رواة الأحاديث يتهمون النبى بالإختلاس والسرقة !!!!!
رواة الأحاديث يتهمون النبى بالإختلاس والسرقة !!!!!
الغُل وثوار سوريا .
سؤال متعلق بمفهوم (الغُل) ،وغنائم الحروب والثورات .
أسعد الله أوقاتك دكتورنا الحبيب و أكرمك . ممكن بيان معنى الآية الكريمة التالية(وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ)161آل عمران ؟
فما هو الغُلُّ ؟و ما معنى يأتي بماغل يوم القيامة ؟
و هل هذه الآية تنطبق على الثوارحاليا(ثوار سوريا) اذا استولوا على أسلحة أعدائهم من جنود الحاكم الظالم الديكتاتوري و أتباعه ان يأخذ المجاهد منها شيئا و لو مسدس فردي أم أن جميع الغنائم يتم اعطاءها لقائد الثوار ثم هو يعيدها لملك الدولة اذا انتصرت الثورة أو يوزِّعها على الثوار و يترك قسم منها للجهد العسكري في متابعة محاربة الحاكم الفاسد ؟
==
التعقيب ::
تحياتى دكتورنا الغالى .
ما أفهمه من الأية الكريمة (وَمَا كَانَ لِنَبِيٍّ أَن يَغُلَّۚ وَمَن يَغۡلُلۡ يَأۡتِ بِمَا غَلَّ يَوۡمَ ٱلۡقِيَٰمَةِۚ ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ ) أل عمران 161 . أنها تتحدث عن الظُلم بشكل عام ،لأن شرح بيان المُصطلحات يكون داخل الآية نفسها ،فالآية الكريمة إنتهت بقوله تعالى (ثُمَّ تُوَفَّىٰ كُلُّ نَفۡسٖ مَّا كَسَبَتۡ وَهُمۡ لَا يُظۡلَمُونَ) فهنا تتحدث عن حساب وجزاءلا ظُلم فيه يوم القيامة ، وبالتالي فهذا العدل في الحساب كان يُقابله في أول الآية النهى عن (الغُل ) .ومن هُنا فإن (الغُل بضم الغين )هو (الظُلم) وأن من يظلم في الدُنيا سيُحاسب على ظُلمه يوم القيامة .
فهى لا تتحدث عن الإختلاس من غنائم الحرب كما قال الفقهاء والمُفسرون بأن (الغُل)هو أخذ شيء خلسة من فىءأوغنائم الحرب . صحيح أن الآية الكريمة نزلت في نهاية سياق موضوع يتحدث عن القتال الدفاعى للنبى عليه السلام والمُسلمون معه ،ولكنها تتساوى وتُفهم مع قوله تعالى في آيات أخرى تحدثت عن الحرب تقول (وَقَٰتِلُواْ فِي سَبِيلِ ٱللَّهِ ٱلَّذِينَ يُقَٰتِلُونَكُمۡ وَلَا تَعۡتَدُوٓاْۚ إِنَّ ٱللَّهَ لَا يُحِبُّ ٱلۡمُعۡتَدِينَ (190) البقرة. فهنا النهى عن الإعتداء ،والإعتداء هو نوع من أنواع الظُلم ، (فالغُل = الإعتداء = الظلم).
==
أما ما يستولى عليه الثوارمن أموال أو مُمتلكات أومُقتنيات لأنفُسهم فهوحرام ونوع من أكل أموال الناس بالباطل ،فيجب أن تذهب كل غنائم الثورة إلى خزانة الدولة ، ثم تتصرف الدولة فيها ،فالأسلحة وما شابه تذهب إلى وزارة الدفاع والحربية ، والمقتنيات الأخرى تذهب لوزارة المالية ، والمُنشئات والقصور تذهب إلى وزارة الإسكان إما لضمها إلى قصورالدولة أو الإستفادة منها كمدارس وأماكن للخدمة العامة،أو لبيعها وتحويل ثمنها لميزانية الدولة.
أما الجنود والثوار وووو لو كانوا جنودا نظاميين فليحصلوا على مُكافئات مالية (لأنهم يتقاضون راتبا من الدولة) أما لوكانت ثورة شعبية فلا يأخذ أحد منهم شيئا .
زمان أيام النبى عليه السلام كانت الغنائم توزع على المقاتلين لأنهم كانواهم الذين يُجهزون أنفسهم للقتال من كل شيء (سلاح وخيول وجمال وطعام وشراب وووووو ويتحملون نفقات المقاتلين الفقراء معهم) فكانت أسهمهم من الغنائم تُساعدهم في مواصلة الجهوزية للقتال. أما الآن فالدولة مُنظمة ولها ميزانية والجيش وأفراده لهم ميزانية ومخصصات مالية .
فالثوارالنظاميون ليس لهم الحق في أخذ أي شيء عينى أو نقدى مما إغتنموه من النظام البائد ،وعليهم تسليم كل شىء للدولة ، ومن يختلس شيئا فهو بمثابة سارق وسيُحاسب على سرقته يوم القيامة .
==
وللأسف الشديد أعداء الله جل جلاله ورسوله عليه السلام ورسالته .تحدثوا بإساءة وإهانة للنبى عليه السلام في تفسيرهم لهذه الآية وفى أسباب نزولها . فقالوا عن إبن عباس وغيره .انها نزلت في النبى عليه السلام لأنه إختلس قطعة قماش قطيفة حمراء (بردية حمراء) من غنائم بدر.
( حدثنا أبو كريب قال : حدثنا خلاد ، عن زهير ، عن خصيف ، عن عكرمة ، عن ابن عباس قال : كانت قطيفة فقدت يوم بدر ، فقالوا : "أخذها رسول الله صلى الله عليه وسلم!" . فأنزل الله عز وجل : " وما كان لنبي أن يغل " .)
....وقالوا أنه كان يمتنع عن إعطاء بعض المقاتلين من الغنائم لأنه كان يغل لهم (اى يكرههم ) ::
........وقال آخرون ممن قرأ ذلك كذلك ، بفتح"الياء" وضم"الغين" : إنما نزلت هذه الآية في طلائع كان رسول الله صلى الله عليه وسلم وجههم في وجه ، ثم غنم النبي صلى الله عليه وسلم فلم يقسم للطلائع ، فأنزل الله عز وجل هذه الآية على نبيه صلى الله عليه وسلم ، يعلمه فيها أن فعله الذي فعله خطأ ، وأن الواجب عليه في الحكم أن يقسم للطلائع مثل ما قسم لغيرهم ، ويعرفه الواجب عليه من الحكم فيما أفاء الله عليه من الغنائم ، وأنه ليس له أن يخص بشيء منها أحدا ممن شهد الوقعة -أو ممن كان ردءا لهم في غزوهم- دون أحد .
... حدثني محمد بن سعد قال : حدثني أبي قال : حدثني عمي قال : حدثني أبي ، عن أبيه ، عن ابن عباس ، قوله : " وما كان لنبي أن يغل ومن يغلل يأت بما غل يوم القيامة " ، يقول : ما كان للنبي أن يقسم لطائفة من المسلمين ويترك طائفة ويجور في القسم ، ولكن يقسم بالعدل ، ويأخذ فيه بأمر الله ، ويحكم فيه بما أنزل الله . يقول : ما كان الله ليجعل نبيا يغل من أصحابه ، فإذا فعل ذلك النبي صلى الله عليه وسلم استنوا به .
===
المُضحك فى الموضوع أن (ابن عباس) لم يكن موجودا فى غزوة بدر،وانه أسلم مع أبيه فى فتح مكة ،ولم يعش مع النبى عليه السلام إلا أقل من سنتين ،وكان طفلا صغيرا ،فكيف يروى عن غزوة بدر وهو لم يراها ولا يعلم عنها شيئا وكان وقتها طفلا 3 سنين يعيش فى مكة ،والغزوة كانت على حدود (يثرب) المدينة ؟؟؟؟
....
فالمجرمون أعداء الله جل جلاله ونبيه عليه السلام من رواة لهو الحديث إتهمواالنبى عليه السلام في أخلاقه وعدله وأمانته ،فرموه بسرقة وإختلاس جزء من غنائم بدر لنفسه ،وحرم ومنع أصحاب حقوق فيها من حقوقهم ،ليقولوا أن هذاهو سبب نزول الآية !!!!!!!!!!!
فصدق الله العظيم حين وصفهم بالمُجرمين وقال عنهم (وَكَذَٰلِكَ جَعَلۡنَا لِكُلِّ نَبِيٍّ عَدُوّٗا مِّنَ ٱلۡمُجۡرِمِينَۗ وَكَفَىٰ بِرَبِّكَ هَادِيٗا وَنَصِيرٗا (31) الفرقان.
اجمالي القراءات
242