القرآن والواقع الاجتماعى (10)

آحمد صبحي منصور   في الأحد ٠٧ - نوفمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً


القرآن الكريم لغة الحياة ، وما يقوله القرآن عن البشر يتجسد واقعا في حياة الناس ولا تملك إلا أن تقول ،: " صدق الله العظيم "

(  سيجعل الله بعد عسر يسرا )

 

1 ـ من أهم إنجازات الرئيس مبارك فى مصر ذلك العدد المتزايد لمن ينتحر من المصريين بسبب اليأس والفقر والظلم وضنك المعاش . وتشمل قوائم الانتحار أصنافا شتى من الفقراء ، من ربات البيوت الى الشباب  اليائس الى الموظف البائس والزوج العاجز عن توفير قوت أولاده . ومن المنتظر أن تزداد النسبة &aacutte; ليس فقط لأن وهدة الفقر تتسع ويسقط فيها كل ساعة آلاف المصريين المستورين من الشرائح الدنيا من الطبقة الوسطى ، ولكن أيضا بسبب التدين السطحى الذى يسيطر على أفئدة المصريين والذى يحجبهم عن إدراك جوهر الاسلام وهو الصبر الايجابى الذى يدفع المؤمن للمطالبة بحقه و الضرب فى الأرض بحثا عن الرزق دون التواكل والاعتماد على الحكومة فى كل شىء ، وهى حكومة فاسدة مستبدة لا تجيد سوى سلب المصريين حقوقهم .

الصبر الايجابى ينافى الانتحار يأسا وعجزا ، ويجعل المؤمن واثقا من رحمة الله مهما اشتد ظلم المستبد ، ويربط بين التوكل على الله والسعى بنشاط وتفاؤل فى سبيل الرزق مهما بلغت الصعاب. هذا الصبر الايجابى يجعل صاحبه يؤمن ويفهم التأكيد الالهى الذى تكرر مرتين بأن مع العسر يسرا ، كما يفهم قوله جل وعلا بأنه جل وعلا سيجعل بعد عسر يسرا. أى أن العسر يصحبه يسر، ويأتى بعده يسر .

والى أبناء بلدى الفقراء واليائسين والمقهورين والمطحونين والذين يفكرون فى الانتحار أهدى هذه القصة التى يتجدد فيها الواقع القرآنى فى عصر الخليفة المأمون ، والتلى رواها كاتبه عمرو بن مسعدة .

عمرو بن مسعدة ، هو أشهر كاتب للخليفة المأمون ، وقد توفى فى يوم الأضحى عام ‏217  . وأحد الرواة فى عهد المأمون . وقد روى هذه الحكاية من واقع عصر المأمون . وننقلها عن تاريخ ابن الجوزى ( المنتظم ) لما فيها من واقعية تجعلها قابلة للتصديق وتكرار الحدوث فى اى عصر ، ولأنها تحقق وعد الله جل وعلا بأنه سيجعل بعد عسر يسرا ، أى يعطى رب العزة أملا لكل مأزوم ومقهور و يائس وعابس ولكل فقير وحسير .

بطل القصة شاب سقط فى الفقر بسبب سوء تصرفه و عشقه لزوجته ، وحين جاءها المخاض عجز عن اطعامها ونجدتها ويأس وحاول الانتحار ، ثم هرب الى خراسان معتقدا ان زوجته ماتت فى الطلق ، وفى المنفى أثرى وجاءته النعمة ، ثم عزم على العودة بأمواله الى مسقط رأسه فسلبه اللصوص ماله ، وفى يأسه وعجزه أنقذه عمرو بن مسعده حين رآه يستغيث به ، وحكى الرجل مأساته لعمرو فوعده بالمساعدة ، ثم بعدها فوجىء عمرو بنفس الرجل وقد أصبح بعد أيام من كبار رجال دولة المأمون وصاحب جاه وثروة ومناصب .. وكانت مفاجأة تثبت أن من أحداث التاريخ ما يفوق ميلودراما يوسف وهبى وحسن الامام ، وأن الله جل وعلا يجعل بعد عسر يسرا ..

أترككم مع ابن الجوزى وهو ينقل تلك القصة ، عسى أن تكون أملا لضحايا مبارك وحكومته ..

2 ـ  يروى عمرو بن مسعدة هذه القصة ، وسجلها بسنده المؤرخ ابن الجوزى فى المنتظم :

أنبأنا أبو بكر بن عبد الباقي عن أبي القاسم التنوخي عن أبيه عنأشياخ له‏:‏ أن عمرو بن مسعدة كان مصعدًا من واسط إلى بغداد في حر شديد ، وهو في زلال( مركب ) ، فناداه رجل‏:‏ يا صاحب الزلال بنعمة الله عليك ألا نظرت إلى ،  فكشفت سجف الزلال ، فإذاشيخ ضعيف حاسر ، فقال‏:‏ قد ترى ما أنا فيه ولست أجد من يحملني فابتغ الأجر في وتقدمإلى ملاحيك، (أى أؤمر ملاحي المركب بحملى معكم ) فقال عمرو بن مسعدة‏:‏ خذوه ، فأخذوه ، وقد كاد يموت من الشمس والمشي ، فقالله‏:‏ يا شيخ ما قضيتك وما قصتك ؟  قال‏:‏ قصة طويلة . وبكى . قال‏:‏ فسكنته . ثم قلت‏:‏حدثني ‏.‏

فقال‏:‏ أنا رجل كانت لله عز وجل علي نعمة وكنت صيرفيًا ، فابتعتجارية بخمسمائة دينار، فشغفت بها ، وكنت لا أقدر أفارقها ساعة ، فإذا خرجت إلى الدكانأخذني الهيمان حتى أعود إليها ، فدام ذلك علي حتى تعطل كسبي ، وأنفقت من رأس المال حتىلم يبق منه قليل ولا كثير . وحملت الجارية فأخذها الطلق ، فقالت‏:‏ يا هذا أموت فاحتلعلي بما تبتاع به عسلًا ودقيقًا وسرجًا وإلا مت ‏.‏فبكيت وجزعت وخرجت على وجهي ، وجئت لأغرق نفسي في دجلة ، فخفت العقاب،  فخرجت على وجهي إلى النهروان ، وما زلت أمشي من قرية إلى قرية حتى بلغت خراسان ، فصادفتمن عرفني وتصرفت في صناعتي، ورزقني الله مالًا عظيمًا وكتبت ستة وستين كتابًا لأعرفخبر منزلي ، فلم يعد لي جواب ، فلم أشك أن الجارية ماتت .

وتراخت السنون حتى حصل معي ماقيمته عشرون ألف دينار، فقلت‏:‏ قد صارت لي نعمة فلو رجعت إلى وطني فابتعت بالمالكله متاعًا من خراسان . وأقبلت أريد العراق ، فخرج على القافلة اللصوص فأخذوا ما فيها، ونجوت بثيابي ، وعدت فقيرًا كما خرجت من بغداد ، فدخلت الأهواز متحيرًا ، فكشفت خبري لبعضأهلها ، فأعطاني ما كملت به إلى واسط ، وفقدت نفقتي ، فمشيت إلى هذا الموضع ، وقد كدت أتلف،  فاستغثت بك ، ولي مذ فارقت بغداد ثمان وعشرون سنة ‏.‏

قال‏:‏ فعجبت من محبته ورققت له ، وقلت‏:‏ إذا صرنا إلى بغداد فصر إليفإني أتقدم بتصريفك فيما يصلح لمثلك ، فدعى لي ، ودخلنا إلى بغداد .

ومضت مدة فنسيته فيها،  فبينا أنا يومًا قد ركبت أريد دار المأمون ، إذ أنا بالشيخ على بابي راكبًا بغلًافارهًا بمركب ثقيل وغلام أسود بين يديه وثياب رفيعة فرحبت به فقلت‏:‏ ما الخبرقال‏:‏ طويل ‏.‏قلت‏:‏ عد إلي . فلما كان من الغد جاءني ‏.‏فقلت‏:‏ عرفني خبرك فقد سررت بحسن حالك ‏.‏فقال‏:‏ إني لما صعدت من زلالك قصدت داري فوجدت حائطها الذي علىالطريق كما خلفته غير أن باب الدار مجلو نظيف وعليه بواب وبغال مع شاكرية ( جند الحراسة فى هذا العصر ) فقلت‏:‏إنا لله ماتت جاريتي وتملك الدار بعض الجيران فباعها على رجل من أصحاب السلطان .! ثمتقدمت إلى بقال كنت أعرفه في المحلة فإذا في دكانه غلام حدث فقلت‏:‏ من تكون منفلان البقال قال‏:‏ ابنه ‏.‏قلت‏:‏ ومتى مات أبوك ؟ قال‏:‏ مذ عشرين سنة ‏.‏قلت‏:‏ لمن هذه الدار قال‏:‏ لابن داية أمير المؤمنين وهو الآنجهبذه وصاحب بيت ماله ‏.‏قلت‏:‏ بمن يعرف ؟ قال‏:‏ بابن فلان الصيرفي فأسماني.(أى ذكر اسمى والدا له ) قلت‏:‏ هذه الدارمن باعها عليه ؟ قال‏:‏ هذه دار أبيه ‏.‏قلت‏:‏ فهل يعيش أبوه ؟ قال‏:‏ لا ‏.‏ قلت‏:‏ أفتعرف من حديثهم شيئًا ؟ قال‏:‏ نعم حدثني أبي أن هذا الرجلكان صيرفيًا جليلًا فافتقر وأن أم هذا الصبي ضربها الطلق فخرج أبوه يطلب لها شيئًاففقد وهلك،وقال لي أبي‏:‏ فجاءني رسول أم هذا تستغيث بي فقمت لها بحوائج الولادةودفعت إليها عشرة دراهم فأنفقتها ، حتى قيل‏:‏ قد ولد لأمير المؤمنين الرشيد مولودذكر، وقد عرض عليه جميع الدايات فلم يقبل لثدي أحد منهن وقد طلب له الحرائر فجاءوابغير واحدة فما أخذ بثدي واحدة منهم وهو في طلب مرضع ، فأرشدت الذي طلب الداية إلى أمهذا ، فحملت إلى دار أم أمير المؤمنين الرشيد فحين وضع فم الصبي على ثديها قبله،فأرضعته ، وكان الصبي المأمون . وصارت (المرضعة )عندهم في حالة جليلة ووصل إليها منهم خير عظيم . ثمخرج المأمون إلى خراسان فخرجت هذه المرأة وابنها هذا معه ولم نعرف من أخبارهم شيئًاإلا من قريب لما عاد المأمون وعادت حاشيته رأينا هذا قد جاء رجلًا وأنا لم أكن رأيتهذا قط قبل هذا . فقيل‏:‏ هذا ابن فلان الصيرفي وابن داية أمير المؤمنين فبنى هذهالدار وسواها قلت‏:‏ أفعندك علم من أمه أحية هي أم ميتة قال‏:‏ حية تمضي إلى دارالخليفة أيامًا وتكون عند ابنها أيامًا وهي الآن ها هنا ‏.‏

فحمدت الله عز وجل على هذه الحالة وجئت فدخلت الدار مع الناس فرأيتالصحن في نهاية العمارة والحسن وفيه مجلس كبير مفروش بفرش فاخر وفي صدره شاب وبينيديه كتاب وجهابذة وحساب وفي صفاف الدار جهابذة بين أيديهم الأموال والتخوتوالشواهين يقضون ويقبضون ، وبصرت بالفتى فرأيت شبهي فيه ، فعلمت أنه ابني ، فجلست في غمارالناس إلى أن لم يبق في المجلس غيري ، فأقبل علي فقال‏:‏ يا شيخ هل من حاجة تقولها؟  قلت‏:‏ نعم ولكنها أمر لا يجوز أن يسمعه غيرك ‏.‏فأومأ إلى غلمان كانوا قيامًا حوله فانصرفوا وقال‏:‏ قل قلت‏:‏ أناأبوك ‏.‏فلما سمع ذلك تغير وجهه ولم يكلمني بحرف ووثب مسرعًا وتركني فيمكاني ، فلم أشعر إلا بخادم قد جاءني ، فقال لي‏:‏ قم يا سيدي . فقمت أمشي معه إلى أنبلغنا إلى ستارة منصوبة في دار لطيفة وكرسي بين يديها ، والفتى جالس خلف الستارة علىكرسي آخر فقال‏:‏ اجلس أيها الشيخ ‏.‏فجلست على الكرسي ودخل الخادم فإذا بحركة خلف الستارة فقلت‏:‏ أظنكتريد تختبر صدق قولي من جهة فلانة ‏.‏وذكرت اسم جاريتي أمه ، فإذا بالستارة قد هتكت ( انفتحت ) والجارية قد خرجت إليفجعلت تقبلني وتبكي وتقول‏:‏ مولاي والله ‏.‏

قال‏:‏ فرأيت الصبي قد تسور وبهت وتحير ، فقلت للجارية‏:‏ ويحك ماخبرك ؟ قالت‏:‏ دع خبري ففي مشاهدتك لما تفضل الله به كفاية إلى أن أخبرك وقل لي ماكان من خبرك أنت . قال‏:‏ فقصصت عليها خبري من يوم خروجي إلى يوم ذلك وقصت ما كان قصهعلي ابن البقال وأشرح كل ذلك بحضرة من الفتى ومسمع منه فلما استوفى الكلام خرجوتركني في مكاني، فإذا بالخادم فقال‏:‏ تعال يا مولاي يسألك ولدك أن تخرج إليه ‏.‏

قال‏:‏ فخرجت فلما رآني من بعد قام قائمًا على رجليه وقال‏:‏المعذرة إلى الله وإليك يا أبت من تقصيري في حقك فإنه فاجأني ما لم أكن أظن مثلهيكون ، والآن فهذه النعمة لك وأنا ولدك وأمير المؤمنين يجهد بي منذ دهر طويل أن أدعالجهبذة وأتوفر على خدمته فلم أفعل طلبًا للتمسك بصناعتي والآن فأنا أسأله أن يردإليه عملي وأخدمه أنا في غيره قم عاجلًا فأصلح أمرك ‏.‏

فأدخلت إلى الحمام وتنظفت وجاءني بخلعة فلبستها وخرجت إلى حجرةوالديه ، فجلست فيها ثم أنه أدخلني على أمير المؤمنين وحدثه حديثي ، فأمر له بخلعة فهيهذه ، ورد إلي العمل الذي كان إلى ابني وأجرى لي من الرزق كذا وكذا ، وقلدني أعمالًا هيمن أجل عمله ،  فجئتك أشكرك على ما عاملتني به من الجميل وأعرفك تجدد النعمة ‏.‏

قال عمرو‏:‏ فلما أسمي لي الفتى عرفته وعلمت أنه ابن داية أميرالمؤمنين ‏. 

هذه المقالة تمت قرائتها 579 مرة

 


التعليقات (3)
[52502]   تعليق بواسطة  رضا عبد الرحمن على     - 2010-11-04
وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا

المولى سبحانه وتعالى يضع قاعدة قرآنية عظيمة جاءت فى تشريعات الطلاق ، ولكنها تعتبر قاعدة عامة فى أمور الحياة المختلفة ، وهي بمثابة نذير لكل مؤمن بالله جل وعلا أن يثق بالله سبحانه وتعالى وحده لا شريك له وأنه يعلم جيدا أنه بمجرد أن يتق الإنسان ربه سيكون عائد التقوى عظيم على هذا الإنسان لأن التقوى كلمة ذات معاني كبيرة وكثيرة وذات مفهوم واسع يشمل جميع أمور الحياة بكل ما فيها ويشمل سلوكيات وتصرفات وأفعال البشر جميعها ويشمل تأثر الإنسان بعبادة ربه جل وعلا وجعل العبادة وسيلة لإصلاح العيوب الموجودة في شخصه ليحقق مبدأ التقوى أو تقوى الله فى العمل والعبادة وفى معاملة الناس يقول سبحانه وتعالى  ( فَإِذَا بَلَغْنَ أَجَلَهُنَّ فَأَمْسِكُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ أَوْ فَارِقُوهُنَّ بِمَعْرُوفٍ وَأَشْهِدُوا ذَوَيْ عَدْلٍ مِنْكُمْ وَأَقِيمُوا الشَّهَادَةَ لِلَّهِ ذَلِكُمْ يُوعَظُ بِهِ مَنْ كَانَ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الْآخِرِ وَمَنْ يَتَّقِ اللَّهَ يَجْعَلْ لَهُ مَخْرَجًا  ـ وَيَرْزُقْهُ مِنْ حَيْثُ لَا يَحْتَسِبُ وَمَنْ يَتَوَكَّلْ عَلَى اللَّهِ فَهُوَ حَسْبُهُ إِنَّ اللَّهَ بَالِغُ أَمْرِهِ قَدْ جَعَلَ اللَّهُ لِكُلِّ شَيْءٍ قَدْرًا )الطلاق 3،2 ولو سار الإنسان على هذه القاعدة مؤمنا واثقا في ربنا جل وعلا وفى قدرته لا يكترث وينتظر النتيجة العادلة من ربنا سبحانه وتعالى الذي لا يظلم أحدا ..
 


 

 

[52567]   تعليق بواسطة  نورا الحسيني     - 2010-11-07
ظاهرة التدين السطحي

إن التدين السطحي أصبح ظاهرة في بلادنا العربية والإسلامية وعلى الأخص في مصر ،


فكما أوضح الدكتور أحمد صبحي منصور في هذا المقال أن الانتحار من أهم انجازات العهد المباركي الأغبر ويليه السبب الآخر وهو التدين السطحي والاهتمام بالطقوس وترك جوهر الإسلام وهو العمل والسعي في الأرض كما أمرنا الخالق سبحانه وتعالى (فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه)


فعندما ينفذ الإنسان أمر الله تعالى وهو السعي في الأرض فإنه يكون قد قام بتنفيذ فريضة منسية وهى السير في الأرض كما أمرنا الله جلت قدرته (قل سيروا في الأرض فانظروا كيف بدأ الخلق ). وإيضا يتحقق هدف آخر وهو السعي لطلب الرزق .


ولكن من يستكين ويركن إلى حجج واهية بقوله أن الله هو الذي قدر لي ذلك فلا داعي للقيام بأي مجهود ذائد فهذا رأي غير صائب ويعتبر مقصر ولا يلوم إلا نفسه على هذا التقصير .

 

 

[52577]   تعليق بواسطة  عائشة حسين     - 2010-11-07
وما تدري نفس ماذا تكسب غدا

التاريخ مواعظ لا تنتهي ، فهي مستمرة في عطائها ولكن لمن يعيها ويستفيد من خبرتها ، فهذا التاجر الذي اهمل عمله وضيه تجارته بلامبالاة ، قد أخذ جزاءه بالعوز والفقر والعجز عن إطعام من يعز عليه ، ثم تأخذه الأيامبعيدا عن موطنه في محاولات يائسة للانتحار، إلى ان يعمل في صناعته ويحصل مالا منها ويقرر الرجوع إلى موطنه ، ولكن تأخذ اللصوص ماله، ويكاد يفقد حياته ويعود إلى ما كان عليه من الفقر والعوز مرة أخرى !! إلى ان تتيسر له الأحوال ويعود له ما فقده من ابن وزوجة ومال وجاه ! وفي ذلك كله دروس ومواعظ .. فسبحان الله العلي العظيم وصدق الله العظيم إذ يقول : " وما تدري نفس ماذا تكسب غدا وما تدري نفس بأي أرض تموت "

اجمالي القراءات 16383
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
باب علوم القرآن
اعجازات القرآن الكريم لا تنتهى.. ومنها اعجاز القصص القرآني الذى لا يحظي بالاهتمام و التدبر وهذه لمحات سريعة عن القصص القرآني :
more