البصمة الوراثية

عثمان محمد علي Ýí 2010-08-31


أخي الفاضل أستاذ عثمان الموقّر
تحية الله تعالى اليكم

ــــــــــــــــــــــــــــــ
قرأت مقالكم المعنون بآية قرءانية كريمة
ادعوهم لآبائهم هو أقسط عند الله ــ كان في غاية الأهمية

ولأنّكم تحدثتم عن ــ البصمة الوراثية


 
"(DNA)"  المادة الوراثية الموجودة في خلايا جميع الكائنات الحية
 

 
ألفيْتُ من الضروري أن أبعث اليكم هذا المقال القيّم
عن (البصمة الوراثية) المهمة جداً جداً
فأرجو نشره في الموقع وفي مكان بارز وملفت للنظر لتعم الفائدة
ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ
 
دمت مشكوراً
 
وداد وطني
24/8/1

بسم الله الرحمن الرحيم 

محاضرة   بعنوان

البصمة الوراثية

 

 

الدكتور محمد أنيس الأروادي  

بسم الله الرحمن الرحيم

البصمة الوراثية

 

ما هي البصمةالوراثية...........

 بداية ما هو الـ"DNA"؟

"(DNA)"هي المادةالوراثية الموجودة في خلايا جميع الكائنات الحية"، وهي التي تجعلك مختلفًا، إنهاالشيفرة التي تقول لكل جسم من أجسامنا: ماذا ستكون؟! وماذا ستفعل عشرة ترليونات(مليون مليون) من الخلايا؟!.

      وطبقًا لما ذكره العالمان: "واطسون" و "جريج" في عام 1953 فإن جزيء الحمض النووي"(DNA)" يتكون من شريطين يلتفان حول بعضهما علىهيئة سلم حلزوني، ويحتوي الجزيء على متتابعات من الفوسفات والسكر، ودرجات هذا السلمتتكون من ارتباط أربع قواعد كيميائية تحت اسم أدينينA ، ثايمينT، ستيوزينC،وجوانينG، ويتكون هذا الجزيء في الإنسان من نحو ثلاثة بلايين ونصف بليونقاعدة.

     كل مجموعة ما من هذه القواعد تمثل جينًا من المائة ألف جين الموجودةفي الإنسان، إذًا فبعملية حسابية بسيطة نجد أن كل مجموعة مكونة من 2.200 قاعدة تحملجينًا معينًا يمثل سمة مميزة لهذا الشخص، هذه السمة قد تكون لون العين، أو لونالشعر، أو الذكاء، أو الطول، وغيرها (قد تحتاج سمة واحدة إلى مجموعة من الجيناتلتمثيلها).
اكتشاف البصمة الوراثية:
     لم تُعرَف البصمة الوراثية حتى كانعام 1984 حينما نشر د. "آليك جيفريز" عالم الوراثة بجامعة "ليستر" بلندن بحثًا أوضحفيه أن المادة الوراثية قد تتكرر عدة مرات، وتعيد نفسها في تتابعات عشوائية غيرمفهومة.. وواصل أبحاثه حتى توصل بعد عام واحد إلى أن هذه التتابعات مميِّزة لكلفرد، ولا يمكن أن تتشابه بين اثنين إلا في حالات التوائم المتماثلة فقط؛ بل إناحتمال تشابه بصمتين وراثيتين بين شخص وآخر هو واحد في الترليون، مما يجعل التشابهمستحيلاً؛ لأن سكان الأرض لا يتعدون المليارات الستة، وسجل الدكتور "آليك" براءةاكتشافه عام 1985، وأطلق على هذه التتابعات اسم "البصمة الوراثية للإنسان" The DNA Fingerprint" ، وعرفت على أنها "وسيلة من وسائل التعرف على الشخص عن طريق مقارنةمقاطع"(DNA)"، وتُسمَّى في بعض الأحيان الطبعة الوراثية"DNA typing"

كيف تحصل على بصمة وراثية؟
كان د."آليك" أول مَن وضع بذلك تقنية جديدة للحصولعلى البصمة الوراثية وهي تتلخص في عدة نقاط هي:

  1. تُستخرَج عينة الـ"(DNA)" من نسيج الجسم أو سوائله "مثل الشعر، أو الدم، أو الريق".
  2.  تُقطَع العينةبواسطة إنزيم معين يمكنه قطع شريطي الـ"(DNA)" طوليًّا؛ فيفصل قواعد "الأدينينA"و"الجوانينG" في ناحية، و"الثايمينT" و"السيتوزينC" في ناحية أخرى، ويُسمَّى هذاالإنزيم بالآلة الجينية، أو المقص الجيني
  3. تُرتَّب هذه المقاطع باستخدامطريقة تُسمَّى بالتفريغ الكهربائي، وتتكون بذلك حارات طولية من الجزء المنفصل عنالشريط تتوقف طولها على عدد المكررات.
  4.  تُعرَّض المقاطع إلى فيلم الأشعةالسينية"X-ray-film"، وتُطبَع عليه فتظهر على شكل خطوط داكنة اللونومتوازية.

     ورغم أن جزيء الـ"(DNA)" صغير إلى درجة فائقة (حتى إنه لو جمع كلالـ"(DNA)" الذي تحتوي عليه أجساد سكان الأرض لما زاد وزنه عن 36 ملجم) فإن البصمةالوراثية تعتبر كبيرة نسبيًّا وواضحة.

 ولم تتوقف أبحاث د."آليك" على هذهالتقنية؛ بل قام بدراسة على إحدى العائلات يختبر فيها توريث هذه البصمة، وتبين لهأن الأبناء يحملون خطوطًا يجيء نصفها من الأم، والنصف الآخر من الأب، وهي معبساطتها تختلف من شخص لآخر.

    يكفي لاختبار البصمة الوراثية نقطة دم صغيرة؛ بل إنشعرة واحدة إذا سقطت من جسم الشخص المُرَاد، أو لعاب سال من فمه، أو أي شيء منلوازمه؛ فإن هذا كفيل بأن يوضح اختبار البصمة بوضوح كما تقول أبحاث د. "آليك".
    قد تمسح إذًا بصمة الأصابع بسهولة، ولكن بصمة الـ "(DNA)"  يستحيلمسحها من ورائك، وبمجرد المصافحة قد تنقل الـ"(DNA)" الخاصة بك إلى يد مَنتصافحه.

      ولو كانت العينة أصغر من المطلوب، فإنها تدخل اختبارًا آخر، وهوتفاعل إنزيم البوليميريز(PCR)، والذي نستطيع من خلال تطبيقه مضاعفة كميةالـ "(DNA)"  في أي عينة، ومما وصلت إليه هذه الأبحاث المتميزة أن البصمة الوراثية لاتتغير من مكان لآخر في جسم الإنسان؛ فهي ثابتة بغض النظر عن نوع النسيج؛ فالبصمةالوراثية التي في العين تجد مثيلاتها في الكبد.. والقلب.. والشعر.

وبذلكدخل د."آليك جيوفريز" التاريخ، وكانت أبحاثه من أسرع الاكتشافات تطبيقًا في كثير منالمجالات.

العلم في دهاليز المحاكم:

في البداية.. استخدم اختبارالبصمة الوراثية في مجال الطب، وفصل في دراسة الأمراض الجينية وعمليات زرع الأنسجة،وغيرها، ولكنه سرعان ما دخل في عالم "الطب الشرعي" وقفز به قفزة هائلة؛ حيث تعرفعلى الجثث المشوهة، وتتبع الأطفال المفقودين، وأخرجت المحاكم البريطانية ملفاتالجرائم التي قُيِّدَت ضد مجهول، وفُتِحَت التحقيقات فيها من جديد، وبرَّأت البصمةالوراثية مئات الأشخاص من جرائم القتل والاغتصاب، وأدانت آخرين، وكانت لها الكلمةالفاصلة في قضايا الأنساب، وواحدة من أشهر الجرائم التي ارتبط اسمها بالبصمةالوراثية هي قضية د." سام شبرد" الذي أُدِين بقتل زوجته ضربًا حتى الموت في عام1955 أمام محكمي أوهايو بالولايات المتحدة، وكانت هذه القضية هي فكرة المسلسلالمشهور "الهارب" The Fugitive في عام 1984.

     في فترة وجيزة تحولت القضية إلىقضية رأي عام، وأُذِيعَت المحاكمة عبر الراديو وسُمِحَ لجميع وكالات الأنباءبالحضور، ولم يكن هناك بيت في هذه الولاية إلا ويطالب بالقصاص، ووسط هذا الضغطالإعلامي أُغلِقَ ملف كان يذكر احتمالية وجود شخص ثالث وُجِدَت آثار دمائه على سريرالمجني عليها في أثناء مقاومته، قضي د."سام" في السجن عشر سنوات، ثم أُعِيدَتمحاكمته عام 1965، وحصل على براءته التي لم يقتنع بها الكثيرون حتى كان أغسطس عام1993، حينما طلب الابن الأوحد لـ"د. سام شبرد" فتح القضية من جديد وتطبيق اختبارالبصمة الوراثية.

أمرت المحكمة في مارس 1998 بأخذ عينة من جثة "شبرد"، وأثبتالطب الشرعي أن الدماء التي وُجِدَت على سرير المجني عليها ليست دماء "سام شبرد"،بل دماء صديق العائلة، وأدانته البصمة الوراثية، وأُسدِلَ الستار على واحدة من أطولمحاكمات التاريخ في يناير 2000 بعدما حددت البصمة الوراثيةكلمتها

البصمة الوراثية وقضايا النسب الشرعي

النسب: التعريف والثبوت

أولاً - تعريفات هامة:

أ - تعريف البصمة الوراثية:

في المؤتمر الذي عقدته المنظمة الإسلامية للعلوم الطبية بعنوان: "مدى حُجِّية البصمة الوراثية في إثبات البنوة"؛ أكدت أوراق المؤتمر الذي شارك فيه عدد من أبرز العلماء والأطباء المتخصصين في هذا المجال أن كل إنسان يتفرد بنمط خاص في ترتيب جيناته ضمن كل خلية من خلايا جسده، ولا يشاركه فيها أي إنسان آخر في العالم، وهو ما يعرف بـ "البصمة الوراثية". وأكد أحد الباحثين أن هذه البصمة تتضمن البنية التفصيلية التي تدل على كل شخص بعينه، ولا تكاد تخطئ في التحقق من الوالدية البيولوجية، فضلاً عن تعرّف الشخصية وإثباتها.

ب - تعريف النسب:

النسب في اللغة يطلق على معان عدة؛ أهمها: القرابة والالتحاق. تقول: فلان يناسب فلانًا فهو نسيبه، أي قريبة. ويقال: نسبه في بني فلان، أي قرابته، فهو منهم. وتقول: انتسب إلى أبيه أي التحق. ويقال: نسب الشيء إلى فلان، أي عزاه إليه. وقيل: إن القرابة في النسب لا تكون إلا للآباء خاصة.

وتنحصر أسباب النسب في الإسلام في أصلين؛ هما: النكاح، والاستيلاد، لقوله

تعالى:﴿وَحَلاَئِلُ أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ﴾[سورة النساء، الآية: 23]، فدل على أن الابن لا يكون ابنًا إلا أن يكون من الصلب، مع قوله تعالى: ﴿وَالَّذِينَ هُمْ لِفُرُوجِهِمْ حَافِظُونَ @إِلا عَلَى أَزْوَاجِهِمْ أوْ مَا مَلَكَتْ أَيْمَانُهُمْ فَإِنَّهُمْ غَيْرُ مَلُومِينَ @فَمَنِ ابْتَغَى وَرَاء ذَلِكَ فَأُوْلَئِكَ هُمُ الْعَادُونَ﴾[سورة المؤمنون، الآيات: 5- 7]، مما دل على تحريم العلاقة الخاصة مع النساء إلا في إطار هذين المذكورين، وأي نتاج بغيرهما لا يعتد به من جهة الرجل. أما من جهة المرأة فينسب إليها كل ما تلده، لأنه يجري على قاعدة الآية: ﴿أَبْنَائِكُمُ الَّذِينَ مِنْ أَصْلاَبِكُمْ﴾ [سورة النساء، الآية: 23]،وأيضًا قوله تعالى:﴿إِنْ أُمَّهَاتُهُمْ إِلا اللائِي وَلَدْنَهُمْ﴾ [سورة المجادلة، الآية: 2].

ثانياً - أدلة ثبوت النسب في الفقه الإسلامي:

النسب المستقر هو النسب الثابت بأحد أدلة ثبوته في الفقه الإسلامي، وأهمها: الفراش والبينة والإقرار والقيافة، ولكل من هذه الأدلة شروط مبسوطة في كتب الفروع، وأهم تلك الشروط ألا تخالف دليل العقل أو الشرع. فلو كان الزوج صغيرًا ابن سبع سنين، وأتت زوجته بولد فلا عبرة للفراش، وإذا أقرّ شخص بأن فلانًا ابنه وهو يقاربه في السن لا يقبل الإقرار.. وهكذا.

وإذا استقر النسب التحق المنسب بقرابته وتعلقت به سائر الأحكام الشرعية المرتبطة بهذا النسب، من تحديد المحارم، والأرحام، والولاية، والعقل، والإرث، والنفقة وغير ذلك. فكان استقرار النسب استقرارًا للمعاملات في المجتمع،

 

رأي المجمع الفقهي الاسلامي في استخدام البصمة الوراثية المنعقد بمكة المكرمة فيالفترة من 21-26/10/1422هــ


اصدر المجلس عددا من التوصيات والقرارات التي تنظمشرعيا عملية الاخذ بالحمض النووي الوراثي كدليل مادي في القضايا الجنائية، وقضاياالبنوة، والتي يجد الكثير من القضاة نوعا من الحرج في استخدام هذا الحمض النوويالوراثي كدليل يترتب عليه حكم شرعي في القضايا الجنائية، وبعض قضايا البنوة لعدموجود إجماع فقهي على مشروعية استخدام الحمض النووي الوراثي في القضايا الجنائية، وقضايا النسب المتنازع فيها.

 وفيما يلي نستعرض نص هذه القرارات والتي صدرت فياختتام أعمال الدورة على النحو التالي:


القرار السابع: بشأن البصمةالوراثية ومجالات الاستفاة منها.

الحمد لله وحده والصلاة والسلام على منلا نبي بعده، أما بعد:

فان مجلس الفقه الإسلامي في دورته السادسة عشرة المنعقدةبمكة المكرمة ، وبعدالنظر إلى التعريف الذي سبق للمجمع اعتماده في دورته الخامسة عشرة.. ونصه:
((البصمة الوراثية هي البنية الجينية - نسبة إلى الجينات ،أي المورثات- التي تدل على هوية كل إنسان بعينه ، وأفادت البحوث والدراسات العلمية إنها منالناحية العلمية وسيلة تمتاز بالدقة، لتسهيل مهمة الطب الشرعي.
ويمكن أخذها منأي خلية (بشرية) من الدم أو اللعاب أو المني أو البول أو غيره.)).

وبعدالاطلاع على ما اشتمل عليه تقرير اللجنة التي كلفها المجمع في الدورة الخامسة عشرةبإعداده من خلال إجراء دراسة ميدانية مستـفيضة للبصمة الوراثية، والاطلاع علىالبحوث التي قدمت الموضوع من الفقهاء والأطباء والخبراء، والاستماع إلى المناقشاتالتي دارت حوله ، تبين من ذلك كله أن نتائج البصمة الوراثية تكاد تكون قطعية فيإثبات نسبة الأولاد إلى الوالدين أو نفيهم عنهما، وفي إسناد العينة (من الدم أوالمني أو اللعاب) التي توجد في مسرح الحادث إلى صاحبها، فهي أقوى بكثير من القيافةالعادية (التي هي إثبات النسب بوجود الشبه الجسماني بين الأصل والفرع)، وإنالخطأ في البصمة الوراثية ليس واردا من حيث هي ، وإنما الخطأ في الجهد البشري أوعوامل التلوث ونحو ذلك.

 
وبناءا على ما سبق قرر ما يلي:

أولا: لا مانع شرعا منالاعتماد على البصمة الوراثية في التحقيق الجنائي واعتبارها وسيلة إثبات في الجرائمالتي ليس فيها حد شرعي ولا قصاص، وذلك يحققالعدالة والأمن للمجتمع، ويؤدي إلى نيل المجرم عقابه وتبرئة المتهم، وهذا مقصدمهم من مقاصد الشريعة.
ثانيا : إن استعمال البصمة الوراثية في مجال النسبلابد أن يحاط بمنتهى الحذر والحيطة والسرية

ثالثا : لا يجوز شرعا الاعتماد على البصمةالوراثية في نفي النسب ولا يجوز تقديمها على اللعانبسورة النور. !!!!!!!!

رابعا : لا يجوز استخدامالبصمة الوراثية بقصد التأكد من صحة الأنساب الثابتة شرعا ويجب على الجهات المختصةمنعه وفرض العقوبات الزاجرة، لأن في ذلك المنع حماية لأعراض الناس وصونا لأنسابهم. !!!!!!

خامسا : يجوز الاعتماد على البصمة الوراثية في مجال إثبات النسب في الحالاتالآتية:

أ – حالات التنازع على مجهول النسب بمختلف صور التنازع التي ذكرهاالفقهاء سواءا كان التنازع على مجهول النسب بسبب انتفاء الأدلة أو تساويها ، أم كانبسب الاشتراك في وطء الشبهة ونحوه.

 ب – حالات الاشتباه في المواليد فيالمستشفيات، ومراكز رعاية الأطفال ونحوها وكذا الاشتباه في أطفال الأنابيب.

جـ- حالات ضياع الأطفال واختلاطهم ، بسبب الحوادث أو الكوارث أو الحروب وتعذر معرفةأهلهم، أو وجود جثث لم يمكن التعرف على هويتها ، أو بقصد التحقق من هويات أسرىالحروب والمفقودين.

 سادسا : لا يجوز بيع الجينوم البشري لجنس أو لشعب أو لفرد، لأي غرض، كما لا تجوز هبتها لأي جهة لما يترتب على بيعها أو هبتها منمفاسد.

سابعا : يوصي المجمع الفقهي بما يأتي:

أ -  إن تمنع الدولةإجراء الفحص الخاص بالبصمة الوراثية إلا بطلب من القضاء وان يكون في مختبرات للجهاتالمختصة، وان تمنع القطاع الخاص الهادف للربح من مزاولة هذا الفحص، لما يترتب علىذلك من المخاطر الكبرى.

ب – تكوين لجنة خاصة بالبصمة الوراثية في كل دولة، يشترك فيها المتخصصون الشرعيون والأطباء والإداريون وتكون مهمتها الأشراف علىنتائج البصمة الوراثية واعتماد نتائجها.

جـ - إن توضع آلية دقيقة لمنع الانتحالوالغش، ومنع التلوث وكل ما يتعلق بالجهد البشري في حقل مختبرات البصمة الوراثية،حتى تكون النتائج مطابقة للواقع، وأن يتم التأكد من دقة المختبرات، وان يكون عددالمورثات (الجينات المستعملة للفحص) بالقدر الذي يراه المختصون ضروريا دفعا للشك.

الفقه.. لم يكن هناك أعلى صوتاً من إشكالية إثبات النسب خلال الحقبة الحالية.
كيف يثبت نسب الإنسان؟ ما هي جذور الرؤية الفقهية في عملية الإثبات؟ وكيف تتنوع؟ ماذا يعني الفراش وما المقصود بالإقرار؟ وعبر طرق عدة سارت أحداث التاريخ من تقلبات الدليل وحداثته إلى أن وصلت تلك الطرق إلى ما نطلق عليه الـ DNAأو ما يمكن أن نقربه إلى القارئ بالقول إنه (مقارنة المقاطع

الحالات التي تستخدم فيها البصمة لنفس النسب؟

هل يمكن الاستغناء بالبصمة عن اللعان؟ وهل يجوز الاعتماد على البصمة الوراثية في نفي النسب؟ أو في التأكيد من صحة النسب؟

14 ألف طفل بلا نسب!

على صعيد آخر، تستعد العديد من منظمات الأسرة والمرأة في مصر للاستفادة من هذا الحكم القضائي الأول من نوعه في إثبات نسب أكثر من 14 ألف طفل مصري على أقل تقدير كشفت إحصائية حكومية مصرية صادرة أواخر 2005 عن أنهم بلا اسم ولا هوية أو نسب ولا ثبوت قانوني أو رسمي، بعدما رفض آباؤهم الاعتراف بهم، وأن أغلبهم جاءوا نتاج زواج عرفي أو غير رسمي ينكره الأب دائما. وكشفت هذه الإحصائية عن أن أغلبية هذه الزيجات التي تثمر أطفالا غير معترف بهم وبلا هوية هي نتاج زواج المصريات الفقيرات صغيرات السن من أثرياء عرب أغلبهم من دول الخليج. وأوضحت المنظمات النسائية أن هؤلاء الأطفال ليس لهم وجود رسمي فلا يمكن استخراج شهادات ميلاد لهم؛ وهو ما يعني عدم قدرة أمهاتهم على إعطائهم التطعيمات ضد الأمراض، أو الحصول على الرعاية الصحية المناسبة خاصة مع ظروف الأمهات اللاتي في الغالب لن يستطعن الإنفاق على الطفل في المستشفيات الخاصة، أو أي شكل من أشكال الرعاية التي تحتاج إلى أوراق رسمية. وشهدت الجلسة واقعة لافتة، قبل أن يصدر قاضي المحكمة المستشار أحمد رجائي دسوقي حكمه بإثبات النسب الطفلة «لينا»، حيث ألقى قصيدة لنزار قباني ترفض فيها فتاة أن تقوم بعملية إجهاض.

وألقى قاضي المحكمة قصيدة من ديوان «طفولة نهد» للشاعر السوري الراحل نزار قباني تقول: «ليراتك الخمسون تضحكني.. لمن النقود.. لمن يجهضني.. لتخيط لي كفني.. هذا إذاً ثمني.. ثمن الوفا يا بؤرة العفن.. أنا سأسقط ذلك الحمل.. فأنا لا أريد أبا نذلا».

الجينوم البشري

A graphicalrepresentation of the normal humankaryotype.

الجينوم البشريهو جينوم الإنسان, هو الطقم الكامل المكوّن من أكثر من 100.000 جين موجودة في نواة الخلية لأغلب الخلايا البشرية. ويتوزع الجينوم النووي للأنثى على ثلاثة وعشرين زوجاً من الكروموسومات المتشابهة بنيويا، لكن الكروموسوم X في الذكور يقترن مع الكروموسوم Y غير الشبيه به، وبذلك يصبح هناك 24 نوعا مختلفاً من الكروموسومات البشرية. وبكلمات أخرى، يمكننا القول بأن الجينوم هو كامل الحمض الريبي النووي منزوع الأكسجين (أو الدنا DNAاختصاراً) في كائن حي معين، بما فيه جيناته genes. وتحمل تلك الجينات (المورثات) جميع البروتينات اللازمة لجميع الكائنات الحية. وتحدد هذه البروتينات، ضمن أشياء أخرى، كيف يبدو شكل الكائن الحي، وكيف يستقلب metabolizeجسمه الطعام أو يقاوم العدوى، وأحياناً يحدد حتى الطريقة التي يتصرف بها.

تركيب الدنا

يتكون جزيء الدناDNAفي البشر والرئيسيات، من خيطين يلتف كل منهما حول الآخر بحيث يشبهان السلم الملتوي والذي يتصل جانباه، والمكونان من جزيئات السكر والفوسفات، بواسطة روافد rungsمن المواد الكيميائية المحتوية على النتروجين، والتي تسمى القواعدbasesويرمز إليها اختصاراً Aو Tو Cو G. وتتكرر هذه القواعد ملايين أو مليارات المرات في جميع أجزاء الجينوم، ويحتوي الجينوم البشري، على سبيل المثال، على ثلاثة مليارات زوج من هذه القواعد، في حين يحتوي الجسم البشري على نحو 100 تريليون (100،000،000،000،000،000،000) خلية!

  • يعد الترتيب المحدد للحروف Aو Tو Cو Gفي غاية الأهمية، فهذا الترتيب يحدد جميع أوجه التنوع الحيوي، ففي هذا الترتيب تكمن الشفرة الوراثية Genetic code، فكما أن ترتيب الحروف التي تتكون منها الكلمات هو الذي يجعلها ذات معنى، فإن ترتيب هذه الحروف يحدد كون هذا الكائن الحي إنساناً أو ينتمي إلى نوع حي آخر كالخميرة أو ذبابة الفاكهة مثلاً، والتي يمتلك كل منها الجينوم الخاص بها والتي ركزت عليها أبحاث وراثية خاصة عدة.

ونظراً لأن جميع الكائنات الحية ترتبط بعلاقات مشتركة من خلال التشابه في بعض متواليات الدنا DNA، تمكننا التبصّرات التي نحصل عليها من الكائنات الحية غير البشرية من تحقيق المزيد من الفهم والمعرفة لبيولوجية الإنسان.

  • تمثل كل مجموعة مكونة من ثلاثة من الحروف الأربعة حمضاً أمينياً معيناً، وهناك 20 وحدة بناء مختلفة - أحماض أمينية - تستخدم في مجموعة هائلة من التوليفات لإنتاج بروتيناتنا. وتكون التوليفات المختلفة بروتينات مختلفة بدورها في أجسامنا.
  • تكفي المعلومات التي يحتوي عليها الجينوم البشري لملء كتب ورقية يبلغ ارتفاعها 61 متراً، أي ما يوازي المعلومات التي يحتوي عليها 200 دليل للهواتف يحتوي كل منها على 500 صفحة!
  • فيما بيننا نحن البشر، يختلف الدنا DNAمن فرد لآخر بنسبة 5.2% فقط، أو 1 من كل 50 حرفاً، ويضع ذلك في الاعتبار أن الخلايا البشرية تحتوي كل منها على نسختين من الجينوم.
  • إذا أردنا أن نقرأ الجينوم البشري بسرعة حرف واحد في الثانية لمدة 24 ساعة يومياً، فسيستغرق الأمر قرناً كاملاً للانتهاء من قراءة كتاب الحياة!
  • إذا بدأ شخصان مختلفان في قراءة كتاب الحياة الخاص بكل منهما بسرعة حرف واحد في الثانية، فسيستغرق الأمر نحو ثماني دقائق ونصف الدقيقة (500 ثانية) قبل أن يصلا إلى أول اختلاف في ترتيب حروف كتابيهما!
  • يحتاج الطبّاع typistالذي يكتب بسرعة 60 كلمة في الدقيقة (نحو 360 حرفاً) ولمدة ثماني ساعات يومياً، إلى نصف قرن للانتهاء من طباعة كتاب الحياة!
  • يتشابه الدنا DNAالخاص بالبشر مع مثيله في الشمبانزي بنسبة 98%.
  • يبلغ العدد التقديري للجينات في كل من البشر والفئران 60.000 - 100.000 أما في الديدان المستديرة فيبلغ العدد 19.000 وفي الخميرة yeastيبلغ عدد الجينات 6.000 تقريباً، بينما يبلغ عدد جينات الجرثومة المسببة للتدرن 4.000.
  • تظل وظيفة الغالبية العظمى (97%) من الدنا DNAالموجودة في الجينوم البشري، غير معروفة لدينا حتى الآن.
  • كان أول كروموسومchromosomeبشري تم فك شفرته بالكامل هو الكروموسوم رقم 22، وقد تم ذلك في المملكة المتحدةفي ديسمبر 1999، وتحديداً في مركز (سانجر) بمقاطعة كمبردج.
  • يبلغ طول الدنا DNAالموجود في كل من خلايانا 1.8 متر، مكدسة في كتلة يبلغ قطرها 0.0001 سنتيمتر (والتي يمكن أن توضع بسهولة في مساحة بحجم رأس الدبوس).
  • إذا تم فرد جميع الدنا DNAالموجود في الجسم البشري طرفا لطرف، يمكن للخيط الناتج أن يصل من الأرض إلى الشمس وبالعكس 600 مرة [100 تريليون ×1.8 متر مقسومة على 148.800.000 كيلومتر = 1200].
  • يقوم الباحثون في مشروع الجينوم البشري بفك شفرة 12.000 حرف من الدنا DNAالبشري في الثانية الواحدة.
  • إذا تم فرد جميع الحروف (3 بلايين) المكونة للجينوم البشري بحيث يكون كل منها على بعد 1 ملم من الآخر، فستمتد لمسافة 3000 كيلومتر - أو نحو 700 ضعف لارتفاع مبنى الإمباير ستيت، وهي ناطحة السحاب الشهيرة في مدينة نيويورك.

منظمة للجينوم البشري

ظلت وزارة الطاقة الأمريكية( DOE) والهيئات الحكومية التابعة لها مسئولة، ولمدة تقارب الخمسين سنة، عن البحث بعمق في الأخطار المحتملة على صحة الإنسان نتيجة لاستخدام الطاقة ونتيجة للتقنيات المولدة للطاقة - مع التركيز بصورة خاصة على تأثير الإشعاع الذري على البشر، لذلك فمن الإنصاف أن نعلم بأن أغلب ما نعرفه حالياً عن التأثيرات الصحية الضارة للإشعاع على أجسام البشر، نتج عن الأبحاث التي دعمتها هذه الوكالات الحكومية - ومن بينها الدراسات طويلة المدى التي أجريت على الناجين من القنبلتين الذريتين اللتين ألقيتا على مدينتي هيروشيماونجاساكي، بالإضافة إلى العديد من الدراسات التجريبية التي أجريت على الحيوانات.

حتى وقت قريب، لم يقدم العلم سوى أمل ضئيل في اكتشاف تلك التغيرات الطفيفة التي تحدث في الحمض النووي (الدنا DNA) الذي يشفر برنامجنا الوراثي، كنا بحاجة إلى أداة تكتشف التغيرات الحادثة في (كلمة) واحدة من البرنامج، والذي ربما يحتوي على مائة مليون (كلمة).

في عام 1984، وفي اجتماع مشترك بين وزارة الطاقة الأمريكية واللجنة الدولية للوقاية من المطفرات( Mutagens) والمسرطنات( Carcinogens) البيئية، طرح لأول مرة بصورة جدية ذلك السؤال: (هل يمكننا، أو هل يجب علينا، أن نقوم بسلسلة ( Sequence) الجينوم البشري ?: وبكلمات أخرى: هل علينا تطوير تقنية تمكننا من الحصول على نسخة دقيقة (كلمة بكلمة) للمخطوطة الوراثية الكاملة لإنسان (عادي). وبهذا نتوصل إلى مفتاح اكتشاف التأثيرات المطفرة Mutagenicالخادعة للإشعاع وللسموم المسببة للسرطان.

The human genome is composed of 23 pairs ofchromosomes(46 in total), each of which contain hundreds ofgenesseparated byintergenic regions. Intergenic regions may containregulatorysequencesand non-coding DNA.

الجينوم .. مستودع أسرار البشرية
يتناول المؤلف في هذا الكتاب وهو أستاذ علم الحيوان في جامعة أكسفورد الخلية الوراثية أو الجينوم، ويستعرض في كل فصل جينا واحدا أو أكثر من الجينات الموزعة على أحد أزواج الكروموسومات الإثنين والعشرين الموجودة في نواة كل خلية.

وتؤكد الدراسات العلمية أن الجسم البشري يحوي قرابة مائة تريليون خلية, وفي نواة كل خلية توجد مجموعتان كاملتان من الجينوم البشري، ولا تشمل هذه القاعدة خلايا التكاثر (أي الحيوانات المنوية في الذكور والبويضات في النساء) ولا كريات الدم الحمراء، ففي خلايا التكاثر توجد مجموعة واحدة من الجينوم، وذلك لاستقبال المكمل لها من خلية التكاثر الأخرى، أما الكريات الحمراء فلا تحوي أي مجموعة جينية.

وتكون مجموعات الجينوم الكروموسوم، ويقول العلماء أن كل كروموسوم يتشكل من ستين إلى ثمانين ألف جين.

ولا ينظر المؤلف في كتابه للجين باعتباره مادة صماء ولكنه يتعامل معه باعتباره كتابا يحكي آلاف القصص الحية، ويشبه الإكسونات التي يتألف منها الجين الواحد بالفقرات المكونة للقصة، وتتكون الفقرة من كلمات تسمى في علم الجينات كودونات، أما الكودونات فتتألف من مجموعة حروف تسمى القواعد.

ويذهب المؤلف إلى أبعد من ذلك في التشبيه فيشير إلى أن كلمات القصص الجينية تتكون من أربعة حروف هي الأدنين والسيتوزين والجوانين والثيمين، وهي عبارة عن سلاسل طويلة من السكر والفوسفات تسمى جزيئات DNA.

ويوجد في كل كتاب مليار كلمة تجعله بحجم الإنجيل 800 مرة، وفكرة أن الجينوم كتاب ليست استعارة مجازية بل هي حقيقية بالمعنى الحرفي للكلمة، فالجينوم والكتاب معلومات رقمية تتحدد حسب شفرة تحول رموز الأبجديات الصغيرة إلى قاموس كبير من المعاني.

ويمضي الكاتب في وصف الوسائل التي ينسخ بها الجين نفسه، وكيف يؤلف كتبا جديدة مع الزمن، يكون بعضها مغايرا لقواعد النسخ المتبعة في ذلك الكتاب، وهو ما يعرف بالطفرة، ومعظم تلك الطفرات تكون تغيرا عميقا لكنه لا يضر ولا ينفع وإنما يغير في الموروث الجيني فقط.

والجينات تروي قصة الحياة على الأرض، وحسب الكتاب فإن الكلمة الجينية هي أول ما وجد على الأرض وأخذت تنسخ نفسها للأبد بلا انقطاع وحولت سطح الأرض إلى جنة خضراء، والحياة عملية خلق واحدة فقط.

والجينات هي السلالة المباشرة لأول جزيئات ناسخة، وهي من خلال سلسلة لا تنقطع من عشرات البلايين من النسخ قد وصلت لنا وهي ما زالت تحمل رسالة رقمية فيها آثار من أقدم تلك الصراعات في الحياة، والجينوم البشري يستطيع أن يخبرنا بأشياء كثيرة فهو سجل لتاريخنا مكتوب على مدى الحقب والقرون.

لكن العلم لا يملك حتى الآن إلا تلميحات مبهمة عن الطريقة التي يتولد بها النمو والشكل بواسطة الجينات، ويبدو أن نسبة قليلة من الجينات (حوالي 2% منها) هي التي تحدد النوع والصفات الوراثية والسلوكية أيضا, ولكن العلم لا يعرف حتى الآن كيف يتم ذلك.

تكرار النسخ يحدد المصير

يكرر الجين نفسه مرات عدة، ويحدد عدد هذه التكرارات السن التي يبدأ فيها الإنسان بفقدان توازنه وعجزه عن رعاية نفسه، فإذا تكررت الكودونات خمسا وثلاثين مرة سيصاب الإنسان بخرف الشيخوخة في منتصف العمر أو بعد السبعين أو بعد ذلك, حسب عدد المرات التي نسخ فيها الجين نفسه أثناء عملية التكون.

وحتى بعض الأمراض ترد كامنة إلى البشر مع الجينات، فعلى سبيل المثال تأوي في الكروموسوم الخامس جينات عدة مرشحة لتكون المسؤولة عن مرض الربو، وهو مرض ليس وراثيا، وعلى كروموسومات أخرى تأوي جينات يعتقد أنها مسؤولة عن الربو أيضا حين تشهد عملية نسخها طفرة، وقد تكون جينات أخرى مسؤولة عن تشكيل الاستعداد للمرض. ولكن العلم ينمو إلى اللا قطعية، فكلما ازددنا معرفة بالجينوم ازداد الغموض.

الذكاء
فالجينات بحد ذاتها سوية وليست مسؤولة عن المرض ولكنها في تشكلها وتفاعلها قد تؤدي إلى المرض، ولكن الوراثة في الأمراض والصفات تبدو حقيقية وهذا ينطبق على الذكاء، وثمة مؤشرات كثيرة تؤيد فرضية أن بعض الجينات مسؤولة عن الذكاء، ولعل أدمغة البشر وهي يمر فيها التراث الثقافي عبر الحقب اختزنت المهارات التي تعلمتها وباتت تتوارثها، فالبيئة التي يمارسها الأطفال تكونها الجينات والعوامل الخارجية معا، إذ يتعرف الطفل على بيئته كما أنه يساهم في تشكيلها، وعلى أية حال فالجدال في هذا الموضوع ماض ولم يتوقف.

صراع الجينات

الجسم ضحية أو مجال لمعركة وهو أيضا وسيلة نقل طموحات الجينات، وهذه آخر مقولة لعلماء البيولوجيا, وهي تنسف مقولة أن الجينات عبارة عن وصفات تنتظر في سلبية استنساخها حسب هوى الاحتياجات الجماعية للكائن.

فالجينات يتصارع أحدها مع الآخر، وفكرة أن يكون الجينوم ميدانا لمعركة من نوع بين الجينات الوالدية والجينات الطفولية أو بين جينات الذكور وجينات الإناث, كل هذا قصة قلما يوجد من يعرفها خارج مجموعة صغيرة من البيولوجيين التطوريين, إلا أنها هزت بعمق الأسس الفلسفية للبيولوجيا.

فعلى سبيل المثال كل جينوم هو أكثر تعقيدا بكثير مما يلزم، وبعضها يحوي جينات حقيقية من نوع مختلف تماما ويتضمن امتدادات كثيرة تبدو بلا معنى، وكأنه كتاب يكتب نفسه ثم يضيف ويحذف ويعدل باستمرار على مدى الحقب، وتسلك الجينات وكأن لها هدفا أنانيا ليس على نحو واع وإنما ارتجاعي: الجينات التي تتبنى هذا السلوك تزدهر والجينات التي لا تفعل ذلك لا تزدهر. وهذا يفيد كثيرا فيما أصبح يعرف اليوم على نحو واسع بمصطلح "البصمة الوراثية" .

لقد حدث للبيولوجيا في سبعينيات القرن العشرين ما حدث للفيزياء من قبل بـ50 سنة وهو انهيار اليقين والاستقرار والحتمية ليقوم مكانه عالم من التقلب والتغير وعدم القابلية للتنبؤ. إن الجينوم الذي نفك شيفرته في هذا الجيل ليس سوى لقطة واحدة لوثيقة تتغير أبدا، فليس هناك وجود لطبعة نهائية من كتاب الجينوم.

الجين يحدد معالم الشخصية

كل إنسان يتفرد بشخصية وصفات محددة، فهناك شخص لا مبال، وآخر عصبي المزاج أو قلق، وهناك من يلتمس المخاطر، وهناك الصامت والثرثار، ويعتقد العلماء أن على الكروموسوم الحادي عشر جين يعمل في الدماغ ويؤثر على الإشارات الكيميائية والكهربائية المختلفة مما يدفع الدماغ للبحث في الخيارات والحوارات واختيار أحدها، ولكن هذا لا يفسر سوى 4% من السلوك, فهناك عناصر أخرى كثيرة في تحديد الشخصية لا تقل عن اثني عشر, وهذا يعني أنه يوجد أكثر من خمسمائة جين تتنوع في تناغم مع الشخصيات البشرية، وهذا ينفي الحتمية الوراثية والجينية في السلوك والشخصية التي تتكون من مزيج غامض ومعقد من تلك الجينات.

ربما كنا نحن البشر محددين تحديدا مدهشا حسب أوامر جيناتنا, ولكننا نتحدد أكثر بما نتعلمه في حياتنا، فالجينوم يعالج المعلومات ويستخلص معلومات مفيدة بالانتخاب الطبيعي ويجسد هذه المعلومات في تصميمه. والتعلم يختلف عن الذاكرة، فالغريزة سلوك يتحدث وراثيا، أما التعلم فسلوك تعدله الخبرة.

تحسين النسل
تقدم الكثير من السجلات التاريخية لتحسين النسل هذا العلم كمثل لمخاطر ترك العلم وبخاصة الوراثيات من غير سيطرة, إلا أن فيه مثلا أكبر كثيرا لخطر أن تترك الحكومات من غير سيطرة.

والحل في مقولة توماس جيفرسون: لا أعرف مستودعا آمنا للسلطات المطلقة للمجتمع غير الناس أنفسهم, وإذا كنا نظن أن الناس ليسوا متنورين بما يكفي لممارسة هذه السيطرة بتعقل كامل فإن العلاج لا يكون بأن نسلب منهم هذه السيطرة وإنما يكون العلاج بأن يتعلموا التعقل.

ربما يكون أوضح ما يوصلنا الكتاب إليه هو معرفة مدى جهلنا بأنفسنا وتفسير ما يحدث لنا من مرض وموت ونمو وسلوك ومواقف وتفكير وخيارات، وكأننا نتعلم ونقرأ ونبحث لنعرف جهلنا وليس لنعلم، أو كأن العلم هو معرفة الجهل.

راهب مغمور فتح الطريق

يعد الراهب مندل (الذي ولد عام 1822) واختار الرهبنة كارها مؤسسا رائدا لعلم الوراثة، فقد اكتشف بعد سلسلة طويلة ومعقدة على نباتات البازلاء أن الخصائص لا تمتزج، بل هناك شيء صلب لا يقبل الانقسام، شيء كمي دقيق في قلب التوارث، فليس هناك مزج للدماء والسوائل ولكنها كريات صغيرة كثيرة ترتبط مع بعضها ارتباطا مؤقتا، وهذا يفسر الصفات السائدة والمتنحية، وكيف يكون لإحدى الأسر طفل بعينين زرقاوين وآخر بعينين بنيتين.

لكن مندل الذي زج به في سلك الرهبنة مرغما مات مغمورا دون أن ينتبه أحد لاكتشافه إلا بعد وفاته، وهو ما حدث للدكتور جارود أيضا الذي اقترب من فهم الجينات ولكن هذا لم يتأكد إلا بعد وفاته بعشر سنوات عندما عرفت الشفرة الوراثية.

 

 

 

 

 

 

 

 

اجمالي القراءات 30254

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (4)
1   تعليق بواسطة   نعمة علم الدين     في   الثلاثاء ٣١ - أغسطس - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50862]

مقال علمى هام نشكر الدكتور عثمان عليه

نشكر الدكتور عثمان على نشر هذا المقال العلمى الهام والذى به كم هائل من المعلومات الهامة التى يجب على كل إنسان أن يعلم عنها ولو القليل ، لما لها من تأثير على أمورنا الحياتية ، ولقد قرأت أيضا عن الdna الأتى


تنسُّخ الدنا (بالإنجليزية DNA replication) يعد من أهم العمليات الحيوية الخلوية، فلولا تضاعف الدنا لماتت معظم الخلايا، فهي وسيلة للتطور والتجديد والنمو. تنتهي العملية ببناء جزيئي دنا مطابقان لجزئ الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين الرئيسي، ولهذا السبب يتم تسمية عملية تضاعف الدنا بعملية شبة محافظة.


يستخدم في هذه العملية عدة أنزيمات مثل دنا بوليميريز ورنا برايميزو هيليكاز والبروتين الرابط للسلسلة الأحادية وغيرها.


تبدأ العملية عند قيام إنزيم دنا هيليكيز بحل سلسلتي الدنا ليفسح المجال لكل سلسلة من الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين ببناء سلسلة متممة ومكملة لها، بعدها ترتبط البروتينات الرابط للسلسلة الأحادية بسلسلتي الدنا المنفصلتين لمنع اعادة ارتباطهما ببعض.


بعد قيام إنزيم الدنا هيليكيز بحل السلسلتين تنشأ نقاط بدأ للتضاعف في السلسلتين وتسمى هذه النقاط بشوكة التضاعف (Replication Fork) ويكون شكلها قريب من شكل الحرف Y.


دنا بوليميراز هو الانزيم الرئيسي المسؤول عن تصنيع سلاسل الدنا الجديدة، يتم بناء السلسلتين الجديدتين باتجاه واحد وهو من 5' إلى 3' وذلك لقدرة دنا بوليميراز على إضافة نوويد جديد على مجموعة الهيدروكسيل (OH) الموجودة على ذرة الكربون رقم 3 فقط.


أحد السلسلتين الجديدتين سيتم بناؤها بشكل مستمر وسريع، تسمى هذه السلسلة بالسلسلة المتقدمة وتتخذ من سلسلة الحمض نووي ريبي منقوص الأكسجين الأصلية ذات الإتجاه 5'-3' قالبا لها. والسبب لسرعة بناء السلسلة هو وجود مجموعة الهيدروكسيل مما يسهل عمل دنا بوليميراز.


أما السلسلة المقابلة فيكون بناؤها بطيئ نسبيا مقارنة بالسلسلة المتقدمة، وتسمى هذه السلسلة بالسلسلة المتأخرة وتتخذ من السلسلة الأصلية للحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين ذات الإتجاه 3'-5' قالبا لها. يتم تصنيع هذه السلسلة بشكل أكثر تعقيدا مقارنة بالسلسلة المتقدمة. تبدأ العملية أيضا بإضافة مجموعة من النوويدات عن طريق إنزيم رنا برايميز (لإضافة مجموعة هيدروكسيل حرة) ليأتي بعدها إنزيم دنا بوليميريز لإضافة نوويدات متممة لسلسلة الدنا الأصلية. عندما يصل إنزيم دنا بوليميريز إلى سلسلة النوويدات التي تم إنشاها بواسطة إنزيم رنا برايميز يتم استبدال إنزيم دنا بوليميريز بنوع آخر من نفس الإنزيم (دنا بوليميريز) حتى يستبدل نوويدات الرنا بنوويدات الحمض النووي الريبي منقوص الأكسجين. ويتم وصل هذه بالسلسلة التي تسبقها بواسطة إنزيم دنا الرابط وذلك عن طريق إضافة مجموعة الفوسفات بين ذرتي الكربون الثالثة والخامسة.


في السلسلة المتأخرة يتم بناء السلسلة الجديدة على شكل قطع غير متصلة، كل قطعة تحتوي ما بين 100-1000 نوويد، وتسمى هذه القطع بقطع أوكازاكي. يتم وصل هذه القطع لاحقا - كما أُسلف - بواسطة إنزيم رابط الدنا.


تتختلف عملية تناسخ الدنا اختلافات بسيطة بين الكائنات حقيقية النوى والكائنات بدائية النوى مثل اختلاف أنواع إنزيمات دنا بوليميريز المستخدمة.


 


 


2   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الأربعاء ٠١ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50891]

وفي أنفسكم أفلا تبصرون


نشكر الدكتور عثمان على هذا المقال الممتاز الذي عرضه على موقع أهل القرآن تلبية لطلب صاحب هذا المقال ، وكل ما جاء في المقال من حقائق علمية هي من اكتشافات الغرب الذي نكرهه ونكفره نحن المسلمون ويا للعجب يأمرنا القرآن الكريم بالبحث العلمي والنظر إلى داخل أنفسنا بمنهج (إقرأ) وبمنهج   إنما يخشى الله من عباده العلماء


كان الأولى بالمسلمين أن يبحثوا بالعلم التجريبي داخل النفس وداخل الجسد  حتى يعلموا عن علم عملي تجريبي  معنى قوله تعالى (وفي أنفسكم أفلا تبصرون ) .

3   تعليق بواسطة   محمد عبدالرحمن محمد     في   الخميس ٠٢ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50899]

هناك بصمات أخري . في الانسان !!


 نسعد دائما بما يعرضه علينا الدكتور عثمان من مقالات حتى  التي لا تكون من بنات أفكاره وتكون من انتقائه واختياره لقراء وكتاب وكاتبات آخرون   وتقديمها لقراء أهل القرآن ...


هذا المقال يدل على أن صاحبه مهتم بالعلم كمنهج للحياة ووسيلة أساسية لايوجد غيرها للحاق بالركب الانساني النتقدم ..


 وعلى حد  معرفتي المتواضعة فإن هناك بصمات وراثية لايمكن مطابقتها بل من العسير جدا مطايقتها ..


 مثل بصمة الصوت وكلنا يعلم أن الصوت البشري لا يمكن أن يتطابق مع صوت بشري آخر تمام التطابق  ولذلك استخدمه الغرب المتقدم المتحضر الكافر في عمل بصمة صوتية لرجال الأعمال بالبنوك لحفظ أموالهم بها ولا يمكن الدخول الا هذا الحساب وهذا الرصيد الا ببصمة صوت صاحب هذا الرصيد !!


وكثير من رجال نهب المال المصري والعربي نهبوا ثروات شعوبهم  وهربوها لسويسرا وغيرها وكان الحساب لا يفتح الا ببصمة الصوت وعند وفاة  صاحب البصمة الصوتية  ، لا يستفيد أحد من الثروة المهولة الضخمة التي بداخل حسابه السري الذي لا يعلمه أحد الا الله تعالى وادارة البنك الموجودة به !!


 وهكذا يستغل رجال نهب المال المصري والعربي العلم في سرقة شعوبهم وكذلك الرؤساء والملوك العرب!!



4   تعليق بواسطة   عثمان محمد علي     في   السبت ٠٤ - سبتمبر - ٢٠١٠ ١٢:٠٠ صباحاً
[50945]

الشكر الحقيقى لكاتب المقال،والأستاذ وداد وطنى .

الشكر الحقيقى للدكتور كاتب المقال ،وللأستاذ الكريم وداد وطنى .على تفضله بإرساله لى وطلبه بنشره على الموقع .... ومعذرة لحذفى أجزاء وأراء منه من أقوال الفقهاء ،ومشايخ الأزهر من أمثال القرضاوى وعبدالمعطى بيومى وغيرهم . لعدم موافقتها لمنهج وشروط النشر على الموقع ، ولأنها لا زالت تردد أقوال غصور ما قبل التاريخ والعقل البشرى ...


كما اشكر الأستاذة نعمة علم الدين ..على مداخلتها العلمية الرائعة ،ونتمنى أن تكتب لنا فى القضايا العلمية ...


والشكر الجزيل للأستاذ الفاضل الكريم ، الأستاذ محمود مرسى .ودائما ما نسعد بتعقيباته وأراءه السديدة . وكل عام وانتم جميعا بخير .


أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق