القياس والمخدرات

الأربعاء ٢٣ - مايو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
قرأت فتوي لكم بخصوص التدخين و كانت الفتوي بأنه من المباح لأنه لم ينزل فيه نص يحرمه. و قد فهمت من الفتوي أنك لا تقبل القياس كمصدر للتشريع. و السؤال هو: كيف يمكن الحكم علي أشياء مثل المخدرات و التدخين بأنها مباحة بالرغم من ضررها الشديد علي صحة متعاطيها و من حوله.
آحمد صبحي منصور :
القياس المرفوض هو ما يترتب عليه تحريم حلال أو تحليل حرام.
أما القياس الذى يدور فى إطار المقاصد الكلية للشريعة الاسلامية القرآنية و الذى لا يترتب عليه تحريم حلال أو تحليل حرام فلا بأس به.
و أعطيك مثلا على ذلك :
فالقرآن الكريم حين تحدث عن موضوع الربا فى الصدقة وفى الديون كان يكلم المؤمنين فى عصر النبى بدليل أنه قال لهم (يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُواْ اتَّقُواْ اللّهَ وَذَرُواْ مَا بَقِيَ مِنَ الرِّبَا إِن كُنتُم مُّؤْمِنِينَ) ( البقرة 278 ) ثم نزلت أطول آية فى تشريع الكتابة فى الديون والاشهاد عليها ، ومنها قوله تعالى (وَاسْتَشْهِدُواْ شَهِيدَيْنِ من رِّجَالِكُمْ فَإِن لَّمْ يَكُونَا رَجُلَيْنِ فَرَجُلٌ وَامْرَأَتَانِ مِمَّن تَرْضَوْنَ مِنَ الشُّهَدَاء أَن تَضِلَّ إْحْدَاهُمَا فَتُذَكِّرَ إِحْدَاهُمَا الأُخْرَى) ( البقرة 282 ) المقصد التشريعى هنا هو حفظ الحقوق المالية والتاكد من تدوين وكتابة الديون و صحة الاشهاد عليها ، ولم تكن المرأة فى ذلك الوقت مؤهلة لهذه النوعية من المعاملات ـ وقد اختلف الحال فى عصرنا، لذا يمكن بالقياس و استرشادا بالمقصد التشريعى أن تتساوى هنا شهادة المرأة بالرجل ـ مع اعتماد الطرق الحديثة الأخرى فى إثبات الديون ، والاشهاد عليها. ليس هنا تحريم ولا تحليل يتعدى على حق الله تعالى فى التحليل و فى التحريم.
أما الحكم على المخدرات والتدخين وغيرها فلا يجوز تحريمها على أساس أنها من الطعام و الشراب ـ لأن الله تعالى قد حدد المحرم فى الطعام و الشراب و منع تحريم الحلال.
الحكم على المخدرات والتدخين يدخل ضمن سلطة ولى الأمر بمنع تداولها ومنع زراعتها ومنع الاتجار فيها ، وعقوبة مالية على من يفعل ذلك ، دون المساس بجسده و حريته، واذا ارتكب جريمة متأثرا بهذه المخدرات فالعقوبة جاهزة على جريمته التى ارتكبها.



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 18696
التعليقات (1)
1   تعليق بواسطة   عابد اسير     في   الجمعة ١٥ - يونيو - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[8362]

الحرية والمسئولية


بارك اللة فيك استاذنا الفاضل لقد بينت بتلك الفتوى معنى المسؤلية عن الحرية التى اعطاها اللة للانسان وما يختارة ويفعلة تجاة نفسة او تجاة الناس00
فما يفعلة تجاة نفسة فجلب لها الاذى او حتى الهلاك والخسران( لنفسة- لجسدة- لمالة -لعمرة- لعلمة ) فأن عقابة على ذلك من اللة فى الدنيا والاخرة00
واما ما يرتكبه تجاة الناس من اعتداء على ( انفسهم - اجسادهم -اموالهم - اعمارهم - علمهم - حريتهم ) فعليها العقوبات المنصوص عليها فى كتاب اللة التى منها ما هو فى الدنيا وماهوفى الاخرة

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5203
اجمالي القراءات : 59,998,950
تعليقات له : 5,492
تعليقات عليه : 14,891
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


بين الاسراف والتبذير: السؤا ل من الاست اذة كريمة ادريس : مساء...

العُمرة كل وقت: هل يجوز نعمل العمر ة المفر د بد تمام الحج...

إختلافات القرآنيين: لقد تفرق القرا نيون الي طرائق قددا واراء...

حبُّ الله جل وعلا: انا كتبت مرة علي صفحتي الشخص ية ان الله يحب...

سؤالان : السؤا ل الأول : كانت لى تجربة مع واحد شيخ ،...

( إشتق ) أو ( إنشقّ): هل يصح أن نقول عن التشي ع والسن ة والتص وف ...

الموءودة : انا لی من اهل القرآ ن ولکن انا اعتقد...

المسلم العاصى: في سورة الجن الايه ٢ 635; ... ومن يعص الله...

صلاة / تصلية: كلمة ( تصلية ) فى القرآ ن هل هى من الصلا ة ؟ ...

الطيبات من الرزق: ما معنى الطيب ات من الرزق ؟ ...

السلفيون والقرآنيون: وأصدر ت لجنة الحري ات الأمر كية تقرير ها ...

حبيبى مسيحى !!: تقابل نا بمحض الصدف ة ، وتعرف نا وتقار بنا ...

الاجابة مرة أخرى: انا طبيب عرفت الاسل ام منذ اكثر من 30 سنة وكنت...

عدة الأرملة: في الايه 224 سورة البقر ه عن عدة المرا ه اربعة...

المراهنات: أستاذ نا الفاض ل عندى سؤال أعتبر ه ضمنا...

more