سؤالان

الأحد ٠١ - سبتمبر - ٢٠٢٤ ١٢:٠٠ صباحاً


نص السؤال:
السؤال الأول : هل يصح أن أقول عن شخص مات إنه ( فى ذمة الله )؟ السؤال الثانى تعجبت مما جاء فى القرآن الكريم أن اليهود كانوا يقولون سمعنا وعصينا بدل أن يقولوا سمعنا واطعنا . لولا إن هذا مذكور فى القرآن ما صدقته . أرجو التوضيح .
آحمد صبحي منصور :

إجابة السؤال الأول :

1 ـ قطعا لا يصح هذا إسلاميا . لأنها كلمة كافرة فاجرة .! ونقول هذا وعظا لمن كان حيا قبل أن يموت من الكافرين ، يقول جل وعلا عن كتابه الكريم ( إِنْ هُوَ إِلاَّ ذِكْرٌ وَقُرْآنٌ مُبِينٌ (69) لِيُنْذِرَ مَنْ كَانَ حَيّاً وَيَحِقَّ الْقَوْلُ عَلَى الْكَافِرِينَ (70)  يس ).

2 ـ جاءت كلمة ( ذمّة ) فى القرآن الكريم مرتين فقط بمعنى العهد ، فى قوله جل وعلا عن الكافرين المعتدين ناقضى العهد : ( كَيْفَ وَإِنْ يَظْهَرُوا عَلَيْكُمْ لا يَرْقُبُوا فِيكُمْ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً يُرْضُونَكُمْ بِأَفْوَاهِهِمْ وَتَأْبَى قُلُوبُهُمْ وَأَكْثَرُهُمْ فَاسِقُونَ (8) اشْتَرَوْا بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَناً قَلِيلاً فَصَدُّوا عَنْ سَبِيلِهِ إِنَّهُمْ سَاءَ مَا كَانُوا يَعْمَلُونَ (9) لا يَرْقُبُونَ فِي مُؤْمِنٍ إِلاًّ وَلا ذِمَّةً وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُعْتَدُونَ (10)  التوبة ).

2 ـ وجاءت تراثيا عن غير المسلمين من أهل البلاد التى غزاها العرب فى فتوحاتهم الكافرة ، وعقدوا معهم معاهدات ظالمة جعلوهم فيها مواطنين من الدرجة السفلى يدفعون الجزية ، وسموهم ( أهل الذّمّة ) .

3 ـ هذا الظلم الفظيع لمن جعلوهم أهل الذّمّة يهون بالمقارنة بقولهم (فلان فى ذمّة الله ). لأنه إذا كانت ( الذّمّة ) تعنى العهد ، فهذا يعنى أن فلانا الذى مات قد دخل فى عهد الله . وهذا إفتراء على الله جل وعلا ، لأن (عهد الله ) يعنى أوامره والتى يجب الوفاء بها . فهل هذا الفلان الذى مات قد وفّى بما عاهد الله جل وعلا عليه ؟ وهل قال الله جل وعلا وأعلن وأوحى له إن فلانا هذا قد أوفى بما عاهد الله جل وعلا عليه ؟ وهل الذى قال هذه المقالة قد إطّلع على الغيب الالهى أم إتّخذ عند الرحمن عهدا ؟ .

إن كلمة كافرة كهذه قال عنها جل وعلا : ( أَفَرَأَيْتَ الَّذِي كَفَرَ بِآيَاتِنَا وَقَالَ لأوتَيَنَّ مَالاً وَوَلَداً (77) أَاطَّلَعَ الْغَيْبَ أَمْ اتَّخَذَ عِنْدَ الرَّحْمَنِ عَهْداً (78) كَلاَّ سَنَكْتُبُ مَا يَقُولُ وَنَمُدُّ لَهُ مِنْ الْعَذَابِ مَدّاً (79) وَنَرِثُهُ مَا يَقُولُ وَيَأْتِينَا فَرْداً (80)  مريم ).

4 ـ وما أكثر كلمات الكفر التى إعتاد المحمديون قولها وهم يحسبون أنهم يحسنون صنعا .

إجابة السؤال الثانى :

أولا :

فعلا ، قال جل وعلا عن الُعُصاة الملعونين الكافرين من بنى إسرائيل :

1 ـ ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَكُمْ وَرَفَعْنَا فَوْقَكُمْ الطُّورَ خُذُوا مَا آتَيْنَاكُمْ بِقُوَّةٍ وَاسْمَعُوا قَالُوا سَمِعْنَا  وَعَصَيْنَا وَأُشْرِبُوا فِي قُلُوبِهِمْ الْعِجْلَ بِكُفْرِهِمْ قُلْ بِئْسَمَا يَأْمُرُكُمْ بِهِ إِيمَانُكُمْ إِنْ كُنتُمْ مُؤْمِنِينَ (93) البقرة )

2 ـ ( مِنْ الَّذِينَ هَادُوا يُحَرِّفُونَ الْكَلِمَ عَنْ مَوَاضِعِهِ وَيَقُولُونَ سَمِعْنَا وَعَصَيْنَا وَاسْمَعْ غَيْرَ مُسْمَعٍ وَرَاعِنَا لَيّاً بِأَلْسِنَتِهِمْ وَطَعْناً فِي الدِّينِ وَلَوْ أَنَّهُمْ قَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاسْمَعْ وَانظُرْنَا لَكَانَ خَيْراً لَهُمْ وَأَقْوَمَ وَلَكِنْ لَعَنَهُمْ اللَّهُ بِكُفْرِهِمْ فَلا يُؤْمِنُونَ إِلاَّ قَلِيلاً (46) النساء ). هذا لأنهم قالوا ( سمعنا وعصينا ).

ثانيا :

1 ـ على سُنّتهم سار المنافقون فى المدينة فى عهد النبى محمد عليه السلام ، والذين كانوا يرفضون الاحتكام للرسول . وقال جل وعلا عمّا ينبغى من المؤمنين : ( إِنَّمَا كَانَ قَوْلَ الْمُؤْمِنِينَ إِذَا دُعُوا إِلَى اللَّهِ وَرَسُولِهِ لِيَحْكُمَ بَيْنَهُمْ أَنْ يَقُولُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَأُوْلَئِكَ هُمْ الْمُفْلِحُونَ (51) النور ). كان هذا من اوائل ما نزل فى المدينة .

2 ـ ثم جاء تحذير للصحابة بعد موقعة بدر . قال جل وعلا  : (  يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلا تَوَلَّوْا عَنْهُ وَأَنْتُمْ تَسْمَعُونَ (20) وَلا تَكُونُوا كَالَّذِينَ قَالُوا سَمِعْنَا وَهُمْ لا يَسْمَعُونَ (21)  الانفال )

3 ـ وتكرّر التحذير فى أواخر ما نزل فى المدينة . قال جل وعلا : ( وَاذْكُرُوا نِعْمَةَ اللَّهِ عَلَيْكُمْ وَمِيثَاقَهُ الَّذِي وَاثَقَكُمْ بِهِ إِذْ قُلْتُمْ سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا وَاتَّقُوا اللَّهَ إِنَّ اللَّهَ عَلِيمٌ بِذَاتِ الصُّدُورِ (7)  المائدة ).

ثالثا :

1 ـ جاءت الأوامر للمؤمنين بعدم التفريق بين الرسل . قال جل وعلا : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة ). أى المفروض انهم طاعة لله جل وعلا أن يقولوا سمعنا وأطعنا . ولكن المحمديين يقدسون إلاها سمُّوه محمدا ، يرفعونه فوق مستوى الرُّسُل . ويجعلون شهادة الاسلام الواحدة ( لا إله إلا الله ) شهادتين . لو قلت لهم ( لا إله إلا الله ) تراه بوعى أو بدون وحى يقول ( محمد رسول الله ). لو إستشهدت له بقوله جل وعلا : ( آمَنَ الرَّسُولُ بِمَا أُنزِلَ إِلَيْهِ مِنْ رَبِّهِ وَالْمُؤْمِنُونَ كُلٌّ آمَنَ بِاللَّهِ وَمَلائِكَتِهِ وَكُتُبِهِ وَرُسُلِهِ لا نُفَرِّقُ بَيْنَ أَحَدٍ مِنْ رُسُلِهِ وَقَالُوا سَمِعْنَا وَأَطَعْنَا غُفْرَانَكَ رَبَّنَا وَإِلَيْكَ الْمَصِيرُ (285) البقرة ). سيقول أيضا ( الشهادتين ) . يعنى سمعنا وعصينا .

2 ـ عن مصيرهم يقول جل وعلا : ( وَلَوْ تَرَى إِذْ الْمُجْرِمُونَ نَاكِسُوا رُءُوسِهِمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ رَبَّنَا أَبْصَرْنَا وَسَمِعْنَا فَارْجِعْنَا نَعْمَلْ صَالِحاً إِنَّا مُوقِنُونَ (12) السجدة ).

أخيرا :

لا تتعجب من كفر العُصاة من بنى إسرائيل . عليك أن تتعجّب من المحمديين ، وهم من أكفر من يسير على قدمين .!



مقالات متعلقة بالفتوى :
اجمالي القراءات 906
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2006-07-05
مقالات منشورة : 5085
اجمالي القراءات : 56,019,107
تعليقات له : 5,420
تعليقات عليه : 14,771
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : United State

مشروع نشر مؤلفات احمد صبحي منصور

محاضرات صوتية

قاعة البحث القراني

باب دراسات تاريخية

باب القاموس القرآنى

باب علوم القرآن

باب تصحيح كتب

باب مقالات بالفارسي


يجوز الابتعاد ولكن.: عندي سؤال من فضلكم . انا امرأة بحثت سنين عن...

مسألة ميراث : عند توزيع المير اث حسب ما نزل في القرآ ن ...

الغلو : نحن نقول ( الغلو ) فى الدين على التطر ف . فهل هذا...

شفاعة الملائكة: يقول تعالى في سورة الأنب ياء في سياق الحدي ث ...

المكر الطيب: يقول الله جل وعلا : ( ( اسْتِ كْبَا راً فِي...

فتاة مسلمة مثالية : السلا م عليكم أيها الشيخ الكري م، تحية طيبة...

القلب السليم: ورد اصطلا ح « القلب السلي م » في القرآ ن ...

القرض لغير المحتاج: اعرف ان القرض الحسن بلا فوائد هو للمحت اج ،...

صحيفة المدينة : جاء فى صحيفة المدي نة التى عقدها النبى مع...

وما قتلوه وما صلبوه: لماذا قدم الله فى كتابه وما قتلوه قبل وما...

الربا والعقارات: قرأت بحثك ( معركة الربا ) وأريد تفصيل ا عن...

تحرير المسجد الحرام: Dr. Mansour, Greeting s and I hope this note finds you in a great shape. First...

تحطيم الأصنام : انا غير سعيذ بخصوص مقالك التي تدعي فيه بان...

معانى ( مقام ): قرأت مقالك عن الأضر حة المبن ية فى العصر...

الحديث القدسى: أرجو أن أقرأ لكم عن الأحا ديث القدس يه , حيث...

more