عادل بن احمد Ýí 2025-07-17
أكتب هذا المقال لأسلط الضوء على الأحداث المؤلمة التي شهدتها سوريا يوم الأربعاء، 16 يوليو 2025، حيث شنت الطائرات الحربية الإسرائيلية غارات على دمشق، مستهدفة مبنى الأركان العامة، وزارة الدفاع، ومحيط القصر الرئاسي. في الوقت نفسه، غرقت محافظة السويداء ذات الأغلبية الدرزية في فوضى دامية، مع سقوط عشرات القتلى والجرحى بسبب الاشتباكات العنيفة بين قوات الأمن السورية والميليشيات الدرزية. كقراني يتابع هذه الأحداث، أرى أنها تكشف عن نفاق الحكومة السورية بقيادة أحمد الشرع، وازدواجية معاييرها في التعامل مع العدو الإسرائيلي من جهة، والدروز المستضعفين من جهة أخرى.
لقد صدمت عندما علمت أن الطائرات الإسرائيلية قصفت مواقع استراتيجية في دمشق، بما في ذلك وزارة الدفاع ومبنى الأركان العامة. وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، أعلن أن هذه الضربات جاءت كـ"ضربات موجعة" بعد انتهاء ما سماه "رسائل التحذير" لدمشق. هذه الغارات، التي أودت بحياة ثلاثة أشخاص وأصابت 34 آخرين، ألحقت أضراراً كبيرة بالبنية التحتية في العاصمة. لكن ما يثير استغرابي هو صمت الحكومة السورية التي تدعي تطبيق الشريعة الإسلامية. أين رد الفعل تجاه هذا العدوان الإسرائيلي الذي ينتهك سيادة سوريا؟ لماذا لم توجه قوات الجولاني لمواجهة إسرائيل، التي دمرت رمزاً من رموز الدولة كوزارة الدفاع؟
في السويداء، شعرت بالحزن والغضب وأنا أتابع الأخبار عن الفوضى التي اجتاحت المدينة ذات الأغلبية الدرزية. وفقاً للمرصد السوري لحقوق الإنسان، نفذت قوات الأمن السورية إعدامات ميدانية طالت 12 مدنياً درزياً بعد اقتحام مضافة آل رضوان. كما شاهدت بألم مقاطع مصورة تُظهر أعمال إذلال، مثل قص شوارب الرجال عنوة، وهي مشاهد أثارت غضبي. لم تتوقف الانتهاكات عند هذا الحد، بل امتدت إلى حرق كنيسة مار ميخائيل التاريخية في قرية الصورة، ونهب ممتلكات الأهالي، وتهجيرهم من منازلهم.
ما يزيد من غضبي هو تقارير "السويداء 24" التي أكدت أن أكثر من 350 شخصاً قُتلوا منذ يوم الأحد، بينهم 79 مقاتلاً درزياً و55 مدنياً، منهم 27 ضحية إعدامات ميدانية. كيف يمكن لحكومة تدعي تطبيق الشريعة أن ترتكب مثل هذه الجرائم ضد مواطنيها؟ ألم يقل الله تعالى: وَقَاتِلُوا فِي سَبِيلِ اللَّهِ الَّذِينَ يُقَاتِلُونَكُمْ وَلَا تَعْتَدُوا ۚ إِنَّ اللَّهَ لَا يُحِبُّ الْمُعْتَدِينَ (سورة البقرة: 190)؟ فلماذا تُوجه القوات السورية سلاحها ضد الدروز بدلاً من مواجهة العدو الإسرائيلي؟
أرى أن الحكومة السورية بقيادة أحمد الشرع، أو "الجولاني" كما يُعرف، تتبع نهجاً منافقاً. فبينما تدعي تطبيق الشريعة، تتجنب مواجهة إسرائيل، التي دمرت وزارة الدفاع، وتكتفي بـ"الحكمة" و"الموعظة الحسنة" مع القوى المتغلبة. لكن عندما يتعلق الأمر بالدروز، فإنها تمارس ضدهم كل أشكال الظلم والقمع و القوة و التسلط. ألم يقل الله سبحانه و تعالى : وَلَا تُلْقُوا بِأَيْدِيكُمْ إِلَى التَّهْلُكَةِ (سورة البقرة: 195)؟ يبدو أن هذه الآية تُستخدم كذريعة لتجنب مواجهة إسرائيل، بينما يُمارس الجولاني وأتباعه كل العنف ضد الدروز.
لقد تأثرت بمناشدة المعارض يحيى قضماني، ابن السويداء، الذي طالب الشرع بوقف الحرب في المدينة. لقد أشار إلى أن الأهالي رحبوا بدخول القوات الأمنية دون مقاومة، لكنها استباحت منازلهم، نفذت إعدامات ميدانية، وتسببت في كارثة إنسانية مع نقص المياه والغذاء وحليب الأطفال. حتى قائد الأمن الداخلي، أحمد الدالاتي، عجز عن وقف هذه الجرائم. أتساءل: أين العدالة التي يدعيها النظام؟
كقراني، أرفض هذا النفاق والظلم. أطالب الحكومة السورية بوقف العنف ضد الدروز ومحاسبة المسؤولين عن الإعدامات والتخريب. كما أدعو إلى مواجهة العدوان الإسرائيلي بقوة وحزم بدلاً من السكوت عليه. إن سوريا بحاجة إلى حوار وطني شامل يضمن حقوق الأقليات ويوقف التدخلات الخارجية
نفاق الجولاني: ظلم الضعفاء وتجنب الأقوياء
القافلة إلى غزة: تضامن بريء أم توظيف سياسي؟
مسرحية نبش القبور: عندما تُصنَّع الخرافة لخلق الوصاية
دعوة للتبرع
هجص ابن كثير: في قرأتي لتفسي ر ابن كثر الايا تان 85 , 86 هنالك...
زواج السيدة عائشة: السلا م عليكم لدي سؤال يا دكتور يقلقن ي ...
ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول هل هناك فرق بين ( قترة ) والفع ل ...
الشركات الزراعية: أعمل فى شركة زراعي ة بأجر زهيد مثل أجر...
ثلاثة أسئلة: الس ؤال الأول : اليهو د اليوم لا يقولو ن ...
more