ف 3 : عن ضعف الوالدين في شيخوختهما
ف 3 : عن ضعف الوالدين في شيخوختهما
كتاب ( ضعف البشر في رؤية قرآنية )
أولا : ( فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا )
1 ـ كنت أشهد فيلما أمريكيا ، أفزعني مشهد فيه ولا زلت أتذكره . جلسة عشاء يجلس الابن الشاب مع زوجته وطفله وزوجته ، وفى طرف المائدة يجلس الأب ذاهلا ، يأكل وعيناه زائغتان ، ويتساقط الطعام من فمه على صدره وقميصه ، تنظر الزوجة له باشمئزاز ، فيصرخ الابن زوجها في أبيه ينهره ، و في قرف يمسح الطعام من على فم الأب ومن على قميصه ، وهو يسب ويلعن . والأب لا يزال في ذهوله .
2 ـ دار بعقلى وتخيلت هذا الابن الجاحد حين كان طفلا يتعلم الأكل ، وهذا الأب يحنو عليه وينظفه في طعامه وشرابه ، وفى تبوله وتبرزه ، وفى استحمامه ونظافته ، ومعه الأم . تمضى الأيام والسنوات ويكبر الابن ويصبح قويا بعد ضعف ، وفى نفس الوقت تتراجع صحة الوالدين وتتحول الى وهن وضعف . يحتاجان الى رعاية الابن كما كان الابن يحتاج الى رعايتهما حين كان طفلا ضعيفا . ولكن الابن لا يتذكر وقت طفولته ولا يعيها ، ربما يتذكر قسوة والده عليه في التعليم والتهذيب ، ولكن لا يتذكر الأهم ، وهو الرعاية الفائقة والحب الطاغى له في طفولته .
ثانيا : ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62) الواقعة )
1 ـ لقد قال جل وعلا في خطاب مباشر لنا : ( وَلَقَدْ عَلِمْتُمْ النَّشْأَةَ الأُولَى فَلَوْلا تَذكَّرُونَ (62) الواقعة ).
2 ـ كل منا يعرف فترة الطفولة من الولادة والرضاعة وما بعدها من ( فصال ) أو انفصال الطفل عن أمه وأبيه ، ولكن لا نتذكرها . وهذا غريب ؛ أن تعرف شيئا ولا تتذكره . أنت تعرفه في الآخرين ، ولكن لا تتذكر حدوثه بالنسبة لك . قد ترى طفولتك في فيديو أو صور ، وتتعجب كيف كنت بهذا الشكل ، ولكن لا يمكن أن تتذكر حين كنت بها الشكل .
ثالثا : بين ضعف الطفولة وضعف الشيخوخة
1 ـ إن الخالق جل وعلا خلق الطفل ضعيفا ، وجعل في ضعفه أكبر قوة . من منّا يتحمل صُراخ طفل يبكى أو تألم طفل يتأوه مرضا ؟ .! . لقد رأيت مشهدا لغزالة مع وليدها ، وقد أحست بهجوم مباغت من أُنثى الأسد ، فهربت تاركة وليدها . اللبؤة ــ مع شراستها ـ لم تفترس الغزال الصغير، أخذت تلاعبه وتتحسس جسده ثم تركته .
2 ـ بعض البشر يتفوقون على الوحوش . الوحوش تفترس بغريزتها ، وهى تفترس لتأكل وتعيش . ليس لها طريق آخر . وبعضها لا يفترس إلا عند الجوع . ولكن من البشر من قلوبهم اشد قسوة من الوحوش والصخور . ترى هذا في حروب البشر ، حيث يكون أغلب الضحايا من المدنيين الضعفاء ، وخصوصا الأطفال والشيوخ والنساء . وفى العصور الوسطى كان يتم سبى النساء والأطفال في حروب علمانية لا تتمسّح باسم رب العالمين جل وعلا . الأفظع في الفتوحات العربية التي حملت اسم الإسلام ظلما وزورا وبهتانا ، وفيها كان يتم تقسيم السبى من النساء والأطفال الى الربع وثلاثة أرباع ، يفرقون بين الأم وأطفالها وبين الأطفال بعضهم بعضا ، يوزعون ثلاثة ارباع السبى على المقاتلين ، ثم يتم شحن ربع السبى من أرض المعركة في الشام والعراق وفارس شرقا وشمال افريقيا غربا ، الى مقر الخليفة في المدينة ثم في دمشق . وبالطبع يموت في هذه الرحلة الشاقة عشرات الألوف من الأطفال الضعاف ، ثم يوضعون في معسكرات الى ان يتم توزيعهم .!. وكان السبب الذى جعل أبا لؤلؤة المجوسى يغتال عمر بن الخطاب أنه كان يذهب خلسة الى معسكر أطفال السبى في المدينة ويتسلل الى داخله يسمع بكاءهم ، ويهوّن عليهم . وبكاؤهم جعله يغتال عمر بن الخطاب .! أكابر المجرمين من الخلفاء الفاسقين لم يرحموا المستضعفين من الأطفال والنساء . عليهم لعنة الله جل وعلا .!
رابعا : أمر الله جل وعلا بالاحسان للوالدين ، ولم يأمر الوالدين بالاحسان لأطفالهم . لماذا ؟
1 ـ في الطفولة ضعف وفى الشيخوخة ضعف . ولكن ضعف الطفولة تحميه غريزة أودعها الخالق جل وعلا في الوالدين ، وهذا حتى تستمر الحياة ، فيكبر الطفل ويقوى وينجب فتستمر الحياة جيلا بعد جيل . ولكن في شيخوخة البشر إقتراب من الموت وعجز وعُقم وعدم قدرة على الانجاب . هنا يتدخل التشريع الاسلامى بفرض الاحسان للوالدين ورعايتهما في ضعفهما .
2ـ على الأبناء أن يتذكروا :
2 / 1 : ـ أن فى الاحسان للوالدين أجرا عظيما .!
2 / 2 : رعاية الوالدين لهم في طفولتهم ، وهم مدينون بهذا للأبوين .
2 / 3 : أنه سيأتى وقت يصلون فيه الى الشيخوخة ويحتاجون الرعاية . وما تقدمه في شبابك لوالديك من خير ستجده من أبنائك خيرا في شيخوختك .
3 ـ هنا تحضرنى قصة :
شاويش في قسم شرطة ، كان يلمع الفخر في وجهه وهو يقف أمام باب غرفة الضابط الشاب ، ويقوم بتحية الضابط الشاب في دخوله وخروجه ووجهه غاية في السعادة . هذا الضابط الشاب هو ابن لهذا الشاويش . كان الضابط الشاب طموحا ويشعر بالعار من أبيه الشاويش . في طموحه تقرّب من بنت واحد من لواءات الشرطة ، وتزوجها . أصبح الشاويش والد الضابط مشكلة ، لأن الزوجة ( بنت الأكابر ) تشعر بالعار لأنه ( حماها ) ، لا زالت بزوجها حتى أرغم أباه على الاستقالة ، بل وجعلته يقاطع أباه . مرض الأب ومات بسبب عقوق ابنه . لم يعش الابن العاق طويلا ، فقد حياته في حادث سير . ومات عاقّا لأبيه .
4 ـ هنا نتذكر قوله جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا إِنَّ مِنْ أَزْوَاجِكُمْ وَأَوْلادِكُمْ عَدُوّاً لَكُمْ فَاحْذَرُوهُمْ وَإِنْ تَعْفُوا وَتَصْفَحُوا وَتَغْفِرُوا فَإِنَّ اللَّهَ غَفُورٌ رَحِيمٌ (14) التغابن )
4 / 1 :الله جل وعلا أمر الوالدين بالعفو والصفح عن أولادهم إذا كبروا واصبحوا أعداءا لمن ربّاهم وهم صغار . أمرهم الله جل وعلا بالحذر ، ووعدهم الله جل وعلا بالمغفرة والرحمة إذا عفوا وصفحوا.
4 / 2 : قوله جل وعلا ( من أزواجكم ) تعنى الزوج الذكر والزوج الأنثى . والمعنى أن تعفو الزوجة عن زوجها ، وأن يعفو الزوج عن زوجته ، وأن يكون عفو الوالدين عن الأولاد إذا تصرفوا بتصرف الأعداء .
4 / 3 : إن من المُفجع عقوق الوالدين .
خامسا : وبالوالدين إحسانا
1 ـ الاحسان درجة تعلو العدل . القصاص عدل ، ولكن العفو إحسان وأرقى من العدل . قال جل وعلا : ( وَجَزَاءُ سَيِّئَةٍ سَيِّئَةٌ مِثْلُهَا فَمَنْ عَفَا وَأَصْلَحَ فَأَجْرُهُ عَلَى اللَّهِ إِنَّهُ لا يُحِبُّ الظَّالِمِينَ (40) فصلت ) . السيئة بمثلها عدل ، يعلوه العفو ، واجره عند الرحمن جل وعلا .
1 / 1 : هذا يعنى أن ترد أو أن تدفع السيئة بالتى هي أحسن ، وهذه درجة عليا في السمو الخُلُقى . قال جل وعلا : ( ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ السَّيِّئَةَ نَحْنُ أَعْلَمُ بِمَا يَصِفُونَ (96) المؤمنون ) ( وَلا تَسْتَوِي الْحَسَنَةُ وَلا السَّيِّئَةُ ادْفَعْ بِالَّتِي هِيَ أَحْسَنُ فَإِذَا الَّذِي بَيْنَكَ وَبَيْنَهُ عَدَاوَةٌ كَأَنَّهُ وَلِيٌّ حَمِيمٌ (34) فصلت ) .
1 / 2 : بهذا نفهم معنى الاحسان للوالدين الذى تكرر في القرآن الكريم ، ألّا ترد فضلهما بالمثل ( وهو عدل ) بل بأكثر من المثل ، وهو الاحسان .
2 ـ لقد تكرر الأمر بعبادة الله جل وعلا وحده والنهى عن الاشراك به ، ويأتي بعده الأمر بالاحسان للوالدين . هذا الاقتران ، دليل على أهمية الاحسان لهما . قال جل وعلا :
2 / 1 : ( وَإِذْ أَخَذْنَا مِيثَاقَ بَنِي إِسْرَائِيلَ لا تَعْبُدُونَ إِلاَّ اللَّهَ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) (83) البقرة ).
2 / 2 : ( وَاعْبُدُوا اللَّهَ وَلا تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) (36) النساء )
2 / 3 : ( قُلْ تَعَالَوْا أَتْلُ مَا حَرَّمَ رَبُّكُمْ عَلَيْكُمْ أَلاَّ تُشْرِكُوا بِهِ شَيْئاً وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً ) (151) الانعام )
2 / 4 : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان )
3 ـ والإحسان للوالدين يجب :
3 / 1 : ألّا يتعارض مع ( لا إله إلّا الله ) . فلو ضغطا على المؤمن ليكفر ، فعليه عصيانهما لأنه لا طاعة لمخلوق في معصية الخالق ، قال جل وعلا : ( وَوَصَّيْنَا الإِنْسَانَ بِوَالِدَيْهِ حُسْناً وَإِنْ جَاهَدَاكَ لِتُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنْتُمْ تَعْمَلُونَ (8) العنكبوت )، ولكن يظل عليه أن يصاحبهما في الدنيا معروفا ، مع إختلاف الدين . قال جل وعلا : ( وَإِنْ جَاهَدَاكَ عَلى أَنْ تُشْرِكَ بِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ فَلا تُطِعْهُمَا وَصَاحِبْهُمَا فِي الدُّنْيَا مَعْرُوفاً وَاتَّبِعْ سَبِيلَ مَنْ أَنَابَ إِلَيَّ ثُمَّ إِلَيَّ مَرْجِعُكُمْ فَأُنَبِّئُكُمْ بِمَا كُنتُمْ تَعْمَلُونَ (15) لقمان )
3 / 2 : ألّا يتعارض مع العدل . قال جل وعلا : ( يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُونُوا قَوَّامِينَ بِالْقِسْطِ شُهَدَاءَ لِلَّهِ وَلَوْ عَلَى أَنفُسِكُمْ أَوْ الْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ إِنْ يَكُنْ غَنِيّاً أَوْ فَقِيراً فَاللَّهُ أَوْلَى بِهِمَا فَلا تَتَّبِعُوا الْهَوَى أَنْ تَعْدِلُوا وَإِنْ تَلْوُوا أَوْ تُعْرِضُوا فَإِنَّ اللَّهَ كَانَ بِمَا تَعْمَلُونَ خَبِيراً (135) النساء )
4 ـ وفى الاحسان للوالدين جاءت تفصيلات في قوله جل وعلا : ( وَقَضَى رَبُّكَ أَلاَّ تَعْبُدُوا إِلاَّ إِيَّاهُ وَبِالْوَالِدَيْنِ إِحْسَاناً إِمَّا يَبْلُغَنَّ عِنْدَكَ الْكِبَرَ أَحَدُهُمَا أَوْ كِلاهُمَا فَلا تَقُلْ لَهُمَا أُفٍّ وَلا تَنْهَرْهُمَا وَقُلْ لَهُمَا قَوْلاً كَرِيماً (23) وَاخْفِضْ لَهُمَا جَنَاحَ الذُّلِّ مِنْ الرَّحْمَةِ وَقُلْ رَّبِّ ارْحَمْهُمَا كَمَا رَبَّيَانِي صَغِيراً (24) الاسراء ). الطفل مزعج ويحتاج الى رعاية كاملة في كل شيء . ويقوم بها الوالدان بكل سرور وسعادة . ثم يأتي وقت يصل فيه الوالدان أو أحدهما الى الشيخوخة ، هنا ضعف واحتياج وربما نسيان وإزعاج لأولادهما الذين بلغوا مرحلة القوة والشباب . التشريع يوجب على الأبن ( والبنت ) الاحسان اليهما ، وتحملها دون تبرم أو ضيق ، والتذلل لهما رحمة بهما ، بل والدعاء لهما أن يرحمهما كما ربياه صغيرا ، فهذا بعض حقهما .
5 ـ وكان الأنبياء يدعون لوالديهم . وذكر رب العزة جل وعلا منهم :
5 / 1 : نوح عليه السلام قال : ( رَبِّ اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِمَنْ دَخَلَ بَيْتِي مُؤْمِناً وَلِلْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ وَلا تَزِدْ الظَّالِمِينَ إِلاَّ تَبَاراً (28) نوح )
5 / 2 : إبراهيم عليه السلام قال : ( رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) إبراهيم )
5 / 3 : وقال عيسى عليه السلام : ( وَجَعَلَنِي مُبَارَكاً أَيْنَ مَا كُنتُ وَأَوْصَانِي بِالصَّلاةِ وَالزَّكَاةِ مَا دُمْتُ حَيّاً (31) وَبَرّاً بِوَالِدَتِي وَلَمْ يَجْعَلْنِي جَبَّاراً شَقِيّاً (32) مريم )
5 / 4 : وقال جل وعلا عن يحيى عليه السلام : ( يَا يَحْيَى خُذْ الْكِتَابَ بِقُوَّةٍ وَآتَيْنَاهُ الْحُكْمَ صَبِيّاً (12) وَحَنَانَاً مِنْ لَدُنَّا وَزَكَاةً وَكَانَ تَقِيّاً (13) وَبَرّاً بِوَالِدَيْهِ وَلَمْ يَكُنْ جَبَّاراً عَصِيّاً (14) مريم )
6 ـ وهناك حديث وضيع يقول : ( من أحق الناس بحسن صحابتى ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك ، قال : ثم من ؟ قال : أمك . قال ثم من ؟ قال أبوك ). هذا ينافى الاحسان للوالدين في تشريع القرآن الكريم ، إذ لا تفرقة بين الأب والأم ، فهما متساويان في كلمة ( الوالدين ) و ( الأبوين ). فالأم ضمن ( الوالدين ) و ( الأبوين ). ومع أنه جل وعلا ذكر معاناة الأم في الحمل إلا إن الأمر بالاحسان جاء لهما معا بوصفهما بالوالدين ، لأن الأب مشارك للأم في معاناتها . قال جل وعلا :
6 / 1 : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ إِحْسَاناً حَمَلَتْهُ أُمُّهُ كُرْهاً وَوَضَعَتْهُ كُرْهاً وَحَمْلُهُ وَفِصَالُهُ ثَلاثُونَ شَهْراً )(15) الاحقاف )
6 / 2 : ( وَوَصَّيْنَا الإِنسَانَ بِوَالِدَيْهِ حَمَلَتْهُ أُمُّهُ وَهْناً عَلَى وَهْنٍ وَفِصَالُهُ فِي عَامَيْنِ أَنْ اشْكُرْ لِي وَلِوَالِدَيْكَ إِلَيَّ الْمَصِيرُ (14) لقمان ).
أخيرا : مع الاحسان لهما : حقوق الوالدين :
قال جل وعلا :
1 ـ ( يَسْأَلُونَكَ مَاذَا يُنفِقُونَ قُلْ مَا أَنفَقْتُمْ مِنْ خَيْرٍ فَلِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ وَالْيَتَامَى وَالْمَسَاكِينِ وَابْنِ السَّبِيلِ وَمَا تَفْعَلُوا مِنْ خَيْرٍ فَإِنَّ اللَّهَ بِهِ عَلِيمٌ (215) البقرة ).
هذا في النفقة والانفاق عليهما في الصدقة الفردية .
2 ـ قال جل وعلا : ( كُتِبَ عَلَيْكُمْ إِذَا حَضَرَ أَحَدَكُمْ الْمَوْتُ إِنْ تَرَكَ خَيْراً الْوَصِيَّةُ لِلْوَالِدَيْنِ وَالأَقْرَبِينَ بِالْمَعْرُوفِ حَقّاً عَلَى الْمُتَّقِينَ (180) البقرة ). هذا في الوصية قبل الموت وتنفيذها يكون قبل توزيع الميراث .
3 ـ ( يُوصِيكُمْ اللَّهُ فِي أَوْلادِكُمْ لِلذَّكَرِ مِثْلُ حَظِّ الأُنثَيَيْنِ فَإِنْ كُنَّ نِسَاءً فَوْقَ اثْنَتَيْنِ فَلَهُنَّ ثُلُثَا مَا تَرَكَ وَإِنْ كَانَتْ وَاحِدَةً فَلَهَا النِّصْفُ وَلأَبَوَيْهِ لِكُلِّ وَاحِدٍ مِنْهُمَا السُّدُسُ مِمَّا تَرَكَ إِنْ كَانَ لَهُ وَلَدٌ فَإِنْ لَمْ يَكُنْ لَهُ وَلَدٌ وَوَرِثَهُ أَبَوَاهُ فَلأُمِّهِ الثُّلُثُ فَإِنْ كَانَ لَهُ إِخْوَةٌ فَلأُمِّهِ السُّدُسُ مِنْ بَعْدِ وَصِيَّةٍ يُوصِي بِهَا أَوْ دَيْنٍ آبَاؤُكُمْ وَأَبْنَاؤُكُمْ لا تَدْرُونَ أَيُّهُمْ أَقْرَبُ لَكُمْ نَفْعاً فَرِيضَةً مِنْ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ كَانَ عَلِيماً حَكِيماً (11) النساء ).
نلاحظ :
3 / 1 : هنا التأكيد على زيف الحديث الوضيع الذى يزعم أنه لا وصية لوارث . فللوالدين ميراث ، ويجب أيضا لهما الوصية .
3 / 2 : موضوع للذكر مثل حظ الأنثيين تنطبق على الأولاد ، ولا تنطبق على الوالدين . فهما متساويان في الميراث بالسدس أو الثلث حسب وجود أولاد من عدمه .
اجمالي القراءات
3350
حديث واحد نسف مكانة الأب .. فما بالك بآلاف الأحاديث التي تنسف الدين !! القران و كفى الرجوع إليه كاف و واف . حفظكم الله أيها الأب العزيز و العزيز جدا .