ملاحظات في الشأن التركي

سامح عسكر Ýí 2013-08-28


حزب العدالة والتنمية الحاكم ورئيسه أردوجان لم يكن لهم أن يحكموا تركيا لولا قبولهم بمبدأ فصل الدين عن الدولة وعلمنة أي ممارسات سياسية يُجريها الحزب، وعلى هذا المنوال سار الحزب وحقق بعض الإنجازات على المستوى الاقتصادي والسياسي..ساعده على ذلك تعاون الاتحاد الأوروبي باستثمارات أنعشت الاقتصاد.

لكن مؤخراً ظهر لأردوجان وحزب العدالة توجهاً يمينياً محافِظاً ظهر بلباس الدين.. مما استشعرت معه بعض قطاعات الشعب الخطر ، ولكن حاول تهدئتهم بالتصريح أكثر من مرة أن العلمانية لديه خيار استراتيجي للنهوض، وأن ما يفعله هو استنساخ للأحزاب المسيحية المحافِظة التي تُشكل القيم الاجتماعية أساساً لبرنامج الحزب.

بغض النظر عن سياسة أردوجان في تركيا فالرجل بدا وأنه متأثر بحركة الإخوان المسلمين..ورغم الفارق الأيدلوجي الذي يكمن في شكل الدولة عند الإخوان ومطالبتهم بتطبيق الشريعة إلا أن أردوجان وحزب العدالة لديهم توجهات إخوانية محضة، تشكلت فور إعلان الثورة على بشار الأسد، حينها اتخذ قراره بدعم الإخوان هناك بشتى الطرق بما فيها تسهيل دخول السلاح والإرهابيين للداخل السوري.

أما موقف أردوجان من مصر وثورتها الشعبية في 30-6 فهو يأتي استكمالاً لسقوطه في المستنقع السوري، فالرجل وبكامل تجربته يتعرضون لأقوى محنة شعبية بعد رحيل نجم الدين أربكان في التسعينات، وستظهر هذه المحنة ربما مع أول استحقاق انتخابي في منتصف عام 2015.

الشاهد أنه مع أول تحول حقيقي لبرنامج الحزب أدى ذلك إلى دعمه لمجموعات وحركات متهمة بالإرهاب، وأن تركيا ستعاني من موجات إرهابية محتملة بعد رحيل أردوجان، فالرجل يفتح كامل التراب التركي الآن للإرهابيين ويُعطيهم الحماية السياسية والأمنية، وهذا في العُرف السياسي يسمى بالجنون، لأنك مهما كانت لك مصالح مع الإرهاب إلا أن هذه المصالح تزول مع أول قدوم لإهابي على أرضك وداخل حدود دولتك..

يبدو أننا لا زلنا أطفال بجانب السياسة الأمريكية.

 

اجمالي القراءات 7662

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2012-09-25
مقالات منشورة : 788
اجمالي القراءات : 8,025,956
تعليقات له : 102
تعليقات عليه : 410
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt