جاءنى هذا السؤال فكتبت هذا المقال إجابة عليه.
يقول السائل انه نذر نذرا بالابتعاد عن الخمر ثم لم يف بالنذر. وهو يخشى إغضاب الله تعالى بسبب حنثه بالنذر، وفى نفس لوقت يجد صعوبة فى الاقلاع عن الخمر .. ماذا يفعل؟
أولا :
1ـ هناك نذر يقع فى دائرة الشرك والكفر العقيدى ، مثل النذر للآلهة والأنصاب ( أى الأضرحة ) والأولياء الموتى والأحياء. ليس هذا موضوعنا. نحن نتحدث هنا عن النذر فى الاسلام.
2 ـ ليس من النذرفى الاسلام أن تنذر تأدية فريضة كأن تنذر الصيام فى رمضان مثلا ، وليس من النذر أن تنذر الابتعاد عما نهى الله تعالى عنه ، كالخمر والميسر والزنا، لأنك من البداية منهى عن الاقتراب من هذا وذاك ، وليس من النذر أن تبتعد عن الحلال المباح ، ولقد فعل ذلك النبى محمد عليه السلام فتعرض لتأنيب قاس من الله تعالى إذ إعتبر فعله تحريما للحلال فقال تعالى له ( يا أيها النبى لم تحرم ما أحلّ الله لك ؟ تبتغى مرضاة أزواجك ؟ !!) ( التحريم 1 ).
النذر هو أن يلزم الانسان المؤمن نفسه بعمل طاعة ليست فرضا عليه كأن يصوم فى غير رمضان أو أن يصلى فوق الخمس فرائض أو أن يتبرع فوق المقدار المفروض عليه من الصدقة، أو أن يتطوع بعمل صالح نافع مثل خدمة المرضى أو محو الأمية أو أى عمل من الخيرات النافعات.
3 ـ والنذر الاسلامى نوعان: نوع مطلق : كأن تنذر لله تعالى أن تفعل شيئا من هذه الأعمال الصالحات ، وبمجرد أن تقول ذلك فقد أصبحت ملزما بما تقول, وعليك الوفاء به. وإلا كانت مشكلتك كبيرة يوم القيامة.
النوع الثانى هو النذر المعلق على شرط كان تقول : لو كسبت هذه الصفقة أو لو مررت من هذه المحنة فلله علىّ نذر ان أتصدق بكذا أو أن أصوم كذا ، فاذا تحقق ما تريد فقد أصبحت ملزما بتنفيذ عقدك مع الله تعالى، فإن غدرت بالعهد مع الله فقد أضعت مستقبلك فى الاخرة.
4 ـ أحد الصحابة نذر إن أغناه الله تعالى فسيتصدق بكذا وكذا, فلما أغناه الله تعالى حنث بالنذر, فنزل القرآن يحكى القصة دون تفاصيلها مركّزا على العقاب الهائل الذى ينتظر ذلك الشخص وكل من يحنث بنذر مشروط مع الله تعالى. إقرأ قوله تعالى ( ومنهم من عاهد الله لئن أتانا من فضله لنصدقن ولنكونن من الصالحين، فلما أتاهم من فضله بخلوا به وتولوا وهم معرضون، فأعقبهم نفاقا فى قلوبهم الى يوم يلقونه بما أخلفوا الله ما وعدوه وبما كانوا يكذبون. ألم يعلموا أن الله يعلم سرهم ونجواهم وأن الله علام الغيوب ؟ ) ( التوبة 75 ـ )
العقاب هنا رهيب هو أن يظل ذلك الشخص على نفاقه طوال حياته الى أن يأتى الله تعالى على نفاقه حيث سيكون فى الدرك الأسفل من النار خالدا فيها مخلدا.والسبب هو أنه أخلف وعده مع الله تعالى وكذب عليه. لم يعلم أن الله تعالى يعلم سره ونجواه ، لم يعلم أنه بمجرد أن نذر لله تعالى سرا بينه وبين نفسه فقد عقد عهدا مع الله واصبح ملتزما به أمام تعالى علام النوايا وخفايا الصدور، وهو لا يستطيع الافلات من عقاب الله تعالى فى الدنيا والآخرة. وفى حالة هذا المنافق فان الله تعالى توعد الأغنياء المفسدين من المنافقين بان يسلط عليهم اموالهم وأولادهم لتكون عذابا لهم فى الدنيا حتى تزهق أنفسهم وهم كارهون. ( التوبة 55 / 85 ).
وليس هذا عنا ببعيد لأن ما جاء فى القرآن الكريم تعليقا على حالات فى عصرها إنما حكاه رب العزة لنا كى نتعظ لأن نفس العقاب سينطبق على كل حالة تالية بعد نزول القرآن الكريم واكتماله. ولذلك فان القصص القرآنى لا يهتم بتفصيلات الأحداث من أسماء الأشخاص وزمن القصة ومكانها ...الخ ...بل يركز على جوهر الموضوع والعظة منه حتى تتحول القصة الى حكمة اخلاقية يستفيد منها البشر فى كل زمان ومكان.
5 ـ وإذن فان السؤال لا علاقة له بالنذروإنما علاقته بالطاعة والمعصية. وفىالمثوبة والعقوبة عليهما. وهذا ما نريد التوقف معه.
ثانيا:
بعض الناس يعتقد خطأ أن المثوبة على الطاعة والعقاب على المعصية موعده فى الآخرة فحسب. القرآن الكريم يؤكد ان الجزاء يأتى فى الدنيا قبل الآخرة. وتفصيلات الموضوع كالآتى:
1 ـ أن الله تعالى يقول ( من كان يريد حرث الآخرة نزد له فى حرثه، ومن كان يريد حرث الدنيا نؤته منها وما له فى الاخرة من نصيب ) .( الشورى 20 ) ، أى أن البشر نوعان :
*نوع يريد الآخرة مؤمن بالله تعالى ويعمل لها الصالحات مبتعدا قدر الامكان عن السيئات.
*و ونوع لا يريد غير الدنيا ، وضعها نصب عينيه ، ولا يؤمن بالآخرة و لا يهتم بها ، وحتى إذا آمن بالآخرة فان ايمانه فاسد ممتلىء بأمانى الشفاعات ،( الكهف 36 ) ( فصلت 50 ) أى أن هناك من سيخلصه من العذاب مهما فعل ،أو أن هناك من سيشفع فيه يوم القيامة وسيدخل الجنة حتى لو سرق ولو زنا، وبالتالى فهذا الايمان الفاسد بالآخرة أسوأ من إنكار يوم القيامة.
2 ـ أولئك الذين لا يريدون سوى الحياة الدنيا وزينتها هم أيضا نوعان:
* نوع متحضر يرى أن سعيه فى الخير أربح له وأفضل فى حياته الدنيا ، لذلك فهو يعمل الصالحات دون ايمان حقيقى بالله تعالى واليوم الآخرولا يعنيه إلا المردود الدنيوى. هذا يأتيه جزاؤه الحسن فى الدنيا فقط,. ولكن مصيره فى الآخرة هو النار.
* نوع أحمق يركز همّه على الدنيا بالاستحواذ عليها بالاجرام والعصيان ، فيدخل فى صراع مع منافسيه ، وفى النهاية يقضى بعضهم على بعض بعد حياة مضطربة شاقة نكدة قلقة لا راحة فيها ولا هدوء.
فى الحالتين يأتى الجزاء خيرا وحسنا فى هذه الدنيا للصنف المتحضر ، حيث يكافئه الله تعالى بمتعة دنيوية وسعة فى الرزق وسمعة طيبة ..الخ .. أما الصنف الأحمق فان الحياة توضح لنا معاناتهم . وهم ضحايا فى هذه الدنيا لأجرامهم.
3 ـ ان كل من يركّز على هذه الدنيا ناسيا الآخرة لا بد أن ينال جزاءه الدنيوى إن خيرا فخيرا وإن شرا فشرا. يقول تعالى يخاطب جميع البشر( من كان يريد الحياة الدنيا وزينتها نوف اليهم أعمالهم فيها ، وهم فيها لا يبخسون ) (هود 15) أى إن الذى وضع الدنيا وزينتها هدفا وحيدا يسعى اليه طالبا ما فيها من زينة مكتفيا بها لا يرى غيرها ـ فان جزاء عمله سيوفى اليه فى هذه الدنيا دون ظلم أو بخس. فان كان عملا سيئا عوقب به فى الدنيا ، وأن كان عملا صالحا أخذ أجره نعيما دنيويا . أما ألآخرة فليس لهم فيها إلا النار . تقول الآية التالية ( أولئك الذين ليس لهم فى الآخرة إلا النار، وحبط ما صنعوا فيها وباطل ما كانوا يعملون ) ( هود : 16 )
النار هى مصير من عمل صالحا فى الدنيا دون ايمان بالله تعالى واليوم الآخر، أى عمل الصالحات رياءا ونفاقا ، أو ليكسب رضا الناس وهتافهم . دون أن يقصد الله تعالى بأعماله الصالحة. وعليه فمن العدل أن يكافأ خيرا بعمله الصالح فى الدنيا التى ملأت عليه عقله وقلبه وتفكيره وسعيه. أما الاخرة فلا يستحق فيها شيئا من الخير لانه لم يعمل لها وكفر بها الحادا، أو آمن بها ايمانا فاسدا مغشوشا هو شر من الالحاد بها. لذلك فان عمله الصالح فى الدنيا قد أحبطه الله تعالى بعد أن جازاه عليه خيرا فى الدنيا ، ثم أصبح باطلا و بلا ثمرة فى الآخرة. وبالتالى فليس له فى الآخرة الا النار. وهذا هو مصير كل من يؤثر الدنيا على الآخرة ( النازعات 27 ـ )
4 ـ بعد أولئك الذين قصروا حياتهم وسعيهم على الدنيا وزينتها يبقى الصنف ألاخر من البشر وهم الذين يؤمنون بالاخرة ومن خلالها ينظرون الى الدنيا.
هم يسعون فى الدنيا بكل ما يستطيعون ، ولكن فى سعيهم الدنيوى يجعلون ما ينفعهم فى الآخرة هو المقياس. ترى أحدهم يترك صفقة مشروعة من الناحية القانونية ورابحة تجاريا لأنه يراها خاسرة بميزان التقوى وحساب الآخرة . وبينما ترى الصنف المتحضر المتيم بحب الدنيا مهتما فقط بأن يكون برئيا فى نظر القانون ويتحاشى أن يضبطه القانون متلبسا بالجريمة فان المؤمن بالله تعالى و باليوم الآخر يخشى ربه فى السر قبل العلن ، ليس مهما عنده ارضاء الناس بل أن يرضى عنه رب الناس.
ومع ذلك فان أولئك المؤمنين بالآخرة والعاملين لها ليسوا ملائكة ، بل هم بشر يخطئون ويصيبون. ولكنهم فى حالة حساب مستمر للنفس قبل أن أن يأتى الحساب الأعظم فى الاخرة. اذا أخطأوا بادروا بالتوبة وعزموا على عدم الرجوع للمعصية، ويظل الجدل قائما بينهم وبين النفس الأمارة بالسوء فى داخلهم الى أن ينتصروا عليها.
والذى يستطيع التحكم فى غرائزه وأهوائه لا تستطيع قوة بشرية فى العالم أن تكسره أو أن تهزمه لأن لديه القدرة على الاستغناء عن أى شىء والقدرة على الصبر وتحمل أى شىء موقنا بأن هذه الحياة مصيرها الى موت وأن كل انسان محوم عليه بالموت اى بالاعدام مهما عاش ـ وأن كل معاناة أو عذاب فى الدنيا لا يساوى لحظة عذاب فى الآخرة ، وأن الفوز الحقيقى أن ينجو من نار الآخرة الخالد الأبدى وأن هذه الحياة الدنيا مجرد متاع خادع ( آل عمران 185 ) لا يمكن له أن يكون مدمنا أو خانعا لأن الذى تهزمه سيجارة أو قدح من الخمريكون ضحية سهلة لأى متسلط ، فمن تستعبده غرائزه يصعب عليه أن يقاوم أو أن يناضل فى سبيل الخير ، بل يسهل عليه أن يكون عبدا لأى شىء. فالدرجة الأعلى من الحرية أن تتحرر من غرائزك وأهوائك ، أى أن تعلو فوق نفسك وتنهاها عن الهوى، وهى من شيمة الفائزين أصحاب الجنة تقول عنهم سورة النازعات ( وأما من خاف مقام ربه ونهى النفس عن الهوى فإن الجنة هى المأوى )( النازعات 40 ـ ).
5 ـ أولئك المؤمنون بالآخرة العاملون لها ينالون أجرهم الحسن فى الدنيا قبل أجرهم الحسن فى الاخرة. يقول تعالى يخاطبهم ( قل ياعبادى الذين آمنوا اتقوا ربكم ، للذين أحسنوا فى هذه الدنيا حسنة. وأرض الله واسعة. انما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ( الزمر 11 ). أى فهم مؤمنون ولكن الايمان وحده لا يكفى اذ لا بد الى جانبه من التقوى ، والتقوى هى خشية الله تعالى باحتناب ما نهى عنه و بعمل ما امر به, وأن يكون ذلك لارضائه جل وعلا وحده وليس لمراءاة الناس او نفاقهم. فاذا اقترن الايمان بالتقوى وأثمر عملا صالحا نافعا للناس والمجتمع وابتعادا عن الظلم والبغى والعدوان والفواحش فان جزاء الاحسان فى العمل هو الاحسان فى الأجر الدنيوى والأخروى ( هل جزاء الاحسن الا الاحسان ؟ ) ( الرحمن 60 ) وأمامهم أرض الله واسعة ليهاجروا قبل ان ينتهى عمرهم القصير، فلا ينبغى أن يضيعوا هذا العمر القصير فى خنوع لحاكم ضال ظالم لا أمل فيه, ( النساء 97 ) ( العنكبوت 56 )
6 ـ والصبر أعظم صفة لهذا المؤمن التقى . ويعنى الصبر على المسىء و الاحسان له ، والصبر على عمل الطاعات والمداومة عليها والصبر على الابتعاد عن المعاصى والصبر عن الادمان عليها, فالله تعالى مع الصابرين ، وهو سيجزيهم بدون حد أقصى ( أنما يوفى الصابرون أجرهم بغير حساب ) ويوم القيامة ستدخل عليهم ملائكة الجنة من كل باب يقولون لهم : (سلام عليكم بما صبرتم فنعم عقبى الدار) ( الرعد 23 ـ ).
قد يقترن الصبر لدى المؤمن بالجهاد السلمى فى سبيل الحق الضائع فيتعرض للأذى والظلم فيهاجر بدينه ابتغاء مرضاة الله تعالى ، فاذا كان صابرا متوكلا على الله تعالى فان الله تعالى لن يتخلى عنه فى الدنيا والآخرة ، وسيعطيه أجره فى الدنيا ، ثم يكون أجره أعظم فى الآخرة، يقول تعالى ( والذين هاجروا فى الله من بعد ما ظلموا لنبوئنهم فى الدنيا حسنة، ولأجر الآخرة أكبر لو كانوا يعلمون. الذين صبروا وعلى ربهم يتوكلون ) ( النحل 41 ـ )
7 ـ فى كل الأحوال فهناك قاعدتان قرآنيتان أمام البشر جميعا:
الأولى : أن من يعمل الصالحات وهو مؤمن ايمانا صحيحا بالله تعالى واليوم الآخر فان الله تعالى يضمن له حياة طيبة فى الدنيا وفى الآخرة. يقول تعالى للبشر جميعا من ذكور وإناث من كل الملل والنحل والأعراق والأديان : ( من عمل صالحا من ذكر أو أنثى وهو مؤمن فلنحيينه حياة طيبة ، ولنجزينهم أجرهم بأحسم ما كانوا يعملون ) ( النحل 97 )
الثانية :إن من يعمل سوءا لا بد أن يلقى جزاءه من نفس السوء الذى ارتكبه، أى تكون معصيته هى عذابه فى الدنيا والآخرة ، فالذى يدمن الزنا لا بد أن يعاقبه الله تعالى بمرض آلامه أضعاف اللذة الحرام التى اختلسها بالفاحشة ، وقد يكون هذا المرض متصلا بأجهزته التناسلية أو أن يفقد قدرته الجنسية مبكرا أو أن يفقد قدرته على الاستمتاع الجنسى حلالا كان ام حراما. المهم أن الجزاء يأتيه من نفس المعصية . والذى ينهب المال ويكدسه يكون هذا المال وبالا عليه يظل فى صراع من اجله وقلق عليه دون أن يتوقف لحظة للاستمتاع بما يملك ، وفى النهاية بعد أن يتعذب بالمال فلا بد له من أن يترك المال بالموت أو أن يتركه المال بالخسارة. ويأتى يوم القيامة وقد حمل معه أوزاره وما أغنى عنه ماله وما كسب وسيصلى نارا ذات لهب. وقد يسعى فى سبيل الجاه والسيطرة فيظلم ويطغى فيظل طيلة حياته سجين القلاع لتحميه من انتقام المظلومين ، ولكن كل جيوش الأرض لا يمكن ان تحميه من كوابيس الفزع حيث تطارده فى الليل اشباح ضحاياه، ويظل فى دورات متلاحقة ، يحمى نفسه خوف الانتقام فيظلم أكثر ويحتاج لحماية اضافية فيظلم اكثر الى ان يحل به القضاء العاجل فيموت قتلا أو حسرة أو يعيش بقية عمره سجينا مطاردا مقهورا.
وأحيانا يجد الظالم مبررات للاستمرار فى الظلم والعصيان ، عبر اساطير الشفاعات ومزاعم فقهاء السلطان بانه سيدخل الجنة مهما أجرم, وهنا تأتى القاعدة القرآنية لتؤكد عبث الأمانى ،فمن يعمل سوءا لا بد أن يلقى جزاءه. يقول تعالى ( ليس بأمانيّكم ولا أمانىّ أهل الكتاب. من يعمل سوءا يجز به ولا يجد له من دون الله وليا ولا نصيرا ) ( النساء 123 )
القاعدة الالهية حاكمة و حازمة هنا. ليس فى الأمر أمنيات وأحلام بدخول الجنة وأنت ترتكب الظلم و البغى والعدوان والمعاصى. بل إن من يرتكب إثما فسيعاقبه الله تعالى مقابل هذا الاثم فى هذه الدنيا قبل الآخرة.ينطبق هذا علينا كما ينطبق على أهل الكتاب وكل البشر.
8 ـ مشكلتنا الحقيقية أننا نتصور أن الله تعالى خلقنا فى هذه الدنيا عبثا ، وأنه أعطانا هذه الحرية ـ فى الايمان والكفر ـ عبثا ، ونتصور أنها حرية عابثة بلا مسئولية وبلا مثوبة أو عقوبة الاهية فى الدنيا والآخرة. نغفل أن الله تعالى لم يعطنا هذه الحرية الا اختبارا سيأتى موعده يوم الحساب .
وسيظل بعضنا يعبث ويهزأ مستخدما حريته أسوأ استغلال الى أن يفقد حريته بدءا من لحظة الاحتضار على فراش الموت ، ثم يفقدها الى الأبد فى الجحيم . سيصرخون طالبين من الله تعالى الخروج من جهنم ( ربنا أخرجنا منها فان عدنا فانا ظالمون ) فيرد عليهم المولى جل وعلا ( إخسأوا فيها ولا تكلمون . إنه كان فريق من عبادى يقولون ربنا آمنا فاغفر لنا وارحمنا وأنت خير الراحمين ، فاتخذتموهم سخريا حتى أنسوكم ذكرى وكنتم منهم تضحكون ) ثم يقول لهم المولى جل وعلا هذا السؤال الهائل : ( أفحسبتم أنما خلقناكم عبثا وأنكم الينا لا ترجعون ؟) ( المؤمنون 107 ـ ) . صدق الله تعالى العظيم.
9 ـ لن يستطيع العاصى الافلات من الله تعالى. لا فى الدنيا ولا فى الآخرة..
اجمالي القراءات
24053