ذهب زوجتى

الخميس ٢٦ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
انت تعرف حضرتك عادتنا فى الريف فى مصر ، نشترى الشبكة بما فيها من حلى ذهب لتلبسها العروس فى الخطوبة و فى الزفاف ، وبعدها تكون الشبكة تحت أمر الزوج يبيعها ليسدد ديونه أو غير ذلك . أنا سافرت للخليج وشفت المرّ أشكال وألوان الى أن حوشت مبلغ الزواج و الشبكة و المهر و الشقة . ورجعت لمصر اريد الاستقرار ونسيان الذل فى الغربة . واشتريت شبكة من الذهب لعروستى بعشرين الف جنيه ، وهذا غير المهر و تكاليف كثيرة صرفت عليهم فيها دم قلبى ولا داعى لذكرها . أهلها استنزفونى فى تكاليف ومظاهر كدابة ـ فهم أصلا من بلدنا ولكن عاشوا فى القاهرة و لا بد من فرح فى القاهرة وشقة فى القاهرة ومعازيم من القاهرة وادفع يا فتحى .. ودفعت ..وفلست واستلفت .وبعد شهر العسل عرضت سيارتى للبيع لأسدد ولكن خسفوا بثمنها الارض . وتذكرت عادتنا فى البلد وهو ان الشبكة من حق الزوج يبيعها عند الضرورة ليسدد ديونه و الى حين ميسرة يسدد تمنها لزوجته . وحين طلبت هذا من زوجتى وجدتها شخصا آخر ..ظهرت على حقيقتها ، ظلت تصرخ وترفض التعرض لشبكتها ، وفوجئت بأهلها معها ..ويهددوننى بالقائمة ومثبت فيها مفردات الشبكة من الحلق الى الاسورة و الخاتم و كل شىء . انا من المتابعين لموقعكم الكريم ومقتنع بما تكتبون وكنت اشارك بالتعليقات قبل قفل باب التسجيل . ومن حقى عليكم ان تنصحونى ..هل الشبكة من حق الزوجة مثل المهر ؟ اعرف ان المهر فريضة كما جاء فى القرآن فهل يسرى هذا على الشبكة ؟ وهل استمر فى علاقتى الزوجية بعد المقلب السخن اللى اخدته من زوجتى وحماى وحماتى واسرتها كلهم ؟ أنا أهجر زوجتى و حلفت ألا اٌترب منها وان تختار بينى و بين الذهب الذى اشتريته لها. يكفى اننى كنت مفروض ارجع لعملى ولكن مشاكلهم أخّرتنى واضاعت حقى فى العودة لعملى . وشكرا
آحمد صبحي منصور :

 

الاجابة على سؤالك شقّان : شرعى وشخصى .

أولا : الشق الشرعى :

يحرم عليك أن ترغم زوجتك على بيع حليّها أو ذهبها أو أى شىء أعطيته لها من مهر أو شبكة أو أى هدية .  كل ذلك هو حقها الشرعى ، ولا حق لك فيه مطلقا . ولكن لو رضيت لك التنازل عن شىء برضاها فهذا حقها .

وتفصيل ذلك قرآنيا كالآتى :

1 ـ فيما عدا الصداق الواجب المفروض فالقاعدة فى عقد الزواج هو التراضى من الطرفين :

(  وَأُحِلَّ لَكُم مَّا وَرَاء ذَلِكُمْ أَن تَبْتَغُواْ بِأَمْوَالِكُم مُّحْصِنِينَ غَيْرَ مُسَافِحِينَ فَمَا اسْتَمْتَعْتُم بِهِ مِنْهُنَّ فَآتُوهُنَّ أُجُورَهُنَّ فَرِيضَةً وَلاَ جُنَاحَ عَلَيْكُمْ فِيمَا تَرَاضَيْتُم بِهِ مِن بَعْدِ الْفَرِيضَةِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيمًا حَكِيمًا  ) ( النساء 24 )

 

2 ـ تنازل الزوجة عن شىء من الصداق لزوجها هو حق لها :(وَآتُواْ النِّسَاء صَدُقَاتِهِنَّ نِحْلَةً فَإِن طِبْنَ لَكُمْ عَن شَيْءٍ مِّنْهُ نَفْسًا فَكُلُوهُ هَنِيئًا مَّرِيئًا    )( النساء 4 )

3 ـ يحرم حرمة جازمة إكراه الزوجة على التنازل عن حقوقها المالية حتى لو كرهها الزوج ، فهذا هو الميثاق الغليظ : (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ لاَ يَحِلُّ لَكُمْ أَن تَرِثُواْ النِّسَاء كَرْهًا وَلاَ تَعْضُلُوهُنَّ لِتَذْهَبُواْ بِبَعْضِ مَا آتَيْتُمُوهُنَّ إِلاَّ أَن يَأْتِينَ بِفَاحِشَةٍ مُّبَيِّنَةٍ وَعَاشِرُوهُنَّ بِالْمَعْرُوفِ فَإِن كَرِهْتُمُوهُنَّ فَعَسَى أَن تَكْرَهُواْ شَيْئًا وَيَجْعَلَ اللَّهُ فِيهِ خَيْرًا كَثِيرًا وَإِنْ أَرَدتُّمُ اسْتِبْدَالَ زَوْجٍ مَّكَانَ زَوْجٍ وَآتَيْتُمْ إِحْدَاهُنَّ قِنطَارًا فَلاَ تَأْخُذُواْ مِنْهُ شَيْئًا أَتَأْخُذُونَهُ بُهْتَانًا وَإِثْمًا مُّبِينًا  وَكَيْفَ تَأْخُذُونَهُ وَقَدْ أَفْضَى بَعْضُكُمْ إِلَى بَعْضٍ وَأَخَذْنَ مِنكُم مِّيثَاقًا غَلِيظًا ) ( النساء 19 : 21  )

4 ـ الدخول بالزوجة يعطى الزوجة كل الحقوق ، وتطليقها قبل الدخول بها يجعل لها نصف الحقوق فى المهر أو الصداق مع تفضيل التنازل عن هذا النصف ، هذا فى حالة المطلقة قبل الدخول بها : (وَإِن طَلَّقْتُمُوهُنَّ مِن قَبْلِ أَن تَمَسُّوهُنَّ وَقَدْ فَرَضْتُمْ لَهُنَّ فَرِيضَةً فَنِصْفُ مَا فَرَضْتُمْ إِلاَّ أَن يَعْفُونَ أَوْ يَعْفُوَ الَّذِي بِيَدِهِ عُقْدَةُ النِّكَاحِ وَأَن تَعْفُواْ أَقْرَبُ لِلتَّقْوَى وَلاَ تَنسَوُاْ الْفَضْلَ بَيْنَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِمَا تَعْمَلُونَ بَصِيرٌ ) ( البقرة 237 )

 

 

 

الشق الثانى : الشخصى :

إسمح لى بتحليل ما قلته . إذ يبدو فيه حاجتك  الشديدة للاصلاح الخلقى إذا كنت فعلا من أهل القرآن . والدليل هو الآتى :

1 ـ تقول فى البداية إنك رجعت لمصر تنشد الاستقرار ونسيان الذل الذى لقيته فى الغربة ، ثم فىىنهاية خطابك تتهم زوجتك وأهلها بأنهم مسئولون عن ضياع حقك فى الرجوع الى عملك .

2 ـ  كما تجعلهم مسئولين عما وقعت فيما تعتبره تبذيرا أضاع مدخراتك ، والواضح من عباراتك أنك تحب المال حبا جمّا ، وبالتالى لا يمكن لأحد أن يجعلك تنفق من مالك ،أى إن كل ما دفعته لم تكن فيه مضطرا ومرغما بل كان عن طيب خاطر . فلما غضبت منهم تحاملت عليهم بالباطل وجعلتهم مسئولين عن كل خطأ وقعت فيه من إسراف ومن تعجل فى العودة لمصر ثم تعجل للعودة للعمل وتعجل فى اتخاذ القرارات دون دراسة .يجب أن تواجه نفسك بأخطائك للتعلم منها بدلا من أن تستمر فى الخطأ وتدمر نفسك وتجعل الغير مسئولا عن أخطائك .

3 ـ والأفظع من هذا أن يصل بك الظلم والتحامل الى معاقبة زوجتك ، وأنت مأمور بأن تعاملها وتعاشرها بالمعروف . هى لا ذنب لها فى أخطائك . ومن حقها أن تحافظ على حقوقها المالية من مهر وشبكة وكل الهدايا طالما دخلت بها . ولكنك تهجرها فى المضاجع ، ولم تذكر أنها عصتك فى معروف ، وهنا يأتيك التهديد من رب العزة العلى الكبير : (  فَإِنْ أَطَعْنَكُمْ فَلاَ تَبْغُواْ عَلَيْهِنَّ سَبِيلاً إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيًّا كَبِيرًا  )( النساء 34 )

أخيرا

أرجو ان ترجع الى صوابك ، وتعتذر لزوجتك وأهلها ، وتبدأ معها ومعهم بداية جديدة قوامها الاحترام والحب والعدل .



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 44496
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   محمد سامي     في   الجمعة ٢٧ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[58081]

القرآن فوق الزمان والمكان والإنسان ..!!

 تتعرض المرأة في معظم مناطق العالم لإرث من الظلم والتحامل والتجاهل .. يقوم بهذا الفعل الرجل ويعاونه على ذلك إمراة أخرى ..


هذا الارث للأسف غير مرتبط بزمان أو مكان أو أنسان فهو ينتشر بين جميع الطبقات والمجتمعات والأزمان ..


لهذا فأحكام القرآن نزلت لكي تكون فوق الزمان والمكان والإنسان .. 


وفي هذه الشكوى من السائل الكريم تتضح معالم المشكلة .. فالرجل قارئ جيد ويحمل عقلاً منفتحاً ومع ذلك وقع في الفخ ..


والفخ هنا هو هذا الأرث البغيض ..


الحمد لله  ان القرآن حفظ من تحريف الرجل والمرأة ..


2   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   الجمعة ٢٧ - مايو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[58086]

مصر فيها شغل كتير .

الأخ الكريم صاحب المشكلة . لقد كفى ووفى أستاذنا الدكتور منصور فى إجابته عليك من الناحية الشرعية ،والشخصية أيضا ... وإسمح لى أن اقول لك أن مصر بها مشروعات صغيرة كثيرة قابلة للتنفيذ تُغنيك عن السفر . وحاول مع زوجتك أن تكون شريكة لك بقيمة الذهب فى مشروعكم الصغير . وليكن محل صغير تتتاجرون فيه فى اى شىء حلال وفى متناول ما معكم من رصيد مادى .مثل  محلات الخضار والفاكهة .وإن شاء الله يغنيكم الله عن السفر والغربة والبعاد والحاجة والعمل فى بلاد تُهينكم وتذلكم كما ذكرت فى رسالتك .. وهدى الله زوجتك للتعاون معك ،وهداكما للمعاملة بالحسنى فيما بينكما ...ولا تأخذ الأمور بعصبية ،وطريقة إما كذا وإما الفراق والهجر والطلاق .... حفظكما الله من شرور الشيطان .ورزقكما من حلال ......


3   تعليق بواسطة   لطفية سعيد     في   الأربعاء ٢٩ - يونيو - ٢٠١١ ١٢:٠٠ صباحاً
[58718]

الخلط بين العادات والتقاليد والدين

في البداية أحيي السائل الكريم ، الذي كتب وسأل وحاول مرارا كثيرة ليعرف الإجابة ، فانا أراه إنسان فاضل لكنه في أزمة  ، يعني على غير طبيعته ، نظرا لما مر به من ظروف استسلم لها كغيره من الشباب استجابة للعادات والتقاليد ، من مصاريف مبالغ فيها وتكاليف أرهقته ، السبب الرئيس في مشكلة القارئ أن خلط خلطا قويا بين ماهو عادة وما يفترض به أنه عبادة ، أي خلط الدين وهو ما انزله الله العلي القدير بغرض السير على هداه وعدم إخضاعه  لرأي البشر هذه واحدة  ، والأخرى عادات وتقاليد أو تدين بشري يختلف كثيرا  ويتفق أحيانا مع الدين الرباني  .. فالسائل لديه قناعة كبيرة بان الذهب أو حلي زوجته من حقه  ! مع أن القرآن واضحا في فصل الذمة المالية للزوجة عن زوجها، إلا عن رغبة منها وضع خطوط كثيرة تحت  رغبة منها . فمتى يفرق الناس بين العادة والعبادة


4   تعليق بواسطة   احمد الرافعى     في   الثلاثاء ١٦ - أبريل - ٢٠١٩ ١٢:٠٠ صباحاً
[90768]

تساؤلات حول نفس الموضوع


أستاذ أحمد كفيت ووفيت



لكن هل الشبكة تعد مهراً؟



هل القائمة (بما فيها من كنك - جمع كنكة- وفوط تواليت وستائر وسجاد وما إلى ذلك من الترهات التي نجبر على كتابتها وتعد سيفاً مسلطاً على رقبة أي زوج تعد مهراً؟



ما أعرفه أن المهر هو مقابل الاستمتاع بالبضع لذا لا علاقة لكل ما سبق بالمهر



يا سادة هناك خلط كبير في الأوراق بين المذاهب الفقهية والقوانين الوضعية



لي تساؤل أخير : هل هناك حضانة في الإسلام؟ هل المطلقة لها أن تحضن الولد( بمعنى الذكر والأنثى ) بعد انقضاء فترة الرضاع؟ هل هذا مذكور في القرآن الكريم؟ على ماذا استند من وضع هذه القواعد الجائرة؟



هل من وضع هذه القواعد من شبكة وقائمة وحضانة  يعلم ما يحدث بسبب هذا الخلط ؟ فليسامحه الله



 



سموا الأشياء بمسمياتها فستجدون الأمور تعود لنصابها


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5130
اجمالي القراءات : 57,288,776
تعليقات له : 5,458
تعليقات عليه : 14,839
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


إقرأ كتاب الصيام : إذا صمت في هذه الأيا م الطوي لة مع...

شيوخ الاعتدال: د. طه جابر العلو انی ; شکک فی استقل ال ...

ليست مفطرة : كنت عاوز استفس ر من حضرتك هل قطرة العين مفطرة...

النسخ والجهاد : أتوجه اليكم بكامل الإحت رام و طلب مساعد ة ...

الابتلاء خيرا وشرا: السلا م عليكم ابي العزي ز .. انا رجل في...

معجب بك ... ولكن : صديقي الدكت ور احمد صبحي صديق ي الدكت ور ...

وهو خير الفاصلين: الآية 57 من سورة الانع ام فيها وصف الله...

خمسة أسئلة : السؤا ل الأول : ما رأيك فى هذه التصر فات ...

السلام فى الصلاة: بعثت إليك يا أ/أحم رسالة من قبل سائلا عن...

خمسة أسئلة : السؤا ل الأول : ما معنى الدهر ؟ السؤ ال ...

شبهات عن التجسد : ورد باحدى القنو ات الفضا ئيه المسي حيه ان...

سؤالان : سؤال ان السؤ ال الأول : هنا تحقيق بمن...

عبد الرحمن المقدم : وجه نظر ؟ ـ في أقل تقدير . الالت زام باتبا ع ...

عن البرازخ: قلتم أما ذرات العال م العلو ي الأثي ري ...

شكرا لكم : ---------- ---------- ---------- ---------- ---------- تعار ف ...

more