الخليج وترشح الفريق السيسي.. الإشارات المتضاربة

اضيف الخبر في يوم الأربعاء ١٥ - يناير - ٢٠١٤ ١٢:٠٠ صباحاً. نقلا عن: الشروق


الخليج وترشح الفريق السيسي.. الإشارات المتضاربة

 

«أجدد التحية لكل الأشقاء العرب الذين وقفوا بجوار مصر، وعايز أقول لهم إن الشعب المصرى أصيل، لا يمكن أن ينسى من يقف بجواره» بهذه الكلمات وجه الفريق السيسي شكره للدول الداعمة لمصر بعد 30 يونيو في احتفال الذكرى الأربعين لحرب أكتوبر.

دول الخليج كان لها دور بارز في دعم مصر سياسياً واقتصادياً بعد 30 يونيو، بما يستدعي توجيه هذا الشكر الخاص، لكن ظهر مؤخراً في أوساط سياسة وصحفية خليجية إشارات متضاربة حول ترشح الفريق السيسي.

رئيس الوزراء الإماراتي: آمل أن يبقى السيسي في الجيش

بدأت موجة النقاش الخليجي لترشح الفريق السيسي مع تصريحات مفاجأة لرئيس الوزراء الإماراتي الشيخ محمد بن راشد آل مكتوم، حاكم إمارة دبي، أعرب فيها عن رغبته في عدم ترشح الفريق السيسي.

وقال آل مكتوم في حوار مع الإذاعة البريطانية «بي بي سي» في 13 يناير: «آمل أن يبقى (السيسي) في الجيش، وأن يترشح شخص آخر للرئاسة»
إلا أن تداركاً سريعاً للموقف أتى في نفس اليوم من وكالة الأنباء الإماراتية الرسمية «وام» حيث نقلت عن مصدر مسئول في مكتب رئاسة الوزراء الإماراتي قوله إن « بن راشد نصح ألا يترشح الفريق السيسي كعسكري لمنصب رئيس الجمهورية، أما ترشحه كمدني استجابة لمطالب شعبية فهو أمر شخصى يخص الفريق السيسى»

عبدالرحمن الراشد للسيسي: لا تترشح لتبقى حاميًا للنظام

حذر الإعلامي السعودي البارز عبد الرحمن الراشد، مدير قناة العربية، ورئيس تحرير جريدة الشرق الأوسط السعودية سابقاً من ترشح الفريق السيسي للرئاسة.

وقال الراشد في مقال منشور بالشرق الأوسط بالأمس 14 يناير أن الفريق عبد الفتاح السيسي «أهم من أن يكون رئيسا للجمهورية» وأنه «حارس الدستور الجديد، وحامي النظام، أما عندما ينزل إلى المنصب التنفيذي يصبح جزءا من المشكلة، ولن يكون هناك من يرعى الانتقال التاريخي ويدافع عنه.»

وتابع الراشد: «نزول الفريق السيسي من رعاية الرئاسة إلى الرئاسة نفسها ستضعه في مرمى المشكلات المتوقعة للسنوات الأربع الصعبة المقبلة.»

وحذر الراشد من احتمال تعرض الفريق السيسي للاحتجاجات الشعبية قائلاً: «على الفريق السيسي أن يقبل بحقيقة أنه قد يضطر إلى الاستقالة قبل نهاية السنوات الأربع المقبلة إن بلغت الاعتراضات درجة الغليان.»

وأضاف: «أعرف أنه ليس أمام المصريين زعامات كبيرة، فمعظم الأسماء الحالية لها باع في الساحة لكنها لا تملك الشعبية الجارفة التي يمكن أن تؤسس للانتقال الضروري، وتعزيز النظام السياسي. ولأن الجيش يمثل المؤسسة الكبيرة والموثوقة، وابتعد سريعا عن المماحكات السياسية خلال زمن الاضطراب الماضي، فقد كان الجدار الذي استندت إليه غالبية المصريين بعد أن حاصرهم نظام الإخوان واستطاع أن يحمي الملايين الغاضبة ويستجيب لمطالبهم بإقصاء مرسي ورفاقه، تماما كما فعل عندما خرجوا ضد مبارك فتولى حماية المتظاهرين وتولى مهمة عزل مبارك»

واختتم مقاله بسؤال: «لمن سيذهب المصريون غدا إن قرروا الزحف على ميادين القاهرة؟ وكيف سيجري التعامل معهم؟»

طارق الحميد: السيسي رئيساً مؤقتاً

أتى الرد في اليوم التالي من الصحفي السعودي البارز طارق الحميد، رئيس تحرير الشرق الأوسط سابقاً، حيث تحدث بدوره عن تحديات ترشح الفريق السيسي للرئاسة، واعتبر أن التحدي الأهم هو إمكانية أن يحكم لفترة أو فترتين فقط.

قال الحميد في مقاله المنشور اليوم الأربعاء في الشرق الأوسط «التحدي الأهم والأكبر أمام السيسي في حال قرر الترشح ليس الأزمة الاقتصادية، ولا التعليمية، ولا السياسية، ولا حتى الأمنية، بل هي أبسط من ذلك، وأشد تعقيدا، فقناعتي أن نجاح السيسي حينها كرئيس لمصر سيكون متلخصا بأمر واحد وهو: هل يحكم مصر فترة، أو فترتين، ثم يغادر المنصب عائدا لمنزله؟ هذا هو السؤال، وهذا هو التحدي!»

وقال الحميد «الوضع في مصر اليوم، بل المنطقة برمتها، بحاجة إلى رئيس مصري بصفات عبد الفتاح السيسي، وبالحس الوطني الذي أظهره في الأزمة المصرية اليوم كرجل دولة، فوجود رجل بحجم ومكانة الفريق عبد الفتاح السيسي، وبمواصفاته السياسية المميزة، يعد أمرا إيجابيا ليس لمصر وحدها وإنما للمنطقة ككل، فالفريق السيسي ليس رجلا عسكريا وحسب، بل هو قبطان، وما تحتاج إليه مصر اليوم ليس ساحرا، ولا فرعونا، بل رجل عقلاني، وواضح الرؤية، ومؤمن - وهذا أهم شيء - بقيمة الدولة»

غسان شربل: أحذر السيسي من كثرة الأعداء وكثرة المداحين

الصحفي اللبناني البارز غسان شربل دخل بدوره في جدلية ترشح السيسي، في مقال كتبته بصحيفة الحياة اللبنانية في 13 يناير، معتبراً أن أهم ما يمكن أن يقدمه السيسي سواء من منصبه الحالي أو في الرئاسة هو « دعم قيام ديموقراطية طبيعية لا تحتاج كل حفنة سنوات او عقود الى ثورات ومنقذين.»

وأطلق شربل على الأيام الحالية «أيام السيسي» مفسراً ذلك بقوله: «كنا نعتقد أن عهد الجنرالات - المنقذين الوافدين من الثكن قد انقضى. وأننا نعيش في عصر الثورات الشبابية والرسائل النصية. لكن يبدو ان مجازفات «الإخوان» اعادتنا الى تلك الحقبة وإن في صورة معدلة.

ما كان الفريق عبد الفتاح السيسي ليجرؤ على خلع الرئيس محمد مرسي لو لم يتدفق عشرات ملايين المصريين في الشوارع في 30 يونيو.»

وقال شربل «خطران يحدقان بتجربة السيسي: كثرة الأعداء وكثرة المداحين.»

وأشار شربل إلى أن نسبة التأييد للدستور ستكشف ما إذا كان رهان المصريين على السيسي ثابتاً ولم يتزحزح، وهي ما سيحسم قرار ترشحه للرئاسة.

يذكر أن غسان شربل ليس بعيداً عن الأجواء الخليجية، فقد عمل سابقاً كمدير تحرير لصحيفة الشرق الأوسط السعودية، كما أن صحيفة الحياة اللبنانية بدورها يملكها الأمير السعودي جاسم بن سلطان.

تركي السديري: المهم أن يتحول إلى رئيس مدني

وصف الكاتب السعودي البارز تركي السديري الفريق السيسي بأنه «نموذجي فيما فعله»، فهو لم يفرض نفسه على رأس السلطة وينفرد بها كما كان يحدث في دول العالم الثالث في الانقلابات، بل ترك هذه الفرص لتأسيس حكم سياسي ذو شراكة مع الأطياف المدنية، كما أن دوره الأهم هو إفشال محاولات عرقلة الاستفتاء على الدستور، بما يؤدي للوصول للانتخابات الديموقراطية حسب خارطة الطريق.

وعن التوجه السعودي قال السديري في تصريحات لبوابة الشروق أنه لا يوجد موقف رسمي من ترشح السيسي من عدمه، لكن ما يهم السعودية في الشأن هو بقاء مصر في وضع مستقر، وبعيداً عن التدخلات الدولية مثل العراق ولبنان.

وأشار السديري لوجود إشارات على تحفظ كويتي على ترشح الفريق السيسي.

وتابع السديري: « أكثر الأمور أهمية في رأيي لو وصل الفريق السيسي للرئاسة هو أن يقدم نفسه كمدني مستقل عن مؤسسة الجيش»

الدعم الخليجي ينعش الموازنة المصرية

كان وزير التخطيط أشرف العربي قد قال أن هناك اتفاقاً مع بعض دول الخليج، مثل الإمارات والسعودية والكويت، على توفير حزمة مالية تقدر ب21 مليار دولار، وصل منها حتى الآن 7 مليارات دولار، منها مليارا دولار في شكل منحة من الإمارات والسعودية و4 مليارات أخرى من السعودية والإمارات، ومليار من الكويت في شكل ودائع لمدة 5 سنوات بدون فوائد.

وأضاف الوزير في حوار المنشور بصحيفة الخليج الاقتصادي في 20 أكتوبر: «أفضل ما في هذه الحزم المالية أنها غير مشروطة.»

أما عن الدعم النفطي فقد نقلت وكالة الأناضول في 24 نوفمبر عن مسئول مصري بارز أن مصر تتلقى آخر دفعة من المساعدات النفطية المتفق عليها من الإمارات والسعودية في ديسمبر، بقيمة 670 مليون دولار.

وذكرت الأناضول أن السعودية والكويت والإمارات قد أعلنت عن تقديم مساعدات نفطية بقيمة 4 مليارات دولار.

الدعم الخليجي ظهر بوضوح في الأرقام الإيجابية لتقرير وزارة المالية عن الشهور الخمسة (يوليو - نوفمبر)، والذي كشف عن تراجع كبير لعجز الموازنة إلى 65.9 مليار جنيه مقابل 80.7 مليار في نفس الفترة من العام الماضي.

إيرادات الدولة ارتفعت من 108.5 مليار العام الماضي إلى 126.7 مليار بينما انخفضت فاتورة الدعم متأثرة بمساعدات النفط الخليجي حيث بلغ هذا البند في التقرير المالي 30.7 مليار جنيه، مقابل 53.3 في نفس الفترة من العام الماضي.

اجمالي القراءات 4125
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق