رصدت الشبكة المصرية لحقوق الإنسان وفاة سجين سياسي يُدعى عبد الفتاح محمد عبد المقصود عبيدو (60 عاماً)، وهو مدرس لغة عربية بالأزهر، داخل مستشفى المنصورة الجامعي الذي نُقِل إليه من سجن جمصة شديد الحراسة بعدما تدهورت حالته الصحية. جاء ذلك بعد أيام قليلة من وفاة السجين السياسي محمد عبد الرزاق، داخل سجن دمنهور العمومي (الأبعادية) في 31 مارس/ آذار.

والسجناء السياسيون في مصر هم من ألقي القبض عليهم بموجب قوانين سنتها السلطات خلال السنوات الماضية خاصة بالإرهاب والتظاهر والطوارئ، وجرت محاكمتهم أمام القضاء العسكري وأمن الدولة عليا طوارئ، اتهموا غالباً ببث ونشر أخبار كاذبة، والتحريض على العنف والإرهاب وتهديد الأمن القومي.

وبحسب معلومات أولية نشرتها الشبكة، يتحدر عبيدو من قرية منشأة أدهم التابعة لمركز السنبلاوين بمحافظة الدقهلية، وكانت أسرته قد قدمت طلبات عدة لإخلاء سبيله كي يتلقى العلاج المناسب، لكن جرى تجاهلها رغم تدهور حالته الصحية. وأشارت الشبكة إلى أن فريق البحث والتوثيق فيها يرصد ملابسات القبض عليه ومرضه ووفاته في ظل مطالبات بفتح تحقيق عاجل ومستقل في ظروف احتجازه وأسباب الوفاة، وقالت: "تأتي الواقعة في سياق تصاعد الانتهاكات الحقوقية داخل أماكن الاحتجاز في مصر، حيث يزداد عدد الوفيات نتيجة التدهور الحاد في أوضاع الاعتقال وغياب الرعاية الطبية والإهمال الطبي الجسيم، ما ينتهك بوضوح المعايير الدولية لحقوق الإنسان".

وعبيدو تاسع حالة وفاة لسجين سياسي في معتقلات ومقار احتجاز مختلفة في مصر منذ مطلع العام الجاري. ففي مارس/ آذار الماضي رصدت منظمات حقوقية وفاة محمد عبد الرزاق، في سجن دمنهور العمومي (الأبعادية)، ونبيل فرفور (65 عاماً) بعدما تدهورت حالته الصحية نتيجة الإهمال الطبي.وفي فبراير/ شباط الماضي، رصدت منظمات حقوقية وفاة خالد أحمد مصطفى، داخل سجن العاشر، وهشام الحداد، شقيق عصام الحداد، مساعد الرئيس المصري الراحل محمد مرسي للشؤون الخارجية، والقيادي البارز في جماعة الإخوان المسلمين، داخل سجن العاشر بعدما تعرّض لإهمال طبي متعمد.

وفي يناير/ كانون الثاني الماضي، رصدت منظمات حقوقية وفاة أحمد جبر بسبب الإهمال الطبي وظروف الاحتجاز، ومتولي أبو المجد سليمان بسبب الظروف السيئة في سجن جمصة شديد الحراسة، وأيضاً سعد السيد السيد مدين في أثناء احتجازه في سجن برج العرب. وشملت أول حالة وفاة لسجين سياسي هذا العام عبد السلام صدومة بعد تدهور حالته الصحية وظروف حبسه القاسية بتأثير إصابته بمرض السرطان.

والعام الماضي رصدت منظمات حقوقية وفاة أكثر من خمسين سجيناً سياسياً في سجون ومقار الاحتجاز المختلفة نتيجة الإهمال الطبي المتعمد وأوضاع الحبس المزرية. وسبق أن رصدت حملة "لا تسقط بالتقادم" التابعة للمفوضية المصرية للحقوق والحريات 137 وفاة توزعت على أقسام شرطة ومراكز إصلاح وتأهيل عمومية وأماكن احتجاز غير رسمية، مثل مقار الأمن الوطني ومعسكرات الأمن المركزي، خلال الفترة بين عامي 2022 و2024.