محمد عبدالرحيم Ýí 2016-12-19
الإيمان هو الاعتقاد بالغيب والحقائق المثبتة بالقرآن الكريم ومنها الإيمان بالله وملائكته وكتبه ورسله واليوم الآخر .
والإيمان درجات ، فيقول الله تعالى : "وَإِذَا تُلِيَتْ عَلَيْهِمْ آيَاتُهُ زَادَتْهُمْ إِيمَانًا " ( الأنفال 1 ) . ولا يوجد إنسان كامل الإيمان ، فمن أسماء الله تعالى ، اسم الله المؤمن .
و التقوى هي إتباع سبيل النجاة في الدنيا والآخرة واجتناب سبيل الهلاك في الدنيا والآخرة . وقد بينا تعريف التقوى في القرآن في مقال سابق .
والتقوى درجات ، ويتضح ذلك في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ وَلَا تَمُوتُنَّ إِلَّا وَأَنْتُمْ مُسْلِمُونَ " ( آل عمران 102 ) . فأعلى درجات التقوى هي أن تسلم وجهك لله .
وقد جاء الأمر بالتقوى في كتاب الله موجهاً للناس كافة وذلك في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُوا رَبَّكُمْ إِنَّ زَلْزَلَةَ السَّاعَةِ شَيْءٌ عَظِيمٌ " ( الحج 1 ) .
لذا فلا علاقة بين الإيمان والتقوى فقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من الإيمان وهو ليس على درجة من التقوى . وقد يكون الإنسان على درجة كبيرة من التقوى وهو ليس على درجة من الإيمان .
ويتضح ذلك في قوله تعالى " وَلَوْ أَنَّ أَهْلَ الْقُرَى آمَنُواْ وَاتَّقَواْ لَفَتَحْنَا عَلَيْهِم بَرَكَاتٍ مِّنَ السَّمَاءِ وَالأَرْضِ " ( الأعراف 96 ) . وهنا استخدم العطف بين الإيمان والتقوى في الجملة الشرطية , والذي يفيد المغايرة بين الإيمان والتقوي . فلو أن أهل القرى آمنوا ولم يتقوا لا يتحقق جواب الشرط . ولو أنهم اتقوا ولم يؤمنوا لا يتحقق جواب الشرط . فلكي تفتح البركات من السماء والأرض يجب على أهل القرى أن يؤمنوا ويتقوا .
ولو أن التقوى درجة من درجات الإيمان لكان النص كالآتي : " ولو أن أهل القرى آمنوا ثم اتقوا ... " .
وتم عطف الإيمان على التقوى في الجملة الشرطية في أكثر من موضع في القرآن الكريم منها قوله تعالى : " إِنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَإِنْ تُؤْمِنُوا وَتَتَّقُوا يُؤْتِكُمْ أُجُورَكُمْ وَلَا يَسْأَلْكُمْ أَمْوَالَكُمْ " ( محمد 36 ) .
كما يتضح ذلك أكثر في قوله تعالى " أَلَا إِنَّ أَوْلِيَاءَ اللَّـهِ لَا خَوْفٌ عَلَيْهِمْ وَلَا هُمْ يَحْزَنُونَ * الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ " ( يونس 62 - 63 ) . فمن صفات أولياء الله الجمع بين الإيمان والتقوى . وفي الآية الكريمة كانت التقوى سابقة علي الإيمان ، لأن الله تعالى استخدم صيغة الماضي في عبارة " وَكَانُوا يَتَّقُونَ " بعد ذكر الإيمان .
وقد يكون الإيمان سابق علي التقوى ، ويتضح ذلك في الأمر بالتقوى الموجة للمؤمنين في قوله تعالى : " يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آَمَنُوا اتَّقُوا اللَّهَ حَقَّ تُقَاتِهِ " ( آل عمران 102 ) .
وعموماً قد يجمع الإنسان بين درجات التقوى و درجات الإيمان ، وقد تكون التقوى سابقة علي الإيمان ، وقد يكون الإيمان سابق على التقوى .
ندعو الله أن يهدينا وإياكم سواء السبيل .
هذا وبالله التوفيق .
محمد عبد الرحيم الغزالي
دعوة للتبرع
الجبن والخنزير: من المور وث ان الخنز ير حرام اكله كله وقد...
أنا قرآنية من قبل.!: السلا م عليكم أمدكم الله بنصره وأعان كم على...
الاستنماء فى الصيام : ما حكم الاست مناء في شهر رمضان ؟ هل يجب اعادة...
الضرب و النشوز: لدي سؤال عن ضرب الزوج ة في الإسل ام مكون من...
أسلوب متحضر مشكور: ملاحظ ة لن تلقى أهتما ما منك فشكرا في...
more
اساتذ محمد - قلت ان الايمان درجات -والتقوي درجات -- دون ذكر المعني الشمولي للايمان او التقوي ؟؟ وقلت ايضا لا علاقة بين الايمان والتقوي ؟؟كيف ؟؟ وكل العبادات وسائل للتقوي ,,
يقول تعالي -وَكَذَلِكَ أَنْزَلْنَاهُ قُرْآنًا عَرَبِيًّا وَصَرَّفْنَا فِيهِ مِنَ الْوَعِيدِ ﴿٢٧٧ البقرة﴾
- ودرجات الايمان هي زيادة الوعي والادراك والاحاطة ,,
- ومن خلال هذة الاية يتبين لنا اتصال التقوي بالايمان ؟؟
اللَّهُ نَزَّلَ أَحْسَنَ الْحَدِيثِ كِتَابًا مُتَشَابِهًا مَثَانِيَ تَقْشَعِرُّ مِنْهُ جُلُودُ الَّذِينَ يَخْشَوْنَ رَبَّهُمْ ثُمَّ تَلِينُ جُلُودُهُمْ وَقُلُوبُهُمْ إِلَى ذِكْرِ اللَّهِ ۚ ذَلِكَ هُدَى اللَّهِ يَهْدِي بِهِ مَنْ يَشَاءُ ۚ وَمَنْ يُضْلِلِ اللَّهُ فَمَا لَهُ مِنْ هَادٍ ﴿٢٣﴾الزمر
الأستاذ عبدالرحيم -المحترم - اعتقد يا أخى أن إسم الله جل جلاله (المؤمن ) لا يعنى الإيمان ولا هو من الإيمان . لأننا نحن الذين نؤمن به سبحانه وتعالى وبكتبه ورسله وملائكته واليوم الآخر ،وبالغيب .. اما إسمه سبحانه (المؤمن ) فهو من الأمن للمؤمنين . كاسمائه سبحانه . (السلام -الغفور -الرحيم -الودود ) .... وهو القائل جل جلاله فى طمأنة المؤمنين ((((الَّذِينَ آمَنُوا وَلَمْ يَلْبِسُوا إِيمَانَهُم بِظُلْمٍ أُولَٰئِكَ لَهُمُ الْأَمْنُ وَهُم مُّهْتَدُونَ )))
إسم الله المؤمن دليل على أنه لا أحد من البشر يملك الإيمان الكامل
لو أنه التقوى وليدة الإيمان لما سبقت التقوى الإيمان في قوله تعالى " الَّذِينَ آمَنُوا وَكَانُوا يَتَّقُونَ "
العبادات وسيلة للتقوى وليست شرط للتقوى والعبادة لا تعنى الإيمان
اهلا بك استاذ محمد --- اشكرك على الرد .ولى إضافة ،وإستفسار لو سمحت .
التوضيح هو أن الفعل (( كان ) لا يأتى دائما فى القرآن الكريم للتعبير عن الماضى ،أو الأسبيقة الترتيب الزمنى للأحداث والأقوال ... ولكنه يأتى كثيرا للتعبير عن (الحاضر - المضارع يكون )) ،او للتعبير (عن التحويل بمعنى أصبح - أى تحول من شىء لشىء ، او من حالة لحالة آخرى ) ..والأمثلة كثيرة فى القرآن الكريم ،وأرجو أن نأخذ هذا فى الإعتبار (نحن جميعا ،وانا اولكم ) عند مُدارسة القرآن ..وبذلك ليس من الضرورى أن تكون التقوى سابقة على الإيمان كما ذكرت حضرتك فى ردك على الأستاذ المُقدم ...
الإستفسار ... وهو من باب زيادة الإيضاح من حضرتك وبكل إخلاص ولأهميته ،وليس للجدال .
وهو .. حضرتك قلت فى ردك على تعقيبى ((( إسم الله المؤمن دليل على أنه لا أحد من البشر يملك الإيمان الكامل)).
وانا أعتبر أن نصف الإجابة صح 100% ،واريد توضيح للنصف الآخر ..
نحن نؤمن بالله ، وإيماننا يزيد وينقص وهذا طبيعى ........((.فبماذا يؤمن المولى عزّ وجل ))) طبقا لكلامك بأن إسم الله المؤمن هو من الإيمان ، وليس من الأمن للمؤمنين به يوم القيامة كما أفهم انا ؟؟؟؟
ارجو الإجابة بالتفصيل والتوضيح لأنها نقطة غاية فى الأهمية ....
شهد الله أنه لا إله إلا هو والملائكة وأولوا العلم قائما بالقسط
لنفترض أن إنسان مؤمن كل يوم تتلى عليه آيات الكتاب ،
وكل يوم يزداد إيمانه ،
فهل طبقاً للقرآن الكريم هناك إحتمالية أن يصل لدرجة الإيمان الكامل ،
بحيث إذا تليت عليه آياته لم يزداد إيمانه
إذا كانت هذة الفرضية صحيحة فقد بطل جزء من القرآن