الاختلاف والاعتصام:
الاختلاف كما من بلاغ الله

عبد الحسن الموسوي Ýí 2007-12-20


الاختلاف من بيان الله
الاختلاف والتفرق والاعتصام والاستمساك
عندما يتحدث الاكثرين ممن يتزعمون الراي والتوجيه عن الاختلاف يعنون على الاغلب- او لاغير- اختلاف الراي والقناعات في المسائل الفقهيه والمذهبيه
وكذلك عندما يتحدثون عن قوله تعالى(واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا) يقصدون بها عدم الخصومه والتشتت والنزاع ولكني بعد التامل وجدت انها تعني اعمق واهم من ذلك


والمؤدى لهذه المفرده من بيان الله ووفق ايات كثيره هو الارتداد والعصيان والكفر وعدم الاتباع للنبي وبالتالي عدم الايمان
وينقسم الناس الى فئتين ..واحده لم تختلف وهي الفئه المؤمنه ببلاغ رسول الله المرسل اليها
والاخرى تنبذ ذلك وهي الفئه المختلفه وهي فئة المرتدون والمنافقون والكافرون او المرتكسون الى حماة الجاهليه لانهم يحملون اامال وشهوات الدنيا ولا يطيقون تكليف الرب لهم في الطاعه والصبر
وحركة الارتداد بعد وفاة النبي هي من قبيل هذا الاختلاف والركوس .. وهو ارتداد عقائدي لم يقف عند حده الفكري وانما تعدى ذلك الى العصيان المسلح والسياسي والاقتصادي بعدم دفع الضريبه للدوله التي اسسها رسول الله وفق اشراف وتوجيه الله . ووفق المجلس الشوري الذي امر الله رسوله بتاسيسه (وشاورهم بالامر)
والان لنستعرض الايات الداله الى ما ذهبنا اليه::--
(كان الناس امة واحدة فبعث الله النبيين مبشرين ومنذرين وانزل معهم الكتاب بالحق ليحكم بين الناس فيما اختلفوا فيه وما اختلف فيه الا الذين اوتوه من بعد ما جاءتهم البينات بغيا بينهم فهدى الله الذين امنوا لما اختلفوا فيه من الحق باذنه والله يهدي من يشاء الى صراط مستقيم)
اختلفوا اي تركوا او بدلوا وغيرو ا
يقول الله
(ان الدين عند الله الاسلام وما اختلف الذين اوتوا الكتاب الا من بعد ما جاءهم العلم بغيا بينهم ومن يكفر بايات الله فان الله سريع الحساب)

وهنا ايضا اختلف بمعنى خالف الاتباع بغيا وكفرا بكتاب الله الجديد
يقول الله
(ولا تكونوا كالذين تفرقوا واختلفوا من بعد ما جاءهم البينات واولئك لهم عذاب عظيم
اي خالفوا ولم يتبعوا البينات)
يقول الله
(وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا)
اختلفوا فيه اي في اصله وبشريته التي لابد وانه ليس ابن الله كما يزعمون
وقوله تعالى: واعتصموا بحبل الله جميعا ولا تفرقوا
اي لا تفارقواحبل الله واعتصموا به
وما توفيقي الا بالله عليه توكلت واليه انيب

اجمالي القراءات 16653

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
التعليقات (8)
1   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الخميس ٢٠ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14667]

تعليق

شكرا لك أخي العزيز على الافكار المطروحة.

أنت تفترض أن الاختلاف هو أن ينقسم الناس الى معسكرين: معسكر إيمان ومعسكر كفر ، و كأنه لا شيء بينهما. يعني يا إما ابيض يا إما أسو.د

و الحقيقة أن قراءة أخرى لبعض الايات تشير أن الاختلاف معناه عدم التوحد على رأي ، و هذا يستتبع وجود و احتمال ءاراء اخرى لها مقادير متفاوته من الصواب.
لا حظ أن الله مثلا ربط الاختلاف بالعلم : (إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ)ال عمران/19. و قوله: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) يونس/93. ممكن واحد يسأل: طب ليش العلم؟ و هل العلم يؤدي الى الاختلاف؟ الحقيقة أنه ليس العلم بذاته هو سبب الاختلاف و لكن مجيئه (لاحظ الدقة) .. و السبب هو اتباع الاهواء بمقادير متفاوته مغايرة لما يطلبه العلم منا.

مثال: نحن نعلم أن ءاية تعددالزوجات تسمح بذلك ضمن سلسلة شروط معينة... الان الجميع (حاليا)متفقون و يسيرون -حسب السنة المصطنعة- على أساس أن الاصل في الزواج هو التعدد. حسنا: لو فرضنا أن احد العلماء قدأوضح بالحجة و البرهان الداحضين لتلك المقولة و بين أن الاصل مش التعدد و لكن الافراد ..الخ ، بمعني ءاخر جاء هذا العالم بـ(العلم) الذي فصل و بين الحق و الباطل.. عندها ستجد الاختلاف قد حدث ... فمنهم من سيؤمن و يطيع ، و منهم من سيبدأ الجدال مع ذلك الرجل في تلك الشروط المعينة و غيره من التفاصيل بهدف الفهم أو تحقيق ما يستطيع من مصالحة و منهم من يكفر بالمسألة كلها.

أي أن الاختلاف لا يعني الانقسام الى شقين و لكن الى أطياف مختلفة و بدرجات متفاوته من القرب أو البعد الى الحق ، و لهذا السبب فإن الله في اغلب المواضع جعل محاسبة الذين اختلفوا فقط بيده ـ لأنه في حالة الاختلاف لا يمكن الفصل بين مين صح و مين خطأ ليس بسبب الاستحالة و لكن للتعذر.
لذلك القول بأن الاختلاف معناه : يا أبيض - يا أسود ... الحقيقة يوقعنا في مشاكل أهمها أننا سنرسخ في ذهننا أن أحد الطرفين يملك كامل الصواب و الحق و الطرف الاخر فقط في النار.. و لا ننسي القاعدة المشهورة: إذا أخطأ أحد في جزئية معينة فلا يستتبع بالضرورة خطأه في الكليات. فمن الممكن أن خطاه في الجزئية هو خطأ تطبيقي فقط مشتق من كلية صحيحة.

نسأل الله لكم و لنا الاقتراب و اللجوء الى الحق دائما. و جزاكم الله خيرا على طرق مثل هذه أفكار و مناقشتها.

2   تعليق بواسطة   عبد الحسن الموسوي     في   الجمعة ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14671]

لك الحق ...ولكن....

الاخ العزيز محمود دويكات
تحيه
حقا البشر يختلفون في كل شئ بل ان الاختلاف هو من سنن الحياة والاتفاق هو الشذوذ في هذه الحياة
ولكني لا اقصد في هذا الموضوع الاختلاف وفق المصطلح الشائع عن الاختلاف ،
وانما اردت ان ابين المؤدى لمفهوم الاختلاف في اكثر الايات القرانيه الكريمه
ووفق هذا المفهوم كما في الايات التي اوردتها فانهالاتعني سوى المخالفه التامه لامر الله الى العصيان
وليس اختلاف في وجهات النظر كما هو شائع ،

وفي هاتين الايتين:
(إِنَّ الدِّينَ عِندَ اللّهِ الإِسْلاَمُ وَمَا اخْتَلَفَ الَّذِينَ أُوْتُواْ الْكِتَابَ إِلاَّ مِن بَعْدِ مَا جَاءهُمُ الْعِلْمُ بَغْيًا بَيْنَهُمْ وَمَن يَكْفُرْ بِآيَاتِ اللّهِ فَإِنَّ اللّهِ سَرِيعُ الْحِسَابِ)ال عمران/19. و قوله: (وَلَقَدْ بَوَّأْنَا بَنِي إِسْرَائِيلَ مُبَوَّأَ صِدْقٍ وَرَزَقْنَاهُم مِّنَ الطَّيِّبَاتِ فَمَا اخْتَلَفُواْ حَتَّى جَاءهُمُ الْعِلْمُ إِنَّ رَبَّكَ يَقْضِي بَيْنَهُمْ يَوْمَ الْقِيَامَةِ فِيمَا كَانُواْ فِيهِ يَخْتَلِفُونَ) يونس/93
ايضا لاتحتمل غير ان المخالفه لاتعني سوىان اهل الكتاب خالفوا من بعد ما جائهم العلم وايضا بغيا
ولا ادري ان كنت تستطيع ان تفسر هذا الاختلاف بغير الكفر بما انزل الله ومن بعد علمهم
واما مسالة تعدد الزوجات والمسائل الفرعيه الاخرى الشبيهه فهي لم تكن المقصوده في ايات الاختلاف وانماهناك فسحه في ذلك
وانا لا اريد نفي الاختلاف في المسائل الفرعيه في الدين او غير الدين بل ان هذا مما لابد منه
ولكني اردت ان ابين معنى الاختلاف في هذه الايات انه يعني مخالفة الاتباع
ولا اخالفك في الراي:
اقتباس
----------
أي أن الاختلاف لا يعني الانقسام الى شقين و لكن الى أطياف مختلفة و بدرجات متفاوته من القرب أو البعد الى الحق ، و لهذا السبب فإن الله في اغلب المواضع جعل محاسبة الذين اختلفوا فقط بيده ـ لأنه في حالة الاختلاف لا يمكن الفصل بين مين صح و مين خطأ ليس بسبب الاستحالة و لكن للتعذر.
لذلك القول بأن الاختلاف معناه : يا أبيض - يا أسود ... الحقيقة يوقعنا في مشاكل أهمها أننا سنرسخ في ذهننا أن أحد الطرفين يملك كامل الصواب و الحق و الطرف الاخر فقط في النار.. و لا ننسي القاعدة المشهورة: إذا أخطأ أحد في جزئية معينة فلا يستتبع بالضرورة خطأه في الكليات. فمن الممكن أن خطاه في الجزئية هو خطأ تطبيقي فقط مشتق من كلية صحيحة.
------------
ودمتم على الهدى

3   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الجمعة ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14674]

لا تعليق

لا تعليق


4   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الجمعة ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14688]

الاخت أمل

أعتقد انهم أرادوا العرب (أو المسلمين) الذي أصبحوا يتصرفون كبني اسرائيل.. في دينهم.. فالله لم يذكر لنا كل تلك التفاصيل عن بنى اسرائيل لأنو على راسهم ريشة ، بل (اعتقد) ان الله يعلم أن المسلمين سيمشون في نفس الطريق التي اتخذها بنو اسرائيل.

5   تعليق بواسطة   AMAL ( HOPE )     في   الجمعة ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14692]

الاخ محمود دويكات المحترم , كل عام وانت بخير

لم افهم ما قصدت ب:

( لأنو على راسهم ريشة )

هل افهم ان الله جلت قدرته غير عادل ( استغفرالله ) ويفرق بين ما خلقه من البشر ؟؟ لا اعتقد .
ولو وبصراحة فأن اتباع كل دين يعتقدون بان على رأسهم ريشة والجنة ملك لهم والاخرين الى جنة ابليس والنار التي لا تطفئ , اليس كذلك ؟, او على الاقل هذا ما توصلت اليه من خلال ما قرأته عن الاديان هنا وهناك ومن خلال النت .وخاصة الاديان الثلاثة وهي اليهودية والمسيحية والاسلام.
طاب يومك
امل

6   تعليق بواسطة   محمود دويكات     في   الجمعة ٢١ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14699]

الاخت أمل

تلك الجملة كانت عبارة عن مثل دارج فقط ..فعلى راسه ريشة تعني أنه متميز أو شايف حاله عن البقية.

فما قصدته هو أن الله لم يورد لنا تفاصيل عن بنى اسرائيل لأنهم متميزون عن بقية العالم...و لا تعني أن المسلمين متميزون عن العالم بحيث أنهم لا يقعون في نفس أخطاء بني اسرائيل... بل بالعكس ... لأن الجميع متساوون .. فكأن الله يقول لنا: شايفين غيركم كيف فعل!! فاحترسوا أن تفعلوا فعلهم.. ولكن للأسف المسلمون فعلوا نفس فعل بني اسرائيل من زمان: فنسوا الرسالة الاصلية.. و بدأوا يدققون في التفاصيل لدرجة التفاهات .. بل بدأوا يرون انفسهم (شافوا حالهم)على باقي خلق الله.. و ذلك بافتراءات انهم امة محمد و أنهم سيغفر لهم و الرسول سيشفعلهم الى اخره من الكلام الفارغ الذي يشير صراحة الى انتفاء العدل الالهي و ينفي أن الله ينظر الى القلوب و الاعمال المقصودة.. فجعلوا الله كأنه ينظر الى الناس من أية امة و من أي دين جاء و يعطيه partial credit إذا كان من اتباع محمد ... طبعا هذا لا برهان له.
ففي الارض الله يعطيها للذي يهتم باصلاحها:
(وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)انبياء/105
و في الاخرة يحاسب الله الناس بغض النظر من اينما جاءوا على اعمالهم المقصودة خيرا أو شرا و هو أعلم بما هو الخير من الشر:
( يَوْمَئِذٍ يَصْدُرُ النَّاسُ أَشْتَاتًا لِّيُرَوْا أَعْمَالَهُمْ «6» فَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ خَيْرًا يَرَهُ «7» وَمَن يَعْمَلْ مِثْقَالَ ذَرَّةٍ شَرًّا يَرَهُ «8» ) زلزلة


دمتي في رعاية الله

7   تعليق بواسطة   شريف هادي     في   السبت ٢٢ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14726]

أخي الأستاذ عبد الحسن

أتفق معك في مجمل ما جاء بمقالتك ولكن لي تعقيب على معنى الاختلاف في قوله تعالى "وقولهم انا قتلنا المسيح عيسى ابن مريم رسول الله وما قتلوه وما صلبوه ولكن شبه لهم وان الذين اختلفوا فيه لفي شك منه ما لهم به من علم الا اتباع الظن وما قتلوه يقينا" لأن المستفاد من سياق النص أنهم أختلفوا في كونه صلب وقتل ، لأن الكلام عن الصلب والقتل وليس عن الطبيعة الناسوتية للمسيح والتي أوردها الله سبحانه في نصوص أخرى منها على سبيل المثال " لقد كفر الذين قالوا إن الله هو المسيح ابن مريم"
وشكرا لك أخي الكريم
شريف هادي

8   تعليق بواسطة   عبد الحسن الموسوي     في   الإثنين ٢٤ - ديسمبر - ٢٠٠٧ ١٢:٠٠ صباحاً
[14778]

مرحبا اخي العزيز شريف

وتحيه طيبه
واشكرك على تعقيبك وتصحيحك

أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2007-09-20
مقالات منشورة : 15
اجمالي القراءات : 496,031
تعليقات له : 151
تعليقات عليه : 140
بلد الميلاد : Iraq
بلد الاقامة : Iraq