ماهية اهم ثمار نشوء الحركة الثقافية الامازيغية في مغرب الاستقلال و الحرية الجزء الأول ؟

مهدي مالك Ýí 2025-04-11


 

 

ماهية اهم ثمار نشوء الحركة الثقافية الامازيغية في مغرب الاستقلال و الحرية الجزء الأول ؟                

مقدمة متواضعة                                             

المزيد مثل هذا المقال :

مع السنوات الأولى لاستقلال المغرب الشكلي أي أواخر خمسينات القرن الماضي حدثت مجموعة من  الاحداث الجسام في المناطق المحافظة على امازيغيتها كما اسميها مثل منطقة الريف و منطقة تافيلالت الخ من هذه المناطق التي عبرت عن غضبها و عن ثورتها تجاه قرارات الدولة الوطنية الحديثة كما تسمى من قبيل تعطيل العمل بالقوانين الوضعية الامازيغية و الغاءها نهائيا داخل مناطق نفوذها الكثيرة على امتداد التراب الوطني منذ قرون غابرة قبل الإسلام و بعده في عز الحضارة الامازيغية الإسلامية كما اسميها في العديد من المقالات .

و من قبيل الغاء تدريس اللغة الامازيغية التي كانت بشكل نسبي في فترة الحماية لان الفرنسيين على الخصوص من الضباط و الباحثين الخ قد كتبوا كثيرا عن الثقافة الامازيغية و حضارتها المتطورة منذ أواخر القرن التاسع عشر وفق نظريات مختلفة حيث تمشي بعضها على خطى المنهج العلمي و بعضها الاخر يمشي على  خطى مركزية الاستعمار الفرنسي و الحامل للحضارة و التمدن و النظر الى الثقافة الامازيغية كعامل للفوضى و الثورة بحكم مقاومة القبائل الامازيغية لازيد من 30 عام .

ان هذه الأفكار هي  نفسها تم اعتمادها من طرف دولة الاستقلال لتحقيق مجموعة من الأغراض سوف اشير الى بعضها لاحقا لان فرنسا عندما دخلت الى المغرب رسميا سنة 1912 قد أسست الدولة الحديثة الى جانب دولة المخزن التقليدية و هناك من يقول مثل الأستاذ محمد بوذهان الغني عن التعريف في المغرب عموما و في منطقة الريف خصوصا بان فرنسا عندما دخلت الى بلادنا قد أسست الدولة العربية الإسلامية سنة 1912 و ما يعزز هذا الراي هو ما حدث في ثلاثينات القرن الماضي من نشوء الحركة الوطنية المغربية في مدن المركز و في يوم 11 يناير 1944 أصدرت الحركة الوطنية وثيقة تقديم المطالبة بالاستقلال التي تشير بجلاء الى العروبة و الإسلام في بنودها.

ثم بعد الاستقلال الشكلي تم تحطيم المنظومة السياسية و الفدرالية الامازيغية بصريح العبارة من اجل بناء المركزية المفرطة للغاية في كل شيء تقريبا أي أصبحت القبائل  الامازيغية معزولة و مهمشة على كافة الأصعدة و المستويات تحت غطاء الحفاظ على الوحدة الوطنية المزعومة و تحت غطاء الحفاظ على الإسلام الأصيل من فوضى القبائل البربرية الجاهلية حسب ادبيات الحركة الوطنية المغربية كما تدعي أي امتداد نفود المخزن المركزي ليشمل كافة التراب الوطني بعد سنة 1956 بعدما كان محدود في مدن المركز قبل الدخول الرسمي للاستعمار الفرنسي لبلادنا سنة 1912 كحقيقة تاريخية التي صرحت بها في كتابي تحت عنوان الامازيغية و الإسلام و أيديولوجية الظهير القامعة لهما بصريح العبارة  أي ان فرنسا لها فضل تاريخي في توسيع نفود المخزن المركزي ليشمل كافة التراب الوطني بعد سنة 1956 و بالتالي تحطيم المنظومة السياسية و الفدرالية الامازيغية من ناحية الكونفدراليات القبائلية مثل كونفدالية ايت عطا بالجنوب الشرقي و كونفدرالية اداوتنان في منطقة سوس الكبير الخ ..

ان راي الأستاذ محمد بوذهان حول انشاء فرنسا للدولة العربية الإسلامية بالمغرب سنة 1912 قد دمر كل أكاذيب الحركة الوطنية المزعومة حول دعم فرنسا للامازيغيين اثناء الحماية او بعد سنة 1956 حيث ان فرنسا قد ساهمت بشكل نسبي للغاية في البحث العلمي لصالح اللغة و الثقافة الامازيغيتان لكنها  لم تساهم قط في الفترة الممتدة بين سنة 1956 الى سنة 2001 في اصلاح أوضاع الامازيغية و الامازيغيين السياسية و الاقتصادية و الثقافية باعتبارها لها  مصالح مع دولة الاستقلال حيث هذه المصالح هي القوانين الوضعية الفرنسية التي تعمل بها الدولة المغربية منذ سنة 1956 الى حدود الان و هي اللغة الفرنسية و ثقافتها التي تحظى بالمكانة العليا  للغاية في التعليم و في الاعلام العمومي حيث هناك إذاعة وطنية رسمية ناطقة باللغة الفرنسية و باللغة الاسبانية و باللغة الاكليزية  أي الإذاعة الدولية كما تسمى و هناك برامج تلفزيونية و نشرات الاخبار و الدراما ناطقة باللغة الفرنسية في التلفزيون المغربي منذ تاسيسه سنة 1963 و هناك جرائد حزبية تصدر باللغة الفرنسية منذ امد بعيد أي عقود طويلة بدون أي سند دستوري او قانوني ...

الى صلب الموضوع                      

انني اؤمن ايمان راسخ ان جذور الحركة الثقافية الامازيغية و الحركة السياسية الامازيغية هي اصيلة و عميقة في التراب المغربي لعهود غابرة قبل الإسلام و بعده بمعنى ان هذه الجذور التاريخية للحركة الثقافية الامازيغية اخذت تتطور و تتغير عبر المراحل التاريخية حتى وصلت الى مرحلة التاسيس الفعلي مع ميلاد الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي سنة 1967 و قبل هذا التاسيس المبارك هناك جذور جوهرية أدت الى هذا التاسيس من داخل الواقع الوطني على الخصوص حيث قلت في احدى مقالاتي  في ظل تلك الظروف ظهرت ما يسمى بالحركة الثقافية الامازيغية كوعي اولي لدى مجموعة من الفعالين الامازيغيين أمثال الأستاذ محمد شفيق و المرحوم سيدي الحاج المختار السوسي الذي ظلمه التاريخ كثيرا باعتباره ناصر الحركة الوطنية و العروبة ..

لكنه بالمقابل قد كتب 20 جزء من كتابه الشهير المعسول حول علماء سوس العالمة و عادات سوس حيث لم يحرم قط الفنون الامازيغية التقليدية من قبيل فن احواش و فن الروايس الخ بمعنى ان المختار السوسي كان احد مؤسسي للحركة الثقافية الامازيغية حسب رايي المتواضع و راي الأستاذ بوشطارت الذي صرح به في موقع هسبريس الالكتروني  منذ سنوات..

ان الحركة الثقافية الامازيغية هي الابنة الشرعية لهذا الوطن العزيز و المتميز بتعدده الثقافي و الديني و باسلامه المعتدل الذي صنعه اجدادنا الكرام  بعيدا عن تأثيرات المشرق العربي السياسية و الدينية أي ان الحركة الثقافية الامازيغية ليست نتاج فكري او سياسي  من الغرب المسيحي كما يروج له دعاة حركات الإسلام السياسي بالمغرب او فقهاء الوهابية الجدد بمنطقة سوس العالمة وفق اغراض حقيرة لا علاقة لها بحفظ الدين كاركان و كقيم نبيلة من قبيل الاحسان الى الوالدين و الاحسان الى الجار الخ .

اذن ان التاسيس الفعلي للحركة الثقافية الامازيغية قد جاء كرد فعل تجاه قرارات دولة الاستقلال الخطيرة للغاية نحو الحضارة و الهوية الامازيغيتان على مختلف المستويات و الأصعدة و قد جاء لرد فعل طبيعي لاحتقار الامازيغية  بشموليتها بشكل شديد داخل مدن المركز مثل الرباط و الدار البيضاء و فاس الخ  و داخل مؤسسات الدولة المختلفة طيلة الفترة الممتدة منذ سنة 1956 الى سنة 2001 بمعنى ان التاسيس الفعلي للحركة الثقافية الامازيغية ليس له أي علاقة بفرنسا او بانشاء الاكاديمية البربرية  في هذا البلد حسب اعتقادي المتواضع و ربما قد أكون مصيب او مخطئ في هذه النقطة بالذات .....

لكن جذور الحركة الثقافية الامازيغية هي اصيلة و عميقة في التراب المغربي قبل الإسلام و بعده  بدون ادنى شك لان لا يعقل ان نختزل الحركة الثقافية الامازيغية و تاريخها الطويلة باعتبارها صناعة فرنسية خالصة و هادفة الى فرنسة المغرب  و القضاء على الإسلام و على اللغة العربية الخ من هذه الأوهام الباطلة لان فرنسة المغرب قد انطلقت فعلا منذ سنة 1956 من خلال إعطاء للفرنسية كلغة و كثقافة و كقوانين وضعية أهمية عليا داخل مؤسسات الدولة المختلفة كما شرحت سالفا  ...............

في أواخر خمسينات القرن الماضي تظهر بوادر تأسيس الحزب الامازيغي برئاسة  عدي اوبيهي الذي كان عامل على عمالة تافيلالت لكن السلطة اجهدت هذا الحلم الجميل كما شرح الأستاذ عبد الله بوشطارت في كتابه القيم تحت عنوان الامازيغية و الحزب ......

ان ثمار نشوء الحركة الثقافية الامازيغية في مغرب الاستقلال و الحرية هي كثيرة و متعددة حيث ان المسار النضالي لهذه الحركة الناهضة قد انطلق بجمع التراث الامازيغي من الامثال الشعبية و الاشعار و الفتاوى الفقهية أي ان فقهاء سوس قد انخرطوا في الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي في أواخر الستينات و السبعينات بشكل ايجابي الى جانب الأساتذة الباحثين في العلوم الإنسانية من قبيل التاريخ و اللسانيات و القانون الخ في اطار شعار تلك المرحلة الا و هو الثقافة الشعبية بدون ذكر لمصطلح الامازيغية مباشرة لان السلطة كانت تريد تعريب المجتمع المغربي بالكامل و وهابيته كذلك بهدف قطع صلته بجذور عبقرية اجداده النادرة في الجمع العرف الامازيغي و الشرع الإسلامي و التمييز الإيجابي بين السياسة و الدين الخ...

بالتالي فان جمعيات الحركة الثقافية الامازيغية حاولت رغم قمع السلطة العنيف لاي عمل ثقافي امازيغي بالحديد و النار نشر الوعي الثقافي الامازيغي في صفوف شباب و شابات الجامعات المغربية شيئا فشيئا و في صفوف الأحزاب السياسية التي عبرت عن مواقف مشرفة تجاه المسالة الثقافية الامازيغية منذ سبعينات القرن الماضي مثل حزب التقدم و الاشتراكية ذو الأصول الشيوعية في المغرب منذ اربعينات القرن الماضي .

ان الوعي الثقافي الامازيغي كان هو البديل الوحيد طيلة عهد المرحوم الحسن الثاني و خصوصا بعد محاولتان للانقلاب عليه في أوائل سبعينات القرن الماضي من تدبير الضباط الامازيغيين لان السلطة العليا كانت تراهن على عامل الوقت من اجل تنفيذ سياسات التعريب و الاسلمة الوهابية خصوصا بعد سنة 1979 ..

 

لقد ظهرت أولى مؤشرات للوعي الثقافي الامازيغي الجيني من قبيل ظهور مجموعة اوسمان الشهيرة على الصعيد الوطني و على الصعيد الأوروبي و من قبيل ظهير أولى الكتب الخاصة للشعر الامازيغي و المكتوبة بالحرف العربي .

و من قبيل أولى نتائج التحالف الإيجابي بين الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي و فقهاء اهل سوس مثل الرسالة الجامعية التي قام باعدادها المرحوم امحمد العثماني لدار الحديث الحسينية في موضوع مثير للغاية وقتها و الان الا و هو الواح جزولة و التشريع الإسلامي أي بلغة عصرنا الحالي القوانين الوضعية الامازيغية و الشريعة الإسلامية بصريح العبارة و كانت تحت اشراف احد صناع اكذوبة الظهير البربري الا و هو الراحل علال الفاسي بشحمه و بلحمه......

و كتاب العمل السوسي في جزءه الأول و الثاني للمرحوم عبد الله جسثيمي و بسبب هذا الكتاب الذي لم اجده بعد قام صراع أيديولوجي و سياسي بين هذا الفقيه السوسي و الراحل الشيخ المكي الناصري السلاوي و المعروف بعنصريته الشديدة تجاه اهل سوس خصوصا و الامازيغية عموما حسب ما فهمته من حديث المرحوم الأستاذ إبراهيم اخياط في احد كتبه عن هذه الواقعة التاريخية باختصار شديد علما انني لم اقرا كتابه تحت عنوان النهضة الامازيغية او كتابه تحت عنوان رجال العمل الامازيغي ......

و باختصار شديد قد طالب الشيخ المكي الناصري باعتباره كان رئيس المجلس العلمي بالرباط باحراق كتاب العمل السوسي و تقديم صاحبه للمحاكمة و وصلت اتصالات الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي الى الجهات العليا قصد انقاد الموقف كله من هذا المصير المؤسف...

و اشير ان هذه الجمعية الثقافية الامازيغية لم تكن لها اية اتصالات مهما كانت آنذاك مع تيارات الإسلام السياسي السرية و العلنية حسب علمي المتواضع أي ان فقهاء اهل سوس كانوا وقتها خير مثال للوطنية الصادقة و خدمة هويتهم الام أي الهوية الامازيغية الإسلامية ......

و مطلع الثمانينات حدثت احداث الربيع الامازيغي المعروفة  بالجزائر في يوم 20 ابريل 1980 و هذه الاحداث لها تاثيرات إيجابية على المغرب حسب اعتقادي المتواضع لان في صيف سنة 1980 بالضبط سيعرف اول مؤتمر ثقافي امازيغي بعاصمة سوس اكادير لمدة 15 يوم أي الدورة الأولى لجمعية الجامعة الصيفية تحت شعار الثقافة الشعبية او شيء من هذا القبيل  و من تنظيم جمعية الجامعة الصيفية باكادير و الجمعية المغربية للبحث و التبادل الثقافي بالرباط و جمعية تاماينوت أي الجمعية الجديدة للثقافة و الفنون الشعبية بالرباط و كان الوالد حاضر في هذا المؤتمر بصفته شاب امازيغي من منطقة ايموزار اداوتنان العريقة......

و بعد ذلك نفى الراحل الحسن الثاني في حواره مع احد الصحف الفرنسية وجود اية حركة ثقافية امازيغية بالمغرب على الاطلاق و ارجع أصول الامازيغيين الى اليمن انهم عرب انتهى  الكلام .

و في نفس تلك الفترة أي مطلع الثمانينات نشر المرحوم الأستاذ و المؤرخ علي صدقي ازايكو مقاله الشهير تحت عنوان في سبيل مفهوم حقيقي لثقافتنا الوطنية في مجلة امازيغ حيث كان مديرها هو المرحوم الأستاذ اوزين احرضان ابن المرحوم المحجوبي احرضان و  المؤسس لحزب الحركة الشعبية سنة 1958 ..

و صفوة القول ان مقال الأستاذ ازايكو قد تحدث عن عدة  حقائق تاريخية و ثقافية من قبيل ان الامازيغية  هي لغة وطنية و من قبيل و ما يسمى بالفتح الإسلامي كان غزو عربي الخ و بسبب هذا المقال التاريخي تم محاكمة المرحوم بسنة سجنا بتهمة المساس بامن الدولة .................

و للحديث بقية                                                

توقيع المهدي مالك                           

 

 

       

اجمالي القراءات 591

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2014-12-04
مقالات منشورة : 304
اجمالي القراءات : 1,552,479
تعليقات له : 27
تعليقات عليه : 29
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco