كنوز مصر في جولة سياحية تاريخية لا تنسى... إليكم أبرزها
السياحة إلى مصر ليست مجرد رحلة جغرافية، أو زيارة أماكن تاريخية، ثقافية وترفيهية، بل هي عبارة عن رحلة تتنقل بها عبر بوابات الزمن. إذ يتحول المسافر منذ اللحظة الأولى إلى شاهد على تاريخ يعود إلى آلاف السنين في مصر. ويُشبّه الكثير من السياح، زيارة مصر، وتحديداً زيارة الأماكن الأثرية، على أنها محاولة للانتقال عبر الزمن، والسفر إلى تاريخ الفراعنة، حين شيّد المصري القديم أهرامات لا تزال تشكل لغزاً في العالم، ومعابد تتحدث بلغة الشمس والخلود. ومن هناك، يواصل المسافر رحلته إلى العصرَين اليوناني والروماني في الإسكندرية، المدينة التي جمعت الشرق بالغرب، وكانت منارة للعلم والفلسفة.
ومع افتتاح المتحف الكبير، زاد الإقبال على زيارة مصر، والتعرف على أثارها ومراكزها الثقافية والاجتماعية العريقة، فإنْ كنتم مستعدين للسفر إلى أماكن مختلفة، إليكم أبرز البيانات والتفاصيل حول ذلك.
متحف مصر الكبير
تتوجه الأنظار العالمية إلى المتحف الكبير، الذي يعد واحداً من أعظم المتاحف الأثرية في العالم، ويقع عند سفح أهرامات الجيزة ليمنح الزائر تجربة تاريخية لا تُنسى. عند دخولك إلى المتحف، تستقبلك القاعة الكبرى وتمثال الملك رمسيس الثاني ثم يمتد أمامك الدرج الكبير الذي يعرض عشرات القطع الملكية الضخمة. يتكوّن المتحف المصري الكبير من مستويات رئيسية عدّة وليس من طوابق تقليدية، أبرزها القاعة الكبرى والطابق الأرضي، يعلوه المعرض الدائم الذي ينقسم إلى 12 قاعة عرض زمنية، تبدأ من عصور ما قبل التاريخ، مروراً بالدولة القديمة والوسطى والحديثة، إلى جانب قاعات خاصة مثل قاعة توت عنخ آمون.يحتوي المتحف على آلاف القطع الأثرية، من بينها المجموعة الكاملة تقريباً لكنوز توت عنخ آمون التي تُعرض لأول مرة في مكان واحد، تماثيل الملك خفرع وصانعي الأهرامات، والقوارب الجنائزية، وتماثيل المعبودات المصرية مثل حورس، إيزيس، أوزوريس. تبلغ رسوم الدخول التقريبية للأجانب نحو 1200 جنيه مصري، أي تقريباً نحو 25 دولاراً، والطلاب 600 جنيه، ما يوازي 12 دولاراً. ويضم المتحف أيضاً مطاعم ومقاهٍ ومتاجر للهدايا وجولات إرشادية.
الأقصر
زيارة مصر، لا يمكن أن تكتمل من دون زيارة الأقصر. تعد الأقصر جوهرة الآثار المصرية ومدينة المتاحف المفتوحة، إذ تضم أعظم كنوز الحضارة الفرعونية على ضفاف نهر النيل. زيارة الأقصر، تضمن لكم الدخول إلى المدينة معبد الكرنك، أكبر مجمّع ديني عرفه التاريخ القديم، بمسلاته الشاهقة وأعمدته العملاقة التي تروي أسرار آلاف السنين من الطقوس والاحتفالات الملكية، كما يقصد السياح معبد الأقصر.
وعلى الضفة الغربية للنيل، يمتد وادي الملوك الذي يضم المقابر الملكية لأعظم فراعنة مصر مثل توت عنخ آمون ورمسيس الثاني، بجدران مزخرفة برسومات جنائزية آسرة. ويُعَدّ معبد الملكة حتشبسوت تحفة معمارية منحوتة في قلب الجبل بتصميم غير مسبوق، يجمع بين الجمال والقوة، بينما يقف تمثالا ممنون العملاقان كحرّاس للحضارة، يجسدان هيبة الملك أمنحتب الثالث. زيارة الأقصر ليست مجرد رحلة سياحية، بل عبور عبر الزمن إلى قلب الحضارة التي شكّلت تاريخ الإنسانية.
تصل تكاليف الزيارة، للدخول إلى معبد الأقصر نحو 500 جنيه مصري للبالغين، ما يوازي 10 دولارات، فيما تكاليف دخول وادي الملوك للأجانب، تصل إلى نحو 750 جنيهاً مصرياً، أو ما يعادل 14 دولاراً.
زيارة أسوان
تعد أسوان واحدة من أبهى الوجهات السياحية في مصر، إذ يلتقي سحر النيل بعظمة الحضارة الفرعونية، عادة ما يبدأ الزائر رحلته من خلال زيارة معبد أبو سمبل، التحفة المنحوتة في الجبل بأمر من الملك رمسيس الثاني. ثم ينتقل إلى معبد فيلة المخصص للإلهة إيزيس، ويُعتبر من أجمل المعابد المحاطة بالمياه، إذ يجري الوصول إليه بالقوارب وسط أجواء ساحرة، كما يمكن مشاهدة المسلة الناقصة، التي تكشف أسرار عبقرية المصريين القدماء في نحت ونقل الأحجار الضخمة، إضافة إلى جولة بالقارب في جزيرة إلفنتين والتعرّف على تاريخها القديم، أو الإبحار وسط قرى النوبة الملونة التي تعكس الثقافة المحلية الأصيلة.أما في ما يخصّ التكاليف التقريبية بالدولار، فهي تتراوح ما بين 12 و15 دولاراً، فيما تصل التكاليف في معبد فيله إلى ما بين 8 و10 دولارات، فيما ركوب القارب إلى فيلة أو القرى النوبية، يبدأ من 10 دولارات. زيارة أسوان ليست مجرد جولة أثرية، بل هي عبارة عن تجربة تجمع بين التاريخ، الطبيعة، ودفء الثقافة النوبية.
الإسكندرية
على الرغم من أن الكثير من السياح، يعتبرون الإسكندرية مصيفاً، بسبب طبيعتها الجغرافية، وإطلالتها الشاطئية، إلّا أن هذه المدينة، أكثر من مجرد مصيف، فهي مركز ثقافي وتاريخي مميز. تعد المدينة منارة للعلم والثقافة عالمياً، وتضم المدينة معالم أثرية فريدة، أبرزها قلعة قايتباي التي شيدت في موقع منارة الإسكندرية إحدى عجائب الدنيا السبع قديماً، والتي تجذب الملايين من السياح، كما أنها تمنح الزائر إطلالة ساحرة على البحر.
كما يمكن للزائر زيارة عمود السواري، وهو أحد أضخم الأعمدة الرومانية في العالم، إلى جانب المقابر التاريخية التي تمزج بين الفن المصري والروماني في طراز معماري نادر، وهي فرصة رائعة للتعرف على كنوز مصر. ولا يمكن زيارة الإسكندرية، من دون زيارة مكتبة الإسكندرية. تتراوح أسعار الدخول للمعالم الأثرية بين 5 إلى 10 دولارات تقريباً.
اجمالي القراءات
80