صحراويون من أجل السلام" تدعو إلى تغليب الحوار وتجنّب التوتر بين الجزائر والمغرب
انتقدت خطاب التصعيد وأكدت تأييدها لحل سياسي واقعي تحت إشراف الأمم المتحدة
"صحراويون من أجل السلام" تدعو إلى تغليب الحوار وتجنّب التوتر بين الجزائر والمغرب
إيلاف من الرباط: دعت حركة صحراويون من أجل السلام إلى تفادي المواجهة بين الجزائر، المؤيدة لجبهة البوليساريو، والمملكة المغربية، مع تغليب التعاون وتوفير مناخ يساعد على البحث عن تسوية سلمية عادلة لملف الصحراء المغربية.
وجاء هذا الموقف في إطار ردّ "الحركة" الصادر الخميس، على ما وصفته بالمعلومات المضللة والتعليقات المتشنجة التي نشرتها بعض وسائل الإعلام الجزائرية بشأن استعداد الحركة للمشاركة في المسار السياسي الذي تقوده الأمم المتحدة.
وشددت الحركة في بيان، تلقت "إيلاف" نسخة منه، على أنّ الهدف الأساسي من تدخلها في النقاش العمومي حول مستقبل الإقليم هو "تعزيز مناخ الحوار، وإتاحة فضاء يسمح بتعدّد الآراء داخل المجتمع الصحراوي، باعتباره تعددا مشروعا وضروريا لأي مسار سياسي يسعى للوصول إلى حلّ شامل ودائم". وترى الحركة أنّ اختزال القرار الصحراوي في فاعل واحد، متمثل في جبهة البوليساريو لم يعد يعكس حقيقة المجتمع، و"لا يلبي تطلعات أجيال جديدة تبحث عن مقاربات بديلة وأكثر واقعية".
صحراويون من أجل السلام في اجتماع سابق بلاس بألماس الإسبانية
وأكدت الحركة الصحراوية من أجل السلام أنّها تنظيم مستقل، "نشأ من ديناميات داخلية يمرّ بها المجتمع الصحراوي نفسه، ولا يخضع لأي تأثيرات خارجية". وأوضحت أن التزامها يتمحور حول الدفاع عن الحقوق المشروعة للصحراويين، والمساهمة في بناء رؤية واقعية لحلّ ينهي عقودا من الجمود والمعاناة الإنسانية التي تطال آلاف الأسر المشتتة بين مخيمات تندوف والصحراء المغربية.
وتابعت الحركة أن توجهها ينسجم تماما مع المبادئ التي تعتمدها الأمم المتحدة في هذا الملف، خصوصا ما يتعلق بفتح المجال أمام فاعلين محليين يمثلون مختلف الحساسيات الاجتماعية والسياسية. واعتبرت أن هذا الانفتاح لا يهدف إلى تعطيل المسار السياسي، بل إلى إثرائه وإضفاء مزيد من الطابع التعددي عليه، بما يساعد المبعوث الأممي على استيعاب مختلف المقاربات المطروحة.
في السياق نفسه، عبّرت الحركة عن احترامها للجهود التاريخية التي قامت بها مختلف الأطراف منذ اندلاع النزاع في منتصف عقد السبعينيات من القرن الماضي، مؤكدة أنّ صوتها يأتي ليكمّل تلك المسارات لا ليعطلها، وأنها تتبنى نهجا وسطيا قائما على ثقافة السلام والاعتدال، بهدف تجاوز الخطابات المتشنجة التي غذّت الانقسام على مدى عقود.
كما شددت الحركة على أن الحل "لن يكون ممكنا إلا عبر حوار صريح وبناء، يعالج جذور النزاع ويستمع لجميع مصالح الأطراف المعنية، بعيدا عن الإسقاطات الإيديولوجية والاستثمار السياسي في معاناة السكان". وأشارت إلى أن الزمن الطويل الذي قضته الأسر الصحراوية في حالة شتات وإنهاك اجتماعي وإنساني يستدعي تحركا جادا نحو توافق واقعي وقابل للتنفيذ، مبرزة أن موقفها يرتكز على تبني خطاب المسؤولية وتجنب التصعيد الإعلامي والسياسي الذي لا يخدم سوى استمرار حالة الجمود. كما أعربت عن استعدادها الدائم للمشاركة في أي مبادرة حوارية شفافة ومسؤولة تساهم في دعم الاستقرار وتفتح الطريق أمام مصالحة شاملة تعيد للأزمة بعدها الإنساني والسياسي الحقيقي.
اجمالي القراءات
18