شادي طلعت Ýí 2010-08-27
في صيف عام 2004 توجهت إلى محكمة جنوب القاهرة لإنهاء بعض الأعمال القانونية و تقابلت مع شيخ من شيوخ المحاماة كان عمره وقتها 74 عاماً و ذهبنا معاً حتى إلى المصعد الكهربائي حتى ننتقل إلى الطابق الثالث و الأخير بهذا المبني العريق و الذي لم تحافظ الدولة على عراقته !
إلا أننا وجدنا طابوراً طويلاً من المحامين و المتخاصمين ، فحصل كل منا على مكانه في الطابور بشكل حضاري و مرت أكثر من 20 دقيقة حتى وصلنا إلى باب المصعد ، و لكننا لم ندخل المصعد نظراً لمجيئ أحد أعضاء النيابة العامة إذ منعنا عامل المصعد من الدخول و آثر أن يدخل عضو النيابة العامة ! وقتها وجدت نفسي أثور على عامل المصعد ثورة عارمة و طلبت منه أن يحترم الطابور إلا أنه قام بالرد بأن الباشا "عضو النيابة العامة" هو الأولى بالدخول و أغق باب المصعد و إرتفع بعضو النيابه إلى الطابق الخاص بمكتبه ، ثم عاد من جديد .. و عندها وجدت نفسي أنهال عليه بالكلمات اللاذعة منتقداً إياه مع تهديده بأنني سأقدم شكوى رسمية لرئيس المحكمة بشأنه .. و واقع الأمر أنني قد أهنت الرجل جداً أمام جموع الناس ، مع العلم بأن ثورتي عليه كانت لسببين الأول / أنه لم يحترم الطابور و الثاني / لوجود شيخ كبير من المحامين معي ، إذ أنني قد إستأت جداً لأجل المحامي الكبير ، و بعد أن صعدت أنا و المحامي الكبير سألته عن رأيه في تقديم شكوى ضد عامل المصعد و كان رد الرجل علي مفاجاً لي إذ أنه قال لي :
لماذا ثورت على الرجل كل هذه الثورة !؟ و لماذا أهنته أمام جميع الناس !؟ هل تعلم مدى الأضرار النفسية التي سببتها إليه الآن ؟ و هل تعلم كيف سيتعامل معه الناس اللذين شاهدوك و أنت تعنفه ؟ لقد أسأت التصرف أكثر من إساءة عامل المصعد !
فقمت بالرد عليه بأنت ثورتي كانت من أجله في المقام الأول ، فقال لي و أنا لم أشكو إليك ! فقلت له رسلك علي و أرجوا أن تبين لي خطأي و بدأ الرجل يشرح لي خطأي قائلاً :
إن عامل المصعد رجل بسيط الحال لا يملك نفوذاً أو سلطة و يعيش في بلد للمحسوبية فيه شأن عظيم ، كما أنه يعمل بالمحكمة و هي مكان مليئ بأصحاب النفوذ و السلطة من ضباط شرطه و مستشارين و أعضاء النيابة العامة ، و بين عامل المصعد و هؤلا مسافات لا يستطيع السير فيها أو تخطيها ، كما أنه لا يملك نفوذاً أو سلطه ! بيد أنه يملك شيئاً واحداً و هو المصعد الكهربائي فهو رئيس هذا المكان و من خلاله يستطيع أن يجامل غيره من أصحاب النفوذ ، و لا يشترط أن يستفيد من منهم و لكنه في النهاية يشعر بالرضا عن نفسه لأنه أصبح في مقدوره أن يجامل الآخرين مثل غيره ! لذلك كان يجب عليك أن تحترم سلطته البسيطة و لا تسلبها منه إلا أنك قد سلبتها منه بالفعل !
تحليل غريب لهذا المحامي الخبير في الحياة إلا أنه منطقي جداً ، فهو الأنسب للواقع الذي نعيشه في مصر في دولة لا يحصل الإنسان فيها على كامل حقوقه مما تسبب في النهاية إلى إصابة الجميع بهوس السلطة و النفوذ و قد وصل هذا الهوس إلى الفقراء أيضاً ! و بالتحليل المنطقي لأسباب ظاهرة هوس السلطان و النفوذ نجد أنها صفة مرضية و قد تكون منطقية إذا ما راجعنا أسبابها و لكنها غير صحية ، فمن خلال تلك الصفات تنشأ الكراهية بين الناس و يزداد الحقد ليس بين الفقراء و الأغنياء فقط بل بين الفقراء و الفقراء أيضاً بنسبة أكبر ، فالجميع يبحث عن النفوذ و السلطان و الجميع يريد أن يشعر بسلطانه على أي أحد أي ما كان ، فالمهم في النهاية الشعور بهوس السلطة و النفوذ ، و لو أننا في بلد تحترم القانون و تحترم فيها أبسط قوانين حقوق الإنسان ، لزالت هذه الصفة بكل تأكيد .
و ليولي الله من يصلح
شادي طلعت
حافة التغيير الجذري بيد إسرائيل
الجمهورية المصرية فقط. آن أوان الانسحاب من جامعة الدول العربية
أيمن نور المعارضة الحقيقية والديكور السياسي أحمد الطنطاوي
دعوة للتبرع
مكان الانتحار: سألني أحد أصدقا ئي سؤالا عن الآية الكري مة (...
لا بد من الصداق: تم بدون مهر لأى سبب مثلا الزوج ة اتناز لت عنه...
سؤالان : السؤا ل الأول : هنا تشابه لفظى بين كلمتى (...
مخلصا / مخلصا : لاحظت ان فى القرآ ن ( مخلصا ) باللا م ...
الطريقة الخلوتية : هل الطري قة الدمر داشية الخلو اتية تعتبر...
more