التبكير في الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-05-17


التبكير في الإسلام
البكر فى القرآن
الله يطلب من زكريا(ص) التسبيح بالعشى والإبكار :
بين الله أن زكريا(ص)طلب من الله أن يحدد له آية أى علامة يعرف بها حدوث الحمل فأخبره جبريل(ص)أن علامة حدوث الحمل هى اللحظة التى لا يتكلم فيها لسانه ويستمر على هذه الحال ثلاثة أيام لا يتحدث فيها سوى بالرمز وهو الإشارة وطلب منه الملاك أن يذكر ربه كثيرا أى أن يطيع حكم الله دوما وفسر هذا بأن يسبحه بالعشى والأبكار أى يتبع حكم الله دوما بالليالى والنهارات وهنا الحمل حدث دون جماع فالرجل فى المحراب وزوجته فى البيت وفى هذا قال تعالى بسورة آل عمران : "قال رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث أيام إلا رمزا واذكر ربك كثيرا وسبح بالعشى والأبكار"


زكريا(ص) يطلب تسبيح القوم بكرة وعشيا :
بين الله أن زكريا (ص)لما سمع كلام جبريل(ص)دعا الله فقال :رب أى إلهى اجعل لى آية أى حدد لى علامة والمراد أن يعين له إشارة معينة يعلم بها أن الحمل سيتحقق فى المستقبل فأوحى الله له :آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا والمراد علامتك ألا تحدث البشر ثلاث أيام كليا وهذا يعنى أن العلامة الدالة على تحقق الحمل فى المستقبل هى ألا يقدر زكريا (ص)على الحديث مع الناس لمدة ثلاث أيام متتالية وبعد أن انتهى من العلم بأمر الوحى أحس أنه لا يقدر على الكلام فخرج على قومه من المحراب والمراد فطلع على شعبه من المصلى فأوحى إليهم أى فأشار لهم بالرموز إشارة معناها سبحوه بكرة وعشيا أى أطيعوا حكم الله نهارا وليلا وفى هذا قال تعالى بسورة مريم :
"قال رب اجعل لى آية قال آيتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا فخرج على قومه من المحراب فأوحى إليهم أن سبحوه بكرة وعشيا"
الرزق فى الجنة بكرة وعشيا :
بين الله لنا أن الجنة التى يدخلها التائبون هى جنات عدن أى حدائق الخلود التى وعد الله عباده بالغيب والمراد التى أخبر الله خلقه بالخفاء وهذا يعنى أنه يعرفهم أنه عرفهم بها رغم أنها كانت غائبة عن حواسهم وعقولهم فآمنوا ويبين لنا أن وعده وهو قوله كان مأتيا أى متحققا أى مفعولا وهم لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما والمراد لا يعرفون فيها كلاما سوى كلام الخير ولهم فيها رزقهم وهو متاعهم أى ما يشتهون بكرة وعشيا أى نهارا وليلا وهذا يعنى أن الله يعطيهم الرحمة فى كل وقت وفى هذا قال تعالى بسورة مريم :
"جنات عدن التى وعد الرحمن عباده بالغيب إنه كان وعده مأتيا لا يسمعون فيها لغوا إلا سلاما ولهم فيها رزقهم بكرة وعشيا"
الله يطالب المسلمون بتسبيحه بكرة وأصيلا :
نادى الله الذين آمنوا فطلب منهم أن يذكروه ذكرا كثيرا أى أن يطيعوا حكمه طاعة مستمرة وفسر هذا بأنه يسبحوه بكرة وأصيلا والمراد أن يطيعوا حكمه نهارا وعشيا أى ليلا وفى هذا قال تعالى بسورة الأحزاب :
"يا أيها الذين أمنوا اذكروا الله ذكرا كثيرا وسبحوه بكرة وأصيلا"
إرسال الرسول(ص) لتسبيح الله بكرة وأصيلا:
وضح الله لنبيه (ص)أنه أرسله شاهدا والمراد أنه بعثه للناس حاكما ومبشرا أى نذيرا والمراد مبلغا لحكم الله ويبين للناس أنه أرسله لهم ليؤمنوا بالله ورسوله والمراد ليصدقوا بحكم الرب ونبيه (ص)ويعزروه أى ويطيعوا حكم الله وفسر هذا بقوله وتوقروه أى وتتبعوا حكمه وفسر هذا بقوله وتسبحوه بكرة وأصيلا والمراد وتطيعوا حكم الله نهارا وليلا وفى هذا قال تعالى بسورة الفتح :
"إنا أرسلناك شاهدا ومبشرا ونذيرا لتؤمنوا بالله ورسوله وتعزروه وتوقروه وتسبحوه بكرة وأصيلا"
ذكر الله بكرة وأصيلا :
طلب الله من نبيه (ص) أن يصبر لحكم ربه والمراد أن يطيع حكم الله وفسره بأنه يذكر اسم ربه بكرة وأصيلا والمراد أن يطيع حكم ربه نهارا وليلا وفسره بأنه يسجد له أى يسبحه أى يطيع حكمه ليلا طويلا أى مستمرا والمراد كل ليل وكل نهار وفى هذا قال تعالى بسورة الإنسان :
"واذكر اسم ربك بكرة وأصيلا ومن الليل فاسجد له وسبحه ليلا طويلا"
تسبيح محمد(ص) بالعشى والإبكار :
طلب الله من نبيه (ص)أن يصبر أى يطيع حكمه وفسر هذا بأنه يسبح بحمد ربه أى أن يطيع حكم وهو اسم ربه بالعشى وهى الليالى والأبكار وهى النهارات وفى هذا قال تعالى بسورة غافر :
"فاصبر إن وعد الله حق واستغفر لذنبك وسبح بحمد ربك بالعشى والإبكار"
الأساطير يكتبها النبى(ص) فى زعم الكفار بكرة وعشيا :
وضح الله أن الكفار قالوا أيضا عن القرآن أساطير الأولين أى تخاريف وهى أكاذيب السابقين دونها فى الصحف فهى تملى عليه بكرة وأصيلا والمراد فهى تلقى على مسمعه نهارا وليلا وفى هذا قال تعالى بسورة الفرقان :
" وقالوا أساطير الأولين اكتتبها فهى تملى عليه بكرة وأصيلا"
العذاب بكرة :
بين الله أن قوم وهم شعب لوط(ص)كذبوا بالنذر والمراد كفروا بالآيات المرسلة لهم من الله ،إنا أرسلنا عليهم حاصبا والمراد إنا أمطرنا عليهم حجارة إلا آل لوط وهم أسرة لوط(ص)عدا زوجته نجيناهم بسحر والمراد أنقذناهم بليل نعمة من عندنا والمراد رحمة من لدينا كذلك نجزى من شكر أى بتلك الطريقة وهى الإنجاء نثيب من أطاع حكمنا وهو من أحسن ويبين له أن لوط(ص)أنذرهم بطشة الله والمراد أخبرهم بعقاب الله فتماروا بالنذر والمراد فكذبوا بالعقوبات ولقد راودوه عن ضيفه والمراد ولقد حدثوه عن الزنى بزواره وهذا يعنى أنهم طالبوه بأن ينيكوا الضيوف فكانت العقوبة أن طمسنا أعينهم والمراد أن أعمينا أبصارهم وهذا يعنى أن الله أعمى عيونهم قبل العذاب المهلك لهم وقيل لهم ذوقوا عذابى ونذر والمراد فاعلموا عقابى أى عذابى ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر والمراد ولقد أصابهم نهارا عقاب عظيم وهذا يعنى أن العقاب المهلك أصابهم وقت النهار وفى هذا قال تعالى بسورة القمر:
"كذبت قوم لوط بالنذر إنا أرسلنا عليهم حاصبا إلا آل لوط نجيناهم بسحر نعمة من عندنا كذلك نجزى من شكر ولقد أنذرهم بطشتنا فتماروا بالنذر ولقد راودوه عن ضيفه فطمسنا أعينهم فذوقوا عذابى ونذر ولقد صبحهم بكرة عذاب مستقر"
التبكير في الفقه :
التبكير من البكرة وهى النهار وعند أهل اللغة أول النهار وقد تحدث الفقهاء عن مجموعة مسائل في التبكير ومنها
التبكير في الصلوات :
وهو أدائها في أول الوقت وقد بنوا حكمهم على أحاديث مثل :
روي عن النبي صلى الله عليه وسلم - حين سئل عن أفضل الأعمال - قال:
الصلاة في أول وقتها
وفى أحاديث مناقضة للحديث أمروا بالعكس وهو تأخير بعض الصلوات مثل :
"إذا اشتد الحر فأبردوا بالصلاة.
لولا أن أشق على المؤمنين لأمرتهم بتأخير العشاء "
قطعا كل الأعمال مطلوبة على الفور إلا إذا كان هناك عذر يضطر معه الإنسان للتأخير كالمرض والنسيان واستمرار القتال
ومن أحاديث التبكير لصلاة يوم الجمعة :
من غسل يوم الجمعة واغتسل، وبكر وابتكر كان له بكل خطوة يخطوها أجر سنة، صيامها وقيامها "
والحديث مخالف للأجر في كتاب الله وهو عشر حسنات حيث ان المبكر للصلاة يناول ألوفا مؤلفة من الحسنات جزاء التبكير وفى هذا قال تعالى :
" من جاء بالحسنة فله عشر أمثالها "
التبكير لطلب الرزق:
من الأمور التى شاعت بيننا أن التبكير في العمل الوظيفى أكثر بركه ونجاه كما في الأحاديث التالية :
روي عن عائشة رضي الله عنها أنها قالت: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:
باكروا للغدو في طلب الرزق، فإن الغدو بركة ونجاح
والحقيقة أن هذا يتعارض مع تقسيم الله للوظائف فهناك وظائف تكون بالليل كما في النهار كالجهاد والطب وهناك وظائف ليس فيها رزق قليل أو كثير كالتعليم والاعلام
ومن تحدثوا في الموضوع تحدثوا عن روايات ألفها البعض اعتمادا على المجتمع غير المنظم الذى يسعى فيه الناس لتحصيل قدر ممكن من الرزق معارضين قوله تعالى :
"وقدر فيها أقواتها في ا{بعة أيام سواء للسائلين "
فالرزق ليس بالسعى وكثرة الحركة لأن الرزق وهو أقوات الأرض يوزع بالتساوى وأما سبب كثرته للبعض فهو لأسباب شرعية كالورث أو الهبة أو الهجرة من مجتمع كافر كان فيه للمهاجر ثروة وتركوه يغادر بها
التبكير بالتعليم:
والمراد تعليم الأطفال في سن مبكرة ما يجب وما لا يجب حسب تدرجهم في السن وهو أمر أمر الله به من خلال تعليم الأطفال الكلام والتبول والتبرز وحدهم وتعليمهم أداب عدم ضرب أو شتم الآخرين والاستئذان في البيت وهو من باب قوله تعالى :
"يا أيها الذين آمنوا قوا أنفسكم وأهليكم نارا"

اجمالي القراءات 17

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2788
اجمالي القراءات : 22,260,315
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt