فقيه جدع وابن حلال

أحمد صبحى منصور   في الجمعة ٢٣ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


 

رقم 36

عن المنتظم ج 7 / 180

مقالات متعلقة :

فقيه جدع وابن حلال

ابن جدعان أو ( ابن أبى مليكة )

هو عبد الله بن عبيد الله بن أبي مليكة بن عبد الله بن جدعان التيمي القرشى المتوفى عام 117

كان ابن جدعان هذا مشهورا بالكرم و الثروة ، ( وكانت له جفنة مباحة ) أى كان يفتح بيته لاطعام الناس ( فلما أسن ) أى أصابته الشيخوخة ( حجر عليها رهطه) أى قام أهله  بالحجر عليه ( فإذا أعطى رجعوا على المعطي فأخذوه ) أى فاذا أعطى مالا لأحد أخذوا المال ممن أعطاه له. ( فكان إذا جاءه سائل قال له‏:‏ كن مني قريبًا حتى ألطمك ولا ترضى مني إلا أن تلطمني أوتفدي بلطمتك بفداء رغيب‏.‏  فلما أعلم أهله بذلك خلوا بينه وبين ماله‏.‏ ) أى كان يلطم  السائل ليعطيه عوضا ـ فيلتزم أهله بدفع العوض للسائل. وأفلحت الحيلة فرفع أهله الحجر عنه.

وكان ابن جدعان يقول‏:‏

إني وإن لم ينل مالي مدى خلقي ** وهاب ما ملكت كفاي من مال

لا أحبس المال إلا حيث أتلفه ** ولا يغيرني حال على حال

هذا الفقيه الكريم يلمس بشعره ناحية انسانية خاصة عاشها ، وهى فى الحقيقة اختبار صعب ربما لا ينجح فيه أكثرية من يصبح غنيا بعد فقر ... وهى ببساطة : هل يمكن للثروة أن تغير الانسان ؟ الشاعر هنا يفخر بأن المال لا يغير أخلاقه ، وإنه يظل ( يتلف المال ) أى ينفقه على الاخرين فى السراء والضراء وفى كل حال .

وهناك مثل انجليزى يقول ( الثروة لا تغير الانسان ، وانما تظهره على حقيقته ) وهو مثل يستحق التفكير، وينطبق على هذا الشاعر الجواد . فالمال الكثير لديه لم يغيره، و حين حجروا عليه وأصبح فقيرا فكر فى حيلة ليعطى بها من يسأله صدقة.

ومن الأسف أن هذه النماذج المضيئة فى تاريخنا تقبع بين سطور التاريخ ـ و تحتاج الى بحث جهيد لاظهارها ـ بينما يتمتع الكذابون و المفترون والأفاكون والأفاقون والمجرمون و قطّاع الطرق وأرباب السوابق بعناوين كبرى فى تاريخنا ، و تسبقهم ألقاب فخمة مثل ( الخليفة ) و ( السلطان ) و ( الملك ) و( الأمير ) و ( الشريف ) و( الامام ) و( الحافظ ) و( الحجة ) و( المفتى ) ..و ( شيخ الاسلام ) ..!!

التعليق متروك للقراء

 

اجمالي القراءات 13974
التعليقات (7)
1   تعليق بواسطة   ايمان خلف     في   السبت ٢٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3081]

لآنه مش زيهم .....!!!

فقيه وجدع وأبن حلال
بيعطف على المسكين
ويأكل الجعان ................واللي على أد الحال
عمرة ما عمل حساب للزمن
ولا للغدر ..........أى احتمال !!
كرمة وجودة طال الأرض من اليمين للشمال

ميعرفش أيه مخبيله الزمن
من عشيرته والعيال
يا حسرتك ................وأنت عجوز
خليك يا أن أبى مليكه
للهموم شيال
لا عمرك كنت أفاك ولا وصولى ولا طبال
لو كنت زيهم
وجريت جريهم
كان أتكتب فيك الف كتاب وألف قصيدة
وألف موال وعجبي ؟؟؟؟؟!!!!!!!
إيمان خلف

2   تعليق بواسطة   رضا عبد الرحمن على     في   السبت ٢٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3091]

انهم يقولون سعيد الدنيا سعيد الأخرة

سعيد الدنيا سعيد الأخرة يا عم ..!!
هذه العبارة منتشرة جدا فى المجتمعات العربية التى تتمتع بجهل دينى مخيف , لدرجة انها بعد فترة ستكون ضمن الأحاديث الصحيحة , وهى تعطى مبررات لأصحاب الملايين فى الحفاظ على أرصدتهم فى البنوك ويغمضون أعينهم عن الفقراء المساكين المحتاجين , ولا حول ولا قوة الا بالله ـ يعنى الفقير ضايع فى الدنيا والاخرة يا سبحان الله ربنا يحفظنا , هذا الفقيه وقصته الرائعة يستحق وبكل فخر أن تدرس فى كتب المطالعة ويستدل بها فى كتب الفقه فى أبواب الزكاة والتصدق على الفقراء لكى تعطى نموذجا من التاريخ الاسلامى على الانفاق بلا حدود وفى جميع الظروف الفقر والغنى , ولكن اعتقد ان هذا سيؤرق فقهاء المرسيدس والبى إم , وفقهاء أرصدة البنوك , لأنهم سيطالبون بالانفاق على الفقراء على غرار هذه القصة ..
قصة ظريفة توافق هذه النادرة وعلاقتها بالواقع الحالى ـ ذات مرة صعد امام مسجد يخطب فى الناس عن العطاء والعطف على الفقير والمحتاج ,والحث على مساعدة المساكين ومن لم يجد قوت يومه من الطعام , والبلدى كده ( اللى معاه يعطى اللى ممعاهوش ) , و ذات مرة نفس الشيخ كان ماشيا فى الشارع ويحمل معه بعض الفاكهة والطعام فقابله أحد الفقراء والمحتاجين فطلب منه بعض ما معه من طعام , فرفض الشيخ اعطاءه , فقال له الرجل انت قلت لنا فى الخطبة ( ان اللى معاه يعطى اللى ممعاهوش ) فرد الشيخ وقال ( الله يخربيت اللى عاد يقول ليكوا حاجة ) انتهت ..

3   تعليق بواسطة   نجلاء محمد     في   السبت ٢٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3099]


ما أجمل أن يشعر الأنسان بآلام الآخرين واحتياحهم ويعطي ويتصدق لآن هذا سيبقى له في الآخرة وما أجمل أن يكبح الأنسان جماح نفسه وحبها في اكتناز المال ويتذكر دائماً قوله تعالى ( وتركتم ما خولناكم وراء ظهوركم) الأنعام 94.وغيرها كثير من الآيات التي تحث على الإنفاق في سبيل الله في السر والعلانية عندما يتدبر الإنسان هذه الآيات ويعمل بها ويتصدق قدر استطاعته سوف يشعر براحة نفسية وسوف يخلف الله عليه أكثر مما أنفق.

4   تعليق بواسطة   محمد شعلان     في   السبت ٢٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3121]

مع سبق الاصرار

هذا النموذج الانساني الفريد ونادر إلى حد بعيد في التاريخ الاسلامي في القرن الثاني للهجرة إنما ينم شخصية واعية مدركة لمفهوم التصدق والانفاق فس سبيل الله والكرم الانساني الفطري الذي أودعه الله تعالى في النفوس المؤمنة, وهذه الشخصية لديها الإصرار على فعل الخير , فعندما حجر عليه أبناؤه وعائلته خوفا من أن يبدد ثروته لجأ إلى هذه الحيلة الذكية العبقرية التي تتماشى مع قيم عصره لكي يداوم على البر والانفاق في سبيل الله وإطعام إخوته من بني الإنسان.

5   تعليق بواسطة   محمد رفعت     في   السبت ٢٤ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3131]

سمو النفس

مأأجمل أن تكون النفس وقودا يحترق من أجل مبادئ سامية يقتنع بها الإنسان
ماأعظم أن يرقى الإنسان فى بشريته حتى يقال له أنت ملاك يمشى على الأرض لم يأت به الزمان
وماأمتع شعور إسعاد الآخرين ورؤية ضحكتهم والسعادة تجرى فى عروق وجوههم لما تبذل مايريك الشيطان كثرة الكثير
دمت فى أفضل حال الوالد الغالى د/ أحمد

6   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الإثنين ٢٦ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3204]

فقيه جدع وابن حلال وسكرة

ابن جدعان , جدع يا اخوان , واهله كمان جدعان وستين جدعنة ( لان الاشياء بخواتمها وليست ببدايتها ) .
السؤال هل ابن ابي مليكةكان مصريا , وهل كلمة جدعان اصلها من كلمة جدع المصرية ام لها مصدر اخر.
المهم ابن ابي مليكة , جدع وابن حلال وسكرة

7   تعليق بواسطة   أسامة عبد الرحمن     في   الإثنين ٢٦ - فبراير - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[3238]

جدع.... والجدعان قليل

عندما نبحث عن مثل هذه النماذج في ((التاريخ)) نحتاج حقا إلى جهد جهيد ، ذاك لأن اعداء الإسلام ممن ادعوا أنهم من أهله أرادوا بحقدهم الأسود القضاء على هذه النماذج التي نفخر بها ، ولولا أن هذه القصة تنفع أن تكون كــ(فكاهة) لما وجدناها


ربما أكون مخطأ

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب دراسات تاريخية
بقدمها و يعلق عليها :د. أحمد صبحى منصور

( المنتظم فى تاريخ الأمم والملوك ) من أهم ما كتب المؤرخ الفقيه المحدث الحنبلى أبو الفرج عبد الرحمن ( ابن الجوزى ) المتوفى سنة 597 . وقد كتبه على مثال تاريخ الطبرى فى التأريخ لكل عام وباستعمال العنعنات بطريقة أهل الحديث ،أى روى فلان عن فلان. إلا إن ابن الجوزى كان يبدأ بأحداث العام ثم يختم الاحداث بالترجمة او التاريخ لمن مات فى نفس العام.
وننقل من تاريخ المنتظم بعض النوادر ونضع لكل منها عنوانا وتعليقا:
more