ليلة القدر هى ليلة الاسراء ..( 2/ 7 )
أولا: معنى الوحي وأنواعه
الوحي هو طريقة تفاهم أو اتصال غير مألوفة، أي بغير الحديث العادي الذي قد يتم بين جانبين في وسط واحد. فالحديث بينك وبين إنسان آخر يظل اتصالا عاديا، سواء كنت تهمس له في أذنه أو تحدثه بالتليفون، طالما كانت وسيلة الاتصال هي اللغة والصوت والاستماع بالأذن..
أما إذا اختلف الأمر فأصبح التفاهم بينكما بغير الصوت فهنا يكون الوحي أو الإيحاء له بالمعنى الذي تريد توصيله له دون كلام ودون صوت، وهذا ما نفهمه من قوله تعالى عن زكريا ("فَخَرَجَ عَلَى قَوْمِهِ مِنَ الْمِحْرَابِ فَأَوْحَى إِلَيْهِمْ أَن سَبِّحُوا بُكْرَةً وَعَشِيًّا : مريم :11") ذلك أن الله تعالى جعل آية زكريا أنه لن يستطيع أن يكلم الناس ثلاث ليال سويا، حتى يتأكد أن الله تعالي سيهبه ابنا رضيا. وتحققت الآية فلم يستطع الكلام وخرج على قومه من المحراب يشير إليهم أو يوحي إليهم بالتسبيح وهذا هو معنى الوحي.
ويتأكد معنى الوحي حين يكون اتصالا بين عالمين مختلفين ،أي في مستويين مختلفين.
وهنا ندخل على أنواع الوحي .
1 ـ هناك وحي من الله تعالي للملائكة "إِذْ يُوحِي رَبُّكَ إِلَى الْمَلآئِكَةِ أَنِّي مَعَكُمْ فَثَبِّتُواْ الَّذِينَ آمَنُواْ : الأنفال12"
2 ـ وهناك وحي من الله تعالي إلى بعض البشر من غير الأنبياء. مثل أم موسى "إِذْ أَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّكَ مَا يُوحَى : طه 28" "وَأَوْحَيْنَا إِلَى أُمِّ مُوسَى أَنْ أَرْضِعِيهِ : القصص 7" ومثل الوحي للحواريين "وَإِذْ أَوْحَيْتُ إِلَى الْحَوَارِيِّينَ أَنْ آمِنُواْ بِي وَبِرَسُولِي قَالُوَاْ آمَنَّا : المائدة 111"
3 ـ وهناك وحي من الله تعال للأنبياء "إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ : النساء 163"
وقد يكون الوحي الإلهي لغير الأنبياء من البشر نوعا من الإلهام القوي الذي يتأكد معه أولئك البشر أنه وحي إلهي. ولكن من المؤكد أن الوحي للأنبياء يكون شيئا مختلفا لأنه نظام متكرر واتصال مستقر ومستمر ينتج عنه كتاب سماوي يقوم كل نبي بتبليغه لقومه...
وهذا الوحي الخاص للنبي يستلزم كيفية خاصة يكون بها النبي الرسول متميزا عن باقي البشر بأنه يوحى إليه. أو كما قال الله تعالي لخاتم النبيين "قُلْ إِنَّمَا أَنَا بَشَرٌ مِّثْلُكُمْ يُوحَى إِلَيَّ : الكهف 110"
4 ـ وهناك وحي من الله تعالى للكائنات ، ومنها الحشرات كالنحل : " وَأَوْحَى رَبُّكَ إِلَى النَّحْلِ أَنِ اتَّخِذِي مِنَ الْجِبَالِ بُيُوتًا وَمِنَ الشَّجَرِ وَمِمَّا يَعْرِشُونَ : النحل 68"
والوحي للنحل وغيرها يعني الغريزة التي أودعها الله تعالي في هذه الكائنات وجعلها تهتدي بهذه الغريزة في حياتها ومعاشها مصداقا لقوله تعالي "الَّذِي أَعْطَى كُلَّ شَيْءٍ خَلْقَهُ ثُمَّ هَدَى : طه 50". فكل كائن (مبرمج ) على كيفية الحصول على غذائه وتناسله وتعامله مع الطبيعة و الوسط المحيط به. هذه البرمجة هي بلغة القرآن الكريم وحي.
5 ـ ويمتد هذا الوحي الإلهي للمادة من أصغرها ( الذرة ) إلى أكبرها من النجوم والمجرات والسماوات التي تتوضع فيما وراء الكون المرئي وغير المرئي لنا . في داخل الذرة يدور الإلكترون حول النواة لا يتوقف، وتدور الأفلاك حول بعضها ؛القمر حول الشمس ، و الأقمار الأخرى حول كواكبها ـ وكل كواكب المجموعة الشمسية حول الشمس ، والشمس حول مركز المجرة . كل هذا التسيير الذاتي جاء بوحي إلهي ، يوجزه قول الله جل وعلا (ثُمَّ اسْتَوَى إِلَى السَّمَاء وَهِيَ دُخَانٌ فَقَالَ لَهَا وَلِلْأَرْضِ اِئْتِيَا طَوْعًا أَوْ كَرْهًا قَالَتَا أَتَيْنَا طَائِعِينَ فَقَضَاهُنَّ سَبْعَ سَمَاوَاتٍ فِي يَوْمَيْنِ وَأَوْحَى فِي كُلِّ سَمَاء أَمْرَهَا وَزَيَّنَّا السَّمَاء الدُّنْيَا بِمَصَابِيحَ وَحِفْظًا ذَلِكَ تَقْدِيرُ الْعَزِيزِ الْعَلِيمِ ) ( فصلت 11: 12 ). وبالطبع ليس لنا أن نتساءل عن كيفية الوحي أو التخاطب بين الخالق جل وعلا ومخلوقاته من السماوات والأرض . الذي نفهمه من القرآن أن طاعتها للخالق جل وعلا هي تسبيح لا يمكن لنا أن نفقهه لأنه فوق إدراكنا (تُسَبِّحُ لَهُ السَّمَاوَاتُ السَّبْعُ وَالأَرْضُ وَمَن فِيهِنَّ وَإِن مِّن شَيْءٍ إِلاَّ يُسَبِّحُ بِحَمْدِهِ وَلَكِن لاَّ تَفْقَهُونَ تَسْبِيحَهُمْ إِنَّهُ كَانَ حَلِيمًا غَفُورًا )( الإسراء 44 ).
هذا الوحي الإلهي للعالم المادي لا يزال مستمرا بعد خلق العالم ليشمل تدبير هذا العالم المادي وما فيه من تقلبات وكوارث ، وقد أشار الله تعالى إلى طوفان نوح على انه يدخل في هذه النوعية من الوحي ـ من بدايته إلى نهايته ـ وفق تقدير إلهي محسوب ، نفهم هذا من التدبر في قوله جل وعلا عن بداية الطوفان: (فَفَتَحْنَا أَبْوَابَ السَّمَاء بِمَاء مُّنْهَمِرٍ وَفَجَّرْنَا الأَرْضَ عُيُونًا فَالْتَقَى الْمَاء عَلَى أَمْرٍ قَدْ قُدِرَ)(القمر 11: 12) وعن نهايته: (وَقِيلَ يَا أَرْضُ ابْلَعِي مَاءَكِ وَيَا سَمَاء أَقْلِعِي وَغِيضَ الْمَاء وَقُضِيَ الأَمْرُ وَاسْتَوَتْ عَلَى الْجُودِيِّ وَقِيلَ بُعْدًا لِّلْقَوْمِ الظَّالِمِينَ )( هود 44 ).
ثانيا: كيف نزل الوحي
قلنا أن الوحي معناه يتأكد حين يكون اتصالا بين عالمين مختلفين بين الله تعالى والبشر والله تعالى في سوره الشورى(5) حدد ثلاث كيفيات لكلامه مع البشر وهي الوحي، والكلام من وراء حجاب، أو عن طريق ملك من الملائكة. والوحي المباشر أو الكلام المباشر كما حدث مع موسى عند الشجرة المباركة في طور سيناء، والوحي عن طريق ملك أو رسول حدث في نزول القرآن الكريم، وربما حدثت الأحوال الثلاثة في الوحي لكل الأنبياء مع زيادة في إحدى الطرق عن الأخرى بالنسبة لبعضهم لأن الله تعالي يقول " إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِن بَعْدِهِ : النساء 163" أي كيفية الوحي واحدة لكل الأنبياء من نوح إلى محمد عليهم السلام ، يسري هذا على نوعي الوحي للأنبياء ،أي وحي التنزيل ووحي التوجيه .
بين وحي التنزيل ووحي التوجيه.
هناك وحي ينزل كتابا مكتوبا رسالة سماوية تنزل على النبي الرسول ليبلغ بها الناس؛هذا هو وحى التنزيل . وهناك وحي التوجيه الذي يصاحب النبي في خطواته.
ونعطى أمثلة لوحي التوجيه :
1 ـ وحي التوجيه جاء للنبي نوح عليه السلام بعد اليأس من هداية قومه ،فأوحى الله تعالى له بأنه لا فائدة ، وأن عليه أن يصنع السفينة طبقا للوحي التوجيهي الذي سيعلمه (وَأُوحِيَ إِلَى نُوحٍ أَنَّهُ لَن يُؤْمِنَ مِن قَوْمِكَ إِلاَّ مَن قَدْ آمَنَ فَلاَ تَبْتَئِسْ بِمَا كَانُواْ يَفْعَلُونَ وَاصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا وَلاَ تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُواْ إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ ) ( هود 36 ـ ) (فَأَوْحَيْنَا إِلَيْهِ أَنِ اصْنَعِ الْفُلْكَ بِأَعْيُنِنَا وَوَحْيِنَا فَإِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ فَاسْلُكْ فِيهَا مِن كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَن سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ مِنْهُمْ وَلا تُخَاطِبْنِي فِي الَّذِينَ ظَلَمُوا إِنَّهُم مُّغْرَقُونَ فَإِذَا اسْتَوَيْتَ أَنتَ وَمَن مَّعَكَ عَلَى الْفُلْكِ فَقُلِ الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي نَجَّانَا مِنَ الْقَوْمِ الظَّالِمِينَ وَقُل رَّبِّ أَنزِلْنِي مُنزَلا مُّبَارَكًا وَأَنتَ خَيْرُ الْمُنزِلِينَ) ( المؤمنون 27 ـ ) .
واستمر الوحي التوجيهي مع نوح حين استغفر لابنه الضال فجاءه وحى التوجيه يلومه (وَنَادَى نُوحٌ رَّبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلاَ تَسْأَلْنِ مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَن تَكُونَ مِنَ الْجَاهِلِينَ قَالَ رَبِّ إِنِّي أَعُوذُ بِكَ أَنْ أَسْأَلَكَ مَا لَيْسَ لِي بِهِ عِلْمٌ وَإِلاَّ تَغْفِرْ لِي وَتَرْحَمْنِي أَكُن مِّنَ الْخَاسِرِينَ قِيلَ يَا نُوحُ اهْبِطْ بِسَلامٍ مِّنَّا وَبَرَكَاتٍ عَلَيْكَ وَعَلَى أُمَمٍ مِّمَّن مَّعَكَ وَأُمَمٌ سَنُمَتِّعُهُمْ ثُمَّ يَمَسُّهُم مِّنَّا عَذَابٌ أَلِيمٌ ) ( هود 45 )
2 ـ والنبي موسى عليه السلام كان ينزل عليه الوحي التوجيهي قبل وبعد نزول ألواح التوراة . بدأ مع الوحي المباشر له عند الشجرة في الوادي المقدس ( طه11 ـ ) ( الشعراء 10 ـ ) ( النمل 7 ـ )( القصص 30 ـ) ثم صحبه الوحي التوجيهي بعدها في مبارزته للسحرة ( طه 68 ـ ) ومع وقوع الاضطهاد عليهم من فرعون ( يونس 87 ـ ) والهروب ببني إسرائيل وعبور البحر بهم (طه 77 ) والاستسقاء لهم ( البقرة 60 ) إلى أن جاء لميقات ربه ليتلقى ألواح الكتاب المنزل عند جبل الطور ( الأعراف 142 ـ ) واستمر بعدها
الوحي التوجيهي بأخذ العهد والميثاق عليهم عند جبل الطور حين رفع الله تعالى الجبل فوق رءوسهم وظنوا انه واقع بهم ( الأعراف 171 ).
3 ـ والنبي محمد عليه السلام نزل عليه وحي توجيهي تردد صداه في القرآن، نرى أمثلة ذلك بين :
* ثنايا الإشارة للهجرة (وَإِذْ يَمْكُرُ بِكَ الَّذِينَ كَفَرُواْ لِيُثْبِتُوكَ أَوْ يَقْتُلُوكَ أَوْ يُخْرِجُوكَ وَيَمْكُرُونَ وَيَمْكُرُ اللَّهُ وَاللَّهُ خَيْرُ الْمَاكِرِينَ ) ( الأنفال 30 ) (إِلاَّ تَنصُرُوهُ فَقَدْ نَصَرَهُ اللَّهُ إِذْ أَخْرَجَهُ الَّذِينَ كَفَرُواْ ثَانِيَ اثْنَيْنِ إِذْ هُمَا فِي الْغَارِ إِذْ يَقُولُ لِصَاحِبِهِ لاَ تَحْزَنْ إِنَّ اللَّهَ مَعَنَا فَأَنزَلَ اللَّهُ سَكِينَتَهُ عَلَيْهِ وَأَيَّدَهُ بِجُنُودٍ لَّمْ تَرَوْهَا وَجَعَلَ كَلِمَةَ الَّذِينَ كَفَرُواْ السُّفْلَى وَكَلِمَةُ اللَّهِ هِيَ الْعُلْيَا وَاللَّهُ عَزِيزٌ حَكِيمٌ )(التوبة 40 )
* وفي حروبه الدفاعية مثل بدر (وَإِذْ يَعِدُكُمُ اللَّهُ إِحْدَى الطَّائِفَتَيْنِ أَنَّهَا لَكُمْ وَتَوَدُّونَ أَنَّ غَيْرَ ذَاتِ الشَّوْكَةِ تَكُونُ لَكُمْ وَيُرِيدُ اللَّهُ أَن يُحِقَّ الْحَقَّ بِكَلِمَاتِهِ وَيَقْطَعَ دَابِرَ الْكَافِرِينَ لِيُحِقَّ الْحَقَّ وَيُبْطِلَ الْبَاطِلَ وَلَوْ كَرِهَ الْمُجْرِمُونَ إِذْ تَسْتَغِيثُونَ رَبَّكُمْ فَاسْتَجَابَ لَكُمْ أَنِّي مُمِدُّكُم بِأَلْفٍ مِّنَ الْمَلائِكَةِ مُرْدِفِينَ وَمَا جَعَلَهُ اللَّهُ إِلاَّ بُشْرَى وَلِتَطْمَئِنَّ بِهِ قُلُوبُكُمْ وَمَا النَّصْرُ إِلاَّ مِنْ عِندِ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ عَزِيزٌ حَكِيمٌ ) ( الأنفال 7) وفي غزوة ذات العسرة (وَعَلَى الثَّلاثَةِ الَّذِينَ خُلِّفُواْ حَتَّى إِذَا ضَاقَتْ عَلَيْهِمُ الأَرْضُ بِمَا رَحُبَتْ وَضَاقَتْ عَلَيْهِمْ أَنفُسُهُمْ وَظَنُّواْ أَن لاَّ مَلْجَأَ مِنَ اللَّهِ إِلاَّ إِلَيْهِ ثُمَّ تَابَ عَلَيْهِمْ لِيَتُوبُواْ إِنَّ اللَّهَ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ ) ( التوبة 118 ).
*وفي علاقة النبي محمد عليه السلام بزوجاته (وَإِذْ أَسَرَّ النَّبِيُّ إِلَى بَعْضِ أَزْوَاجِهِ حَدِيثًا فَلَمَّا نَبَّأَتْ بِهِ وَأَظْهَرَهُ اللَّهُ عَلَيْهِ عَرَّفَ بَعْضَهُ وَأَعْرَضَ عَن بَعْضٍ فَلَمَّا نَبَّأَهَا بِهِ قَالَتْ مَنْ أَنبَأَكَ هَذَا قَالَ نَبَّأَنِيَ الْعَلِيمُ الْخَبِيرُ ) "التحريم 3 ,( وَمَا كَانَ لِمُؤْمِنٍ وَلا مُؤْمِنَةٍ إِذَا قَضَى اللَّهُ وَرَسُولُهُ أَمْرًا أَن يَكُونَ لَهُمُ الْخِيَرَةُ مِنْ أَمْرِهِمْ وَمَن يَعْصِ اللَّهَ وَرَسُولَهُ فَقَدْ ضَلَّ ضَلالا مُّبِينًا وَإِذْ تَقُولُ لِلَّذِي أَنْعَمَ اللَّهُ عَلَيْهِ وَأَنْعَمْتَ عَلَيْهِ أَمْسِكْ عَلَيْكَ زَوْجَكَ وَاتَّقِ اللَّهَ وَتُخْفِي فِي نَفْسِكَ مَا اللَّهُ مُبْدِيهِ وَتَخْشَى النَّاسَ وَاللَّهُ أَحَقُّ أَن تَخْشَاهُ فَلَمَّا قَضَى زَيْدٌ مِّنْهَا وَطَرًا زَوَّجْنَاكَهَا لِكَيْ لا يَكُونَ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ حَرَجٌ فِي أَزْوَاجِ أَدْعِيَائِهِمْ إِذَا قَضَوْا مِنْهُنَّ وَطَرًا وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ مَفْعُولا مَّا كَانَ عَلَى النَّبِيِّ مِنْ حَرَجٍ فِيمَا فَرَضَ اللَّهُ لَهُ سُنَّةَ اللَّهِ فِي الَّذِينَ خَلَوْا مِن قَبْلُ وَكَانَ أَمْرُ اللَّهِ قَدَرًا مَّقْدُورًا )( الأحزاب 36 ـ ).
* وفى اختبار تغيير القبلة (سَيَقُولُ السُّفَهَاء مِنَ النَّاسِ مَا وَلاَّهُمْ عَن قِبْلَتِهِمُ الَّتِي كَانُواْ عَلَيْهَا قُل لِّلَّهِ الْمَشْرِقُ وَالْمَغْرِبُ يَهْدِي مَن يَشَاء إِلَى صِرَاطٍ مُّسْتَقِيمٍ وَكَذَلِكَ جَعَلْنَاكُمْ أُمَّةً وَسَطًا لِّتَكُونُواْ شُهَدَاء عَلَى النَّاسِ وَيَكُونَ الرَّسُولُ عَلَيْكُمْ شَهِيدًا وَمَا جَعَلْنَا الْقِبْلَةَ الَّتِي كُنتَ عَلَيْهَا إِلاَّ لِنَعْلَمَ مَن يَتَّبِعُ الرَّسُولَ مِمَّن يَنقَلِبُ عَلَى عَقِبَيْهِ وَإِن كَانَتْ لَكَبِيرَةً إِلاَّ عَلَى الَّذِينَ هَدَى اللَّهُ وَمَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِيعَ إِيمَانَكُمْ إِنَّ اللَّهَ بِالنَّاسِ لَرَؤُوفٌ رَّحِيمٌ قَدْ نَرَى تَقَلُّبَ وَجْهِكَ فِي السَّمَاء فَلَنُوَلِّيَنَّكَ قِبْلَةً تَرْضَاهَا فَوَلِّ وَجْهَكَ شَطْرَ الْمَسْجِدِ الْحَرَامِ وَحَيْثُ مَا كُنتُمْ فَوَلُّواْ وُجُوهَكُمْ شَطْرَهُ وَإِنَّ الَّذِينَ أُوتُواْ الْكِتَابَ لَيَعْلَمُونَ أَنَّهُ الْحَقُّ مِن رَّبِّهِمْ وَمَا اللَّهُ بِغَافِلٍ عَمَّا يَعْمَلُونَ) (البقرة 142 ـ ).
ولسنا في موضع التفصيل في هذا الوحي التوجيهي ولكن نؤكد على أن وحي التنزيل في الكتاب السماوي يظل مهيمنا على ذلك الوحي التوجيهي لأنه على أساس الكتاب السماوي ( وحي التنزيل ) وحده يتم حساب الناس يوم القيامة، والبشر ليسوا مطالبين بشيء سواه ..
اجمالي القراءات
20593
أستاذنا الفاضل الدكتور أحمد لي استفسار حول طرق الاتصال أو الكلام بين البشر والله تعالى ،حيث تم تحديد ثلاث طرق كما تفضلتم بذلك ، ولكني أظن أن كلام الله تعالى لنبي الله موسى لا يخرج عن هذه الطرق الثلاث ، إذ لم ير موسى رب العزة وكان التعبير القرآني حكما على استحالة الرؤية ( لن تراني )بل كلمه الله تعالى فقط ألا تعد هذه الطريقة التي كلم بها موسى ربه هي :( من وراء حجاب ) ؟ {وَمَا كَانَ لِبَشَرٍ أَن يُكَلِّمَهُ اللَّهُ إِلَّا وَحْياً أَوْ مِن وَرَاء حِجَابٍ أَوْ يُرْسِلَ رَسُولاً فَيُوحِيَ بِإِذْنِهِ مَا يَشَاءُ إِنَّهُ عَلِيٌّ حَكِيمٌ }الشورى 51
{وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكّاً وَخَرَّ موسَى صَعِقاً فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ }الأعراف143