قوات التحالف الدولي تنسحب رسمياً من بغداد والأنبار هذا الشهر

اضيف الخبر في يوم الأحد ٠٧ - سبتمبر - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: العربى الجديد


قوات التحالف الدولي تنسحب رسمياً من بغداد والأنبار هذا الشهر

أعلن المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي حسين علاوي، اليوم الأحد، انتهاء مهام قوات التحالف الدولي في العاصمة بغداد ومحافظة الأنبار خلال الشهر الحالي، فيما أكد أن المستشارين التابعين للتحالف الدولي في إقليم كردستان، ستُنقَل مهامهم عام 2026. ويثير الانسحاب الأميركي من العراق مخاوف وتساؤلات عن مستقبل العراق الأمني، ولا سيما مع تأكيدات أميركية تحدثت أخيراً عن أن تنظيم "داعش" الإرهابي لا يزال موجوداً في بعض المناطق النائية، بالإضافة إلى تدوينة للسفارة الأميركية لدى بغداد أعربت فيها عن "قلقها" من تمدد تنظيمي "داعش والقاعدة" في المنطقة.

وقال علاوي، في تصريح لوكالة الأنباء الرسمية العراقية، إن "الحكومة قد سارت باتجاه تأمين البلاد والحفاظ على الاستقرار منذ عام 2022 ولغاية الآن، وهناك التزام من قبل القائد العام للقوات المسلحة رئيس الوزراء، محمد شياع السوداني، في بناء القوات المسلحة العراقية وتطوير أدائها، وكذلك تطوير الأسلحة وصنوفها داخل القوات المسلحة العراقية". وبيّن أن "الحكومة نجحت في ذلك عبر اللجنة العليا للتسليح من خلال توفير الأموال وتغطيتها عبر الموازنة الثلاثية، وعبر تمويل صناديق خاصة بالأسلحة، ويتم فحص الجاهزية من خلال تقارير تصدر عن قيادة العمليات المشتركة ورئاسة أركان الجيش، وكذلك عن مجلس الأمن القومي".

وأضاف: "وصلنا اليوم إلى مرحلة متقدمة نرى فيها قواتنا المسلحة منتشرة على جميع حدود العراق الدولية مع الدول الست"، وقواتنا المسلحة مستمرة في الحرب على التنظيم الإرهابي داعش، ومطاردة فلوله، سواء في المناطق الصحراوية أو الزراعية أو الجبلية المعقدة، وخلية الاستهداف في قيادة العمليات المشتركة تعمل مع المجتمع الاستخباري العراقي بصورة فعّالة ضد فلول التنظيم الإرهابي وقياداته العليا، إضافة إلى القيادات التشغيلية، وهناك تعاون مع المجتمع الدولي، سواء مع التحالف الدولي أو حلف الناتو أو الولايات المتحدة، في مجال تدريب القدرات وبنائها، وهو مستمر باعتباره أولوية أساسية، إذ إنّ التدريب يصنع جاهزية عالية جداً للقوات المسلحة العراقية، ونحن ماضون في هذا الاتجاه".وبشأن التحالف الدولي، قال المستشار الأمني لرئيس الوزراء العراقي إن "الحكومة تعمل على إنهاء مهامه، ونقل العلاقات إلى مستوى العلاقات الثنائية المشتركة، سواء مع الولايات المتحدة أو مع دول التحالف الدولي بما فيها حلف شمال الأطلسي "ناتو"، ووضع جدول زمني لهذا الانتقال وفقاً لبيان مشترك صدر في سبتمبر/أيلول 2024، وهو موثق على موقع وزارة الخارجية العراقية، وكذلك على موقع وزارة الخارجية الأميركية".

وكشف علاوي أن "مهام التحالف الدولي في بغداد والأنبار ستنتهي في سبتمبر الحالي لتنتقل إلى علاقات ثنائية، وخلال اللقاء الذي جرى بين رئيس الوزراء وقائد القيادة المركزية الوسطى في الجيش الأميركي، أُشير بوضوح إلى مسار نقل المهام والتفاهم نحو العلاقات الثنائية، وهذا ما نعمل عليه، كما أن المستشارين التابعين للتحالف الدولي في إقليم كردستان، ستُنقل مهامهم عام 2026، وهذا ما يجري العمل عليه حالياً".

من جانبه، قال الباحث في الشأن السياسي والأمني حسين الأسعد، لـ"العربي الجديد"، إن "التوقيت الحالي لطرح ملف انسحاب قوات التحالف الدولي من العراق يثير العديد من المخاوف والتساؤلات، خصوصاً في ظل استمرار التحديات الأمنية والاقتصادية والسياسية التي يواجهها البلد". وأوضح الأسعد أن "قوات التحالف الدولي لعبت خلال السنوات الماضية دوراً محورياً في دعم القوات العراقية، سواء عبر التدريب والتأهيل أو من خلال المساندة الاستخباراتية والغطاء الجوي في مواجهة فلول تنظيم داعش، وأي انسحاب متسرع قد يترك فراغاً أمنياً قد تستغله الجماعات الإرهابية لإعادة تنظيم صفوفها".

وأضاف أن "المرحلة الحالية تتطلب توازناً دقيقاً بين تعزيز قدرات القوات العراقية على الاعتماد الذاتي، وضمان عدم تراجع المنجزات الأمنية التي تحققت، والقرار يجب أن يستند إلى معايير مهنية وواقعية، بعيداً عن الضغوط السياسية أو الحسابات الآنية". وشدد الباحث في الشأن السياسي والأمني أن "المصلحة الوطنية العليا تقتضي اعتماد استراتيجية واضحة تضمن الانتقال التدريجي والآمن لمسؤوليات التحالف إلى القوات العراقية، وبما يحفظ استقرار البلاد ويمنع أي انتكاسات أمنية مستقبلية". وكانت بغداد وواشنطن قد توصلتا، نهاية سبتمبر الماضي، إلى تحديد موعد رسمي لإنهاء مهمة التحالف الدولي ضد تنظيم "داعش" في البلاد، لا يتجاوز نهاية سبتمبر 2025، بعد جولات حوار امتدت لأشهر بين الجانبين، على أثر تصاعد مطالب الفصائل المسلحة والقوى العراقية الحليفة لإيران بإنهاء وجوده، خصوصاً بعد الضربات الأميركية في حينها لمقار تلك الفصائل، رداً على هجماتها على قواعد التحالف في البلاد وخارجها، على خلفية حرب غزة.

ويوجد نحو 2500 عسكري أميركي في العراق ضمن التحالف الدولي ضد الإرهاب الذي تقوده واشنطن منذ سبتمبر 2014. ويتوزع الجنود على ثلاثة مواقع رئيسية في العراق، هي قاعدة عين الأسد في الأنبار، وقاعدة حرير في أربيل، ومعسكر فيكتوريا الملاصق لمطار بغداد الدولي. وليست كلّ هذه القوات أميركية، إذ توجد أيضاً قوات فرنسية وأسترالية وبريطانية، تعمل ضمن قوات التحالف، وأخرى ضمن بعثة حلف شمال الأطلسي (الناتو) في العراق.
اجمالي القراءات 87
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق