ماهية اهم ثمار نشوء ما يسمى بالحركة الوطنية المغربية ببلادنا ؟

مهدي مالك Ýí 2025-04-05


 

 ماهية اهم ثمار نشوء ما يسمى بالحركة الوطنية

المغربية ببلادنا ؟

مقدمة متواضعة                                        

المزيد مثل هذا المقال :

يمكن القول ان المغرب لم يكن على الاطلاق بلد عربي او دولة عربية طيلة تاريخه الإسلامي المستقل منذ ثورة اجدادنا الامازيغيين المسلمين بطبيعة الحال على اعراب بني امية سنة  740 للميلاد الى سنة 1956 كتاريخ له رمزية كبيرة بالنسبة للمغرب بحكم ان المغرب في هذا التاريخ قد حصل على استقلاله الشكلي عن الدولة الفرنسية..

 و في هذا التاريخ كذلك قد انطلقت الدولة المغربية في بناء ما يسمى بالدولة الوطنية الحديثة على أسس الأحادية و العنصرية و احتقار كل ما هو مغربي اصيل سواء قبل الإسلام و بعده و هذا طبيعي للغاية لدى كل الشعوب التي امنت بالإسلام في اسيا و في القارة الافريقية و في أوروبا و حتى العرب انفسهم و الذين يعتبرون خير اجناس الأرض حسب بعض الاحاديث  المنسوبة للرسول الاكرم باعتبارهم اخذوا يفخرون بالشعر الجاهلي بدون أي  اشكال ديني مرتبط بالعقل السلفي و يفخرون بقصصهم قبل الإسلام مثل  الحرب طيلة 40 سنة من اجل ناقة و قصة الحب بين قس و ليلة الخ بمعنى ان كل الشعوب الإسلامية تفاخر بتاريخها قبل اسلامها و بعد اسلامها على حد السواء .

يصعب أحيانا لي استحضار ما قام به اجدادنا الامازيغيين طيلة المرحلة الممتدة منذ سنة 740 ميلادية الى سنة 1956 ميلادية من الفضائل و الإنجازات لصالح ترسيخ الدين الإسلامي في الوجدان الامازيغي من خلال تأسيس أولى الامارات الامازيغية الإسلامية مثل امارة نكور بمنطقة الريف  و امارة بوغوطا بتامسنا أي نواحي الدار البيضاء و الرباط الخ و الامارة الادرسية في نواحي فاس الخ من هذه الامارات الامازيغية الإسلامية كما اسميها .

و من خلال تأسيس دول امازيغية إسلامية مركزية وصلت الى حدود فرنسا شمالا و جنوب الصحراء الافريقية جنوبا و ليبيا شرقيا حيث هذه الدول هي الدولة المرابطية و الدولة الموحدية و الدولة المرينية و الدولة الوطاسية و الدولة السعدية و دولتنا العلوية الشريفة و الحاكمة الان في بلادنا السعيدة حيث ان هذه الدول كلها لم تخرج عن اطار الزواج المقدس بين العرف الامازيغي و الشرع الإسلامي بالاطلاق لان القبائل الامازيغية بسوس الأقصى في العهد العلوي على سبيل المثال كانت تدخل في مجال البيعة و لا في مجال الطاعة حسب ما فهمته من كتاب الجهات التاريخية الكبرى بالمغرب للأستاذ محمد حنداين المعروف بابحاثه و دراساته القيمة حول منطقة سوس الأقصى او الكبير و السلطة المركزية بالمغرب او المخزن كمصطلح سياسي امازيغي يرجع تاريخه الى عهد الدولة الموحدية أي المخازن الجماعية كمؤسسات كانت تقوم بالادوار السياسية و الاقتصادية و الاجتماعية داخل القبائل الامازيغية حيث تختلف اسماءها حسب المناطق و الجهات من قبيل اكودار في سوس الكبير و أقول ربما الصحراء المغربية بحدودها التاريخية قبل تأسيس الجزائر الحالية من طرف الدولة الفرنسية سنة 1962 .

ان الفترة الممتدة منذ سنة 740 الى سنة 1956 عرفت سيادة ما اسميه شخصيا منذ شتنبر 2023 بالمرجعية الامازيغية الإسلامية على مجمل التراب المغربي حسب نفوذ الامارات و الدول المتعاقبة على حكم هذا البلد الأمين الذي لم يعرف اية جاهلية مهما كانت كما عرفها الاعراب في عز دولتهم الاموية حيث انني لن أقول ان اجدادنا الكرام كانوا ملائكة يمشون فوق الأرض باعتبارهم بشر يصيبون و يخطئون في هذه الحياة الدنيا بمعنى ان اجدادنا رحمهم الله قد فعلوا أخطاء جسيمة حبا في الدين الإسلامي و تطبيقا لنصوصه المتعددة الخ.

لكن هذه الأخطاء الجسيمة لم تصل الى الجهر بالمعاصي امام العامة او الجهر بالكفر بالله و برسوله الاكرم صلى الله عليه و سلم......

 و هكذا  اجابت عن أخطاء الموحديين الكثيرة ادا صدقنا الروايات التاريخية حول هذه الدولة العظيمة من ناحية العمران المنتشر في شمال افريقيا و اسبانيا الحالية و استعمال الامازيغية في الشأن الديني عبر أداء اذان الصلوات الخمس بها و القاء خطبة صلاة الجمعة بها الخ ...

 و لن ننسى ان الإسلام بعد الامويين بالدرجة الاولى و العباسيين بالدرجة الثانية اصبح يحمل طبائع الجاهلية القرشية و العقل السلفي عبر التراث الإسلامي من قبيل صحيح الامام البخاري الخ بمعنى ان تاثير المشرق العربي على المغرب كان موجود لكن بضعف كبير بسبب  ميزة الأجداد الامازيغيين الا و هي العقلانية و تغليب المصلحة و استعمال القاعدة الفقهية الضرورات تبيح المحظورات  و حيث توجد المصلحة تم شرع الله ................

و في بدايات القرن الماضي او قبله كان اجدادنا الامازيغيين في الصفوف الامامية لمقاومة الاستعمار الأوروبي أي فرنسا و اسبانيا في الجنوب الشرقي و في وجدة و منطقة الريف حتى قبل توقيع عقد الحماية بين السلطة المركزية و فرنسا يوم 31 مارس 1912 ...

لقد كان توقيع عقد الحماية بمثابة اعلان عام لدخول فرنسا الى بلادنا بشكل رسمي و دخول اسبانيا بعد ذلك بشكل رسمي كذلك .

لقد سجلت مقاومة القبائل الامازيغية بالمداد من الذهب اورع الملاحم البطولية منذ أواخر القرن التاسع عشر الميلادي الى سنة 1934 أي اكثر من 30 عام من المقاومة المغربية النظيفة من اية سلفية مهما كانت باعتبار ان اجدادنا كانوا من اشد الناس تمسكا بالإسلام من ناحية الأركان و القيم العليا رغم من عدم تطبيقهم للحدود الشرعية و تعويضها بالاعراف أي القوانين الوضعية التي كانت تنظم الشؤون السياسية و الاقتصادية و القضائية داخل القبائل الامازيغية التي حملت السلاح في وجه الاستعمار الأوروبي اكثر من 30 سنة  في الجبال و في السهول و في الصحراء المغربية بحدودها التاريخية الحقة...

لكننا بالمقابل لم نسمع قط باية مبادرة لتاسيس الحركة الوطنية في مدن المركز التي كانت تطبق الحدود الشرعية الكاملة طيلة اكثر من 30 سنة من مقاومة القبائل الامازيغية على طول البلاد و عرضها حيث عرفت تلك الفترة احداث جسام في الوطنية المغربية الخالصة لوجه الرحمان من قبيل انتصار الثورة الريفية بقيادة المرحوم عبد الكريم الخطابي في معركة انوال يوم 21 يوليوز 1921 ضد الجيش الاسباني و تأسيس جمهورية الريف في شتنبر 1921 في اطار البيعة للسلطان الشرعي باعتباره امير المؤمنين و الحامي للملة و الدين حسب اجتهادي المتواضع لان اجدادنا الكرام رحمهم الله كانوا يميلون الى الحكم الذاتي في اطار مجال البيعة و لا في اطار الطاعة لاوامر السلطة المركزية من ناحية الضرائب الخ......

الى صلب الموضوع                      

يمكن القول بعد هذه المقدمة المطولة و المتواضعة ان تأسيس ما يصطلح عليه بالحركة الوطنية المغربية سنة 1930 لم يأتي لمساندة مقاومة الامازيغيين الطويلة و العريضة في الزمان و في الجغرافية الشاسعة و لم ياتي لاعطاء الأهمية البالغة لقوانينهم الوضعية التي تشرف الإسلام على الصعيد الدولي آنذاك حيث وقتها لم يصدر بعد الإعلان الاممي لحقوق الانسان و سيصدر هذا الأخير في 10 دجنبر 1948 لان هذه القوانين الوضعية قد انتجت في البيئة الامازيغية الإسلامية و لانها تقدس جسد الانسان و كرامته و لانها تحرم عقوبة الإعدام داخل القبائل الامازيغية قرون طويلة قبل الإسلام و بعده في عز الحضارة الامازيغية الإسلامية كما اسميها شخصيا ضدا في جهلاء الجاهلية الوهابية داخل وطننا الحبيب الان...................

لقد جاء تأسيس ما يصطلح عليه بالحركة الوطنية المغربية سنة 1930 لتشويه الامازيغيين و مرجعيتهم الامازيغية الإسلامية من خلال اختراع اكذوبة حقيرة الا و هي اكذوبة الظهير البربري الاستعماري الذي أصدرته فرنسا للتفريق بين العرب و البربر و تنصير البربر باحتكامهم الى الأعراف الجاهلية أي انها لا صلة لها بالإسلام من قريب او من بعيد على الاطلاق بمعنى ان الحركة الوطنية المغربية كما تسمى قد جاءت لانقاد اجدادنا العظماء الذين قاوموا الاستعمار الأوروبي طيلة اكثر من 30 عام من غياهب الجاهلية الى نور الإسلام الحق...

و هناك تفاصيل اخرى كثيرة في هذا الموضوع لن اتحدث عنها في هذا المقام باعتباري قد تحدثت عنها في كتابي تحت عنوان الامازيغية و الإسلام و أيديولوجية الظهير القامعة لهما بشكل مطول .

غير انني اشير فقط الى ان الاسم الحقيقي للظهير البربري هو ظهير 16 ماي 1930 لتنظيم المحاكم العرفية في المناطق ذات العوائد البربرية باختصار شديد

 ....

بعد سنة 1956 او قبلها أصبحت السلطة المركزية تتبنى خطاب الحركة الوطنية بشكل كلي حيث ان هذا الخطاب قد اعتمد على اساسان و هما العروبة و الإسلام حيث ان العروبة لها معنى قديم و جديد بالنسبة لي أي ان معناها القديم يرجع الى الجاهلية القريشية التي انطلقت رسميا مع الدولة الاموية و معناها الجديد يرجع الى نشاة القومية العربية في العاصمة الفرنسية باريس منذ أواخر القرن التاسع عشر للميلاد ...

اما الإسلام فان السلطة المركزية ظلت تطبق الشريعة الإسلامية و حدودها المعلومة في مدن المركز المحدودة أي فاس و الرباط و سلا حيث ان هذه الخلفية السلفية قد شكلت المرجعية الدينية للحركة الوطنية لحظة التاسيس سنة 1930 مع انفتاحها على التاثيرات الوافدة من المشرق العربي مثل جماعة الاخوان المسلمين بمصر على الخصوص و بالتالي فان المرجعية الدينية لهذه الحركة هي سلفية ذات بعد مخزني و مشرقي  متحول منذ سنة 1930 الى سنة 1979 مع الدخول الرسمي للجاهلية الوهابية الى بلادنا باوامر عليا................

ان اهم ثمار نشوء الحركة الوطنية  ببلادنا سنة 1956 هي عديدة و متعددة و سأستحضر بعضها من قبيل الفصل التام بين الامازيغية و الإسلام على مستوى السلطة باستعمال أيديولوجية الظهير البربري بشكل فاجر في حقلنا الديني الرسمي الى حد الان و في المقررات الدراسية و في وسائل الاعلام الى عهد قريب للغاية.

و من قبيل اقبار معالم الحضارة الامازيغية الإسلامية بشكل مطلق منذ سنة 1956 الى 2001 و بشكل نسبي منذ سنة 2001 الى الان .

و من قبيل تعريب تاريخ المغرب منذ غزو بني امية الى المغرب الى سنة 1956 أي ان كل الدول المتعاقبة على حكم المغرب هي دول عربية لمجرد الكتابة باللغة العربية او الدين الإسلامي الذي لم يعرب اجدادنا طيلة قرون من الزمان حتى جاءت الدولة الوطنية الحديثة بمشروع تعريب هوياتي و تاريخي و ديني و سياسي...

و هناك ثمار أخرى لنشوء ما  يسمى بالحركة الوطنية المغربية بهذا البلد العزيز ..........

توقيع المهدي مالك   

اجمالي القراءات 352

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 302
اجمالي القراءات : 1,545,707
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco