الربض في الإسلام

رضا البطاوى البطاوى Ýí 2025-05-11


الربض في الإسلام
الربض هو مكان اقامة الغنم وبألفاظ أخرى مكان بياتها أو مكان راحتها بعد رعيها والمربض حاليا على نوعين :
المربض العادى المعروف عند الرعاة وهو مكان راحة الغنم الراعية ومن ثم قد تتعدد المرابض للغنم مع الرعاة الذين يسرحون بها في بلاد الله


المربض الدائم وهو :
مزرعة الغنم حيث الغنم مقيمة في مكان لا تخرج منه للرعى وإنما طعامها وشرابها يقدم لها مباشرة دون سروح أو انتقال من مكانها
ونتيجة اقامة الغنم فى المكان ينتج عنه :
أنها تتبول وتتبرز في المكان ومن ثم تكون رائحة الربض كريهة خاصة إذا كانت لا تسرح منتقلة من مكان إلى مكان والرعاة السارحين لا يحاولون تغطية البول والبراز بشىء وإنما يتركون للشمس والهواء تجففه أو تبخره وأما في المزارع والزرائب فيقوم المشرفون على المكان إما بجلب ردم وتغطية المكان أو يضعون قش فوق البول والبراز وعندما تترسب طبقات عدة يقومون بتجريفها وتحميلها على مقطورات لتستعمل كسماد عضوى أو تستعمل في شىء أخر
هذا هو المعنى المشهور للمريض ولم يرد هذا في كتاب الله
وقد استعمل الفقهاء اللفظ بمعنيين :
الأول هو المعنى المشهور وهو مكان بروك الغنم والمقصود مكان راحتها في الظهيرة أو في البيات
الثانى :
المنطقة المحيطة بمساكن البلد سواء كانت أراضى أو أماكن مقفرة أو بها بيوت ومن الممكن تسميتها :
محيط كل بلد وهو أرضها القريبة منها
وقد تحدث الفقهاء عن المعنى الثانى أثناء الحديث عن قصر الصلاة الرباعية حيث اشترطوا الخروج من محيط بلدة للمسافر
وفى هذا قال ابن عابدين:
"يشترط لقصر الصلاة الرباعية في السفر خروج المسافر من عمارة موضع إقامته من جانب خروجه، كما يشترط مفارقته توابع موضع الإقامة، كربض المدينة - وهو ما حول المدينة من بيوت ومساكن - فإنه في حكم المصر، وكذا القرى المتصلة بالربض في الصحيح. وبخلاف البساتين ولو متصلة بالبناء؛ لأنها ليست من البلدة، ولو سكنها أهل البلدة في جميع السنة أو بعضها ."
قطعا لا وجود بقصر الصلاة بمعنى تقليل عدد الركعات فالقصر الموجود هو :
إلغاء الصلاة خوفا من الفتنة وهى تعذيب الكفار المحاربين للمسافر نتيجة اظهاره الإسلام بأداء الصلاة أمام أنظارهم
وسواء أطيلت الصلاة أو قللت أمام القوم فهم سوف يعرفون أنه مسلم ومن ثم يعذبونه إن لم يقتلوه
ومن ثم ألغى والمراد قصر الله الصلاة فقال :
"وَإِذَا ضَرَبْتُمْ فِي الْأَرْضِ فَلَيْسَ عَلَيْكُمْ جُنَاحٌ أَنْ تَقْصُرُوا مِنَ الصَّلَاةِ إِنْ خِفْتُمْ أَنْ يَفْتِنَكُمُ الَّذِينَ كَفَرُوا إِنَّ الْكَافِرِينَ كَانُوا لَكُمْ عَدُوًّا مُبِينًا"
وقد تحدث الفقهاء المحدثون في عصرنا عن جواز صلاة الجمعة والعيدين في محيط البلدة وأما إذا خرج القوم خارج المحيط فلا صلاة للجمعة والعيدين
وفى هذا قالت الموسوعة الفقهية :
" لم يتعرض الفقهاء لصحة صلاة الجمعة والعيدين في الأرباض نصا. والربض التابع للبلد لا يجوز القصر للمسافر قبل مجاوزته، فتجوز فيه صلاة الجمعة والعيدين إذا توفرت سائر شروطها، أما الأرباض خارج البلد غير التابعة له فلا تصح صلاة الجمعة والعيدين فيها عند جمهور الفقهاء (الحنفية والمالكية والشافعية )"
ومن الموضوعات التى تحدث القوم فيها إحياء الأرض الموات في محيط البلدة وقد اشترط بعضهم وهم الحنابلة أن لا تكون الأرض الموات في محيط البلدة واعتبروا أن أخر ذلك المحيط هو أن ينادى الإنسان على أخر فيكون أخر المحيط هو أخر أرض وصل إليها الصوت وما بعده يكون حلالا عندهم إحياء الموات فيه وعلى ذلك فالأرباض لا تعتبر مواتا فلا يجوز إحياؤها .
قطعا احياء الموات يكون فى المجتمعات الكافرة وأما فى المجتمع المسلم فلا يحل إحياء الموات لأن الأرض كلها ملكية مشتركة لكل المسلمين كما قال تعالى :
"ولقد كتبنا فى الزبور من بعد الذكر أن للأرض يرثها عبادى الصالحون "
ومن ثم لا يحل لأحد أن يملك فيها شيئا خاصا به إلا أن يتم تمليك كل المسلمين مثله تحقيقا للعدل
وإحياء الموت هو أمر يخطط المجتمع ويوظف أفرادا منه للإحياء وليست عملية يحققها كل واحد إذا قرر ذلك والسبب :
أن أحياء الموات والحمى والاقطاع وغيرهم من ألأمور التى اشتهرت فى الفقه هى من ضمن الظلم الذى شرعه الكفار برواياتهم ليتم ايجاد أغنياء ومحتاجين
ومن ثم يحرم كل ما يؤدى لعدم وجود العدالة فى الرزق كما أوجب الله توزيعه بالعدل وهو السواء فى قوله تعالى :
" وقدر فيها أقواتها فى أربعة أيام سواء للسائلين "

وتحدث القوم عن المعنى الأول وهو :
مأوى الغنم وهو مكان راحتهم مبينين أنه طبقا للروايات الحديثية فإن الصلاة في مرابض الغنم رغم ما بها من بول وبراز مباحة وجائزة
والدليل هو الحديث التالى :
" صلوا فيمرابض الغنم ولا تصلوا في أعطان الإبل
والحديث التالى :
" أن رجلا سأل النبي صلى الله عليه وسلم قال: أصلي في مرابض الغنم؟ قال: نعم. قال: أصلي في مبارك الإبل؟ قال: لا."
والحقيقة أنه لا يجوز الصلاة في أى مكان غير طاهر
والسؤال :
كيف يكون مربض الغنم طاهر وفيه بول وبراز الغنم ؟
ولن يكون هناك إجابة لأن من ألف الحديث فرق بين بولين وبين برازين وكلاهما عند الفقهاء :
نجاسة
وهما بول الغنم وبول الإبل وهما براز الغنم وبراز الإبل
والغريب أن هناك أحاديث تجعل بول الإبل دواء يتم شربه وهو ما يعنى :
ان بول الإبل أطهر لأن بول الغنم لا يستعمل مشراب دوائى
وفى النهاية أى بول أو براز هو :
مبطل للصلاة في المكان
السبب :
أن الله اشترط طهارة المصلى وهو البيت فقال :
" أن طهرا بيتى "
وقال :
" طهر بيتى "

اجمالي القراءات 11

للمزيد يمكنك قراءة : اساسيات اهل القران
أضف تعليق
لا بد من تسجيل الدخول اولا قبل التعليق
تاريخ الانضمام : 2008-08-18
مقالات منشورة : 2782
اجمالي القراءات : 22,215,131
تعليقات له : 312
تعليقات عليه : 512
بلد الميلاد : Egypt
بلد الاقامة : Egypt