هل عادت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية؟ - صحف

اضيف الخبر في يوم الجمعة ٠٣ - يناير - ٢٠٢٥ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: BBC


هل عادت هجمات تنظيم الدولة الإسلامية؟ - صحف

عنونت صحف عربية ودولية على مدار اليومين الماضيين مقالات مختلفة حول هجوم نيوأورليانز وتبعاته، فيما اهتم مقال لصحيفة هآرتس الإسرائيلية بالدور السعودي المرتقب في لبنان. ونبدأ جولتنا الصحفية الجمعة من صحيفة الغارديان البريطانية، التي كتبت افتتاحية بعنوان "هجوم نيوأورليانز: رعب مألوف يميز عاماً جديداً قلقاً".

تعلق الصحيفة على الهجوم الذي استهدف حشوداً من المحتفلين بالعام الجديد، في مدينة نيو أورليانز الأمريكية فجر الأربعاء، وأسفر عن مقتل نحو 15 شخصاً وإصابة العشرات.

وقاد المهاجم، وهو محارب قديم في الجيش الأمريكي خدم في أفغانستان، مركبة دهست عدداً من المارة، وأعلنت الشرطة الأمريكية مقتله.

وأعلنت السلطات الأمريكية أن مرتكب الهجوم كان يتبنى أفكار تنظيم الدولة الإسلامية (داعش).

وبحسب ما جاء في المقال "الآن أصبحت طريقة الهجوم ــ الاصطدام بسيارة في حشود من الناس ــ والقرار بمهاجمة أولئك الذين يحتفلون في وقت يرتبط بالألفة والفرح معروفاً على المستوى الدولي. لقد مر أقل من أسبوعين منذ استخدم رجل سيارة لقتل خمسة أشخاص على الأقل، بما في ذلك طفل يبلغ من العمر تسع سنوات، في سوق عيد الميلاد بالقرب من ماغديبورغ في ألمانيا".

وترى الصحيفة أن من بين الأسباب التي تجعل هذا الحدث محزناً أن الأنشطة العادية، التي لا تتطلب حماية خاصة، أصبحت الآن بحاجة لحماية روتينية، وأن مثل هذه الاحتياطات قد تثبت عدم كفايتها.وتنقل الصحيفة عن مكتب التحقيقات الفيدرالي الأمريكي قوله إن هجوم نيو أورليانز كان عملاً إرهابياً، ويعتقد أن المهاجم، ويدعى شمس الدين جبار، تصرف بمفرده. وقد عُثر على علم تنظيم الدولة الإسلامية في الشاحنة التي استخدمها، وسجل مقاطع فيديو يعلن فيها ولاءه لتنظيم الدولة الإسلامية.

وكتبت: "وفي حين تحالف العديد من مرتكبي هجمات الدهس بالسيارات مع تنظيم الدولة الإسلامية، فإن آخرين كانت لديهم دوافع مختلفة، فقد نشر سائق ماغديبورغ دعاية معادية للإسلام".

وأشارت الصحيفة إلى تحذيرات من محللين بشأن تصاعد تهديد تنظيم الدولة الإسلامية "داعش" للغرب في موسم الأعياد.

وحذر تقييم التهديد لعام 2025، الذي أصدرته وزارة الأمن الداخلي الأمريكية في أكتوبر/تشرين الأول الماضي، من أن خطر الإرهاب قد يظل مرتفعاً، مع احتمال تنفيذ "المجرمين المنفردين والمجموعات الصغيرة" هجمات مع القليل من التحذير أو بدونه. كما أشار إلى أن معظم الهجمات التي تسفر عن إصابات جماعية كانت مرتبطة بالمرض العقلي أو مظالم العلاقات الاجتماعية أو العاطفية، وليس الإيديولوجية.

وتفحص السلطات الأمريكية أي صلة محتملة بين الهجوم وبين انفجار شاحنة من طراز تسلا، محملة بالألعاب النارية وعبوات الغاز، خارج "فندق ترامب" في لاس فيغاس في نفس اليوم، ولكن بحلول يوم الخميس لم تجد "رابطًا نهائيا"، وفق الصحيفة. وأفادت الأنباء بأن سائق تلك السيارة، الذي قُتل في الانفجار، رقيب في عمليات القوات الخاصة الأمريكية، لكنه خارج الخدمة.

وقارنت الصحيفة بين رد فعل الرئيس الأمريكي المنتهية، جو بايدن، والرئيس المنتخب دونالد ترامب، في ظل "الغموض" المحيط بهجوم نيو أورليانز.

وكتبت: "في حين ركزت تصريحات جو بايدن على الحاجة إلى تحقيق كامل ودقيق، ومنع أي تهديد آخر، اغتنم دونالد ترامب - الذي يتولى منصبه في 20 يناير/ كانون الثاني الجاري - الفرصة لإثارة الخوف وتسجيل النقاط. ووصف الولايات المتحدة بأنها مادة للسخرية، وبدا أنه يلقي باللوم على جهات إنفاذ القانون، وحاول ربط الهجوم بالهجرة حتى بعد أن تبين أن جبار (مرتكب الهجوم) مواطن أمريكي ولد في تكساس".

ورأت الصحيفة أن ترامب تبنى بشكل مباشر خطاباً معادياً للإسلام والمهاجرين، وتعهد بتوسيع "حظر المسلمين" الذي فرضه في ولايته الأولى على الهجرة. معتبرة أن اختياره للموظفين، "فضلاً عن ميوله الاستبدادية، يزيد من المخاوف بشأن كيفية استجابة إدارته لهذا الهجوم والهجمات المماثلة".

واختتمت الصحيفة مقالها بالقول إن "المعلومات الموثوقة والاستجابة الحاسمة والمعقولة من جانب رئيسهم (الرئيس الأمريكي)، بدلاً من رد الفعل الهستيري وغير المناسب وكراهية الأجانب، هي أفضل طريقة للحفاظ على سلامة الأمريكيين".

"عودة داعش"
أفراد يحملون علم داعشصدر الصورة،AFP
التعليق على الصورة،يحذر الكاتب من "عودة الهجمات الداعشية"
ونمضي مع هجمات نيو أورليانز، ولكن في صحيفة الشرق الأوسط اللندنية، ومقال بعنوان "هجمات رأس السنة الإرهابية... ما الرسالة؟"، كتبه مشاري الذايدي.

يقول الكاتب إن "شمس الدين جبّار مواطن أمريكي، دهس بسيارته، عمداً، مجموعة من الأبرياء في شارع بوربون، بالحي الفرنسي بمدينة نيو أورليانز، وقُتل، حتى الآن 15 إنساناً، غير المصابين. ماثيو ليفلسبرغر أيضاً مواطن أمريكي، وفي وقتٍ متزامن، فجّر سيارة من طراز تسلا أمام فندق ترمب إنترناشيونال في لاس فيغاس، ومات المهاجم نفسه في التفجير، مثل زميله، جبار، الذي لقي مصرعه برصاص الشرطة. بعد أن لقي نحو 7 أشخاص مصرعهم في هذا الهجوم".

وتابع "بالنسبة إلى هذا الرجل (شمس الدين جبار)، فهو داعشي بلا شك، راية داعش كانت في سيارته القاتلة، ناهيك عن مقاطع الفيديو التي اعترف فيها بأنه داعشي" .

وأضاف: "لكن المثير هو أن ماثيو، مهاجم فندق ترمب بسيارة الـ تيسلا، كان على علاقة ما بـ شمس الداعشي الأمريكي، حيث خدما معاً في قاعدة واحدة بالجيش الأمريكي، فهل يعني ذلك أن هجمات لاس فيغاس، كهجمات نيو أورليانز، هجمات داعشية، أو مجرد توافق وصدفة؟!".

ويشير الكاتب إلى هجوم آخر وقع خلال احتفالات رأس السنة الجديدة، إذ أُعلن في مدينة ريميني الإيطالية، عن تنفيذ شاب مصري يبلغ من العمر 18 عاماً هجمات بالسكين طعن فيها 4 أشخاص، ثم أردته الشرطة الإيطالية قتيلاً، وفق الكاتب.

وكتب: "وبالتوقيت نفسه، حصلت عملية خطيرة وذات دلالات، على قاعدة عسكرية في منطقة بونتلاند شمال شرقي الصومال، قُتل فيها نحو 20 شخصاً غير الإصابات. وأعلن "داعش" رسمياً مسؤوليته في بيان بثّته وكالة أعماق الإخبارية الداعشية".

ويحذر الكاتب مما سماه "الهجمات الداعشية"، بقوله: "لدينا فقط على رأس السنة، هجومان نوعيان داعشيان رسمياً، الدهس بالسيارة في نيو أورليانز، والهجوم المسلح في الصومال، ولدينا هجومان غير مؤكد أنهما داعشيان حتى الآن، سكاكين الشاب المصري بإيطاليا، وتفجير سيارة تسلا في لاس فيغاس".

ويختتم : "هذه الهجمات النوعية المتزامنة يجب أن تفتح نقاشاً وبحثاً متعمّقاً، عن مستقبل العودة الداعشية، وكل الجماعات الإرهابية، في هذه السنة الجديدة وما يتلوها، فهل العالم مستعدٌ... لهذه العودة التي ستكون أشرس وأدهى من سوابقها، لأن الأجيال الجديدة من "داعش"، مثل صديقته "القاعدة"، تعلّمت وتطّورت".

"في لبنان فرصة للسعودية"
وأخيرا نختتم جولتنا من صحيفة هآرتس الإسرائيلية، ومقال بعنوان"السعودية ترى فرصة في لبنان وقد تحدد مصير وقف إطلاق النار مع إسرائيل"، كتبه زيفي بارئيل.

يستهل الكاتب بالحديث عن موسم التزلج الذي يجري الاستعداد له في لبنان، إذ كان من المفترض أن يشارك آلاف الزوار من داخل لبنان و خارجه في الموسم في بلدة كفر دبيان، خلال هذا الأسبوع. لكن إحصاءات تكشف عن حجم الدمار الذي شهده لبنان، بسبب الحرب الأخيرة بين إسرائيل وحزب الله. ويلفت إلى أن تحذيرات دول الخليج لمواطنيها بعدم التوجه إلى لبنان في الوقت الراهن، و"انشغال الأردنيين بمشاكلهم الخاصة... (الأردنيون) ليسوا بمزاج يسمح لهم بالتزلج في لبنان في الوقت الذي تحترق فيه غزة والضفة الغربية"، كما يلفت.

ومع ذلك يرى الكاتب أن افتتاح موسم التزلج قد يكون أول إشارة واضحة إلى جهود البلاد لاستئناف الحياة الطبيعية.

ويضيف أن محللين لبنانيين يعلقون آمالاً على تقارير، تفيد بأن "المملكة العربية السعودية تنوي أن تحل محل إيران كراعٍ للبنان، وقد تصبح الراعي الجديد للبلاد بعد تقليص نفوذ طهران"، مشيراً إلى الزيارة المتوقعة إلى لبنان، والتي من المرجح أن تتم هذا الأسبوع، لوفد سعودي رفيع المستوى بقيادة وزير خارجيتها فيصل بن فرحان ومبعوثها إلى لبنان يزيد بن فرحان.

ومع ذلك يعتبر الكاتب أنه "ما زال من المبكر جداً قياس دور السعودية في التطورات السياسية في لبنان".

وكتب: "إن ضعف موقف حزب الله العسكري، وبالتالي السياسي، ونفوذ إيران المتضائل، وسقوط نظام الأسد في سوريا، كل هذا يوفر للسعودية فرصة لتوسيع نفوذها وإعادة تأسيس وجودها في منطقة كانت مهمشة فيها".

وتابع: "إن الوجود السعودي النشط في لبنان، مصحوباً بحزمة مساعدات كبيرة، يمكن أن يكون له آثار كبيرة ليس فقط على لبنان بل وعلى المنطقة بأكملها. وقد يكون بمثابة ضمانة لكبح جماح القوة السياسية لحزب الله وسد قنوات النفوذ الإيرانية"، ما سيسهم في تعزيز وقف إطلاق النار بين حزب الله وإسرائيل، وفق رأيه.
اجمالي القراءات 631
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق




مقالات من الارشيف
more