الأسباب العشر لسقوط السيسي
عندما أصبح المشير/ عبدالفتاح السيسي رئيساً لمصر، قال الجميع أنه سيحكم ليس لمدة رئاسة واحدة، ولكن لمدتين على الأقل، في حال لم يقم بتغيير الدستور ليسمح له بالترشح حتى الوفاة ! جميعها تكهنات، إلا أنني الآن أقول، أن سقوط الرئيس/ السيسي قريب، وذلك لأسباب عشر إن لم يتجنبها فالخطر قادم، وهي:
أولاً/ فقدان كاريزما الرئيس :
فعلى سبيل المثال، لا يمتلك السيسي سرعة البديهة في الرد على الأسئلة، في كل محافله أياً ما كانت، ودائماً ما يتوقف في الحديث.
الأمر الآخر، يفتقر الرئيس، إلى القواعد اللغوية التي يتوجب على أي رئيس أن يعلمها، وأقصد هنا اللغة العربية، لذا نجده تخرج منه بعض الجمل التي قد لا تؤدي إلى معني ! وقد تؤدي إلى معنى آخر هو لا يقصده.
أيضاً فقدان الرئيس/ السيسي للشموخ الذي تعارفنا عليه مع ثلاثة رؤساء من قبل، "عبدالناصر، السادات، مبارك" فدائماً ما يظهر السيسي وقد بات الإنحناء مرتبط بشخصه في كل أوضاعه سواء أكان جالساً، أم واقفاً.
ثانياً/ عدم إدراك حجم المسؤلية :
الرئيس/ عبدالفتاح السيسي، كسياسي لا يدرك أنه رئيس مصر، فبدلاً من أن يكون قائداً للعرب، نجده يلقى بلواء القيادة إلى الملك عبدالله، ملك السعودية، رحمه الله، ومن بعده يلقي بلواء القيادة إلى شقيقه الملك سلمان ! وعندما يستدعيه الملك سلمان يوم 1 مارس 2015م، يلبي النداء فوراً.
ثالثاً/ عدم الشفافية :
قال المشير/ السيسي قبل ترشحه، أنه لا مصالحة مع جماعة الإخوان ! ثم سعى بعد أن أصبح رئيس، للمصالحة مع الإخوان من خلف الستار ! كما سبق وأن قال وهو مرشح للرئاسة، أنه لن ينسى مواقف كل من قطر وتركيا تجاه مصر، ثم نجده يسعى، للتصالح مع قطر وتركيا، ومن خلف الستار أيضاً ! بل زاد الأمر إلى أنه صرح جهراً، بأنه يعتذر للشيخة موزة والدة الأمير تميم، أمير دولة قطر.
أمر آخر : وهو قيام السيسي بتحصيل مليارات من الفقراء قبل الأغنياء، تبرع بها المصريون، لعدد من الصناديق التي هي من إبداع الرئيس، ولكن الشعب لا يعلم أين ذهبت تلك المليارات، هذا بالإضافة إلى الأموال التي تبرعت بها دول الخليج العربي، فلم يأخذ الشعب منها شيئاً، ولا يعلم أين مآلها، فكافة الأمور المالية في عهد الرئيس/ السيسي، ينتابها غموض وعدم وضوح، دون أدنى شفافية تذكر.
أمر أخير : يتعلق أيضاً بعدم الشفافية، يخص قناة السويس، والتفريعة الجديدة والتي أُطلق عليها إسم "قناة السويس الجديدة" علماً بأن إسمها الهندسي والعلمي "تفريعة" وليس "قناة" والمشكلة هنا : هي أن هيئة قناة السويس قد سلمت الإشراف العام عليها للبنك الدولي، كما أصبح حق إدارة القناة لـ شركة فرنسية، فهل لو كان الشعب يعلم بأن قناة السويس ستذهب إدارتها إلى الغرب، هل كان سيوافق.
رابعاً/ عمل العسكريين بالسياسة :
يعتمد السيسي في طريقة حكمه على مستشارين عسكريين، ليس لهم باع بالسياسة، فهو يقرب منه أهل الثقة، وليس أهل الخبرة أو الكفاءة، وبالتالي علينا أن نتوقع قرارت سياسية غير صائبة، فمنذ توليه السلطة في يوليو 2014م وأغلب القرارات السياسية خاطئة.
خامساً/ الإستخفاف بالخصوم :
أكثر ما يدعو للسخرية، هو قيام نظام حكم الرئيس، بشن هجوم شرس على "أمريكا" ولكن في الغرف المغلقة، نجد نفس النظام يصور لـ "أمريكا" الحب والود والإحترام ! فيأتي الرئيس/ السيسي بشخص أمريكي الجنسية، أقسم على أن يكون ولائه الأول والأخير للعلم الأمريكي، لينصبه محافظاً للإسكندرية، هل يستخف الرئيس هنا بالشعب أم بالأمريكان ! وهل ظن الرئيس أنه يملك من القدرات ما يستطيع أن يواجه به أقوى دولة في العالم، فإن كان لا يستطيع المواجهة، فلما إذاً المناوشات التي لن تجر إلا خراب أو دمار.
سادساً/ الإعتماد على تحالفات دولية واهية :
كون الرئيس كما سبق وأن ذكرنا يستخف بالأمريكيين، في مواقف عدة، فإنه أيضاً يستخف بالمصريين عندما يحاول إقناعهم بتحالفات واهية، مع كل من روسيا والصين على سبيل المثال ! فالصين لمن لا يعلم هي تابعة للدولار الأمريكي، ولو تأثر الدولار بالسلب، فالصين قد تموت أو تنتهي بالمعنى الأدق، هذا بخلاف أمور كثيرة لا مجال لسردها هنا حول الصين، أما بالنسبة لروسيا، فهي دولة ضعيفة إقتصادياً، يحكمها نظام شمولي حاد، تتألم مع كل شمس جديدة، من سوء معيشتها، وهي دولة لديها أسلحة، لكنها الأعقد بين أسلحة العالم، إن إعتماد السيسي على تحالف مثل هذا، أشبه بشخص ضعيف البصر، فذهب يتوكأ على مجموعة من العميان ليرشدوه إلى الطريق الصحيح.
سابعاً/ الحرب على كل الجبهات في وقت واحد :
تلك أزمة يمر بها الرئيس، والذي هو رجل حرب ! إلا أن الرئيس قرر المواجهة لكل خصومه في وقت واحد، فيواجه الإخوان تارة، ثم ينشغل عنهم بالبحث عن مصالحة أو تقديم الإعتذار لدولة قطر ! ثم مواجهة داعش، ومن قبل مواجهة منظمات المجتمع المدني ! والتي لم تسيئ إليه ابداً، إلا أن الرئيس لا يأتمن منظمات ساهمت في كشف فساد من كانوا قبله.
ثامناً/ الغرور والتكبر :
وتبلغ ذروة الغرور والتكبر للرئيس/ عبدالفتاح السيسي، في اللحظة التي أصدر فيها قانون "الكيانات الإرهابية" فإذا به يقحم القضاء والنيابة العامة في أمور لا شأن لهما بها، فأي قانون هذا ؟! إنه العبث بعينه بالقوانين ! الم يعلم الرئيس أن المصريون لا يحكمون بالحديد والنار، إنه قانون لإرهاب شعب لا يخاف.
تاسعاً/ النظام المخترق :
كيف نثق في الرئيس، ونحن نرى مكتبه مخترق من جهة ما، لا نعلم ما هي الجهة التي إخترقت مكتبه، ولا يشغلنا أن نعلمها، ولكن ما يشغلنا هو أن مكتب الرئيس قد أُخترق، كما لا يشغلنا كشف سوآت مكتب الرئيس، بقدر ما يشغلنا أمر آخر : لو كان الرئيس غير قادر على تأمين مكتبه الشخصي، فهل يقدر على تأمين دولة كبرى بحجم مصر.
عاشراً/ مناصرة الرئيس السيسي للأغنياء والإعلاميين على حساب الشعب :
السيسي هو النصير الأول للأثرياء في مصر، فلم يقوم مثلاً، برفع النسبة المفروضة من الضرائب على الأغنياء، ولا قام برفع الدعم عن المحروقات الخاصة بسياراتهم الفارهة ! ولا قام بمحاسبة الإعلاميين أوطلب أموال من الملايين التي يتقاضوها، نظير دعمهم للرئيس، لأي صندوق من الصناديق التي إبتدعها الرئيس !
إن السيسي جاء فزاد الفقراء فقراً مدقعاً، وليزدادوا أيضاً بؤساً وشقاءاً، في حياتهم التي تعد صعبة، حتى بدون الضغوط التي فرضها عليهم ! لقد ضاعف الرئيس فواتير الكهرباء، ومازالت الكهرباء تعاني الإنقطاع الدائم ! وضاعف فواتير المياه، التي هي غير صالحة للشرب، وتضاعفت الأسعار في عهد الرئيس بعد رفعه للدعم، وذلك كله دون أن يرى المواطن أي تحسن ملحوظ في أي قطاع من قطاعات الدولة.
لقد إزداد الأغنياء في عهد الرئيس السيسي غنى، وإزداد الفقراء في عهده فقراً.
في النهاية أقول :
ليس السيسي كـ جمال عبدالناصر الذي إنقلب عليه الشعب، بعد نكسة 1967م، وليس السيسي كــ السادات، الذي إنقلب عليه الشعب أيضاً في أحداث 18 و19 يناير 1977م، ونسي الشعب أنه ينقلب على بطل الحرب والسلام.
كم أتمنى أن يستفيد الرئيس السيسي من كتابي هذا، إلا أنني متأكد من أنه حتى وإن قرأ كتابي هذا، فإنه سيستخف به، لأن من حوله سيصورون له ذلك.
وعلى الله قصد السبيل
شادي طلعت
اجمالي القراءات
17397
إننا نكتب لإبراء الذمة ، وليس مهما بعدها إن قرأ المسئول المقصود أو لم يقرأ. هو الذى سيدفع الثمن عاجلا أو آجلا . ومهمتنا تنتهى بالكتابة نُصحا و وعظا وتحذيرا وإشفاقا وخوفا. والنبى عليهم السلام نفسه قال له ربه جل وعلا ( لست عليهم بمسيطر ) . هم على العكس يظنون أنهم علي شعوبهم مسيطرون ، وعندما تحيق بهم المحنة يصبحون أضحوكة العالم .. وستشهد هذه المنطقة المنكوبة المزيد من المحن والنكبات والحكام المؤقتين والمعزلين والمخلوعين والمطرودين والمشلوحين والمسجونين والمقتولين والمنفيين ..
شكرا استاذ شادى على صراحتك وشجاعتك ..وننتظر منك المزيد ..