الصالحون

الأربعاء ٢٧ - نوفمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال : نقول عن فلان من الناس إنه من الصالحين . وشيوخ الصوفية هم دائما من الصالحين . أعرف إن هذا تزكية للغير بالصلاح ، والله تعالى هو الأعلم بمن إتقى . ومن المحرم تزكية النفس أو الغير . أريد من حضرتك توضيح معنى الصالحين فى الدنيا والآخرة ، وهل هناك فرق بينهما .
آحمد صبحي منصور :

الإجابة

الصلاح فى الدنيا :

1 ـ يأتى بمعنى السلوك الصالح للشخص ، كقوله جل وعلا : ( وَأَنكِحُوا الأَيَامَى مِنْكُمْ وَالصَّالِحِينَ مِنْ عِبَادِكُمْ وَإِمَائِكُمْ إِنْ يَكُونُوا فُقَرَاءَ يُغْنِهِمْ اللَّهُ مِنْ فَضْلِهِ وَاللَّهُ وَاسِعٌ عَلِيمٌ (32) النور ).

2 ـ والمؤمن يخشى من تزكية نفسه بالصلاح ، بل يعلّق هذا على مشيئة الرحمن جل وعلا ، وهذا ما قاله الرجل  ( الصالح ) لموسى فى إتفاقية الزواج : ( قَالَ إِنِّي أُرِيدُ أَنْ أُنكِحَكَ إِحْدَى ابْنَتَيَّ هَاتَيْنِ عَلَى أَنْ تَأْجُرَنِي ثَمَانِيَةَ حِجَجٍ فَإِنْ أَتْمَمْتَ عَشْراً فَمِنْ عِنْدِكَ وَمَا أُرِيدُ أَنْ أَشُقَّ عَلَيْكَ سَتَجِدُنِي إِنْ شَاءَ اللَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (27) القصص ).

3 ـ والمؤمن فى حياته الدنيا يدعو ربه جل وعلا أن يُلحقه فى الآخرة بالصالحين ، ويدخله فى الصالحين .

 من دعاء :

3 / 1 : ابراهيم عليه السلام : ( وَالَّذِي أَطْمَعُ أَنْ يَغْفِرَ لِي خَطِيئَتِي يَوْمَ الدِّينِ (82) رَبِّ هَبْ لِي حُكْماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (83) وَاجْعَلْ لِي لِسَانَ صِدْقٍ فِي الآخِرِينَ (84) وَاجْعَلْنِي مِنْ وَرَثَةِ جَنَّةِ النَّعِيمِ (85) الشعراء )

3 / 2 : يوسف عليه السلام : ( رَبِّ قَدْ آتَيْتَنِي مِنْ الْمُلْكِ وَعَلَّمْتَنِي مِنْ تَأْوِيلِ الأَحَادِيثِ فَاطِرَ السَّمَوَاتِوَالأَرْضِ أَنْتَ وَلِيِّ فِي الدُّنْيَا وَالآخِرَةِ تَوَفَّنِي مُسْلِماً وَأَلْحِقْنِي بِالصَّالِحِينَ (101) يوسف )

3 / 3 : سليمان عليه السلام : ( وَقَالَ رَبِّ أَوْزِعْنِي أَنْ أَشْكُرَ نِعْمَتَكَ الَّتِي أَنْعَمْتَ عَلَيَّ وَعَلَى وَالِدَيَّ وَأَنْ أَعْمَلَ صَالِحاً تَرْضَاهُ وَأَدْخِلْنِي بِرَحْمَتِكَ فِي عِبَادِكَ الصَّالِحِينَ (19) النمل ).

4 ـ والمؤمن يدعو ربه جل وعلا أن يهبه ذرية صالحة .

4 / 1 : من دعاء ابرهيم عليه السلام : ( رَبِّ هَبْ لِي مِنْ الصَّالِحِينَ (100) الصافات ) .

4 / 2 : وعباد الرحمن يدعون ربهم جل وعلا : ( والَّذِينَ يَقُولُونَ رَبَّنَا هَبْ لَنَا مِنْ أَزْوَاجِنَا وَذُرِّيَّاتِنَا قُرَّةَ أَعْيُنٍ وَاجْعَلْنَا لِلْمُتَّقِينَ إِمَاماً (74)  الفرقان )

الصلاح وعدمه عند الاحتضار :

عند الموت يكون التبشير بالجنة أو النار . والذى تبشره ملائكة الموت بالنار يتمنى لو يعود للحياة ليعمل عملا صالحا غير الذى كان يعمل .

قال جل وعلا :

1 ـ  ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا لا تُلْهِكُمْ أَمْوَالُكُمْ وَلا أَوْلادُكُمْ عَنْ ذِكْرِ اللَّهِ وَمَنْ يَفْعَلْ ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمْ الْخَاسِرُونَ (9) وَأَنْفِقُوا مِنْ مَا رَزَقْنَاكُمْ مِنْ قَبْلِ أَنْ يَأْتِيَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ فَيَقُولَ رَبِّ لَوْلا أَخَّرْتَنِي إِلَى أَجَلٍ قَرِيبٍ فَأَصَّدَّقَ وَأَكُنْ مِنْ الصَّالِحِينَ (10) وَلَنْ يُؤَخِّرَ اللَّهُ نَفْساً إِذَا جَاءَ أَجَلُهَا وَاللَّهُ خَبِيرٌ بِمَا تَعْمَلُونَ (11) المنافقون ).

2 ـ ( حَتَّى إِذَا جَاءَ أَحَدَهُمْ الْمَوْتُ قَالَ رَبِّ ارْجِعُونِ (99) لَعَلِّي أَعْمَلُ صَالِحاً فِيمَا تَرَكْتُ كَلاَّ إِنَّهَا كَلِمَةٌ هُوَ قَائِلُهَا وَمِنْ وَرَائِهِمْ بَرْزَخٌ إِلَى يَوْمِ يُبْعَثُونَ (100) المؤمنون )

الصلاح بين الدنيا والآخرة :

1 ـ الذى يؤمن ويعمل الصالحات فى الدنيا يكون فى الآخرة ( صالحا ) لدخول الجنة . لأن أعماله الصالحة تؤهله لنعيم الجنة ، يكون جزاؤه هو عمله الصالح ، كانوا فى الدنيا ذكورا وإناثا ويتحولون فى الجنة الى جنس واحد ونشأة جديدة ، ويتحول عملهم الصالح الى حور عين وسائر أنواع النعيم . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُكَفِّرَنَّ عَنْهُمْ سَيِّئَاتِهِمْ وَلَنَجْزِيَنَّهُمْ أَحْسَنَ الَّذِي كَانُوا يَعْمَلُونَ (7)  العنكبوت ) هذا عن عملهم الصالح فى الدنيا ، وبه يكونون صالحين لدخول الجنة والتمتع برحمة رب العزة جل وعلا . قال جل وعلا : ( وَالَّذِينَ آمَنُوا وَعَمِلُوا الصَّالِحَاتِ لَنُدْخِلَنَّهُمْ فِي الصَّالِحِينَ (9) العنكبوت )

2 ـ هذا  بينما يتحول العمل السىء والكافر الى عذاب لصاحبه فى الآخرة :

2 / 1 : عند لقاء الرحمن جل وعلا يرجون الرجوع للدنيا ليعملوا صالحا فقد أصبحوا موقنين بعد أن كانوا فى الدنيا كافرين . قال جل وعلا : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12) السجدة )

2 / 2 : وهم فى الجحيم يصطرخون من التعذيب بذنوبهم حيث لا موت ولا تخفيف فيطلبون الخروج ليعملوا عملا صالحا غير العمل السىء الذى يتعذبون به . قال جل وعلا  : ( وَالَّذِينَ كَفَرُوا لَهُمْ نَارُ جَهَنَّمَ لا يُقْضَى عَلَيْهِمْ فَيَمُوتُوا وَلا يُخَفَّفُ عَنْهُمْ مِنْ عَذَابِهَا كَذَلِكَ نَجْزِي كُلَّ كَفُورٍ (36) وَهُمْ يَصْطَرِخُونَ فِيهَا رَبَّنَا أَخْرِجْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً غَيْرَ الَّذِي كُنَّا نَعْمَلُ أَوَلَمْ نُعَمِّرْكُمْ مَا يَتَذَكَّرُ فِيهِ مَنْ تَذَكَّرَ وَجَاءَكُمْ النَّذِيرُ فَذُوقُوا فَمَا لِلظَّالِمِينَ مِنْ نَصِيرٍ (37) فاطر )

بعض الأنبياء الموتى الذين وصفهم الله جل وعلا بالصلاح ، قال جل وعلا عن :

1 ـ ابراهيم عليه السلام :

1 / 1 : ( وَمَنْ يَرْغَبُ عَنْ مِلَّةِ إِبْرَاهِيمَ إِلاَّ مَنْ سَفِهَ نَفْسَهُ وَلَقَدْ اصْطَفَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (130) البقرة )

1 / 2 : ( إِنَّ إِبْرَاهِيمَ كَانَ أُمَّةً قَانِتاً لِلَّهِ حَنِيفاً وَلَمْ يَكُنْ مِنَ الْمُشْرِكِينَ (120) شَاكِراً لأَنْعُمِهِ اجْتَبَاهُ وَهَدَاهُ إِلَى صِرَاطٍ مُسْتَقِيمٍ (121) وَآتَيْنَاهُ فِي الدُّنْيَا حَسَنَةً وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (122) النحل )

1 / 3 : ( وَوَهَبْنَا لَهُ إِسْحَقَ وَيَعْقُوبَ وَجَعَلْنَا فِي ذُرِّيَّتِهِ النُّبُوَّةَ وَالْكِتَابَ وَآتَيْنَاهُ أَجْرَهُ فِي الدُّنْيَا وَإِنَّهُ فِي الآخِرَةِ لَمِنْ الصَّالِحِينَ (27) العنكبوت )

2 ـ لوط عليه السلام : ( وَلُوطاً آتَيْنَاهُ حُكْماً وَعِلْماً وَنَجَّيْنَاهُ مِنْ الْقَرْيَةِ الَّتِي كَانَتْ تَعْمَلُ الْخَبَائِثَ إِنَّهُمْ كَانُوا قَوْمَ سَوْءٍ فَاسِقِينَ (74) وَأَدْخَلْنَاهُ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (75) الانبياء )

3 ـ أنبياء آخرين عليهم السلام : ( وَإِسْمَاعِيلَ وَإِدْرِيسَ وَذَا الْكِفْلِ كُلٌّ مِنْ الصَّابِرِينَ (85) وَأَدْخَلْنَاهُمْ فِي رَحْمَتِنَا إِنَّهُمْ مِنْ الصَّالِحِينَ (86) الانبياء )

4 ـ يونس عليه السلام : ( فَاجْتَبَاهُ رَبُّهُ فَجَعَلَهُ مِنْ الصَّالِحِينَ (50) القلم ).

اللهم ألحقنا بالصالحين يا رب العالمين يا أرحم الراحمين .!



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 1788
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5315
اجمالي القراءات : 65,313,284
تعليقات له : 5,514
تعليقات عليه : 14,906
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


زكاة الريع : شيخن ا الجلي ل أثابك الله أستس محكم في...

التشريع فى العبادات : ماذا عن صلاة الغائ ب وصيام الاتن ين ...

مبين بينات مبينات: هل هناك فرق فى وصف القرآ ن الكري م ب ( المبي ن )...

يوم التناد : منذ يومين اقرأ في سورة غافر واحاو ل تدبره ا ...

الصوت منخفض جدا: ارجو من الله ان تكون بالف خير ، الفت...

ثلاثة أسئلة: السؤا ل الأول : هل صحيح أن من قتل يقتل ولو بعد...

خمسة أسئلة : السؤا ل الأول : قرأ فى كتاب أن واحد ذهب الى...

الخلط فى المصطلحات: إن التشر يع بالزو اج بين المسل مين ...

ترجمة القرآن: ما رأيك فى ترجمة القرآ ن و ما يتبعه ا من تحريف...

بنات السلفيين: اعانك م الله في مهمتك م التي تتمثل في غسل...

سبحان الله العظيم .!: عندما يتعجب الإنس ان من أي شيء هل يقول ( سبحان...

الشاهدة من تانى..!: أنا الذي سألتك منذ بضعة أعوام عن الزوا ج،و ...

الإسراء والمعراج : أراك تتجاه ل موضوع الاسر اء و المعر اج . هل...

الاستخارة : احببت ان اسئلك عن الاست خاره التي اذا هم...

قرية جانم فى السنغال: هذه الرسا لة نكتبه ا الي فضيلة السيد احمد...

more