حمدى البصير Ýí 2010-12-13
هل نستورد معارضة وطنية من الخارج ؟!
بقلم حمدى البصير
إنفض المولد الإنتخابى ، وبدأ مجلس الشعب الجديد أعماله بعد تعيين 10 أعضاء جدد ، وتشكلت لجان المجلس ، وسيطر عليها الحزب الوطنى صاحب الأغلبية الساحقة فى البرلمان كالعادة ، ولكن المجلس الجديد لاجديد فيه ، لأنه برلمان يخلو من المعارضة ، وبلا مستقليين حقيقيäن حقيقين .
فوجود المعارضة فى أى برلمان ، وبتمثيل حقيقى يضم أطياف سياسية عدة ، يدل على وجود تعددية سياسية فى المجتمع ، وقبول الأخر ، أما وجود أغلبية كاسحة قى برلمان ومعارضة صورية قليلة العدد ومستأنسة ، ومستقلين مغمورين ، فهذا يعنى أنه برلمان لالون ولاطعم له ، لإن المعارضة هى ملح البرلمان وإكسير الحياة السياسية .
نعم لدينا الان مجلس شعب به تمثيل أكثرللمرأة – ولأول مرة – بأعداد معقولة بسبب تطبيق نظام الكوتة ، ولكنه يخلو من المعارضة القوية والمستقلين أصحاب الأفكار والخبرات المتنوعة.
ولايعقل أن يكون برلمان 2010 أقل تمثيلا لقطاع عريض من المصريين عن برلمان 2005 ،رغم الحراك السياسى وظهور بعض الحركات السياسية خارج رحم الاحزاب مثل حركة كفاية وغيرها ، وزيادةالوقفات الإحتجاجية والإعتصامات ، وأيضا زيادة مساحة الحرية الإعلامية خاصة الطفرة الكبيرة فى أعداد القنوات الفضائية وبرامج التوك شو والتى كات بمثابة برلمان مصغر على لهواء ، وأيضا إرتفاع حدة المعارضة فى الصحف الحزبية المعارضة وحتى المستقلة.
فعدد المستقلين أقل – ولا أقصد المستقلين المنتمين للحزب الوطنى – وأيضا الكتلة المعارضة فى المجلس الحالى أضعف بكثير عن البرلمان الماضى ، لا لإن عددهم أقل ، ولكن وزنهم السياسى أخف بكثير عن المجلس السابق – مع إحترامى الشديد لهم – فقد كان فى الدورة الماضية فى المجلس بل وفى مجالس سابقة نجوما فى المعارضة ، وأيضا مستقليين أقوياء أثروا الحياة السياسية والرلمانية على مدى سنوات عديدة ، ففى المجلس السابق كان هناك حمدين صباحى ومصطفى بكرى ومصطفى شردى فؤاد بدراوى وسعد عبود ، وايضا كان هناك مستقلين أضافوا الكثير لمناقشات المجلس ودافعوا عن حقوق الشعب منهم علاء عبد المنعم وجمال زهران وسعد الكتاتنى ومحمد البلتاجى وحمدى حسن ، بل ونترحم الان على أيام علوى حافظ وممتاز نصار وأحمد القاضى وكمال أحمد. .
وكذلك كان فى المجلس السابق أيضا نجوما فى حزب الأغلبية ،اصحاب مواقف ولكنهم لم يستطيعوا الحفاظ على مقاعدهم مثل الدكتور حمدى السيد والدكتور شريف عمر والدكتور مصطفى السعيد وغيرهم .
ولاأعرف لماذا إستبعد هؤلاء من الإستمرار فى عضوية المجلس لدورة ثانية ؟، بالطبع إذا كانت هناك حرب ضروس وتحدى صارخ ضد حصول أى من أعضاء جماعة الإخوان المحظورة على أى مقعد لأسباب يعرفها الجميع ، فلا أجد مبررا كى تتدخل الدولة أيضا بكامل ثقلها كى تسقط نوابا محترمين وأصحاب خبرة برلمانية ، كان من المصلحة العامة وجودهم فى المجلس ، وكان ذلك أيضا سيكون لصالح حزب الأغلبية ،ومن أجل الحفاظ على التجربة الديمقراطية والإصلاحات السياسية وأيضا الحفاظ على سمعة مصر فى الخارج .
فماالذى جناه الحزب الوطنى من سقوط رموز المعارضة ، بعد أن تعرضوا لحروب إنتخابية على كل شكل ولون ؟
وهل من الحكمة السياسية أن يرسب منير فخرى عبد النور ورامى لكح ومنى مكرم عبيد؟
والتبرير الجاهز لسقوط نجوم المعارضة فى البرلمان السابق بجانب ضياء رشوان والبدرى فرغلى ، أن الجميع إحتكم لصندوق الإنتخاب ، والشعب إختار ، ولكن لماذ نجح ممثلين عن أحزاب صغيرة مثل الغد والسلام والعدالة الإجتماعية والجيل ، ولماذا تم إنجاح ممثلي أحزاب ضعيفة فى الجولة الثانية بل وممثل عن الأخوان المسلمين؟ هل الغرض هو ظهور البرلمان وكأنه ممثل من أحزاب عديدة حتى ولو كانت كرتونية ومستأنسة ؟
هل العملية الإنتخابية كانت تدار مثل لعبة الشطرنج ، وكانت هناك عملية إنتقائية للنواب سواء من المستقلين أو المعارضة أو حتى من الوطنى ، بدليل سقوط الدكتور حمدى السيد امام مرشح الإخوان مجدى عاشور ؟
هل أصبحنا أمام أغرب إنتخابات فى التاريخ ، يقوم فيها الحزب صاحب الأغلبية بإختيار معارضيه ، ولايقبل سوى بأكثر من الحصول على 95% من مقاعد البرلمان؟
وماذا كان يضير الحزب الوطنى لو حصل على ثلثى مقاعد البرلمان وترك الثلث الباقى للمعارضة والمستقليين والأقباط ؟
لقد كان الحزب بمقدوره فعل ذلك وكان سيكسب مصداقية أكثر ، داخليا وخارجيا ، لو كان ساعد المعارضة والمستقليين وكل المخالفين له فى التوجهات والرأى على الفوز فى الإنتخابات ، وذلك عن طريق ترك بعض الدوائر لكبار المعارضيين والمستقليين والأقباط ، أو على الأقل لا تتدخل الدولة بكل قواها وأذرعها القوية من أمن ومحليات وموظفين فى تلك الدوائر، بل وتحميها الشرطة من البلطجية وتمنع تسويد البطاقات بشكل جماعى فيها او تستبدل بها صناديق بأكملها .
لقد إكتسح الحزب الوطنى إنتخابات 2010 ،ونجحت حكومة الحزب فى الحصول على أغلبية برلمانية غير مسبوقة، وإستطاعت الدولة تصفية حساباته مع معارضيها ، ولكن خسرت مصر كثيرا فى الحياة السياسية وضربت الإصلاح السياسى فى مقتل ، وسحبت كثيرا من رصيدها الديمقراطى .
ولعل البرلمان الان يبحث عن معارضيين من داخله لحفظ ماء وجه ، ولكنه لن يجد سوى نجوما سيصنعهم فى مطبخه ، وسيلمعهم إعلامه القومى كالعادة ، ولكن لن يستطع أى من هؤلاء المعارضون الجدد أن يقدموا إستجوابا محترما او طلب احاطة معتبرا، ولن يحاربوا فسادا ، لأن الجميع يعزف نفس اللحن ويغنى ذات الأغنية ، لأن بعض الرموزالمعارضة الحقيقة أسقطت فى الإنتخابات ،والبعض الأخر إحترم نفسه ولم يشارك فى تلك المعمعة ، وكثيرين من المستقلين واصحاب الرأى الأخر سيفضلون الصمت فى المرحلة المقبلة ويتركون الحزب الحاكم يلاعب نفسه فى الساحة السياسية ، ولن يشاركوا،الخوف من أن ينضمون إلى الأغلبية الصامتة ، خوفا من قنابل الإعلام الحكومى التى تدك المعارضين على طريقة البرادعى من ناحية ،ولأنهم يأسوا من الإصلاح من ناحية أخرى ، وعلى الحكومة أن تبحث عن معارضيين ، أو حتى تستوردهم من الخارج ، فلدى شك كبير فى نجاح المعارضين الجدد مثل حميدة وعبدالعال وسيف والمالكى والأشمونى فى القيام بدور حقيقى داخل البرلمان ، لأن المرحلة الحالية ومستقبل العمل السياسى فى مصر أكبر من حجمهم ، وأخشى لو نجحت الحكومة فى إستيراد معارضة مصرية من الخارج بعدتجاهل وتهميش المعارضة فى الداخل أن يصف البعض المعارضة الوافدة بأنها تابعة للخارج وتعمل وق أجندة دولية مشبوهة .! .
حمدى البصير
يمكن استيراد معارضة وديعه ومستأنسة ومبرمجة على المقاس بالضبط .
ما يجب أن تقوله المعارضة وما يجب أن تسكت عنه ، وفي أي وقت تعارض وما نوعية المعارضة المسموح بها كل هذه الشروط سوف توضع عند تصنيع المعارضة التي سيتم اسيرادها من الصين .
هى جت على المعارضة ما هم بيستوردوا كل حاجة من الصين على الاقل حيكونوا وديعين ودمهم خفيف ومعارضتهم خفيفة على قلب الحزب الحاكم !!
القوة الإقتصادية الكامنة فى مصر " تتوهج " العام المقبل
حفلات " بول بارتى " خليعة للمراهقين ... والتذكرة بـ500 جنيه !
دعوة للتبرع
لا داعى للحيرة .!!: لدي سؤال احترت في الجوا ب عليه منذ فترة وهو عن...
الزواج من كافرة : حسب مفهوم ك للكفر و الكفا ر هل يجوز النكا ح ...
هو جل وعلا فوق الزمن: قولة عز وجل {إِنَ اللَّ هَ فَالِ قُ ...
حساسية منى شخصيا : هل يحق لنا ان نقتطع من منشور اتك مقاطع...
المحرمات فى الزواج : ماذا تقول فى عموم قوله تعالى : ﴿و أحل لكم...
more
نظام مبارك كسب الأنتخابات بالتزوير ولكنه خسر شرعيته ..
جشع نظام مبارك الأقتصادي وإستيلائه على ثروات مصر يتساوى مع جشعه في السياسة ..
مبارك بهذه الأنتخابات فقد شرعيته وأصبح هو نفسه فاقدا للشرعية وسيغتبر هو ومن حوله عصابة من قطاع الطرق قطعوا الطريق على الشعب المصري من الوصول للسطة والثروة ..