لطفية سعيد Ýí 2014-09-23
وَكُلَّ إِنسَانٍ أَلْزَمْنَاهُ طَائِرَهُ فِي عُنُقِهِ وَنُخْرِجُ لَهُ يَوْمَ الْقِيَامَةِ كِتَاباً يَلْقَاهُ مَنشُوراً (13) اقْرَأْ كِتَابَكَ كَفَى بِنَفْسِكَ الْيَوْمَ عَلَيْكَ حَسِيباً (14) مَنْ اهْتَدَى فَإِنَّمَا يَهْتَدِي لِنَفْسِهِ وَمَنْ ضَلَّ فَإِنَّمَا يَضِلُّ عَلَيْهَا وَلا تَزِرُ وَازِرَةٌ وِزْرَ أُخْرَى وَمَا كُنَّا مُعَذِّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسُولاً )15الإسراء
الآية الكريمة (13)تتحدث عن مسئولية كل إنسان، وإلزامه بكل ما يطير عنه : من أفعال واقوال إشارات ونوايا وآمال وآلام كل شيء ..... وهذا يتم بكل طرق الرصد والتسجيل الإلهية التي لايمكن تخيلها .... ومسؤلية كل إنسان عن جميع ما يصدر عنه مسئولية كاملة ، مهما كان هذا الصادر في العداد البشري قليلا .. حقيرا أو متناهي في الصغر .. سيراه الإنسان منشورا مكتوبا يوم القيامة .... ( ونخرج له يوم القيامة كتابا يلقاه منشورا ) ، وهذا الكتاب المعجز ، لا يغادر صغيرة ولا كبيرة ..... : ( وَوُضِعَ الْكِتَابُ فَتَرَى الْمُجْرِمِينَ مُشْفِقِينَ مِمَّا فِيهِ وَيَقُولُونَ يَا وَيْلَتَنَا مَالِ هَذَا الْكِتَابِ لا يُغَادِرُ صَغِيرَةً وَلا كَبِيرَةً إِلاَّ أَحْصَاهَا وَوَجَدُوا مَا عَمِلُوا حَاضِراً وَلا يَظْلِمُ رَبُّكَ أَحَداً (49الكهف ) ، كل ما كان يتخيل الإنسان وما لا يتخيله إطلاقا ... (ووجدوا ما عملوا حاضرا)، موجود منشور متاح معد ، وعدل إلهي حقييقي ، ليس فيه ظلم كما في الدنيا : (ولا يظلم ربك أحدا )
أما عن التقييم فهو تقييم معجز، تقييم شخصي تخيل ... ، نفهمه من الآية الكريمة : ( اقرأ كتابك كفى بنفسك اليوم عليك حسيبا(14 ) فهو تقييم لا تختلف عليه أي نفس ، لأنه محسوب وواضح ... ونتخيل أنه كأي اختبار موضوعي تقييمه أو تصحيحه سهل جدا ( كمثال للتقريب: أسئلة اختيار من متعدد ،أو صح وخطأ) ليس فيها وجهات نظر أو كلام إنشاء مختلف فيه .....كل سؤال عليه درجة واضحة ومحددة .. ، وعمل كل نفس تجميع الدرجات وتستطيع القيام بذلك العمل، و بكل سهولة ...
,والآية (15) التي جاءت بعد ذلك بوسعك أيها القارئ أن تفهمها في سياقها ،فهي تتحدث عن حرية كل نفس في الاختيار بين الضلال والهدى، وبالتالي يأتي إلزامها الكامل باختيارها.. ولا يعذب الله أحد ، إلا بعد إرسال الرسل ، وإعطائه فرصة اختيار غير منزوعة الحرية في الدنيا ..
وبتتبع كلمة (طائر) نجد : في سورة الأعراف يأتي حديث الآيات الكريمة عن آل فرعون وما أخذهم به الله سبحانه بالسنين ونقص الثمرات ، حتى يذكرون ، لكن كعادة المفسدين كانوا يرجعون الحسنة لأنفسهم هم .. أما إذا أصابتهم سيئة كانوا يتهمون موسى وبمن معه أنهم سبب حدوثها ، ثم تقرر الآيات القانون الإلهي ، الذي لا شك فيه (إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ ) :
(وَلَقَدْ أَخَذْنَا آلَ فِرْعَوْنَ بِالسِّنِينَ وَنَقْصٍ مِنْ الثَّمَرَاتِ لَعَلَّهُمْ يَذَّكَّرُونَ (130) فَإِذَا جَاءَتْهُمْ الْحَسَنَةُ قَالُوا لَنَا هَذِهِ وَإِنْ تُصِبْهُمْ سَيِّئَةٌ يَطَّيَّرُوا بِمُوسَى وَمَنْ مَعَهُ أَلا إِنَّمَا طَائِرُهُمْ عِنْدَ اللَّهِ وَلَكِنَّ أَكْثَرَهُمْ لا يَعْلَمُونَ (131) (الأعراف
وفي سورة النمل ( في الآية 47) في سياق حديث القرآن عن قوم (ثمود ) عندما سألهم عن سبب استعجالهم بالسيئة ردوا عليه نفس الرد ، فأجابهم رسول الله نفس الإجابة :
وَلَقَدْ أَرْسَلْنَا إِلَى ثَمُودَ أَخَاهُمْ صَالِحاً أَنْ اعْبُدُوا اللَّهَ فَإِذَا هُمْ فَرِيقَانِ يَخْتَصِمُونَ (45) قَالَ يَا قَوْمِ لِمَ تَسْتَعْجِلُونَ بِالسَّيِّئَةِ قَبْلَ الْحَسَنَةِ لَوْلا تَسْتَغْفِرُونَ اللَّهَ لَعَلَّكُمْ تُرْحَمُونَ (46) قَالُوا اطَّيَّرْنَا بِكَ وَبِمَنْ مَعَكَ قَالَ طَائِرُكُمْ عِنْدَ اللَّهِ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ تُفْتَنُونَ (47 )النمل
أيضا في قصة أصحاب القرية في سورة يس في نهاية الحوار بين أصحاب القرية والرسول الثالث ، أرجعوا سبب ما يحدث لهم من بلاء للرسول ومن معه ، فرد عليهم الرسول بأنهم هم سبب ما لحق بهم من بلاء وليس هو ومن آمن معه السبب :
(قَالُوا إِنَّا تَطَيَّرْنَا بِكُمْ لَئِنْ لَمْ تَنتَهُوا لَنَرْجُمَنَّكُمْ وَلَيَمَسَّنَّكُمْ مِنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ (18) قَالُوا طَائِرُكُمْ مَعَكُمْ أَئِنْ ذُكِّرْتُمْ بَلْ أَنْتُمْ قَوْمٌ مُسْرِفُونَ (19)يس
ودائما صدق الله العظيم
السلام عليكم ، كفاك تواضعا .. شكرا على إثرائك الموضوع .. وهو تكملة للموضوع : دلالة كل ، والربط بينها وبين موضوع الشفاعة ، التركيز على كلمة منشورا ...معلنة ، ثم ربط التشاؤم بأفوام عتاة في الكفر ... والامتناع عن تقليدهم ممن يعتقد أن هناك حسد من البشر للبشر .. ممكن أنهي بتعليقك المقال ..؟ أنت عارف طبعا الملكية الفكرية ، والنسيان ...
شكرا مرة ثانية ، وسلامي للعائلة الكريمة
مساندة لمقال الأستاذة الكريمة عائشة حسين، قال رسول الله عن الروح عن ربه:وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16)إِذْ يَتَلَقَّى الْمُتَلَقِّيَانِ عَنْ الْيَمِينِ وَعَنْ الشِّمَالِ قَعِيدٌ(17)مَا يَلْفِظُ مِنْ قَوْلٍ إِلَّا لَدَيْهِ رَقِيبٌ عَتِيدٌ(18).ق.
نلاحظ أن الله تعالى أنذرنا بهذه الآية الكريمة حتى نعلم ما نقول، ونرغم أنفسنا لنقول خيرا ونجتنب قول الزور. فَاجْتَنِبُوا الرِّجْسَ مِنْ الْأَوْثَانِ وَاجْتَنِبُوا قَوْلَ الزُّورِ(30). الحج. لأننا سوف نحاسب عن كل كلمة تلفظناها...
تعليق على عجالة أرجو المعذرة. تحياتي واحترامي لكم جميعا.
السلام عليكم ، أشكرك يا أستاذ إبراهيم على هذه الإضافة المتميزة ، المشكلة ليست فقط فيما نتلفلظ به .... لكن فيما توسوس له النفس أيضا ، الوساوس الغير مسموعة والنوايا بأنواعها ......فالآية الكريمة التي كتبتها في تعليقك :(:وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنْسَانَ وَنَعْلَمُ مَا تُوَسْوِسُ بِهِ نَفْسُهُ وَنَحْنُ أَقْرَبُ إِلَيْهِ مِنْ حَبْلِ الْوَرِيدِ(16).قد ، تضع الإنسان في مراقبة لكل ما يصدر عنه ..
شكرا لك ، ودمت بخير .
دعوة للتبرع
اوامر للنبى فقط ؟!: هل يصح أن نقول: أن كل أمرجا ء من الله لمحمد...
صلاتهم السُّنّة: فى الدين السّن ى يجعلو ن صلاة يقدمو نها ...
ليس صعب التحقيق: قوله : وَالل اتِي يَأْت ِينَ ...
اربعة أسئلة : السؤ ال الأول : عند ا ان الشخص الناص ح ...
دخول البيوت والسلام: ما معنى هذه الآية : فإذا دخلتم بيوتا ً ...
more
اكرمك الله استاذه عائشة حسين . وانا شخصيا إستفدت 3نقاط مهمة فى الموضوع . الأولى . ان كل إنسان مسئول ومُحاسب على ما يطير منه أى ما يخرج عنه من أفعال واقوال وسرائر ،بما فيهم الأنبياء لأن (كُل ) هنا تعنى التخصيص Each او every one بمعنى كل فرد ،وليست بمعنى الجمع (All).وأن كل إنسان سيكون مهموم ومشغول بكتاب أعماله سواء كان خيرا او شرا والعياذ بالله . ومن هنا فلا مجال ولا وقت لدفاع أحد عن أحد ، ولا أن يتحمل أحد عمل أحد ، ومن هنا فأين شفاعة الرسول لقومه ، او الشهيد لأهله ،او الغريق أو المبطون (الذى مات بمرض من أمراض الباطنة) لسبعين من أهله أو الفتيات لأبوهن كما تقول كُتب التراث والروايات ؟؟؟؟
النقطة الثانية . كلمة نشر المكتوب بمعنى العلانية هى كلمة قرآنية ، وهى تعنى تأكيد على علانية الحساب ونشر كُتب الأعمال الفردية والجماعية وأن كُتب الأعمال الجماعية ستكون مُتاحة للمجموع للإطلاع عليها ،وان هذا يعطى دلالة قاطعة على الثقة فى عدل رب العالمين يوم الحساب ،وأن أهل النار (والعياذ بالله ) لن تكون لهُم حُجة يوم القيامة فى ان يقولوا انهم ظُلموا فى الحساب لأن الحساب علنى ومن كُتب منشورة مرئية وعلانية على رؤس الأشهاد ..
النقطة الثالثة .. أن التطير (التشاؤم ) هى إحدى صفات عتاة الكُفر والإجرام من امثال (آل فرعون ، وقوم عاد وثمود ، واصحاب قرية سورة يس ) ،ومن هُنا على المؤمنين الذين لازالت فى قلوبهم بعض من الإعتقادات و الأخذ بالتطير او التشاؤم أن يتخلصوا منها ،والا يطيعوا الشيطان فيها ،وإلا صاروا اشبه باقوام آل فرعون ،وثمود وعتاة الكُفار والمُجرمين اعداء رسالات ورسل رب العالمين .