محمد مهند مراد ايهم Ýí 2008-05-23
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
(الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ )جذرهما اللغوي رحم من العطف واللين واسم الفاعل منها راحم وتأتي صيغ المبالغة فيها رحيم ورحمن فأما رحيم فهي على وزن فعيل وهي صيغة مبالغة تشترك بين اسم المفعول على وزن فعيل كقتيل وجريح وعتيد وقد يكون اسم فاعل كسميع وبصير و رقيب وكلاهما تعني الشدة فحين تقول جريح فهي من شدة جرحه وإلا لو كان جرح خفيف لقلنا أنه مجروح كذا اسم الفاعل كسميع لشدة السمع وبصير لشدة البصر وإلا لو كان إبصارا عاديا لقلنا مبصر &aelilig;سامع ومن هنا أتى اسم الرحيم لشدة رحمته وإلا لقلنا راحم
قرأت مقالك واشكرك على ما بذلت فيه من جهد وأؤكد لك أنك كنت على وشك الإمساك بالمعنى المطلوب من كلمة الرحمن ولكنك تسرعت قليلا , واقول ذلك ليس لأننى أملك الحقيقة أنا أو غيرى حاشا لله العظيم أو لأن رأيى هو نهاية المطاف أستغفر الله العظيم ولكننى سوف أدلى بدلوى معك فى الموضوع العظيم .
كلمة الرحمن مثل كلمة الله لا يمكن أن تطلق على غير الله تعالى فأنت تستطيع أن تقول كلمة ( رحيم ) أو ( ودود ) أو ( صبور ) أو ( شكور ) أو أو أو الخ على أى إنسان ولكنك لا يمكن أن تقول على اى إنسان أنه الله أو أنه رحمن , فهما إسمان لله وحده لا ينازعه فيهما أحد سواه سبحانه .
ولأن كلمة رحمن معناها الرحمة المطلقة فلا بد ان تكون صفة لصاحب القدرة المطلقة والقوة المطلقة والهيمنة المطلقة وهى صفات لله وحده لا ينازعه فيها أحد , ولذلك فالرحمة المطلقة تطلق تعنى ( الرحمن ) لأنه وحده الذى يقدر وبقوته وجبروته وهيمنته يستطيع أن يرحم رحمة مطلقة أو يعذب عذاباً مطلقاً , ولذلك فكلمة رحمن مشتقة من كلمة رحم فعلاً ولكنها تختلف كلياً عن كلمة رحيم التى يمكن أن يوصف بها أى إنسان , أما رحمن فهى مطلق ا القوة والقدرة والهيمنة التى بيدها أن ترحم من يستحق الرحمة بعلمه وبيدها أن تعذب من يستحق العذاب بعلمه .
والسلام
الأستاذ الفاضل محمد مهند مراد : دعنى أذكر حضرتك بأنه لا يمكن أن نحكم دائما على القرآن الكريم باللغة العربية وقواعدها فأحيانا ما تخطيء ، ولكن يجب أن نحكم على القرآن الكريم بلغته هو وآياته البينات أولا وأخيرا ، ولقد قرأت للدكتور احمد منصور بهذا الخصوص الآتي يوضح ما ذهبت إليه
(الشائع أن إسم ( الرحمن) يدل على الرحمة مثل ( الرحيم ) إلا أن وصف ( الرحمن ) يأتي في القرآن ليدل على الجبروت والتحكم وتمام الهيمنة والسيطرة وليس عن الرحمة ..
فعن تمام السيطرة على الملكوت يأتي وصف الله تعالى بالرحمن " الرحمن على العرش استوى : طه 5 ." ثم استوى على العرش الرحمن : الفرقان 59 ". فالاستواء على العرش يعنى تمام التحكم و الهيمنة ، أو بتعبير النبي هود عليه السلام (مَّا مِن دَآبَّةٍ إِلاَّ هُوَ آخِذٌ بِنَاصِيَتِهَا) ( هود 56 )
والرحمن هو الذي أبدع ما خلق " ما ترى في خلق الرحمن من تفاوت : الملك 3 . "
وهو الذي تصل سيطرته للطيور في السماء " ما يمسكهن إلا الرحمن : الملك 19 " لذا تقول الآية التالية تهدد المشركين بسطوة الرحمن " أمن هذا الذي ينصركم من دون الرحمن : الملك 20 " .
أي يعلن خوفه من ..الرحمن القهار ..
وإبراهيم عليه السلام هدد أباه بعذاب الرحمن الجبار فقال " يا أبت إني أخاف أن يمسك عذاب من الرحمن : مريم 45 ". ومريم عليها السلام اعتصمت بجبروت الرحمن وقالت لقومها كي تسكتهم " أنى نذرت للرحمن صوما فلن أكلم اليوم إنسيا : مريم 26 ". وقبل ذلك حين رأت في خلوتها بشرا سويا استعاذت منه بالرحمن فقالت " إني أعوذ بالرحمن منك إن كنت تقيا : مريم 18 ". فإذا كان تقيا فسيعلم مدلول كلمة الرحمن ويخشاه ، لأن الأتقياء هم " عباد الرحمن " " الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما " والذين يقولون للرحمن " ربنا اصرف عنا عذاب جهنم إن عذابها كان غراما : الشعراء 63 ، 65..)
وبعد ..
فإن البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم ) قد لخصت أسماء الله تعالى الحسنى فى صفتين أساسيتين هما ( الرحمن الرحيم ) الرحمن للقوة والجبروت و السطوة والانتقام وتمام التحكم فى الملكوت ، والرحيم للرأفة والرحمة والعفو والمغفرة. والله تعالى يقول: (هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ عَالِمُ الْغَيْبِ وَالشَّهَادَةِ هُوَ الرَّحْمَنُ الرَّحِيمُ , هُوَ اللَّهُ الَّذِي لَا إِلَهَ إِلَّا هُوَ الْمَلِكُ الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ سُبْحَانَ اللَّهِ عَمَّا يُشْرِكُونَ . هُوَ اللَّهُ الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
صفتا ( الرحمن الرحيم ) شرحتها وفصّلتها الصفات التالية التى يدل بعضها على الرحمة (الْقُدُّوسُ السَّلَامُ الْمُؤْمِنُ ) والبعض الآخر على القوة و القدرة والهيمنة والجبروت وتمام التحكم فى الملكوت (الْمُهَيْمِنُ الْعَزِيزُ الْجَبَّارُ الْمُتَكَبِّرُ .. الْخَالِقُ الْبَارِئُ الْمُصَوِّرُ لَهُ الْأَسْمَاء الْحُسْنَى يُسَبِّحُ لَهُ مَا فِي السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَهُوَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ )
واذا كان جوهر الاسلام يتراءى فى سورة الفاتحة فان جوهر الأسماء الحسنى يتلألأ فى البسملة ( بسم الله الرحمن الرحيم )
وسبحان رب العزة الرحمن الرحيم..) انتهى
وأخيرا :
ومثال آخر ، وفي قوله تعالى (وعباد الرحمن الذين يمشون على الأرض هونا وإذا خاطبهم الجاهلون قالوا سلاما )، ثم يقول هؤلاء أو يطلبون من الرحمن أن يصرف عنهم عذاب جهنم ، وهنا أيضا الرجاء من الرحمن ذو الجبروت الواحد القهار أن يصرف عنهم العذاب فهو القاهر فوق عباده الذي يملك العذاب والرحمة في ذات الوقت ، وكان الطلب من الرحمن أيضا ..
أرجو أن أكون قد وضحت الأمر ..
وإلى لقاء آخر عن شاء الله
يمكنني أن أقول أن مقالتي اكتملت بتعليقكما
الرحمن إسم يختص بالله عز وجل وهو الرحمة المطلقة رحمة ارتبطت بعزة الله وجبورته رحمة ارتبطت بهيمنة وسيطرة
أشكركما على تعليقكما الذي أكمل المقالة وجعلها تسير على النحو السوي
أشكرك على تعليقك القيم الذي أضفى على المقالة طابعا آخر حيث الرأي والرأي الآخر
أخي الكريم لم أكتب هذا المقال إلا بعد أن قرأت مقال الدكتور أحمد غير مرة وقد كتيت تعليقا على مقال الدكتور أشرح فيه وجهة نظري وما كتبت هذا المقال إلا كتعليق على ما كتب الدكتور وأخالفه في الرأي فقد حصرمعنى الرحمن بالمفاهيم التي أوردها كالهيمنة والسيطرة وأغفل المعنى الاساسي الذي يفهم منه وأظن أن تعليقي الاستاذين زهير قوطرش والدكتور حسن قد وضع النقاط على الحروف
أخي الكريم لا شك أن التعبير القرآني هو تعبير له خصوصية ولكن هذه الخصوصية لا تعني بشكل من الأشكال خروج عن لسان القوم الذين بعث فيهم الرسول الكريم فيكون ما يريده الكتاب في واد وما يفهمه القوم في واد آخر القرآن نزل عربيا بلسان قوم الرسول ولا يمكن أن يأتي مفهم من مفاهيمه خارج نطاق اللسان العربي وحتى التعابير التي يرجع أصلها إلى لغة أخرى فقد أتت والله يعلم أن العرب استخدموها في تعابيرهم ونستطيع أن نقول أن الكلمة التي أصلها أعجمي إنما كانت قد عربت قبل نزول القرآن
وأماايرادك لقوله تعالى (( وَإِذَا قِيلَ لَهُمُ اسْجُدُوا لِلرَّحْمَنِ قَالُوا وَمَا الرَّحْمَنُ أَنَسْجُدُ لِمَا تَأْمُرُنَا وَزَادَهُمْ نُفُورًا )فإنه ليسجهلا منهم بالرحمن ولكن استخفافا ونفورا
لا يمكن فهم القرآن بمعزل عن اللغة العربية ولكن يمكن أن نقول أن اللفظ العربي له أوجه وله استخامات شتى السياق القرآني هو الذي يحدد دقة المعنى
هناك كثير من المصطلحات العربية حرفت عن معناها الأساسي الذي كان سائدا في عهد الرسول وهذا التحريف أتى نتيجة طغيان الأديان الأرضية التي ظهرت بعد الرسول الكريم ولكن هذا لا ينفي أن المعنى الأساسي لازال مستخدما
أعود فأؤكد السياق القرآني يقوم اعوجاج اللسان العربي والقرآن نزل عربيا فلا غنى عن لسان القوم الذين أنزل فيهم لفهمه واللبيب من يوفق بين هذا وذاك
أخى الكريم - مهند مراد - كنت قد وعدتك ان ارفع الرايه البيضا لو اننى غيرت رأى وإقتنعت بوجهة نظرك فى فهم إسم الله جل جلاله ( الرحمن ) .وقد كنت صادقا فعلا معك ومع نفسى لأنى أؤمن بان فوق كل ذى علم عليم ..ولكن للأسف ما زالت الرايه البضا فى يدى ولم ارفعها ...لماذا ؟؟؟ لأنى وجدت حضرتك سردت كل الآيات التى إحتوت على لفظ الرحمن وهذا شىء جميل ورائع وتشكر عليه ولكنك لم تسير خلف الايات لترى عما تتحدث ولكنك ذهبت امامها جميعا وطبقت عليها نظريتك أو رايك بغض النظر عما تقوله الايه حتى لو كانت تتحدث عن امور ليست لها علاقة بالرحمة تماما ولكنها تتحدث عن الهيمنة والملك والجبروت والخلق والقدره وووو .فلا ادرى كيف إستطعت ان تضعها ضمن مفهوم قانون وتعريف الرحمه لا ادرى؟؟ بالرغم من وضوح معانيها ....والغريب انه قد يعتقد بعض الناس اننا عندما نتحدث عن معنى كلمة الرحمن انها القوى الجبار المتكبر الملك اننا ننفى عن الله جل جلاله صفة الرحمه فلا والف لا .فصفة الرحمة موجودة فى معان اخرى مثل الرحيم اللطيف الغفور وهكذا .ولكن الفرق فقط فى محاولة فهم الكلمات ووضعها فى نصابها الطبيعى دون الإنتصار لمعنى على الآخر. فوجود كلمة الرحمن والرحيم فى نفس الأية الكريمه دائما (بسم الله الرحمن الرحيم ) تشبه وجود صفات غافر الذنب وشديد العقاب فى نفس الايه ايضا فى قوله تعالى ( غافر الذنب وقابل التوب شديد العقاب ذى الطول لا إله إلاهو ).....اتمنى ان تكون وصلت فكرتى بسهولة ويسر .مع إحتفاظى بالرايه فى يدى ولم ارفعها بعد (هههههههه) .مع خالص حبى وتقديرى لكم ولجهودكم العظيمه .
يبدو أن الراية البيضاء ستظل في يد كل منا
لم أى تعبيرا عن الرحمة التي تتضمنها كلمة الرحمن خيرا من سورة الرحمن وإن أتت في معرض آيات تتحدث عن الهيمنة والجبروت غير أنني أعتقد أنه من الخطأ تفريغها من صفة الرحمة ووردها في مطلع كل سورة من القرآن إنما هو التعبير الحقيقي عن الرحم بناء على قول الله عز وجل ( وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين ) الرحمن لا أشك أبدا أنها من الرحمة وأعتقد أن تحميلها على غير ما احتملت من الجبروت والهيمنة لا ينبغي لنا وأعتقد أن رأي الدكتور حسن قد كفاني بقوله (ولأن كلمة رحمن معناها الرحمة المطلقة فلا بد ان تكون صفة لصاحب القدرة المطلقة والقوة المطلقة والهيمنة المطلقة وهى صفات لله وحده لا ينازعه فيها أحد , ولذلك فالرحمة المطلقة تطلق تعنى ( الرحمن ) لأنه وحده الذى يقدر وبقوته وجبروته وهيمنته يستطيع أن يرحم رحمة مطلقة أو يعذب عذاباً مطلقاً , ولذلك فكلمة رحمن مشتقة من كلمة رحم فعلاً ولكنها تختلف كلياً عن كلمة رحيم التى يمكن أن يوصف بها أى إنسان , أما رحمن فهى مطلق ا القوة والقدرة والهيمنة التى بيدها أن ترحم من يستحق الرحمة بعلمه وبيدها أن تعذب من يستحق العذاب بعلمه . ) فأنا متفق معه تماما فيما يقول لا أقول هذا كنوع من الاستقواء برأي غيري ولكن أعتقد أنه بقوله هذا قد وضع اللمسات الجميلة على مقالي
وليحتفظ كل منا برايته فقد حاولت وجهدت أن أرفع الراية بيد أن الحقيقة التي أراها من خلال تدبري للقرآن الكريم منعتني
ولك جزيل الشكر
إليك مثالا عن قول الكافرين ( وما الرحمن )
أحد ملوك بني أمية رأى زين العابدين بن الحسين وقد التف الناس حوله وهو يعرفه فقال من هذا استخفافا فأنشد أحد الشعراء يقول
هذا الذي تعرف البطحاء وطأته والبيـــــــت يعرف والحل والحرم
هذا ابن خير عبـــــــــــاد الله كلهم هذا التــــقي النـــــــقي الطاهر العلم
وليس قولك من هذا بضـــــــــائره العرب تعرف من أنكرت والعجم
يغضي حياء ويغضى من مهابته ولا يكلم إلا حين يبتســـــــــــــــــــــم
ما قال لا قط إلا في تشــــــــــــهده لولا التشـــــــــــــــهد كانت لاءه نعم
اشكرا اخى للموضوع لكن اريد ان اسال :
1.هل بسمله القران هى ايه من ايات القران الكريم ؟ام هى بس للفصل بين السور او للمباركه فقط؟اذا هى اية لماذا لم نسمع بها فى سورة علق او اقرا
2:لماذا لم نقل باسم الله الرحمن الرحيم بدل بسم الله الرحمن الرحيم ..لان فى العربيه ليس هناك بسم هناك باسم ..يقولون ان اصل الكلمة ارامية؟ما قول سيادتكم ...شكرا
ك
لكل نفس بشرية جسدان (3 ):التداخل بين عالمى الشهادة وعوالم البرزخ
أنا ونهرو نتحدث لغتين مختلفتين
أوجه التشابه والإختلاف بين (البعض منا) وبين التراثيون
دعوة للتبرع
تطورنا الفكرى: حاولت ان اربط واوفق بين كلامك م في حلقة لحظات...
مفيش فايدة ..؟؟: كلما تكلمت بالقر آن أنتقد البخا رى اجد...
التسجيل موقوف مؤقتا : لقد سجلت في منتدا كم الموق ر منذ أكثر من...
عليهن درجة: مامعن ى قول الله جل وعلا (وَلِ رِّج الِ ...
خمسة أسئلة : السؤ ال الأول : ما معنى ( تفاوت ) فى سورة (...
more
حياك الله على هذه المقالة الشاملة والموضحة بادق التعابير عن أهم صفات الخالق الرحمن الرحيم ،واهمية هاتين الصفتين ،وأقول الاهمية بالنسبة للإنسان ،أن الله عز وجل كتب على نفسه الرحمة،وأن رحمته وسعت كل شيء ،ونحن في الحقيقة عباد الله دائماعملنا وعبادتنا خالصة لله ، طمعاً في رحمته ،وأحب أن اضيف أضافة بسيطة تتناسب ومستوى معرفتي ،كلمة الرحمن الآ تعتقد معي أنها تدل على الذي بيده كل شيء وقادر على كل شيء المهمين والمسيطر هو الوحيد القادر على بسط رحمته على كل مخلوقات بيده قوة اعطاء الرحمة كما يشاء ولمن يشاء .ولهذا لاأعتقد أن أحدا من البشر ولا غير البشر يمكن أن نطلق عليه وصف الرحمن ،لأننا مخلوقات ضعيفة أما القوي الله جل جلاله فهو الرحمن حصراً.وشكرا