ما معنى (جمعه) التى جاءت فى قوله تعالى (إنا علينا جمعه )؟؟
ما معنى (جمعه) التى جاءت فى قوله تعالى (إنا علينا جمعه )؟؟
سلام عليكم دكتور
عندي سؤال خارج الإطار لو سمحت.
أنا مؤمن إن سيدنا محمد مكنش آمي وكان بيعرف يقرأ و يكتب من قبل نزول الوحي كمان وهو من كتب القرآن النسخه الاصليه وليس الاسماء الموجودة في التراث زي ابو بكر و عثمان هما مجرد نسخوا وطبعوا فقط لا غير. ربنا توعد بحفظ القرآن يعنى حفظه من التحريف فيه زي ما اخترعوا الروايات و الأحاديث و زي ما حرفوا و اخفوا كتب الديانات الأخرى ، لكن ربنا قال "انا علينا جمعه" المقصود بجمعه هنا ايه؟
===
التعقيب
أكرمكم الله وحفظكم أستاذ ............ كما تعلم حضرتك أن القرءان الكريم نزل على النبى عليه السلام مرة واحدة فى ليلة القدر (ليلة الإسراء) . ونطق به النبى عليه السلام مُتفرقا (وَقُرۡءَانٗا فَرَقۡنَٰهُ لِتَقۡرَأَهُۥ عَلَى ٱلنَّاسِ عَلَىٰ مُكۡثٖ وَنَزَّلۡنَٰهُ تَنزِيلٗا (106) الإسراء - ) خلال 23 سنة تقريبا وهى مُدة تبليغ الرسالة (البعثة ) وكتبه كآيات وسور مُتفرقات . ثم جاء الأمر الإلاهى والربانى بجمعه فى سور مُتكاملة (كل سورة بآياتها فى سورة واحدة لها بداية ولها نهاية ) ثم ترتيبه الترتيب الحالى الموجود بين أيدينا الآن وليس ترتيبا حسب ترتيب النزول ، وليس جمعا وترتيبا حسب الموضوعات ، ولا حسب الترتيب الزمنى للقصص القرءانى للأُمم السابقة وأنبيائها وتشريعاتها ، وليس ترتيبا حسب التشريعات بما نزل فى الإيمان أو العبادات أو المُعاملات ، ولا ترتيبا حسب ما يخُص الحياة الدُنيا ، وما يخُصالآخرة ، ولا ترتيبا فيما نزل من آيات عن (الله جل جلاله سُبحانه وتعالى ) وما يخُص خلقه ومُلكه وملكوته ، ولا ترتيبا فيما يخص السموات ثم الأرض ،ثم المخلوقات الأُخرى من إنسان إلى أصغر كائن حى ..... ولكن كان جمع القرءان الكريم وسوره بشكل مُتفرد ليس له مثيل لا من قبله ولا من بعده ،فتجد فى كل سورة أنها تأخذك فى آياتها للحديث عن كُل شىء فى وقت واحد ،بل ربما تأخذك فى حديثها وسياقها بحديث عن الماضى والحاضر والمُستقبل فى سطر واحد.وفى آية واحدة.....وهذا دليل من أدلة أن القرءان الكريم كتاب ربانى ونزل من عند الرحمن جل جلاله وليس كتابا بشريا ولم يتدخل مُحمد بن عبدالله عليه السلام فيه بحرف واحد لا زيادة ولا نقصان ولا ترتيبا ولا جمعا ، وإنما كان مُتبعا لترتيبه وجمعه وقرءانه (أى قراءته نطقا وتشكيلا وكتابة) ... على عكس كُتب البشر ومؤلفاتهم . فتجد كتب الروايات والأحاديث ، وكُتب الفقه (الكتب التى يزعمون جهلا بانها دين من دين الله ومُكملة له ) أنها مُرتبة فى أبواب وفصول حسب الموضوعات (باب الصلاة - باب الصيام - باب النكاح - باب الجهاد - باب الإجارة - باب المخابرة والمزارعة - باب الطهارة ووووووووووووو ) وكذلك كُتب ومراجع التاريخ . مُجمعة أو مرتبة حسب أحداث السنين وتُسمى بالحوليات .بمعنى كتابتها حسب ترتيب الزمنى - السنة الأولى للهجرة ، السنة ال70 للهجرة وووووو أو مُرتبة حسب تاريخ وترتيب الخلفاء والأُمراء ...تاريخ أبو بكر - عمر عثمان -الدولة الأموية - العباسية - الفاطمية - المماليك ، الحاكم بأمر الله - الملك فاروق - عبدالناصر وهزائمه ووكساته ونكباته - السادات وووووو ............. كتب علم النحو والصرف والبلاغة كذلك مرتبة حسب الموضوعات ...... الكُتب العلمية منفصلة حسب نوع العلم ( كيمياء - أحياء - فيزيقا فيزياء -رياضيات ) وكل علم منهم مُقسم حسب نوعية معينة -فهناك الكيمياء الغير عضوية كيمياء الجدول الدورى للعناصر - الكيمياء العضوية كيمياء المركبات العضوية والحيوية - وووووووو ...... ومن هنا كان القرءان الكريم كتابا متفردا فى نصه وصياغته وسياقه وترتيبه وجمعه عن الكُتب الأُخرى .وجاء الأمر الربانى للنبى عليه السلام ولمن يؤمن بكتاب الله جل جلاله معه ومن بعده بأن جمع القرءان وقرءانه أمر خاص بالله جل جلاله وحده ولا دخل لكم به ،وعليكم إتباعه فى نظمه وجمعه وكتابته ونُطقه وقراءته وكتابته كما هو عليه الآن دون تدخل منكم فيه ، فمن يحاول أن يتلاعب فيه بتغيير أو حذف أو إضافة فسينكشف أمره فى ثوان معدودة لأن الله جل جلاله حافظ القرءان إلى يوم القيامة كما هو ، وأن ذلك المسكين الذى تلاعب بالقرءان له عقاب أليم يوم القيامة . (((لَا تُحَرِّكۡ بِهِۦ لِسَانَكَ لِتَعۡجَلَ بِهِۦٓ (16) إِنَّ عَلَيۡنَا جَمۡعَهُۥ وَقُرۡءَانَهُۥ (17) فَإِذَا قَرَأۡنَٰهُ فَٱتَّبِعۡ قُرۡءَانَهُۥ (18) ثُمَّ إِنَّ عَلَيۡنَا بَيَانَهُۥ (19))) القيامة .
اجمالي القراءات
89