المحبطون والمثبطون فى دعم غزة

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-08-14


المحبطون والمثبطون فى دعم غزة
فيما يبدو توجد حاليا هجمة منظمة من قبل التيار العلمانى مدعى الوطنية وكذلك التيار الإلحادى فى اتجاه ما يحدث فى غزة
تجد من يقول :
يجب على كل واحد أن يهتم بنفسه وعائلته ولا يتابع أخبار الفلسطينيين ولا تلك القضية فنحن أحق برعاية أنفسنا


وتجد من يقول :
سوف نحافظ على بلدنا ليس لنا صلة بغيرنا لم يأت لنا من خلف القضية الفلسطينية سوى الحروب
وتجد من يقول :
حماس اخوان والإخوان إرهابيين يجب ترك قطاع غزة يباد بمن فيه
وتجد من يقول :
اسرائيل دولة صديقة
وجهات نظر كلها تثبيط وتحبيط لمن يدافع عن الجوعى والمشردين عن الأطفال والنساء والعجائز الذين لا ذنب لهم
مناقشة وجهة النظر الأولى :
الاهتمام بالنفس والعائلة
السؤال :
وماذا تفعل إن كنت مسلما فى قوله تعالى :
" وتعاونوا على البر والتقوى "
وماذا تفعل فى وجوب اطعام اليتامى والمساكين الجوعى فى يوم المسغبة وهو المجاعة فى قوله تعالى :
" أو اطعام فى يوم ذى مسغبة يتيما ذا مقربة أو مسكينا ذا متربة"؟
وماذا تفعل فى كون اطعام المحتاجين من صفات المسلمين فى قوله تعالى
" ويطعمون الطعام على حبه مسكينا ويتيما وأسيرا "؟
فالمسلمون يطعمون ليس فقط مسلمين مثلهم وإنما يطعمون كفارا لأن الأسرى دوما على دين غير الإسلام ؟
هذا إن كنت مسلما وأما إذا نصرانيا أو مسيحيا فدينك يلزمك بالعطف على الأطفال كما فى النص التالى :
13 وَقَدَّمَ إِلَيْهِ بَعْضُهُمْ أَوْلاَداً صِغَاراً لِكَيْ يَلْمِسَهُمْ. فَزَجَرَهُمُ التَّلاَمِيذُ. 14 فَلَمَّا رَأَى يَسُوعُ ذلِكَ، غَضِبَ وَقَالَ لَهُمْ: «دَعُوا الصِّغَارَ يَأْتُونَ إِلَيَّ، وَلاَ تَمْنَعُوهُمْ، لأَنَّ لِمِثْلِ هَؤُلاءِ مَلَكُوتَ اللهِ! 15 الْحَقَّ أَقُولُ لَكُمْ: مَنْ لاَ يَقْبَلُ مَلَكُوتَ اللهِ كَأَنَّهُ وَلَدٌ صَغِيرٌ، لَنْ يَدْخُلَهُ أَبَداً!» 16 ثُمَّ ضَمَّ الأَوْلاَدَ بِذِرَاعَيْهِ وَأَخَذَ يُبَارِكُهُمْ وَاضِعاً يَدَيْهِ عَلَيْهِمْ."
ودينك يلزمك أن تعطى الأخرين كما فى القول :
" أَعْطُوا، تُعْطَوْا: فَإِنَّكُمْ تُعْطَوْنَ فِي أَحْضَانِكُمْ كَيْلاً جَيِّداً مُلَبَّداً مَهْزُوزاً فَائِضاً، لأَنَّهُ بِالْكَيْلِ الَّذِي بِهِ تَكِيلُونَ، يُكَالُ لَكُمْ» "
وأما إذا كنت علمانيا أو ملحدا فأنت تنادى بالإنسانية المزعومة فكيف تنادى بها لطفل دون طفل أو لامرأة دون امرأة أو رجل دون رجل هل هذا منطق أن تترك هؤلاء يموتون ولا تمد لهم يدك بينما تمد يدك لأخرين فى نفس الموقف ؟
فعن أى عدل وعن أى مساواة تتحدثون وأنتم تطالبون بابادة شعب بعدم مساعدته وتجويعه إذا قلنا أن بعضه وهم من يحاربون مذنبون فماذا عن الأغلبية البريئة ؟
مناقشة وجهة النظر الثانية :
سوف نحافظ على بلدنا ليس لنا صلة بغيرنا
السؤال :
وهل إسرائيل عندما لم تكن بينها وبين مصر أو بينها وبين الأردن حرب أو بينها وبين لبنان حرب وكانت فلسطين ساكنة هل تركتهم فى حالهم ؟
فى حرب 1956 م المعروفة فى مصر قامت إسرائيل باحتلال سيناء رغم أن مصر لم تحاربها ولم تعلن الحرب عليها ولا كان بينها وبين الفلسطينيين حرب أو مقاومة ظاهرة ؟
فى حرب 1967م المعروفة بحرب النكسة لم تكن هناك أى حرب معلنة على إسرائيل ولم يكن الفلسطينيين يقاتلونهم ومع هذا احتلت سيناء والجولان والضفة الغربية
إذا اسرائيل هاجمت مصر والدول العربية دون أن يكون هناك قتال مع الفلسطينيين
هل تحتاج دليل أخر على أنك لو سكت على ما يجرى فى فلسطين سوف تحافظ على بلدك؟
راجعوا عدد الشهداء من الجنود والضباط المصريين الذين استشهدوا فى سيناء فى السنتين الماضيتين وراجعوا عدد الجرحى الذين يقال أنهم تم قصفهم بطريق الغلط
راجعوا تدمير معبر غزة أربع مرات فى تصريحات السيسى الأخيرة
هل إسرائيل ستتركنا فى حالنا ؟
راجعوا حكاية أكلت يوم أكل الثور الأبيض :
"روي عن أمير المؤمنين علي بن أبي طالب رضي الله عنه أنه قال: "إنما مثلي ومثل عثمان رضي الله عنه كمثل ثلاثة أثوار كانت في أَجَمة (شجر كثيف بالغابة): أبيض، وأسود، وأحمر، ومعها أسد، فكان لا يقدر منها على شيء لاجتماعها عليه، فقال الأسد للثور الأسود والأحمر: "إنه لا يدل علينا في أجمتنا إلا الثور الأبيض، فإن لونه مشهور، ولوني على لونكما، فلو تركتماني آكله خلت لكما الأجمة وصفت"، فقالا: "دونك وإياه فكُله"، فأكله، ومضت مدة على ذلك، ثم إن الأسد قال للثور الأحمر: "لوني على لونك، فدعني آكل الثور الأسـود"، فقـال له: "شأنك به"، فأكله، ثم بعد أيـام قال للثور الأحمر: "إني آكلك لا محال"؛ فقال الثور الأحمر: "دعني أنادي ثلاثة"، فقال الأسد: "افعل"، فنادى الثور الأحمر: "إنما أُكلت يوم أُكِل الثورُ الأبيض" قالها ثلاثاً، ثم قال علي رضي الله عنه: "إنما هنت يوم قتل عثمان رضي الله عنه"، ثم رفع بها صوته"
والحكاية رغم صدق ما تشرحه فهى رواية كاذبة
وجهة النظر الثالثة :
حماس اخوان والإخوان إرهابيين يجب ترك قطاع غزة يباد بمن فيها
أولا قانونيا فى أى مكان من العالم :
عقاب الجريمة يخص من ارتكبها وأما من لم يرتكبوها فهم أبرياء كما قال تعالى :
" فلا تزر وزارة وزر أخرى "
فعلى أساس يتم استحلال دماء الأخرين والقضاء عليهم
ثانيا فى مصر حيث تجرى أقوال ومقالات عن جرائم حماس فى مصر يجب أن يكون السؤال :
هل أصدرت المحاكم المصرية حكما بثبوت تلك الجرائم على حماس أو غيرها عن طريق أحكام بالقبض على فلان وعلان ؟
على حد علمى لا يوجد أى حكم صدر على أى من قيادات حماس
وكل من يتكلمون عن تلك الجرائم يتناسون استقبال مصر لقيادات حماس وغيرها فى مصر والتفاوض معهم سواء فى الوحدة الفلسطينية أو فى وقف الحرب على غزة والتى حدثت عدة مرات بعد ثورة يناير
فلو كان هؤلاء مجرمون فى نظر الحكومات المصرية وصدرت بحقهم أحكام هل كانت ستتركهم يدخلون ويخرجون من وإلى مصر أم كانت ستقبض عليهم ؟
المصيبة أن منطق من يتكلمون هذا الكلام سيجرنا إلى مصيبة أخرى وهى أن يعاير الفلسطينيون المصريين والعكس فإذا كانت حماس كما هو الشائع هى من اقتحمت السجون المصرية فى ثورة يناير فإن الفلسطينيين سيعايرون المصريين بأن اللواء المصرى حاكم قطاع غزة هو من سلم إسرائيل ما يسمى بغلاف غزة وهى أرض غزية فلسطينية وعليها قامت بعمل المغتصبات وهى المستوطنات فيها
المصريون طوال أكثر من قرن من القضية كانوا فى ظهر الفلسطينيين ومعهم فى ميادين القتال فالبطل أحمد عبد العزيز والبطل عزيز المصرى وهما من ضباط الجيش المصرى بعد استقالتهم منه حاربوا مع الفلسطينيين قبل حرب 1948 ولذا أطلق اسم الاثنين على شارعين من أهم شوارع القاهرة شارع أحمد عبد العزيز الذى لا يعرف المصريون عنه سوى أنه شارع بيع المحمولات
المصريون كانوا السبب الرئيسى وراء إنشاء منظمة التحرير بقيادة أحمد الشقيرى فى مصر وهو رجل فلسطينى نسوا اسمه مع تولى ياسر عرفات المنظمة وكانوا فى كل مرة يظلم فيها الشعب الفلسطينى خلفه بالمال والمشاركة فى القتال
المصريون كانوا وراء الفلسطينيين حيث ضغطوا على الملك حسين لاخراج منظمة التحرير من الأردن دون خسائر كبيرة للطرفين بعد أحداث ما يسمى أيلول الأسود فى أول السبعينات وفى أول الثمانينات حمل الجيش المصرى على سفنه جنود منظمة التحرير ورئيسها ياسر عرفات من بيروت بجنودها وعتادها إلى تونس بعد حرب إسرائيل على لبنان والتى وقعت فيها المجازر الكبرى كصابرا وشاتيلا رغم حالة الخصام بين مصر ودول الصمود والتصدى ومنها منظمة التحرير
وجهة النظر الرابعة :
إسرائيل دولة صديقة
من قال هذا لا يعرف أن اسرائيل نقضت معاهدة كامب ديفيد عشرات المرات فى خمسين سنة تقريبا قتلت فيها المصريين ودخلت الحدود بلا استئذان وخرقت اعترافها بالحكم الذاتى الفلسطينى من خلال الجزء المتعلق بالقضية الفلسطينية فى المعاهدة
والمعاهدة التى نشرت فى 1978 كانت مدتها 30 سنة انتهت فى 2007 وكان المفترض أن تنتشر القوات المصرية من ذلك الوقت فى كل سيناء ولكنها لم تدخل طوال أكثر من عشر سنوات وهو خرق للمعاهدة
المعاهدة رسميا لم تجدد ولم تجر أى مباحثات لتجديدها وعليها انتهت وانتهى كل ما ترتب عليها
من يقول أن إسرائيل صديقة عليه أن يرفع المادة الثانية من الدستور والتى تقر بأن دين الدولة هو الإسلام لأن دين الدولة يثبت عداوة إسرائيل كما قال تعالى :
" لتجدن أشد الناس عداوة للذين آمنوا اليهود والذين أشركوا"
ومن ثم لا يمكن أن تنقض أى معاهدة نص الدستور نفسه وهى مادة ثابتة فى الدساتير المصرية

اجمالي القراءات 24

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2877
اجمالي القراءات : 23,674,706
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 513
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt