسنة . وتفصيل هذا فى كتابنا ( القرآن وكفى ) . أقاويل الرسول هى فى القرآن الكريم الذى تكررت فيه كلمة ( قل ) لتحصر ما يجب ان يقوله ، ومنشور لنا كتاب فى الموقع عن كلمة (قل ) وأن كل أقوال الرسول فى القرآن . بالتالى فإن السُّنّة هى فى القرآن وأن أقوال الرسول فى القرآن ، والقرآن كاف للمسلم كما أكّد رب العزة فى القرآن الكريم . الفارق بيننا وبين السنيين أنهم يقولون بأن السنة العملية هى العبادات ( وهذا نتفق معهم فيه ) وأن السُّنّة القولية هى أحاديث البخارى وغيره ، وهذا ما نخالفهم فيه . فالله جل وعلا سيحاسبنا وفق ما جاء فى كتابه وليس ما إفتراه البخارى وغيره .
5 ـ وبهذه المنهجية كتبت فى موقعنا آلاف المقالات والكتب والفتاوى والتعليقات ، وحسب علمنا لم يكتب قبلنا أحد هذا الكم من التأليف ، ولم يكتشف أحد بإجتهاده مثل ما إكتشفناه من جديد
6 ــ وتتباين الآراء فى موقعنا فى إطار شروط النشر فيه ، وهى عدم نسبة أى حديث للنبى محمد عليه السلام لأننا نرفض نسبة هذه الأحاديث اليه بعد موته بقرنين وأكثر ، وعدم إنكار حقائق الاسلام وفى مقدمتها العبادات من صلاة وصيام وزكاة وحج . ومنشور على موقعنا ( دستور أهل القرآن ) بالعربية والانجليزية .
* القرآنيون في العالم الإسلامي: أبرز رموزهم، أعدادهم، أين ينتشرون، هل هنالك توجهات مختلفة بين القرآنيين أنفسهم؟
1 ـ نحن أول من بدأ التيار القرآنى من أربعين عاما حين بادرنا بتحطيم تقديس البخارى فى قلعة الأزهر ، وشققنا الطريق ومهدناه لمن جاء بعدنا ودفعنا الثمن . و على هامش جهادنا حدث تغيير هائل ، منه : أن بعض السنيين تراجع وبدأ ينتقد ( بعض الأحاديث ) مع تمسكه بالسنة دينا ، وإستفاد من تغيير المناخ الذى أرسيناه بجهادنا وتضحياتنا فأصبح يكتب فى منطقة آمنة ينتقد البخارى وبعض الفروع والتفصيلات . ومنه أن موظفى الأزهر العاجزين عن الاجتهاد اصبحوا فى دفاعهم عن وجودهم ينتقمون ممن يكون تحت سلطانهم ، وهذا هو الذى يحدث فى مصر.وـ نحن نعذر ضحايا الأزهر فى مصر ، ولكن نقرر أنه طبقا لديننا ( القرآن وكفى ) وطبقا لمنهجنا البحثى فإن أولئك ـ مع الاحترام لهم ـ ليسوا منا ، وهم لا يزالون فى مرحلة إجتزناها من قبل من ثلاثين عاما.
2 ـ هناك من ينتسب الى ( القرآنيين ) لا يملكون سوى الجرأة دون علم ، يتجرأون على نفى الصلاة والعبادات ويقولون منكرا من القول وزورا . وقد طردناهم من موقعنا لانكارهم العبادات وهى مع ( لا إله إلا الله ) من أهم حقائق الاسلام . وقد كتبت فى موقعنا أحاول إصلاحهم .
3 ـ لأن القرآنيين تيار فكرى مركب ومتعدد فإنه يستحيل تعداد افراده . أما عن أهل القرآن فهم آلاف مؤلفة موزعون فى شتى العالم ، وهم رواد موقعنا . ولقد كتبت مقالا عن من هم الأغلبية أهل القرآن أم السنيون . وقلت إننا نحن الأغلبية العقلية حين نحتكم الى التجديد الدينى . مئات الملايين من السنيين يقولون قولا واحدا متوارثا ، أى هم فى النهاية شخص واحد بلسان واحد وبلا عقل ، مجرد جهاز تسجيل عتيق يردد ما قيل من قبل ويجتر المتوارث دون علم ولا هدى ولا كتاب منير ، وكذلك الشيعة والصوفية . أما نحن فآلاف العقول المتحركة الى الأمام تجتهد فى اصلاح المسلمين بالاسلام .
* ما هو موقفك من كتب الحديث والسيرة؟ وعلى ماذا تبني رأيك؟ هل يمكن أن تخبرنا عن ذلك بالتفصيل؟
1 ــ فى الاسلام لا إيمان إلا بحديث واحد هو حديث الله جل وعلا فى القرآن الكريم . قال رب العزة جل وعلا : (فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (185) الاعراف ) ،(وَيْلٌ يَوْمَئِذٍ لِلْمُكَذِّبِينَ (49) فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَهُ يُؤْمِنُونَ (50) المرسلات )، ( تِلْكَ آيَاتُ اللَّهِ نَتْلُوهَا عَلَيْكَ بِالْحَقِّ فَبِأَيِّ حَدِيثٍ بَعْدَ اللَّهِ وَآيَاتِهِ يُؤْمِنُونَ (6) وَيْلٌ لِكُلِّ أَفَّاكٍ أَثِيمٍ (7) يَسْمَعُ آيَاتِ اللَّهِ تُتْلَى عَلَيْهِ ثُمَّ يُصِرُّ مُسْتَكْبِراً كَأَنْ لَمْ يَسْمَعْهَا فَبَشِّرْهُ بِعَذَابٍ أَلِيمٍ (8) الجاثية ).
2 ــ سيرة النبى محمد عليه السلام الحقيقية هى فى القرآن الكريم . ابن اسحاق أول من كتب السيرة فى العصر العباسى كتبها من دماغه ، وأورد فيها أكاذيب هائلة ، ومن جاء بعده أخذ عنه وأضاف إفتراءات ، وكلها صنعت شخصية وهمية للنبى محمد عليه السلام تتناقض مع شخصيته . يكفى إن الله جل وعلا أرسل رسوله بالقرآن الكريم رحمة للعالمين (وَمَا أَرْسَلْنَاكَ إِلاَّ رَحْمَةً لِلْعَالَمِينَ (107) الأنبياء ) فجعلوه إرهابا للعالمين ..
3 ــ نحن الذين نبرىء خاتم النبيين من هذا التشويه ، ونحن الذين نعانى فى سبيل تبرئة الاسلام العظيم من تراث المسلمين وجرائم الوهابيين .
3 ــ وهذه السيرة مع تلك الأحاديث المفتراة تعتمد على اضحوكة اسمها الاسناد والعنعنة ، يعنى أخبرنا فلان عن فلان عن فلان عن فلان عن فلان ان النبى قال أو ان النبى فعل . هذا هجص مضحك . كيف تتأكد من قول قيل شفهيا عبر رواة موتى ماتوا لا يعرفون شيئا عن هذا الكذاب الذى ينسب اليهم أقوالا لا يعرفون عنها شيئا هو إجتراء على الغيب بالكذب والبهتان . من الذى أعلمك أن فلانا قال لفلان كذا ؟.
4 ــ ثم هو ليس قولا واحدا بل ملايين الأقوال المنسوبة كذبا للرسول عبر عدة قرون . ثم إذا قيل ( قال الرسول كذا) إرتفعت الحناجر بالصلاة على النبى مصدقين مهللين مسبهلّين ،كما لو أن القائل كان جالسا مع النبى من خمسة دقائق وسمع منه وجاء يبلغهم حديثه .هل هناك خبلّ أكثر من هذا ؟
* انتقدت صحيح البخاري في أكثر من مناسبة؟ لماذا "يقدّس" البعض هذا الكتاب؟ وما رأيك بأبرز كتب الحديث الأخرى التي يعتمد عليها المسلمون؟
1 ــ تعرض كتاب البخارى لانتقادات من حيث الرواة فى عصر الاجتهاد ( العباسى ) ثم تحول الى كتاب مقدس فى عصر التقليد بداية من العصر المملوكى فالعثمانى . وصار له ( ميعاد ) سنوى فى شهر رمضان يتم فيه (ختم البخارى ) فى حضور السلطان المملوكى. وقد شرحنا هذا فى موسوعة التصوف المملوكى المنشورة فى موقعنا .
2 ـ ثم بدأ إنتقاد بعض أحاديث البخارى على إستحياء ، فعل ذلك الشيخ عبد الرحمن الوكيل رئيس أنصار السنة الأسبق ، وتركز النقد على بعض أحاديث من حيث المتن ، مثل حديث الذبابة وحديث رهن النبى درعه عند يهودى وحديث اليهودى الذى سحر النبى .
3 ــ حين كنت سنيا معتدلا إصلاحيا قمت بنقد كتاب البخارى بمنهج جديد هو عرضه كله على القرآن الكريم ، ثم تطور الأمر الى إثبات عداء البخارى للاسلام من خلال طريقة صياغته للأحاديث ومنهجه فى عرضها وفى تكرارها وفى نثرها فى كتابه ، ثم تطور الأمر فيما بعد ومنذ عام 1987 الى الاكتفاء بالقرآن الكريم وحده والبحث عن الاسلام وشريعته وقيمه العليا من خلاله فقط .
* تحدثت عن تقديس المسلمين للقرآن برغم عدائهم له. ما هي هذه الفكرة؟
1 ـ ( المسلمون ) فى معظمهم يقدسون ( المصحف ) وليس القرآن .
2 ـ معظم المسلمين لا يؤمنون بالقرآن إلا إذا كان معه كتاب بشرى يجعلونه حكما على القرآن وأعلى من القرآن . ومثلا : ففى القرآن الكريم حوالى 150 آية قرآنية تنفى شفاعة النبى ، لا يؤمن بها المسلمون تمسكا ببضعة أحاديث تزعم شفاعة النبى . بل يتطرف بعضهم فيزعم أن أحاديث السّنة تنسخ أة تلغى أحكام القرآن ، أى يرفعون البخارى ورواة الأحاديث فوق رب العزة جل وعلا . أى هم أسوأ من قوم الرسول الذين إتخذوا القرآن مهجورا .
3 ــ الاضطهاد الذى يتعرض له أهل القرآن لمجرد دعوتهم الاصلاحية الى الاحتكام للقرآن الكريم أكبر دليل على أن من يضطهدنا يكفر بالقرآن .
* هل هنالك حضور في التراث الإسلامي لتيار القرآنيين؟ مَن هم أبرز وجوهه وماذا قالوا؟ وما كان موقف بقية العلماء منهم؟
1 ــ لا نقول ( التراث الاسلامى ) لا ننسب هذا التراث الى الاسلام ، بل ننسبه الى أصحابه ، وعليه فهناك تراث سنى وتراث شيعى وتراث صوفى .
2 ــ الغريب ان الذين يقدسون هذا التراث لا يفقهون فيه شيئا . نحن أصحاب الاختصاص فيه ، تشهد على هذا آلاف المقالات والأبحاث والكتب التى كتبناه فيه . ونحن نعتبره عملا بشريا يعبّر عمّن كتبه ، وليست له أى صلة بالاسلام ..سوى التناقض .!!
3 ـ من واقع تخصصنا فى تراث المسلمين وتاريخهم عثرنا على تيار قرآنى ، بدأ بأبى حنيفة ، ووقف ضد الشافعى فإضطر الشافعى للرد عليه ، وإستمر هذا التيار ولكن وقع فى خطيئة كبرى ، أنه كان يهاجم اصحاب الحديث بطريقتهم ، أى يصنع أحاديث فى فضل القرآن والاكتفاء بالقرآن ، وفى النهى عن كتابة الحديث وعن رواية الحديث ..ولنا مقال منشور فى موقعنا عن أهل القرآن السابقين وأننا بنينا على من سبقنا ولم نبدأ من فراغ .
* لديك اعتراض على صيغة الآذان التي يعتمدها المسلمون. هل يمكن أن تخبرنا عن اعتراضك وسبب اعتراضك؟
كتبنا فى هذا ، وتتبعنا التطور التاريخى للأذان وما حدث فيه من إضافات عبر العصور . الأذان الاسلامى الذى يبدأ بعنوان : ( الله أكبر ) ينفى أن يكون فيه ذكر لغير الله جل وعلا الأكبر . هو ( الله أكبر الله أكبر . لا إله الا الله . حى على الصلاة حى على الفلاح ) .
* لماذا تعتبر أن االنبي محمد ليس أفضل الأنبياء؟
1 ـ لم أقل هذا ولا يمكن أن أقوله .
2 ــ فى كتابى ( الأنبياء فى القرآن الكريم ) الذى تسبب فى أزمتى مع جامعة الأزهر عام 1985 قلت إن التفاضل بين الأنبياء مرجعه لله جل وعلا الذى يعلو فوق الأنبياء والجميع ، وليس لنا ، وهذا غيب لا نعرفه وليس لنا أن نتحدث فيه ، وقلت إننا ممنوعون من التفريق بين الأنبياء ، وأن التفريق بينهم كفر حسبما جاء فى القرآن الكريم ، ومنشور لنا مبحث عن هذا .
* أنكرت عذاب القبر. لماذا؟ ما هي برأيك أبرز الأفكار الدينية الخاطئة التي يتعامل معها معظم المسلمين كحقائق؟
1 ــصدر كتابنا عن عذاب القبر والثعبان الأقرع عام 1993 . وهو منشور فى موقعنا لمن يريد .
2 ـ أديان المسلمين الأرضية من تصوف وسُنّة وتشيع كلها تختلف مع بعضها ، وكلها تتفق فى تناقضها مع الاسلام الذى نزل به القرآن ، بدءا من تقديس البشر والحجر الى إختراع شرائع تستحل الحرام وتحرم الحلال . ألا يكفى أنهم يحرمون الغناء الحلال ويستحلون قتل النفس البريئة .؟!!
*سبب اتهامك بالردة من قبل بعض الأزهريين؟ ما هي أبرز المواقف التي تسببت بخلافات وماذا كنت تطرح ومَن كان يعترض على ما تقوله؟ هل يمكن أن تخبرنا عن هذه المحطات في حياتك؟
1 ـ لهم دينهم لنا ديننا .
2 ـ بدأت بتمحيص التصوف فى رسالتى للدكتوراة وأنا مدرس مساعد فتعرضت لاضطهاد استمر ثلاث سنوات ، وانتهى بأن حذفت ثلثى الرسالة ، وهى كلها منشورة فى موقعنا .
2 ـ ثم بدأت فى غربلة الأحاديث وإصلاح ما يعرف بالسُّنّة فأسفر الأمر عن محاكمتى خلال عامين ثم تركى الأزهر وإدخالى السجن ( 1985 : 1987 ). أسفر هذا عن وصولى الى ما أومن به الآن وهو القرآن وكفى . وكتبت ( القرآن وكفى ) ونشرته عام 1990 ، وهو منشور فى موقعنا بالعربية والانجليزية والفرنسية .
3 ـ لو قام النظام المصرى بتبنى ما أدعو اليه لتم إصلاح الأزهر وتحجيم خطر الوهابية وأطيافها من سلفيين واخوان وتنظيمات ارهابية لا أول لها ولا آخر ، ولتبوأت مصر مكانتها وريادتها بدلا من أن تجعل السعودية المولودة عام 1932 الشقيقة الكبرى لمصر ( أم الدنيا ) وأقدم دولة فى العالم .!!
4 ــ من أسف أن أضطر للهجرة من مصر بينما تفتح مصر ابوابها للأفّاقين الوهابيين ..!!
*كيف ترى تعامل الأزهر مع المخالفين له حتى من الأزهريين أنفسهم؟
هم يملكون السلطة ولا يملكون الحُجّة . نحن نملك العلم والحجة ومستضعفون . كل منا يحارب بما لديه ، نحن نواجههم بالعلم والحُجّة وهم يواجهون أهل القرآن ب ( أمن الدولة ) والحبس الاحتياطى والسجن بتلك التهمة المضحكة ( إزدراء الأديان ).
*ما رأيك بخريجي الأزهر اليوم؟ هل هم نموذج للمسلم المعتدل القادر على خوض كافة السجالات التي يطرحها علينا عالم اليوم ومنها مواكبة العصر ومقارعة الخطاب المتطرّف الرافض للآخر؟
1 ــ حين كنت مدرسا فى جامعة الأزهر ( 1980 : 1885 ) كنت أتعجب من جهل الأساتذة أنفسهم ، وإصرار الأساتذة على أن يكون تلاميذهم أجهل منهم ، وهذا هو السبب الحقيقى فى الاضطهاد الذى تعرضت له . بعده بثلاثين عاما صار أولئك التلامذة أساتذة فى الأزهر.تحكمت الوهابية فيهم ، فجمعوا بين الجهل وثقافة الارهاب . .
2 ــ لا خير فيهم طالما ظل الأزهر بدون إصلاح جذرى فى مناهجه وفى قانونه .
*اقترحت أن يتبنى الأزهر مؤتمراً إسلامياً لمناقشة اضطهاد الأقباط في مصر، كيف ترى وضع الأقباط في مصر في الفترة الأخيرة؟ وبشكل عام كيف ترى نظرة المسلمين اليوم إلى الآخر المختلف عنهم دينياً أو مذهبياً؟
1 ـ لم أقترح هذا . هل يجوز أن يعقد حلاق الصحة مؤتمرا علميا فى الطب ؟
2 ــ الوهابية بتحكمها فى عوام المسلمين وقادتهم جعلت الأقباط ضحايا .
3 ــ منشور لى من عدة أيام مقال ( فقراء الأقباط لا ناصر لهم ).!!
* سبق أن حللت زواج المسلمة بمسيحي أو يهودي. على ماذا استندت؟ ولماذا برأيك يحرّم جميع المسلمين ذلك؟
1 ـ هذا طبقا للقرآن الكريم. قال جل وعلا : (الْيَوْمَ أُحِلَّ لَكُمْ الطَّيِّبَاتُ وَطَعَامُ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ حِلٌّ لَكُمْ وَطَعَامُكُمْ حِلٌّ لَهُمْ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الْمُؤْمِنَاتِ وَالْمُحْصَنَاتُ مِنْ الَّذِينَ أُوتُوا الْكِتَابَ مِنْ قَبْلِكُمْ إِذَا آتَيْتُمُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ مُحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ وَلا مُتَّخِذِي أَخْدَانٍ وَمَنْ يَكْفُرْ بِالإِيمَانِ فَقَدْ حَبِطَ عَمَلُهُ وَهُوَ فِي الآخِرَةِ مِنْ الْخَاسِرِينَ (5) المائدة ) . الاسلام دين العدل . يجوز لنا أكل طعامهم ويجوز لهم أكل طعامنا ، ويجوز لنا نكاح نسائهم ويجوز لهم نكاح نسائهم . الشرط هو توفر السلام لأن الاسلام فى التعامل السلوكى هو السلام ، وأى إنسان مسالم فهو مسلم بغض النظر عن ملته وإعتقاده ، وأى شخص يستبيح دماء الآمنين بتأويل دينى فهو كافر طبقا لسلوكه الظاهرى ، وهذا يحرم تزويجه والزواج منه .
2 ــ الشريعة السنية تتناقض مع الاسلام فى هذا لأن فقهاءها كانوا يؤمنون بأن أهل الكتاب فى الداخل هم ( أهل ذمة ) ولا يتساوون بالمسلمين فيجب إذلالهم ، كما إعتبروا اهل الكتاب فى الخارج هم ( دار الحرب ) الذين يجب قتالهم . كان هذا فى عصور الخلفاء ، وهو ما تنفذه داعش ، وما يؤمن به فقهاء داعش فى الأزهر وفى المحيط السلفى .
3 ــ الاسلام هو دين العدل والرحمة وحفظ حقوق العباد وتكريم بنى آدم . أليس كذلك ؟
* ما هي مواصفات الخطاب الديني الذي يحتاجه العالم الإسلامي اليوم؟
هو ما نقوم به فى موقعنا . توضيح التناقض بين الاسلام وشريعته القرآنية وقيمه العليا السامية ( العدل والاحسان والرحمة وكرامة الانسان والحرية المطلقة فى الدين بناءا على تأجيل الحكم فيما يخص الدين الى يوم الدين أمام الله جل وعلا رب العالمين ) وبين شرائع المسلمين التراثية خصوصا الوهابية السُّنّية .
* هل مؤسسة الأزهر قادرة على تجديد الخطاب الديني؟ وهل هنالك مَن يمكنه أداء هذه المهمة بشكل أفضل؟
1ـ فى ندوة فى أوائل التسعينيات فى الجمعية المصرية للتنوير ـ والتى أقمناها فى مكتب د فرج فودة بعد إغتياله تحديا للإرهابيين ـ تكلمت عن ( الأزهر والتنوير ) وحظيت الندوة بحضور كثيف ، وكانت أول لقاء بينى وبين د سعد الدين ابراهيم الذى علّق وقتها متعجبا . كان محور حديثى عن سؤال : لماذا يتخرج فى الأزهر أئمة الاصلاح ويظل الأزهر مع هذا قلعة التخلف . وكانت الاجابة هى فى التناقض بين القرآن والتراث وهما معا عمودا المؤلفات فى الأزهر . إذا أسلم الأزهرى عقله للقرآن اصبح متمردا وإماما تنويريا مثل محمد عبده وطه حسين والطهطاوى ( الى حد ما ) . إذا اسلم نفسه الى التراث سار فى قطيع الأغلبية من الشيوخ . وقلت مقاربة بسيطة ( وليست دقيقة ) : إن إصلاح المسلمين ( بليون ونصف البليون ) يستلزم إصلاح العرب ( 300 مليون تقريبا ) , وإصلاح العرب يستلزم إصلاح مصر ( 80 مليونا ) وإصلاح مصر يستلزم إصلاح الأزهر . واصلاح الأزهر يستلزم إصلاح مناهجه وقانونه.
2 ـ وفى كتابنا ( دين داعش الملعون ) دعونا لاصلاح الأزهر لأنه بوضعه الراهن عبء على مصر يعيق تقدمها ويهبط بها الى الحضيض .
* الإسلام والعلمانية. هل هنالك تناقض؟ وهل يمكن تغيير أحكام الشريعة الإسلامية لتتلاءم مع العصر الحديث كما يقترح البعض؟
1 ــ كتبنا فى موقعنا أن الاسلام دين علمانى لا مكان فيه للكهنوت والسلطة الدينية ، والاسلام هو ضد إستغلال الدين ــ اى دين ـ فى السياسة ، ومنشور لنا فى الموقع كتاب ( تحذير المسلمين من خلط السياسة بالدين ) .
2 ــ الشريعة الاسلامية الحقيقية هى الشريعة القرآنية والتى تتناقض مع تشريعات الفقهاء ـ السنيين خصوصا . وكتبنا فى هذا مئات المقالات وعشرات الكتب بالعربية والانجليزية ، منها عن الحرية الدينية المطلقة فى الاسلام وتناقضها مع دين السنيين ، ووظيفة القضاء بين الاسلام والمسلمين ، والشورى الاسلامية بمعنى الديمقراطية المباشرة ، بالاضافة الى كتب عن النسخ والتاويل وهجص مالك فى الموطأ وهجص القرطبى فى التفسير ....الخ . بالاضافة الى برنامجنا فضح السلفية وفيه توضيح التناقض بين الاسلام والسلفية فى أمور شتى ، ومنها زى المرأة وزينتها ..
ثانيا : الحوار الذى نشروه مغلوطا ومبتسرا :
http://www.albawabhnews.com/2585245
البوابة تنشر مناظرة بين القرآنيين واهل السنة :
زعيم القرآنيين: أطالب السيسي بتبني فكرنا لإصلاح الدين.. المسلمون في معظمهم يقدسون "المصحف" وليس القرآن.. والسُّنة هي المصدر الثاني للتشريع الإسلامي
السيسي
أحمد ونيس
بعدما طالب الرئيس عبدالفتاح السيسى، قادة المؤسسات الدينية فى مصر بإعادة النظر فى المسائل الفقهية التى يعتمد عليها منظرو التنظيمات الإرهابية، ظهر كثير من الداعين إلى حرق كتب التراث ومنع تداولها بين المسلمين، على اعتبار أنها تحمل قنابل موقوتة، فى صورة أحاديث مغلوطة تؤدى إلى تحويل الشباب إلى دواعش، وعلى رأس الداعين إلى هذه الطريقة مَن يطلق عليهم «القرآنيون» الذين ينكرون حجية السُّنة، ويقولون إن القرآن يكفى وحده ليكون مصدرًا للتشريع، وهو ما لا يرضى عنه الأزهر بأى شكل من الأشكال.