الحوار المنتظر بين أرباب المذاهب هو أولى من الحوار الآخر.:
الحوارُ الجادُّ المصيريُّ المنتظرُ بين أرباب المذاهب.

يحي فوزي نشاشبي Ýí 2025-06-04


 

بسم  الله  الرحمن  الرحيم.

****

الحوارُ  الجادُّ  المصيريُّ  المنتظرُ  بين  أرباب المذاهب.

)قُلۡ يَٰٓأَهۡلَ ٱلۡكِتَٰبِ تَعَالَوۡاْ إِلَىٰ كَلِمَةٖ سَوَآءِۭ بَيۡنَنَا وَبَيۡنَكُمۡ أَلَّا نَعۡبُدَ إِلَّا ٱللَّهَ وَلَا نُشۡرِكَ بِهِۦ شَيۡـٔٗا وَلَا يَتَّخِذَ بَعۡضُنَا بَعۡضًا أَرۡبَابٗا مِّن دُونِ ٱللَّهِۚ فَإِن تَوَلَّوۡاْ فَقُولُواْ ٱشۡهَدُواْ بِأَنَّا مُسۡلِمُونَ(   سورة  آل  عمران(64).

 

كأنني  بنا  نحن  المسلمين  الذين  بُلّغوا  الحديث  المنزل  من  عند  الله  العظيم،  عندما  نستمع  إلى  هذه  الآية،  أو  نتلوها  نشعر  بنوع  من  شعور  مكسوّ  بنوع  من  محاباة  ما،  أو  أمان  ما،  أو  حتى  بنوع  من  حصانة  ما !?  أو  كأنّ  الأمرَ لا  يعنينا  بالدرجة  الأولى،  بل  يعني  أهل  الكتاب  الآخرين،  أهلِ  التوراة  والإنجيل،  ناسين  أو  مُتناسين  أننا  نحن  أيضا  من  أهل  الكتاب،  بل  وليس  كأيِّ  كتاب،  ما  دام  القرآن  هو  الخاتم  والمهيمن !?

وفجأة  طلت  عليّ  فكرة  بأسلوب  ساخر،  هجائي،  ناقد، بل  وحتى  فكرة  معبرة  عن  اندهاشها  واستعجابها !?ومتسائلة  كيف  لنا  أن  نتجرّأَ  على  انتظار  بلوغ  ذلك  المستوى  الذي  يحق  لنا  فيه  توجيه  ذلك  العرض  الجاد  الكبير  المنصف  لأهل  الكتاب  إلى  كلمة  سواء  بيننا  وبينهم؟  ونحن  لمّا  نقترب  من  سن  الرشد  بعدُ !?  وأما عن  الدليل  القاسي  الذي  يفضحنا  ويؤكد  مستوانا  الابتدائي  الهزيل،  فلا  أدلّ  على  ذلك  من  حالتنا  الراهنة  ووضعنا  المزري،  ذلك  الوضع  الذي  نبه  الله  تعالى  من  خلاله  عبده  ورسوله  محمدا  في  سورة  الأنعام (159): (إِنَّ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗا لَّسۡتَ مِنۡهُمۡ فِي شَيۡءٍۚ إِنَّمَآ أَمۡرُهُمۡ إِلَى ٱللَّهِ ثُمَّ يُنَبِّئُهُم بِمَا كَانُواْ يَفۡعَلُونَ). ثم حذرنا  جميعا  في  تعليمـــاته  الأخـــرى  الـــواردة  في  سورة  الــروم  (32): (... مُنِيبِينَ إِلَيۡهِ وَٱتَّقُوهُ وَأَقِيمُواْ ٱلصَّلَوٰةَ وَلَا تَكُونُواْ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ (31) مِنَ ٱلَّذِينَ فَرَّقُواْ دِينَهُمۡ وَكَانُواْ شِيَعٗاۖ كُلُّ حِزۡبِۭ بِمَا لَدَيۡهِمۡ فَرِحُونَ).

     وقد  حَرَصَتْ  تلك  الفكرةُ   المُطلة  على  المُضي  في  أسلوبها  الفاضح،  الساخر،  بما  يلي:  ألسنا  جميعا  معنيـين؟  ألسنا  إلى  تاريخ  هذا  العصر  ومنذ  قرون  عديدة  وتكون  تجاوز العشرة  لمّا  نتجاوز الشرك  الممقوت؟ ألسنا  مشركين؟  مشركين،  ومن  ذلك  الصنف : (من  الذين  فرقوا  دينهم  وكانوا  شيعا  كل  حزب  بما  لديهم  فرحون)، (الروم 32). ومع  ذلك  فإنّ  لسان  حالنا  يقول  إننا  ما  زلنا  باذلين  محاولات ميأوس  منها،  ولعل  مثل  "سياسة  النعامة"  ينطبق  علينا ؟  عندما  ندفن  رؤوسنا  في  التراب  في  سبيل  إبعاد  نصّ  وروح  تلك  التعليمة  الإلهية  العظيمة  المصيرية  الواردة  في  سورة  النساء  رقم 48 : (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا). وعليه، أليست  الأغلبية  الساحقة من  مواقف  أولئك  المرشدين  والوعاظ  والمتحدثين  بما  فيهم  أولئك  الذين  سرعان  ما  تفيض  أعينهم، أليسوا بارعين في  تمثيل  دور  ذلك  الطائر  العملاق  الذي  يلتجئ  إلى  التراب  محاولا  أن  يَئِـدَ  تلك  الحقيقة  التي  تطارده ؟ حقيقة  الذين  فرقوا  دينهم  وأصبحوا  شيعا  ومذاهب  ومللا  ونحلا  كل  حزب  بما  لديهم  فرحون؟

     وأخيرا  أضافت  تلك  الفكرة  الصريحة  الجريئة في  أسلوبها  الهجائي  المستفز،  وصرحت  أن  المنتظر  منا  أن  نواجه  هذا  التساؤل  الكبير  التوبيخي  الوارد  في  سورة  الحديد رقم 16:  (۞أَلَمۡ يَأۡنِ لِلَّذِينَ ءَامَنُوٓاْ أَن تَخۡشَعَ قُلُوبُهُمۡ لِذِكۡرِ ٱللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ ٱلۡحَقِّ وَلَا يَكُونُواْ كَٱلَّذِينَ أُوتُواْ ٱلۡكِتَٰبَ مِن قَبۡلُ فَطَالَ عَلَيۡهِمُ ٱلۡأَمَدُ فَقَسَتۡ قُلُوبُهُمۡۖ وَكَثِيرٞ مِّنۡهُمۡ فَٰسِقُونَ)، وهي أي الفكرة  ترمي  من وراء هذه  الآية  العظيمة إلى لفت انتباهنا  وإلى  اقتلاعنا  من  سباتنا  العميق  قائلة : كيف  تتطلعون  إلى  مواجهة  أهل  الكتاب  بكلمة  سواء  بينكم  وبينهم ؟  وأنتم  ما  زلتم  غارقين  في  الشرك  وحسب  مستويات  شتى ؟  فمنكم  من  هو  غارق  إلى  الركبتين  حسب  خندق  مذهبه،  ومنكم  إلى  السُّرَّةِ،  وآخرون إلى  الذقن  حتى،  مثلهم  كمثل  عازف  موسيقى  الكمان،  وكل  هذا  واقع  وحادث  منذ  قرون،  بعد  أن  وقعوا  صرعى  تلك  الفرية  المفتراة  على  عبد  الله  ورسوله، المشهورة  التي  ما  زالت  تفعل  فينا  أفاعيلها،  تلك  التي  جاء  فيها: "ستفترق أمتي على ثلاث وسبعين فرقة كلها في  النار إلا واحدة"،  أما  الفكرة  المطلة  فتريدنا  أن نتشجع  ونقولها  وبكل  إخلاص  وإنصاف،  وبكل  ما  في الشعور  بالندم  من  معان،  أن  نتشجع  ونصرِّح :  تعالوا يا أرباب المذاهب  والملل  والنحل  إلى  كلمة  سواء بيننا وبينكم ألا نعبد إلا الله  ولا  نشرك  به  شيئا،  ولا يتخذ  بعضنا بعضا  أحاديث  نوادي  ولا  مواد  هجائية،  وأن نكسح  كسحا  ذلك الصدأ الذي ران على قلوبنا، ونضع اليد في اليد  معا لنلتفت إلى التعليمات الربانية المصيرية، مثل: (إِنَّ ٱللَّهَ لَا يَغۡفِرُ أَن يُشۡرَكَ بِهِۦ وَيَغۡفِرُ مَا دُونَ ذَٰلِكَ لِمَن يَشَآءُۚ وَمَن يُشۡرِكۡ بِٱللَّهِ فَقَدِ ٱفۡتَرَىٰٓ إِثۡمًا عَظِيمًا) (48)  سورة  النساء.

أما عن التساؤل، وكيف يكون لنا المخرج من ذلك  التحذير الإلهي الخطير؟ فـفي هذا المجال ينبغي أن يتنافس  المتنافسون، ولعل في مراجعة تلكما  الآيتين  العظيمتين وتدبرها  مخرجا  ما،  ورحمة  لنا ؟ وهي:

01)- (وَمَنۡ أَحۡسَنُ دِينٗا مِّمَّنۡ أَسۡلَمَ وَجۡهَهُۥ لِلَّهِ وَهُوَ مُحۡسِنٞ وَٱتَّبَعَ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۗ وَٱتَّخَذَ ٱللَّهُ إِبۡرَٰهِيمَ خَلِيلٗا). النساء (125)

02)- (قُلۡ صَدَقَ ٱللَّهُۗ فَٱتَّبِعُواْ مِلَّةَ إِبۡرَٰهِيمَ حَنِيفٗاۖ وَمَا كَانَ مِنَ ٱلۡمُشۡرِكِينَ) (95)آل  عمران.

                                             **************

اجمالي القراءات 133

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-10-28
مقالات منشورة : 301
اجمالي القراءات : 3,485,950
تعليقات له : 400
تعليقات عليه : 415
بلد الميلاد : Morocco
بلد الاقامة : Morocco