الخاتمة : من الخوارج الى داعش .. إحزن يا قلبى !!

آحمد صبحي منصور Ýí 2025-07-05


الخاتمة : من الخوارج الى داعش .. إحزن يا قلبى !!

مقدمة

1 ـ الحزن هنا على الإسلام العظيم ، كيف يزعمون الانتماء اليه ويرتكبون باسمه فظائع .  

2 ـ منشور لنا هنا دراسة تحليلية عن ( مقدمة إبن خلدون ) . نتذكر منها قوله :

المزيد مثل هذا المقال :

( الفصل السادس والعشرون :

 العرب إذا تغلبوا على أوطان أسرع إليها الخراب ،  لأنهم أمة وحشية بالطبع ، وتعودوا عدم الخضوع لحاكم أو سياسة ، وهذا ينافي العمران، وقد اعتادوا الرحلة والغارة ، وذلك يناقض الاستقرار وهو أساس العمران ، ولذلك يكون سهلا عليهم تخريب المباني واستخدام حجارتها للطبخ عليها ، واستخدام خشبها للخيام وللتدفئة . ثم أن طعامهم في انتهاب ما في أيدي الناس ورزقهم في ظلال رماحهم، وليس عندهم حد في النهب ، وذلك يعني بطلان السياسة التي تقوم على حفظ الأموال والعمران ، ثم هم لا يرون قيمة لعمال الحرف والصناعة ويسخرونهم بلا أجر فيكف العمال والحرفيون عن العمل ،  وتتوقف حركة العمران . وربما يفرضون العقوبات المالية حرصا على تكثير الجباية وجمع الأموال بأي طريق فيكثر الفساد وتعم الفوضى .  ثم هم متنافسون في الرئاسة وأسرع للإختلاف ، ويتعدد امراؤهم وتمتد أيديهم في إطار التنافس إلى نهب ما في أيدي الناس ، فيفسد العمران . وعلى أيدي العرب تخربت الأمصار من اليمن إلى العراق والشام . وحدث نفس الشئ لشمال أفريقيا عندما سيطر عليها بنو هلال وبنوسليم إذ أصبح خرابا بعد أن كان عمرانا فيما بين السودان والبحر المتوسط .)( الفصل السابع والعشرون :  العرب لا يحصل لهم الملك إلا بصبغة دينية من نبوة أو ولاية أو أثر عظيم من الدين : بسبب توحشهم فهم أصعب انقيادا ، لما فيهم من الأنفة والمنافسة في الرياسة  فيما بينهم، فإذا كانت ثمة دعوة دينية أذهبت من نفوسهم أخلاق الكبر والمنافسة وإذا قام فيهم صاحب دعوة دينية ودعاهم بالدين وابتعد بهم عن الأخلاق الذميمة استطاع تأليف كلمتهم وأرجعهم للفطرة الأولى .)

 ( الفصل الثامن والعشرون :

( العرب أبعد الأمم عن سياسة الملك ) ( لأنهم أكثر بداوة من سائر الأمم وأكثرهم ضربا في عمق الصحراء وابتعادا عن الحضر ، فكان صعبا أن ينقاد بعضهم إلى بعض ، ويضطر رئيسهم إلى الإحسان إليهم ليتألف قلوبهم وحتى لا ينقلبوا عليه ، وهذا ينافي سياسة الملك التى تقوم على القهر . ثم أنهم يعيشون على النهب فإذا ملكوا أمة تسلطوا عليها بالنهب والمصادرات وتحويل العقوبات إلى غرامات مالية ، مما ينشر الفساد والفوضى والتخريب . ويتعرف العرب على السياسة إذا تبدلت طباعهم بالدعوة الدينية كما حدث منهم في تاريخ الإسلام . ثم إنهم بعد ذلك نبذوا الدين فنبذوا السياسة ورجعوا إلى الصحراء والتوحش  ، وقد يحدث أن يتغلبوا على بعض الدول المستضعفة فيخربونها . ).

ونقول :

إستقى ابن خلدون أحكامه من مراجعة دقيقة للتاريخ ، من الفتوحات والفتن الكبرى والصراعات المسلحة بين العرب ، وهذا يتضمن الخوارج . وفى كل الأحوال إستخدموا إسم الإسلام في هذا الصراع ( الفتوحات والحروب الأهلية ) ، ودفع الثمن الضحايا من النساء والأطفال والشيوخ ، قتلا وسبيا وتشريدا .

ونعطى بعض الشواهد التاريخية :

أولا : نموذج عن الفتوحات :

ذكر إبن الجوزى في تاريخه ( المنتظم ) في حوادث سنة  98
( وفيها‏:‏ غزا يزيد بن المهلب جرجان وطبرستان فى مائة الف مقاتل سوى الموالى والمتطوعين.‏ وجاء فنزل بدهستان فحاصرها ومنع عنهم المواد فبعث إليه ملكهم‏:‏ إني أريد أن أصالحك على أن تؤمنني على نفسي وأهل بيتي ومالي وأدفع إليك المدينة وما فيها وأهلها‏.‏فصالحه ووفى له ودخل المدينة ، وأخذ ما كان فيها من الأموال والكنوز ومن السبي ما لا يحصى ، وقتل أربع عشر ألف تركي صبرًا، وكتب بذلك إلى سليمان بن عبد الملك.ثم خرج حتى أتى جرجان و قد كانو يصالحون أهل الكوفة على مائة ألف ومائتي ألف وثلاثمائة ألف وقد كانوا صالحوا سعيد بن العاص ثم امتنعوا وكفروا، فلم يأت بعد سعيد إليهم أحد ، ومنعوا ذلك الطريق فلم يسلكه أحد إلا على وجل وخوف منهم‏.‏ فلما أتاهم يزيد استقبلوه بالصلح فاستخلف رجلا .......‏ ثم إنهم غدروا بجنده فقتلوا منهم ونقضوا العهد فأعطى الله عهدًا لئن ظفر بهم لا يرفع عنهم السيف حتى يطحن بدمائهم ويختبز من ذلك الطحين ويأكل فنزل علها سبعة أشهر لا يقدر منهم على شيء ولا يعرف لها مأتى إلا من وجه واحد فكانوا يخرجون فيقاتلونهم ويرجعون إلى حصنهم فدله رجل على طريق آخر يشرف عليهم فبعث معه جندًا ونهض هو لقتالهم فركبهم المسلمون فأعطوا بأيديهم ونزلوا على حكمه فسبى ذراريهم وقتل مقاتليهم وصلبهم على الشجر عن يمين الطريق ويساره وقاد منهم اثني عشر ألفًا إلى الوادي فقتلوا فيه فأجرى فيه دماءهم وأجرى فيه الماء وعليه أرحاء فحطن واختبز وأكل.....
وكتب يزيد إلى سليمان‏:‏ بسم الله الرحمن الرحيم‏.‏أما بعد فإن الله تعالى ذكره قد فتح لأمير المؤمنين فتحًا عظيمًاوصنع للمسلمين أحسن الصنع فلربنا الحمد على نعمه وإحسانه واظهر في خلافة أمير المؤمنين على جرجان وطبرستان وقد أعيا ذلك سابور ذا الأكتاف وكسرى بن قباد وكسرى بنهزمز وأعيا الفاروق عمر بن الخطاب وذا النورين ومن بعدهما حتى فتح الله سبحانه ذلك لأمير المؤمنين كرامة الله عز وجل له وزيادة في نعمه عليه وقد صار عندي من خمس ما أفاء الله عز وجل على المسلمين بعد أن صار إلى كل ذي حق حقه من الفيء والغنيمة سبعة آلاف ألف وأنا حامل هذا لأمير المؤمنين إن شاء الله‏.‏).

التعليق : الشناعة هنا ليس فقط في التوحّش في الانتقام من ثوار يريدون التحرر ، بل جعل ذلك التوحش دينا منسوبا بالزور للإسلام .  

ثانيا : عن الحروب الأهلية :

ثورة الزنج الجائعين (255ـ 270هـ)

 1 ـ كانت ثروة المترفين في العصر العباسي ترجع إلي مجهودات الزنوج وعرقهم . فقد نشأ الإقطاع الزراعي من خلال الملكيات الواسعة التي كان يقطعها الخليفة لأتباعه ، وكان من أهم هذه الأراضي مناطق كثيرة من الأراضي البور في منطقة البطائح بالبصرة ، ووقع علي الزنوج العبيد عبء استصلاحها، وتخصص التجار في استجلاب هؤلاء الزنوج إلي جنوب العراق وحول الخليج ، وتكدست بهم هذه المنطقة حيث عملوا في استزراع الأراضي تحت ضرب السياط وسوء التغذية ، يحملون علي البغال الطبقة الملحية التي تكونت بفعل ظاهرة المد من الخليج العربي ويكشفون عن التربة الزراعية تحتها ويقومون بنقل أكوام الطبقة الملحية إلي حيث تباع ، وفي نظير هذا العمل الشاق كانوا يحصلون علي غذاء بائس من تمر وسويق ، في الوقت الذي كان فيه المترفون في بغداد بجانب الخليفة يأكلون طبق ( الجام) وهو لسان السمك ، ويبلغ ثمنه أكثر من ألف درهم!!
2ــ لذا كانت معسكرات الزنوج وقودا لثورة الزنج التي قادها مغامر مجهول الاسم تسمى باسم علي بن محمد وقد ادعي النسب العلوي والتشيع ودعا للثورة في المنطقة بين الأعراب النجديين ، وانتقل بهم الى جنوب العراق ،بعد أن غيّر دينه من التشيع الى الخوارج ، كى يتحبب الى الزنوج ويتألف ويتودد الى قادتهم . وبين دينى التشيع والخوارج استغل سوء الأوضاع والفجوة الهائلة بين الفقراء المعدمين في جنوب العراق وحول الخليج وبين المترفين في بغداد حول قصور الخلافة العباسية.
3 ـ وقد استمرت ثورته من 225 ــ 270هـ . وتكاثر أتباعه ولم تتغلب عليه الدولة العباسية إلا بشق الأنفس ، وقد دخل بأتباعه من الزنج البصرة وأعمالها وخربوها وسبوا النساء وأحرقوا ما وجدوه ، وأعقب ذلك الوباء الذي أفني خلقا لا يحصون ، وذكر الصولي إن صاحب الزنج قتل من المسلمين نحو مليون ونصف المليون ، وأنه قتل في يوم واحد بالبصرة نحو ثلاثمائة ألف وكان له منبر في مدينته يصعد عليه يسب فيه الصحابة ، وقالوا أنه كان ينادي علي المرأة الهاشمية في معسكره بدرهمين وثلاثة دراهم لمن أراد شراءها، وأنه كان عند الواحد من الزنج العشر من السبايا الهاشميات يطؤهن ويستخدمهن..
ثورة القرامطة :

1 ـ عاصر الملطى ( 377 ) القرامطة ، و في كتابه ( التنبيه والرد على أهل الأهواء والبدع) عنهم  قال إن المؤمن عندهم هو من يعتقد بفكرهم وتصوراتهم عن الله والأنبياء والأئمة واليوم الآخر. ومن لا يؤمن مثلهم يعتبرونه كافرا حلال المال والدم والعرض. ويقول الملطى عنهم:"زعموا أن نساء بعضهم حلال لبعض وكذلك أولادهم, وأبدانهم متاحة من بعضهم لبعض لا تحظير بينهم ولا منع, فهذا عندهم محض الأيمان حتى لو طلب رجل منهم امرأة نفسها أومن رجل أو من غلام فامتنع عليه فهو كافر عندهم خارج عن شريعتهم, وإذا أمكن من نفسه فهو مؤمن فاضل, والمفعول به أفضل من الفاعل عندهم, حتى يقوم الواحد منهم من فوق المرأة التي لها زوج فيقول لها: طوباك يا مؤمنة".!! .

2 ـ وعاصر المؤرخ الطبرى ظهور القرامطة ، وذكر قصة واقعية عن امرأة أغوى القرامطة ابنها ، وحاولت إنقاذه فكاد أن يقتلها ، والطبرى يذكر قبل هذه القصة الواقعية عمليات الإبادة الجماعية التي ارتكبها كبير القرامطه في الشام, يقول: ( إن أهل دمشق صالحوه على دفع الأموال, وكذلك فعل أهل حمص, ثم سار إلى حماة ومعرة النعمان وغيرهما, فقتل أهلها وقتل النساء والأطفال, ثم سار إلى بعلبك فقتل عامة أهلها حتى لم يبق منهم إلا اليسير, ثم سار إلى سلمية فحاربه أهلها ومنعوه الدخول, ثم انخدعوا بالأمان الذي أعطاه لهم وفتحوا له أبواب المدينة," فبدأ بمن فيها من بنى هاشم وكان بها منهم جماعة, فقتلهم, ثم ثنى بأهل "سلمية" فقتلهم جميعا. ثم قتل البهائم, ثم قتل صبيان الكتاتيب, ثم خرج منها وليس بها عين تطرف, وسار فيما حوالي ذلك من القرى يقتل ويسبى ويحرق ويخيف السبيل". وظلت حركات القرامطة مشتعلة إلى أن انتهت سنة 378 هجريا على يد أعراب المنتفق .

أخيرا : الوهابية السعودية

1 ـ ذكر النويرى في كتابه نهاية الأرب( جزء 25 ص : 236) أن أبا سعيد الجنابى القرمطى كان يجمع الصبيان في بيوت أعدها لهم وجعل عليهم دعاة يقومون على تنشئتهم وغسيل عقولهم وأجرى عليهم المرتبات, ورسم وجوههم بعلامات تميزهم عن غيرهم ,وجعل عليهم عرفاء ونقباء, وكان يقرن دعوته التعليمية الفكرية بتعليمهم فنون القتال وركوب الخيل, فينشئون لا يعرفون إلا دعوته دينا وإلا شخصه زعيما.

2 ـ هو نفس ما فعله عبد العزيز آل سعود فى نفس المكان فى أوائل القرن العشرين حين أنشأ من شباب الأعراب جيشا أسماه (الإخوان )، وكان يقوم بتجميعهم فى معسكرات وقرى مسلحة أسماها ( الهجر ) وكانوا يتعلمون فيها فنون القتال ومؤلفات ابن عبد الوهاب وابن تيمية . وبهؤلاء (الاخوان) أسس عبد العزيز آل سعود قام بضم كل نجد ثم الأحساء وعسير والحجاز ، وأسفر هذا عن ذبح (إخوان عبد العزيز) حوالى مليون مسلم فى الجزيرة العربية و الشام والعراق، وإغتصاب آلاف المسلمات بزعم السبى .  أقام ( إخوان ) عبد العزيز مذابح .باسم الإسلام شملت النساء والاطفال ، و أدت بدورها الي  فزع   ساعد علي سهولة استيلاء عبد العزيز علي بعض المدن كما حدث في ضم مكة والمدينة وجدة .  كانوا يهجمون علي الهدف بشكل خليط همجي من الرجال والخيول والابل والمشاة يدمرون معسكر العدو ويقتلون كل من يجدونه من البشر دون رحمة ،فاذا كان الهدف مدينة او قرية اضيف الاطفال والنساء والشيوخ الي قائمة الضحايا .ففي هجومهم علي الكويت في معركة الجهرة قتلوا النساء سنة 1920 ،ونفس الحال في هجومهم علي ثريب في شرق الاردن سنة 1924 ،وقتلوا النساء والاطفال والشيوخ عندما افتتحوا الطائف في 7/9/1921 وسجل المراقبون الاجانب ان الاخوان لايحتفظون بالاسري وانما يذبحون كل من يقع في ايديهم، وكانت الدعوات للانضمام الي الوهابية او الاسلام تحمل التهديد لمن لا يستجيب بالاعدام .وتقول احداها (ان من ينضم الينا يأمن علي ممتلكاته واسرته )وقيل عنهم انهم ظلوا لعدة سنوات لا يخيفون الاطفال وحدهم وانما الكبار ايضا ..وقد قتلوا جميع الرجال والنساء والاطفال في المنطقة ما بين المويلة وشرق الاردن، وقد ادت هذه الوحشية الي انشاء البريطانيين قلعة بسية التي كانت سبب المعارضة السياسية والحربية بين الاخوان وعبد العزيز .وقد اعترف اثنان من الاخوان الاحياء الي جون حبيب ،وقد قالا انهما شاركا في الغارة التي توغل فيها الاخوان داخل العراق ،وقد استغرقت المسيرة عشرة ايام، وانهما فيما بينهما قتلا حوالي الف شخص ، وكان القتال يجري ليل نهار ،وانهما لم يناما سوي ثلاث ساعات فقط في اليوم ،وكان طعامهما من التمر والخبز والقهوة ،وحفنة من التمر. وعندما تمردوا وهاجموا اخوانهم الوهاببين من اتباع عبد العزيز، فأنهم قتلوا الشيوخ والنساء والاطفال .   

3 ـ بعد أن إستفاد منهم عمل على التخلص منهم بالتدريج ، فأسّس ( الإخوان المسلمين ) في مصر ،   بديلا لهم عام 1928خارج دولته ليؤازروه وينشروا دعوته فى الافاق بدون قلاقل . وبتخلصه من معارضة الاخوان سمى الدولة باسم عائلته ( السعودية ) عام 1932 .

4 ـ ومصر بمكانتها ودورها أتاحت الانتشار للفكر الوهابى داخلها وخارجها . وفيما بين أعوام 1928 : 1948 اسّس حسن البنا خمسين ألف شُعبة للإخوان في مصر ، وتنظيم الاخوان العالمى ، والجهاز السرى للاغتيالات ، وجماعات علنية وسرية . إنتشرت في كوكب المحمديين ، وخارجه ، ليست آخرها داعش . وكلها تسفك الدماء باسم الإسلام ، وتُشوّه إسمه العظيم ، وتعوق تطور المحمديين نحو الديمقراطية .

  شاهد قناة ( أهل القرآن / أحمد صبحى منصور )

 https://www.youtube.com/@DrAhmedSubhyMansourAhlAlquran

      

اجمالي القراءات 108

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5228
اجمالي القراءات : 61,909,561
تعليقات له : 5,495
تعليقات عليه : 14,893
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي